كتاب ممتع لأبعد الحدود ، مواضيعه شيقه وخفيفة طينة ، لا أعرف كيف أصنفه ففيه كل أحاديث كبار العلماء و الأساتذة وبلا شك أن ( قمرهم ) هو عباس العقاد ، ينقلها تلميذه النجيب أنيس منصور
تعجبني كثيرا ً كتب أنيس منصور ، فهي ترويح عن النفس بمواضيع أغلبها عن ما وراء الطبيعة ، أو لنقل ما أعجبني منها
أحببت كثيرا كتابه : الذين هبطوا من السماء \\ و الذين عادوا إلى السماء ... يسرحان بك بعيدا ً عن الواقع إلى المجهول أو الخيال أو أي شيء آخر يمكن أن تسميه
بالنسبة لكتاب ( في صالون العقاد كانت لنا أيام ) كما قيل على غلاف الكتاب ( ليس هذا عملا ً أدبيا ً فلسفيا ً تاريخيا ً دينيا ً فقط ، إنما هو جيل ، عصر ، دنيا الأديب الكبير أنيس منصور ، وفي هذه الدنيا كل ملامح الجيل و عذاب العصر ، وحيوية التاريخ ، و روعة الفلسفة وحرارة الدين ، ثم هذا العذاب الذي عاشه أنيس منصور هو و جيله من الشبان ، وكان الأستاذ عباس العقاد هو العملاق و المثل الأعلى )
الأستاذ عباس العقاد عصبي جدا جدا ، يقول عنه أنيس منصور ( عرفت بهذا الحوار شيئا جديدا عن طبيعة الجدال مع الأستاذ وخطورة الدخول معه في نقاش فهو عنيف وهو قادر على الإقناع بأي شيء ثم إنه عصبي المزاج )
من طرائف الأستاذ العقاد مواقف أضعها هنا :
- عندما قامت الثورة المصرية ، كان يضيق بكثير مما يقال ، أو مما يقوله الرئيس جمال عبدالناصر بعد ذلك ، فيوم الاعتداء على الرئيس عبدالناصر ، كان يصرخ عبدالناصر قائلا ً : أنا الذي علمتكم الكرامة .. و أنا الذي علمتكم العزة
وكان العقاد يقول : إن شعبا ً يسمع مثل هذه العبارة ولا يثور عليه و يشنقه في مكانه ، لشعب يستحق أن يحكمه و يدوسه بالنعال مثل هذا الرجل
- كان العقاد يقول عن طه حسين : يسمونه عميد الأدب .. إنه ليس عميد الأدب .. إنه أعمى الأدب
وكان يقول إن الدكتور محمد حسين هيكل قد اصطدم به في إحدى عرف المجمع اللغوي فقال د. محمد : حاسب يا أستاذ
فأجاب العقاد : كيف أحاسب وأنا لا أراك ؟
فقد كان الدكتور هيكل قصير القامة
من أجمل ما قال :
أنيس منصور : عندما قلنا للأستاذ مرة إن أحد الزملاء قد باع أرضه لينفق منها على تعليم أخوته ..
سألنا : وهل يتعلم هو أيضا ؟
فقلنا : لا
قال : كيف يضحي من أجل أن يتعلم اخوته ثم يضحي بتعليمه لنفسه ؟ إنه جاهل يتباهى بعلم غيره ، ويتقاضى ثمنا ً لذلك عطف الناس عليه ، قولوا له إن الاستاذ يصفه بأنه حمار ... إلا قليلا !
فلما دخل المدرسة فرحنا بذلك ، وقلنا للأستاذ : لقد استمع إلى نصيحتك يا أستاذ ودخل المدرسة .
فقال بسرعة : وكم عمره ؟
قلنا : خمسين
قال : قولوا له إن الاستاذ يقول لك : الان قد اكتملت حمارا !
"وغير ذلك كثير مما كان يهز أعماقنا أو يجعل اعماقنا جلدا ً نحتمي به من وخز النقد و سياط المنطق، ولم يكن الاستاذ يدري بذلك إنما كنا نتوجع بصمت ثم نأوى إلى عقائدنا الدينية و الفلسفية لتحمينا من عواصف العقاد "
رحمه الله ، الكتاب يستحق القراءة
http://www.4shared.com/file/46789875/d725beb6/______.html
تحياتي
تعجبني كثيرا ً كتب أنيس منصور ، فهي ترويح عن النفس بمواضيع أغلبها عن ما وراء الطبيعة ، أو لنقل ما أعجبني منها
أحببت كثيرا كتابه : الذين هبطوا من السماء \\ و الذين عادوا إلى السماء ... يسرحان بك بعيدا ً عن الواقع إلى المجهول أو الخيال أو أي شيء آخر يمكن أن تسميه
بالنسبة لكتاب ( في صالون العقاد كانت لنا أيام ) كما قيل على غلاف الكتاب ( ليس هذا عملا ً أدبيا ً فلسفيا ً تاريخيا ً دينيا ً فقط ، إنما هو جيل ، عصر ، دنيا الأديب الكبير أنيس منصور ، وفي هذه الدنيا كل ملامح الجيل و عذاب العصر ، وحيوية التاريخ ، و روعة الفلسفة وحرارة الدين ، ثم هذا العذاب الذي عاشه أنيس منصور هو و جيله من الشبان ، وكان الأستاذ عباس العقاد هو العملاق و المثل الأعلى )
الأستاذ عباس العقاد عصبي جدا جدا ، يقول عنه أنيس منصور ( عرفت بهذا الحوار شيئا جديدا عن طبيعة الجدال مع الأستاذ وخطورة الدخول معه في نقاش فهو عنيف وهو قادر على الإقناع بأي شيء ثم إنه عصبي المزاج )
من طرائف الأستاذ العقاد مواقف أضعها هنا :
- عندما قامت الثورة المصرية ، كان يضيق بكثير مما يقال ، أو مما يقوله الرئيس جمال عبدالناصر بعد ذلك ، فيوم الاعتداء على الرئيس عبدالناصر ، كان يصرخ عبدالناصر قائلا ً : أنا الذي علمتكم الكرامة .. و أنا الذي علمتكم العزة
وكان العقاد يقول : إن شعبا ً يسمع مثل هذه العبارة ولا يثور عليه و يشنقه في مكانه ، لشعب يستحق أن يحكمه و يدوسه بالنعال مثل هذا الرجل
- كان العقاد يقول عن طه حسين : يسمونه عميد الأدب .. إنه ليس عميد الأدب .. إنه أعمى الأدب
وكان يقول إن الدكتور محمد حسين هيكل قد اصطدم به في إحدى عرف المجمع اللغوي فقال د. محمد : حاسب يا أستاذ
فأجاب العقاد : كيف أحاسب وأنا لا أراك ؟
فقد كان الدكتور هيكل قصير القامة
من أجمل ما قال :
أنيس منصور : عندما قلنا للأستاذ مرة إن أحد الزملاء قد باع أرضه لينفق منها على تعليم أخوته ..
سألنا : وهل يتعلم هو أيضا ؟
فقلنا : لا
قال : كيف يضحي من أجل أن يتعلم اخوته ثم يضحي بتعليمه لنفسه ؟ إنه جاهل يتباهى بعلم غيره ، ويتقاضى ثمنا ً لذلك عطف الناس عليه ، قولوا له إن الاستاذ يصفه بأنه حمار ... إلا قليلا !
فلما دخل المدرسة فرحنا بذلك ، وقلنا للأستاذ : لقد استمع إلى نصيحتك يا أستاذ ودخل المدرسة .
فقال بسرعة : وكم عمره ؟
قلنا : خمسين
قال : قولوا له إن الاستاذ يقول لك : الان قد اكتملت حمارا !
"وغير ذلك كثير مما كان يهز أعماقنا أو يجعل اعماقنا جلدا ً نحتمي به من وخز النقد و سياط المنطق، ولم يكن الاستاذ يدري بذلك إنما كنا نتوجع بصمت ثم نأوى إلى عقائدنا الدينية و الفلسفية لتحمينا من عواصف العقاد "
رحمه الله ، الكتاب يستحق القراءة
http://www.4shared.com/file/46789875/d725beb6/______.html
تحياتي