فـــ@ــــد
عضو مخضرم
ليس دفاعاً عن «بن همام» .. ولكن استنكاراً للمقال الجاهلي الهجومي الهمجي
سقطة «عنصرية» لصحيفة كويتية في أجواء رمضانية
*احمد علي
في انتهاك فاضح لتقاليد شهر رمضان..
.. وفي تجسيد واضح لمفهوم «العيب» في شهر الصوم والتوبة والإيمان ، شنت صحيفة «الوطن» الكويتية، ممثلة في أحد كُتابها، ويدعى «صلاح حيدر» هجوماً عنصرياً عنيفاً على سعادة السيد محمد بن همام العبد الله، خرج عن أصول مهنة الصحافة الشريفة، ومبادئ رسالتها النبيلة.
فقد تطاولت الصحيفة «المسعورة» على «بن همام»، ليس بصفته الوظيفية كرئيس للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وإنما لصفاته الشخصية، بألفاظ خبيثة، ومفردات خسيسة، من مُخلفات الحقبة «الجاهلية»، أقل ما يمكن وصفها أو يقال عنها إنها تنضح بـ «العنصرية» الكريهة، ولا يليق أن تنشرها صحيفة محترمة، لها تاريخها واسمها، الذي يحمل اسم الوطن، ويفترض أنها تمثله بكل فئاته ومكوناته.
لقد لجأ الكاتب إلى «الغمز واللمز» والتحقير، عبر التلاعب باسم «العبدالله»، لإيصال فكرته الشيطانية، وطبعا هناك فارق كبير بين أن تكتب هذا الاسم متلاصقاً، أو تكتبه متباعداً، وتضع نقطتين بين الكلمتين اللتين تشكلان الجزءين المنفصلين من الاسم.
وقبل أن أدلي بدلوي في هذا السقوط الصحفي المدوّي، الذي حدث، بينما تتواصل أيام وليالي شهر رمضان، حيث يفترض أن يكثر الاستغفار ويلتزم المسلمون بعدم الاستكبار على بعضهم البعض ..
أريد القول إن «بن همام» لا يحتاج الى دفاع مني، أو من غيري، فهو شخصية قيادية عالمية، وليس قطرية فحسب، ويستطيع الرد عليهم، ليس بلسانه وإنما بإنجازاته، وسمعته الناصعة المضيئة التي تملأ السمع والبصر على امتداد القارة الآسيوية.وبالطبع يحق للكويتيين، قبل غيرهم، أن يفخروا بتلك الإنجازات، التي حققها ابن قطر، لأنها حصاد سنوات من الجهد والعطاء المخلصيْن، لأحد أبناء الخليج الناجحين ، قبل أن يكون مواطناً قطرياً.
ولعل ما يميز«بن همام» عن غيره، أنه لم يصل إلى منصبه القاري بالوراثة، ولم يحصل عليه بالصدفة أو الواسطة، وإنما بالكفاءة العالية.
ولهذا فإن ما يدفعني اليوم إلى الكتابة ليس الدفاع عنه، وإنما للتعبير عن استنكاري لهذه «السقطة» الصحفية، وهذه السلوكيات الصبيانية، التي لا تليق بالأخلاقيات الكويتية، ولا التقاليد الخليجية، ولا التعاليم الإسلامية.
فإذا كان كاتب المقال أو الذين دفعوه أو حرّكوه ليكتب سطوره الخبيثة، لهم ملاحظات على التصريحات التي أدلى بها «بن همام» لإحدى المطبوعات، وأعلن خلالها أن «أبناء الأسرة الحاكمة في الكويت ممن يعملون في الرياضة، حاربوا الرغبة الأميرية السامية لحل أزمة كرة القدم الكويتية، وتسوية علاقتها مع الاتحاد الدولي للعبة»..
فقد كان الأجدر بهم أن يوجهوا انتقاداتهم بطريقة مهذبة، وليست بذيئة، تفند وجهة نظر «بن همام» من خلال استخدام الحجة والمنطق، وليس بالإسفاف اللفظي والتجريح الشخصي وإحياء مفردات «العصور الجاهلية» التي حرّمها الإسلام وحاربها، فالناس جميعاً لآدم وآدم من تراب، قال تعالى:
«يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم» (الحجرات: 13). وقال صلى الله عليه وسلم «لا فرق بين عجمي وعربي وبين أبيض وأسود إلا بالتقوى».
وإذا كان كاتب المقال، ويدعى«صلاح حيدر»، واثقاً من نفسه، فليكتب لنا بقية اسمه لنعرف هل هو من أحفاد «أبوجهل» أم من سلالة «أبولهب»، حتى عندما تأتي سيرته ونستعرض مسيرته الصحفية نقرأ قوله تعالى في الآية الكريمة الأولى من سورة المسد:
«تبت يدا أبي لهـب وتـب»
كما نريد أن نعرف أيضاً من أي فرع من فروع قبيلة «قريش» ينتمي هذا «الحيدر»، لنتأكد بالدليل القاطع أنه من سفهائها وليس من «سادتها».
وحتى لو أخطأ «بن همام» في تصريحاته من وجهة نظر الكاتب، وتجاوز الخطوط الحمراء، من وجهة نظر الصحيفة الكويتية، فلا أعتقد أنه يستحق هذه «الغضبة» الصحفية، أو هذه الهجمة العنصرية، التي تحدث في الكويت العربية الإسلامية، في الوقت الذي يقترب فيه المرشح الديمقراطي «باراك أوباما» بقوة من دخول «البيت الأبيض»، ليكون في حالة فوزه بالانتخابات الرئاسية أول ملون من أصول إفريقية يتولى رئاسة الولايات المتحدة الأميركية.
ولعل من المفارقات أو التناقضات أنه في الوقت الذي يلغي فيه الأميركيون عنصريتهم، ويؤكدون ديمقراطيتهم، تعود العنصرية لتطل بوجهها القبيح في منطقتنا الخليجية عبر صحيفة «الوطن الكويتية»!
وسواء اتفقنا أم اختلفنا مع تصريحات «بن همام» حول أسباب ومسببات أزمة الكرة الكويتية، فأعتقد أن ما قاله لا يشكل خروجاً على الأعراف، ولا يستحق هذه الثورة الصارخة وكل هذه الإثارة الصاخبة في الرد.
فهو لم يتطفل على الرياضة الكويتية، ولم يتدخل في قضية لا تعنيه، ولم يقحم نفسه أو يدس أنفه في ما لا يفهمه، وإنما كان حديثه في صميم اختصاصاته كرئيس للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وعضو فاعل ومؤثر في الاتحاد الدولي (الفيفا).
وبالنسبة لأولئك الذين وجّه لهم «بن همام العبدالله» انتقاداته، فهم ليسوا «ملائكة»، ولكنهم بشر مثلنا مثلهم، من حقه هو أو غيره أن ينتقدهم، ما داموا يجلسون على كراسي المناصب العامة، أما إذا كانوا قابعين في بيوتهم أو جالسين في «ديوانيتهم»، بعيداً عن مواقع المسؤولية، يرتشفون «استكانات» الشاي، مع «البغصم» فلا يحق لأحد الاقتراب منهم أو الحديث عنهم.
وإذا كان كلام «بن همام» لم يعجب الذين وصلتهم رسالته، فالأجدر بهم ليس تحقير صاحبها، والانتقاص من شأنه والتقليل من مكانته، ولكن ينبغي عليهم أن يثبتوا للرأي العام احترامهم للرأي الآخر، في إطار «الديمقراطية الكويتية» عبر عقود من الزمن، وكانت نموذجاً رائداً في المنطقة.
ومن المؤكد أن قُراء الصحيفة الكويتية صدموا قبل غيرهم بالبذاءات والإساءات والإسقاطات العنصرية التي وردت في المقال الجاهلي.
وما من شك في أن المجتمع الكويتي ليس مكوناً من «سادة قريش»، بل هو مثل غيره من المجتمعات الخليجية، خليط من ألوان الطيف الإنساني، مكوناته تتدرج بين «الأبيض والأسود».
ولو كانت «الوطن الكويتية» تصدر في زمن «الفصل العنصري» الذي كان سائداً في جنوب إفريقيا، لفهمنا أسباب ثورتها، وتفهّمنا أسرار غضبتها على «بن همام».
لكن المؤسف.. بل المؤلم والمحزن، أن ذلك المقال الهجومي، الهمجي، نشر في مطبوعة كويتية تحمل اسم «الوطن»، وتصدر في دولة عربية إسلامية شقيقة، نعرف أنها تشكل نموذجاً فريداً للانفتاح الاجتماعي، والتطور الديمقراطي والامتزاج أو التزاوج بين «البيض» و«السود».
وإذا كنا في قطر نفخر بسعادة السيد «محمد بن همام العبد الله»، كشخصية قيادية قطرية وصلت إلى أرقى المناصب العالمية فإننا نعلم أن الكويتيين يعتزون ويفخرون بالكثير من «رجالاتهم» الذين يشبهونه في لونه وشكله وشخصيته .. وحتى في اسمه!!!!
التعليق
كلام كبير
من شخص يعرف التوقيت المناسب للكتابة
ويعرف الرد على الاسلوب الرخيص لبعض الكتاب
من شخص يعرف التوقيت المناسب للكتابة
ويعرف الرد على الاسلوب الرخيص لبعض الكتاب