جمال النصافي: علي الدقباسي يمثل التكتل الشعبي و لا يمثل الرشايدة
جمال النصافي: علي الدقباسي يمثل التكتل الشعبي و لا يمثل الرشايدة
- ما رأيك في استجواب وزير الاعلام الشيخ أحمد العبدالله و هل نجح في تفنيد محاوره خصوصا بعد تخطيه التصويت على عدم الثقة ؟
* بداية الاستجواب حق لكل نائب و يجب الا نستنكف كثرة هذه الاستجوابات مهما تعددت ، لكن أعتقد أن على المستجوب ان يفكر في ناحيتين الاولى شكلية أي في توقيته و مدى ملائمته للظروف و الثانية موضوعية و هي فحوى هذا الاستجواب و محاوره التي يجب ان تكون مقنعة و ان يكون متمكنا منها . و بالتالي في اختيار الوقت و مادة الاستجواب اعتقد ان جميع النواب الذين قدموا استجوابات لم يوفقوا ، و لذلك أصبحت الاستجوابات تدفع بأي توقيت و لأي سبب ، و لذلك ساد الملل الشارع و لاحظ الجميع ان الجمهور الحاضر في استجواب العبدالله لم يكن بمثيله في الاستجوابات السابقة ، حالة الملل تجعل متابعة الناس للاستجواب ضعيفة و هذا ينطبق على التفاعل المطلوب تجاهه ، و لذلك نحن نحتاج الى الخروج من عنق الزجاجة أي من مجتمع قبلي و طائفي الى مجتمع مدني و مؤسسي ، و نحن في الحقيقة الى هذا الوقت لم ننصهر في المجتمع المؤسسي .
- نود ان نعرف رؤيتك تجاه استجواب وزير الاعلام خصوصا ان مقدمه هو النائب علي الدقباسي ابن قبيلتك ؟
* أنا لا استسيغ كلمة من قبيلتكم لسبب بسيط ان علي الدقباسي يمثل التكتل الشعبي في هذا الاستجواب صحيح انه نتيجة افراز ما يسمى بالانتخابات الفرعية و لكن في نهاية المطاف هو يتحمل مسؤوليته الشخصية و لا يمثل قبيلته الرشايدة او المطران او أي من القبائل الأخرى لانه يمثل نفسه او التكتل الذي ينتمي له و يدعمه ، و الحقيقة بالنسبة للاستجواب فيجب ان تتوقف الحكومة عنده كثيرا لان وجود أكثر من 20 نائبا طلبوا طرح الثقة بوزير الاعلام يشير الى وجود خلل في الوزارة و لا بد من الاصلاح ، فيجب الآن بعد ان تعدينا الاستجواب ان نفكر بعقلانية و كيف ندير الامور بحكمة أكثر و ليس بطريقة الانتقام ، لان هناك خللا و ما تم طرحه في محاور الاستجواب بعضه فيه منطق و أنا أعتقد ان وزارة الاعلام انتهى دورها و يجب ان تتحول الى مؤسسات متخصصة ، و أول خطوة يجب ان تلجأ اليها الحكومة هي حل وزارة الاعلام و الاتجاه الى المؤسسات الاعلامية الخاصة و تطويرها و التعامل معها بمهنية ، و نذكر ان وزارة الاعلام كانت درة في الستينيات و السبعينيات و الثمانينيات و كانت صحفنا تقرأ على مستوى العالم العربي و تلفزيوننا الجميع يشاهده و الآن تراجعت الامور بشكل كبير ، و بالتالي في اطار الانفتاح الاعلامي العالمي فيجب ان تواكب الحكومة في تحديث المؤسسات الاعلامية الخاصة و نحن نعرف ان أغلب كوادر وزارة الاعلام اتجهت الى الاعلام الخاص ، و أصبح الاعلام الكويتي الآن و بكل صراحة في مرحلة الاحتضار .
- وصفت الاستجوابات السابقة بالشخصانية و الضعيفة فهل ينطبق هذا الوصف على استجواب وزير الاعلام ؟
* عندما أطلق هذا الوصف على الاستجوابات فهذا يأتي من خلال عدم نجاحها و فشلها ، من ناحية الوقت و المحور و اهتمام الرأي العام بها و اذا كانت هناك حاجة لها ، و اذا كانت محاورها قوية فان لا أحد يستطيع ان يقف ضد الاستجواب ، و بالتالي اذا كانت مادة الاستجواب قوية لقيت قبول النواب الآخرين ، و كما يجب الا ننظر الى الاستجواب بصورة عاطفية بمعنى ان من يؤيد الاستجواب يكون شخصا وطنيا و من لا يؤيده يكون غير وطني . و هذا خطأ ، و نحن هنا نتكلم عن عامل مهم و هو الوعي السياسي الذي نعاني منه في الكويت ، و ايضا المصلحة الوطنية يجب ان يكون لها الحضور الاول و الأخير ، بمعنى انا كنائب هل لدي استعداد لان أخسر الناخبين مقابل الوطن ، في الواقع هذا لا يحدث و الى هذا الوقت نحن لم نصل الى مرحلة تغليب مصلحة الوطن على الناخبين .
أما بالنسبة لاستجواب وزير الاعلام فأنا أعتقد ان هناك محاور تستحق ان نقف عندها بالذات تجاه عدم ضبط القنوات الفضائية و مع ذلك أقول لو كان الاستجواب قويا لتحققت له الأغلبية و لو كانت حجته قوية و توقيته غير هذا التوقيت لوجد دعما نيابيا أكبر من الدعم الذي حصل عليه .
- بما أننا تحدثنا عن النائب علي الدقباسي و قلت انه لا يمثل قبيلة الرشايدة فما رأيك في انضمامه الى كتلة العمل الشعبي ؟
* نعم أنا قلت ان الدقباسي لا يمثل القبيلة لانه يمثل الأمة و داخل البرلمان يمثل كتلة العمل الشعبي اما بالنسبة لانضمامه للكتلة فكما تعرف ان الكتلة هي تيار سياسي اختار لنفسه هذا الطريق و اختار اعضاءه كما يشاء ، و الدقباسي يعرف مصالحه في انضمامه لهذه الكتلة او تلك و له قراءته الخاصة ، و أعتقد ان الوقت كفيل بان يعطي ملامح لأسباب انضمامه ، و البرلمان أكمل سنة من عمره و لذلك فالوقت مبكر للحكم عليه و على افرازات انضمام الدقباسي للكتلة ، و أنا أعتقد ان الدقباسي ليس وليد الساحة و ليس طارئا عليها بل هو نائب لثلاث دورات برلمانية و ينجح بأصوات لا بأس بها ، و هو شخص متمرس و بنى نفسه بطريقة ليست سهلة و خاض معتركا تنافسيا كبيرا و نجح فيه و هو يتحمل خطأه أو صوابه في انضمامه الى التكتل .
- هل انضمام الدقباسي الى كتلة العمل الشعبي يؤثر عليه انتخابيا خصوصا على قاعدته القبلية خصوصا ان الكتلة تعارض الانتخابات الفرعية ؟
* الانتخابات التشاورية ليس لها تأثير في الانضمام الى كتلة العمل الشعبي و نحن نعرف ان النائب الأسبق مرزوق الحبيني كان عضوا في المجلس الوطني و كان مشاركا دائما في ما يسمى التشاورية و كذلك النائب خالد الطاحوس خاض التشاورية و شارك النائب مسلم البراك في ندوة الطاحوس أثناء مرحلة الانتخابات التشاورية و دعمه .
- و أنا أتساءل هل تعتقد ان التكتل الشعبي ضد ما يسمى الانتخابات التشاورية ؟
* لو كان التكتل ضدها لأصبحت المسألة حاسمة لديه و لا يمكن ان يتم قبول مرزوق الحبيني و خالد الطاحوس و علي الدقباسي في انضمامهم للتكتل ، و لذلك لا أعتقد ان انضمام الدقباسي للكتلة سيؤثر عليه قبليا او يحد من مشاركته في التشاورية و هي لن تقف عقبة امامه ، و أنا قناعتي ان التكتل الشعبي ليس ضد الفرعيات ، و لذلك فان أي تيار سياسي يقبل بالفرعية فهو تكتل قائم على تبادل المصالح ، و هذا أمر غير معيب و لكنه لا يرقى لان يكون عملا سياسيا منظما في تجمع و تيار .
- قلت في تصريح سابق ان أغلب من هاجموا رئيس الحكومة سمو الشيخ ناصر المحمد هم الذين وصفوه بالاصلاحي ، هل توضح لنا ماذا تقصد ؟
* نعم أنا قلت ذلك ، و لكن ما قلته تحديدا هو استغرابي من مقولة ذكرها بعض النواب و هي ان رئيس الوزراء اصلاحي و وزراءه ليسوا اصلاحيين ، و هذا الكلام انا لأول مرة اسمعه في كل العالم ، اعتقد اننا وصلنا الى مرحلة من النفاق السياسي لم نشهده من قبل ، و هذا اول خطأ سياسي قمنا به و تغنينا بان رئيس الحكومة اصلاحي و وزراءه ليسوا اصلاحيين و أصبحنا نرددها لمدة عامين و بعدها قلنا انه غير اصلاحي ، و الشيء المعروف ان الكويت طوال عمرها يتم تشكيل الحكومات من التشاور و يخضع الوزراء الى اعتبارات عدة منها القبائل و العوائل و التجار و غيرها و نحن نعلم ان صاحب السمو الأمير يستشير رؤساء البرلمان السابقة .
- كلمة أخيرة ؟
* في النهاية أنا أدعو إلى أن نتفاءل و أن يكون إيماننا في الله سبحانه و تعالى قوياً لأن الكويت و أهلها « فيهم خير » و « لو خليت خربت » و نضالنا الوطني سيستمر حتى لو بقينا لوحدنا و لن نترك هذه البلد للمتردية و النطيحة و سنقاوم من أجل الأجيال المقبلة .
المصدر:
التعليق:
أي نائب يخرج من رحم القبيلة ( التشاورية )
عليه أن يخلص في تمثيل القبيلة بالمجلس وفق الصالح العام
لا أن يسخر نفسه لمصلحة تيار أو حزب أو تكتل
لو أن التيار أو الحزب أو التكتل أهم من قبيلته
لكان خاض الانتخابات العامة بدعم من التيار أو الحزب أو التكتل الذي ينتمي له
لا أن يتشدق بالقبيلة ليحظهى بكرسيها في المجلس
و من ثم يجند نفسه لخدمة تيار أو حزب أو تكتل