سوف تراه عندما تؤمن به

جورج واشنطن

عضو مميز


Dr. Wayne W. Dyer

كتاب غامض ساحر ومشوق في آن وهو نوعا ما له علاقة بعلم الطاقة والتأمل , اقتبست أهم النقاط فيه .







لقد قضيت العديد من سنوات عمري الأولى في دور الحضانة , كان كل ما عرفته عن والدي هو ما سمعته من الآخرين , لقد رسمت له صورة في مخيلتي كأب فاسد لا يبالي ولا يهتم بشيء , لم يرغب بالقيام أي شيء باتجاهي وإخوتي , وكلما سعت عنه أكثر كلما زاد كرهي له أكثر وكلما زادت أصبحت أكثر غضبا . لقد تحول غضبي الى فضول , وكنت أحلم باستمرار بمقابلته ومواجهته مباشرة , لقد أصبح تركيزي منصبا على الكراهية والرغبة في مقابلة هذا الرجل والحصول منه على ردود على أسئلتي قبل كل شيء .




في العام 1970 تلقيت مكالمة من أحد أبناء عمومتي كان قد سمع خبر موت والدي بمدينة " نيو أورليانز " .., لقد فكّرت في إيجاد نوع من التسوية لمثل هذه العلاقة غير المستقرة , لقد كان لدي فضول نحو معرفة ما إذا كان والدي قد أخبر المسؤولين في المستشفى بأن لديه ثلاث أبناء وإذا كانت أسماؤنا مدونة في شهادة الوفاة ... لدرجة أنني وأنا في سن الرابعة والثلاثين يتحكّم فيّ رجل مات نمذ ما يقرب من العشر سنوات .




لقد استأجرت سيارة جديدة جداً في " كولومبس " للقيام برحلة الى " بيلوسكي " وأنا أقصد ما أقول بعبارة جديدة جداً ! كانت قراءة العدّاد 0,8 ميل , وعندما جلست خلف عجلة القيادة مددت يدي لأسحب حزام الأمان , لكنني اكتشفت أن الطرف الذي في الناحية اليمنى غير موجود , فخرجت من السيارة ورفعت المقعد بأكمله حيث كان الحزام موجوداً ومثبتاً في أرضية السيارة بأحد المشابك وكان المشبك ملفوفاً بالبلاستيك مع شريط من المطاط حول البلاستك الذي يغلف المشبك , وعندما طويت الشريط والبلاستيك الذي يغلفه وجدت إحدى البطاقات المطوية بداخل المشبك مكتوب عليها مقهى " كاندل لايت بيلوكسي , ميسيسبي " وبها مجموعة من الأسهم المؤدية الى المقهى . لقد اعتقدت أن هذا شيء غريب , حيث إن هذه السيارة لم تستخدم من قبل أن أقوم بتأجيرها , ولكنني وضعت البطاقة في جيب القميص .




وصلت الى ضواحي " بيلوكسي " ودخلت أوا محطة وقود رأيتها حتى أستطيع الاتصال بالمقابر في " بيلوكسي " لقد كان هناك ثلاث مقابر , كانت الأولى مشغولة . ولم يرد علي أحد في الثانية لذلك اتصلت بالثالثة فرد على عجوز وأبلغني بأن والدي مدفون هنا .




استمر قائلاً إن والدك مدفون بجوار أرض مقهى " كاندل لايت " فقط إسأل العاملين بالمحطة كيفية الوصول اليها !! مددت يدي في جيب القميص وأنا أرتجف , ونظرت الى البطاقة وإلى الأسهم التي بها , لقد كانت على مسافة ثلاثة مبان من المقبرة !! عندما وقفت في النهاية أنظر إلى العلامة التي على العشب المدون عليها " ميلفن ليل داير " أحسست أن حركتي شُلّت صرخت بأعلى صوتي غير مدرك لما يحيط بي وتحدثت بصوت عالي طالبا الإجابة على أسئلتي من القبر ..... وبمرور ساعات أحسست بشعور عميق من الراحة وأصبحت هادئا تماما ...... عندما استأنفت حديثي الذي كان من طرف واحد قلت : " إنني أشعر إلى حد ما كما لو أنني أرسلت إلى هنا اليوم , وأن لك دوراً في ذلك , أنا لا أعرف ما هو دورك في هذا , لكنني على يقين من أن الوقت قد حان للتخلي عن هذا الغضب والحقد اللذين حملتهما لك كل هذه الفترة الطويلة من الزمن , وأريدك أن تعرف أنه منذ هذه اللحظة أنه لم يعد هناك أثر لكل ذلك الغضب والحقد , لقد سامحتك .




عندما عدت إلى مدينة نيويورك , بدأت المعجزات في الظهور في كل مكان في حياتي , حيث قمت بتأليف كتاب " مناطق الأخطاء " بكل سهولة ويسر .. لقد حققت كل ما يحلم به معظم المؤلفين في فترة وجيزة لقد كان كتابي على قمة الكتب الأكثر مبيعاً في أمريكا وكنت طوال هذا الوقت أظهر في الندوات ... اتجهت من الكتابة عن كيفية الإستفادة من استراجيات معينة في فهم النفس , إلى " كيفية " أن تصبح إنساناً أكثر إيمانا ً وصلابة , وانتقلت من إخبار الناس بكيفية القيام بأحد الأشياء الى الكتابة عن أهمية أن تكون في مستويات سامية كإنسان .







التحول *


يمكنك أن تعيش في مستويات مرتفعة في جانب حياتك اليومية دون الحاجة الى الإستعانة بمرشدين أو تلقي دورات تدريبية في علم الغيبيات أو علم ما وراء الطبيعة , ولكن كيف يتسنى لك ذلك ؟ إن ذلك يحدث عندما تؤمن بأنك روح بداخلها جسد , لا جسد بداخلها روح , إنك بذلك تخلق لنفسك حياة بعيدة تماما عن القيود وتبدأ في رؤية المعجزات وهي تحدث بكل بساطة ويسر لأنك تؤمن بوجودها وتتوقّع أن تتجسّد لك وفي الحقيقة سوف تصبح أنت نفسك صانع المعجزات .






إنني ألمس تحولا شديد في قيمي الأخلاقية الشخصية , إن الشخص الذي يحاول أن يكون مسيطراً أو مبديا للرأي في حياتي لم يعد يشغل الطاقة العاطفية لدي , فلقد فقدت الحاجة إلى إثبات نفسي أو تبرير معتقداتي , ولم يعد لدي أي صلة بعملية إقناع أي شخص بسلامة موقفي , أو بأنني لست من المؤيدين لوجهة نظره , إن هناك إحساساً بالهدوء والطمأنينة لما أنا عليه ممتزجاً بمشاعر احترام للآخرين يشع بداخلي الآن .








لماذا قد تقاوم هذا المبدأ *

لماذا يختار شخص ما مقاومة ورفض حالة التحول ؟ ربما لكي يعيش في وهم الإحساس بالأمان ؟ فطالما أنك مقتنع بأن لك كياناً واحداً وهو الكيان المادي , فلست بحاجة إلى التفكير في المجد المنتظر والمخاطر التي تصاحب عملية التحول ..
ربما تقاوم التحول أيضاً وترفضه لأنك تخشى التغير أو القيام بتجربة شيء لا تفهمه , وأنا أسمّي هذا مذهب " دفن الرأس في الرمال " أي اتخاذ موقف سلبي تجاه روحانيتك , لندع شخص يقف على منبر يعلمنا ما يجب أن نقوم به في المجال الروحي . هل سأكون أنا هذا الشخص ؟ إن جميع الأمور الروحية المعقدة تخص المفكرين الكبار ذوي الفكر العميق أو رجال الدين , لقد تعلمنا على الإعتقاد بأن الأمور المتعلقة بالإدراك السامي هي محل اهتمام القادة الدينيين في المقام الأول . ومع ذلك إذا فكّرت في تعاليم المعلمين الروحيين ستجد أنها جميعا تقول نفس الشيء بطرق مختلفة : إن بداخلنا صلة روحانية بيننا وبين الله " لا تسأل الله أن يقوم بذلك نيابة عنك , بل اعتمد عليه دون أن تكون سلبياً وتعرّف على جوانب التميّز لديك , انظر داخلك وليس خارجك .





الفكر




إنك لست مجرد إنسان لديه تجربة روحية بل أنت كيان روحي لديه تجربة إنسانية .

وكما ذكرت في المقدمة , عندما عدت الى نيويورك عرفت أنه يجب علي القيام ببعض التغييرات الكبيرة في حياتي فعلى الرغم من إنني أحببت التدريس في الجامعة كان هناك شيء بداخلي يخبرني بأنني بحاجة الى تغيير مساري وتغيير عجلة القيادة في اتجاه جديد تماماً .

يقول روبرت فروست :
تفرع الطريق الى طريقين في الغابة
ولقد سلكت الطريق الأقل ارتيادا
والذي أدى بي إلى نهاية مختلفة تماماً

عندما غادرت مكتب العميد ذهبت الى حال سبيلي وبداخلي شعور بالسعادة , لقد أصبحت حراً , حراً في التقدم بثقة في اتجاه أحلامي ...

ويتابع الكاتب .. وبعد الظهور المتكرر لكتابي في قوائم الكتب الأكثر مبيعا في أمريكا , ازداد الطلب عليه بشدة لعمل لقاءات شخصية في وسائل الإعلام حتى أن البرامج التي خذلت " دونا " كم قبل أن تتصل الآن لتعرف إمكانية عمل مقابلة معي .. وواحدة تلو الأخرى بدأت أرفض الظهور في هذه البرامج وفي غضون شهور قليلة انطلق الكتاب إلى رأس القائمة حيث ظل متربعاً على قمة الكتب الأكثر مبيعاً في أمريكا لمدة عامين تقريباً .







أنت الذي يحلم بهذه الأحلام




ولكي تستطيع أن تصبح حالماً وأنت في حالة اليقظة يجب أن تتعلّم أن تموت بينما أنت على قيد الحياة ..... ذهب أحد المسافرين من الهند إلى إفريقيا ليبتاع بعض المنتجات المحلية والحيوانات , وبينما كان في الغابة رأى آلاف الببغاوات المتعددة الألوان والجميلة والتي تتحدث فقرر أن يأخذ واحدة الى بلاده .






وفي المنزل وضع الرجل هذا الببغاء في أحد الأقفاص وقدم له البذور الرائعة والعسل وعزف له الموسيقى وعامله بطريقة جميلة وعندما كان الرجل مسافراً مرة أخرى إلى افريقيا بعدها بعامين , سأل الببغاء إن كان لديه رسالة يستطيع أن يسلمها لأصدقائه في الغابة , أخبر الببغاء سيده بأن يقول لهم إنه سعيد جداً في قفصه وأنه يستمتع بكل أيامه وطلب منه أن ينقل لهم حبه .






وعندما وصل المسافر عائداً الى افريقيا قام بتسليم الرسالة للببغاوات في الغابة . وفي اللحظة التي أتم فيها الرسالة , سقط أحد الببغاوات والدموع تنساب من عينيه ميتاً . انزعج الرجل وقال لابد أن هذا الببغاء صديقاً حميماً لهذا الذي في القفص وهذا هو سبب حزنه ووفاته !






وعندما عاد المسافر للهند , أخبر ببغاءه بما حدث وعندما انتهى من قصته , ترغرغت عين الببغاء بالدموع وانقلب ميتاً في قفصه , شعر الرجل بالدهشة ولكنه علل موت طائره المدلل بأنه أصابه اليأس من الخبر . فألقاه في كومة القمامة , ولكن سرعان ما طار الببغاء المدلل عاياً الى أحد فروع الشجرة بالخارج .






قال الببغاء للتاجر : لأن هذا الطائر الذي في إفريقيا أرسل لي رسالة هامة .



فسأله : وماهي .



لقد قال لي : إذا أردت أن تهرب من قفصك يجب أن تموت وأنت على قيد الحياة .








الكيان الواحد




أنت في هذه اللحظة قلب يدق , ودقة قلب واحدة في الكيان الذي يسمى البشرية .






خذ دقائق معدودة لدراسة كلمة Universe والتي تعني في اللغة العربية " كون " وهي المصطلح الذي نستخدمه لوصف هذا العالم الهائل من الكيان المادي الذي اجد فيه أنفسنا نفكر ونتنفس بلا انقطاع . عندما نقوم بتقسيم كلمة كون بالإنكليزية يكون لدينا كلمتين الأولى " Uni " وتعني واحد , والثانية " Verse " بمعنى أغنية , أي أغنية واحدة ! هذا هو الكون الذي نعيش فيه يا أصدقائي , فقط أغنية واحدة إننا جميعاً لا نزال مشتركين في الأغنية الواحدة بغض النظر عن انفصالنا إلى عناصر صغيرة فردية .




أن هذا من أحد أكثر المفاهيم صعوبة في فهمها وتطبيقها في حياتنا اليومية لأننا نؤمن بالإنفصال بشدة , إننا نعتبر أنفسنا وحدة واحدة تعمل منفصلة ضمن بلايين الوحدات الأخرى , إننا نتطابق تماماً مع عقولنا ككيان فريد منفصل عن عقول الآخرين على هذا الكوكب . إننا نطل من خلال كياننا المنفصل ونؤمن بأنه الطريق الوحيد للتفاعل مع العالم والواقع الخاص بنا .






لا بد أن يكون هناك تحول تحول كبير في إدراكنا ليتضمن المبدأ العالمي للوحدة الواحدة , وبمجرد أن يتم هذا التحول ونبدأ في التعرف على البشرية في أكملها على أنها أغنية متجانسة جميلة , ولكن لكي تحقق هذا التحول سوف تحتاج إلى تعليق بعض المعتقدات الناتجة عن المنظور الضيق لتاريخ الحياة الشخصية , وتنحيها جانباً , والبدء في التفكير في نفسك , فيما يتعلق بالآخرين ممن يشاركونك هذا الكوكب في هذه اللحظة , ومن كانوا هنا من قديم الأزل . وأيضا من سوف يظهرون في هذا الكوكب في المستقبل .







منظور جديد لمكاننا في هذه الأغنية الواحدة .




كتب " ألبرت آينشتاين " :



" إن الإنسان يُعد جزءاً من كيان كبير نسميه " الكون " جزء محدود بحدود الوقت والمكان . أنه يدرك نفسه , وأفكار ه , ومشاعره كشيء منفصل عن الآخرين , كنوع من الخداع البصري لأدراكه , أن هذا الوهم أو الخداع البصري ما هو إلاّ نوع من السجن بالنسبة لنا يقيدنا في حدود رغباتنا الشخصية والحب لأشخاص قليلين أقرب ما يكونون لنا , لا بد أن تكون مهمتنا هي تحرير أنفسنا من هذا السجن وذلك عن طريق توسيع دائرة الحب لتشمل جميع المخلوقات والكائنات الحية والطبيعة بكل ما فيها من جمال .







لقد كان " آينشتاين " أكثر بكثير من مجرد عالم ميتافيزيقياً عميق التفكير يهتم اهتماماً ضئيلاً – أو لا يهتم – إطلاقاً بطرق التفكير المتعارف عليها . ومن خلال الكلمات التي نقلتها يقدّم لنا آينشتاين تحديدا تحرير أنفسنا من أقفاصنا لنرى كيفية ارتباطنا ببعضنا البعض ليس فقط من الناحية الروحية ولكن أيضا من ناحية العالم الواقعي المادي المحسوس .







سوف يبدأ رجال الإعلان في الإحساس الى الوقوف في صف الإنسجام لا الاضطراب , سوف تسؤي عملية التحول داخل الكيان البشري تماما مثلما يحدث داخل الجزيء , وكلما ازداد عدد من يقفون في صف الانسجام والتوافق , كلما لتصبح الضغط كبيراً جداً لتصبح وحدة البشرية هي الفائز . ولكن كيف تبدأ كل هذه العملية ؟ انها تبدأ بطريقة رمزية بهذا القرد الذي يلتقط قطعة البطاطا ولديه الشجاعة للتصرف بطريقة مختلفة ثم القرد الذي يليه وهكذا حتى نصل الى الكتلة الحرجة , إن شخصاً واحداً لديه ضمير يقظ يصبح بالفعل أغلبية من خلال عملية الوعي السلالي أو الجماعي .

ويتابع الكاتب ..



قامت احدى السيدات الإيرانيات التي تجيد اللغة الانكليزية بقراءة العديد من كتبي وقررت القيام بترجمة هذه الكتب الى اللغة الففارسية لتجعلها في متناول الايرانيين ... نشرتها ووزعتها .. عند هذه النقطة قررت الحكومة منع نشر الكتاب بحجة أن أفكاري الهدامة الواردة بالكتاب لا تتفق وفلسفة الثورة التي كانت تحدث في إيران .. لقد وصل خطابها في نفس اليوم الذيورد فيه لي هذا الإدراك المذهل وهو أنني لست متصلا فقط بهذا العدّاء الذي على مسافة ثلاثين ياردة منّي ! ولكنني مرتبط بالبشرية ككل , لقد ساعدني الخطاب الذي تلقيته من " مريم عبدالله " في إيران على رؤية أننا جميعاً مرتبطون ببعض كبشر بغض النظر عن الحدود والتقسيمات التي وضعناها لتجعلنا نؤمن بعكس ...




يقول " براماهانسا يوجاناندا " في الروح الإلهية :



( أعتقد أنه سوف تكون هناك حروب دائمة حتى نصبح روحانيين الى الحد الذي يمكننا معه جعل الحروب غير ضرورية بتطور طبيعتنا الفردية , وبغض النظر عن الاختلاف , فأنه إذا جلست العقول العظيمة أمثال عيسى ( عليه السلام ) ومحمد ( ص) – ملاحظة راجمع الكتاب هذه الصفحة –ص127 لقد عظّم النبي محمد وهو ليس بمسلم ! – فإن أحدهم لن يستخدم الآلات العلمية في محاولة لتدمير الآخر , لماذا يشعر الناس بالحاجة للقتال ؟...




إن مراجعة بسيطة للتاريخ من شأنها أن توفر لنا دلائل واضحة . لقد تم اغتيال العديد من الزعماء والقادة الذين آمنوا بمبدأ وحدة الوجود وقاموا بتعليمه للآخرين فمن يكافحون للقضاء على الحروب تتم غالبا السخرية منهم باعتبارهم اناساً مثاليين حمقى . لقد تم تدمير مؤلفي الأغاني التي تدعونا الى تخيل أن العالم يمكن أن يكون كله شخص واحد بطريقة ما عقابا لهم على هذه الجهود التي قاموا بها , وأنه لمن المناسب أن تنسى الكل عندما يكون الهدف هو تحقيق الربح والمنفعة . إن فكرة الكيان الواحد تهدد العديد ممن ينادون بالعزلة والانفصال .










الانفصال عن الماديات




أن التعلق والارتباط بتاريخ كيانك المادي كممثل لأجدادك وأقربائك سوف يسبب فقط كميات غير معلومة من المعاناة . إن تعلم التخلي عن التقاليد يتطلب غالبا الكثير من الشجاعة , وبالنسبة لمن يقومون بعملية التخلي عن التقاليد . قد يكون هناك مقابل رهيب عليهم سداده ومع ذلك فإن مقابل التمسك بالتقاليد يعد أكثر بكثير وسداده يخلق الكثير من الدمار في حياتك . إن عدم قبول من يتعلقون بتاريخ كيانهم المادي هو أقل تكلفة على المدى الطويل , فأي شيء تتعلق به يتملكك بطريقة جوهرية , إنه يتساوي مع عملية إحكام الأغلال والقيود كل يوم للتأكد من أنك لاتملك عقلاً خاصاً بك ويذكرنا " رالف والدو إيمرسون " بقوله : لا تكن عبد ماضيك حاول القفز في البحار الواسعة والغوص في الأعماق والسباحة الى أماكن بعيدة وبذلك سوف تعود باحترام الذات , بقوة جديدة , بتجربة متقدمة سوف تفسر وتغفل الماضي " .






نحن نستطيع احترام وحتى تقدير الماضي وأساليب أجدادنا في الحياة , ونستطيع أن نحبّهم لاختيارهم طريقتهم في الحياة ولكن عندما نرتبط بضرورة أن نعيش ونفكر بنفس طريقة من سبقونا لأننا نشبههم في الشكل المادي , فإن هذا يعني أن نحرم أنفسنا من التنوير . تلك هي الطريقة التي قام الناس وكذلك مؤسساتهم بالتحكم في الآخرين لآلاف السنين بها ! عندما نطلب من الأطفال ونعلمهم أن يعيشوا وفقاً للقواعد الموضوعة . يمكن ذلك أن يحولهم إلى عبيد لكل من له السلطة عليهم . إن التعلق والارتباط بالماضي هو المسؤول عن إعطاء الأولاد الصغار المسدسات وتحويلهم الى قتلة . وإخبارهم من هم أعدائهم ووضعهم في ظروف لا يقومون فيها بالتفكير , فيكبر هؤلاء الأطفال ولديهم اعتقاد بأن عدم تعلقهم بالماضي عمل مشين أمام الله , من السهل أن نرى مثل هذا المتطرف في بلاد أخرى , وإنه لدرس لنا حتى نكون حذرين عندما نغرس فيهم الارتباط والتعلق بالماضي .







ويتطرق الكاتب في هذا الكتاب الى مواقف شخصية حدثت معه لم تكن مصادفة كحادثة الوصول الى مقبرة والده والكرت يقول : لكي ترى أن هناك وسائل ارتباط في الكون لا يمكن أن نراها دائماً بأعيننا ونمسكها بأيدينا وأن كل شيء حدث كان يجب أن يحدث , وكل شيء يجب أن يحدث لا يمكن منعه من الحدوث ..." ..وكيفية ارتباط الكيان المادي مع الكيان الخفي بطريقة علمية ... وعن معجزات حصلت معه ..







تذكر كل يوم وأنت تنظر الى عالمك وترى ملايين الملايين من الزهور تتفتح أن الله تعالى قد خلق كل ذلك دون استخدام القوة وإنما بقدرته القائمة على الجمع والتأليف والتي تمتاز بالكمال ..






وبمناسبة الحديث عن الزهور , فلقد سمعت في الفترة الأخيرة قصة عن إحدى باقات الورود التي أصبحت أكثر


خصوصية مما كان يتوقع هؤلاء الذين قدموا هذه الورود !



كان زوجان حديثا الزواج من نيوجيرسي يمتلكان صوبة زجاجيو كبيرة لزراعة النباتات ملحقة بمنزلهما ... وفي مساء أحد أيام شهر يناير الثلجية ذهب الزوجان إلى أحد بروفات خاصة بفريق أوركيسترا غير محترف في مدينة مجاورة كانا قد عاشا فيها يوماً ما . لقد قررا أن يأخذا معهما باقة زهور كبيرة من زهور قرّة العين ليوزعوها في البروفة لأنهما شعرا بأن الألوان التي تشبه ضوء الشمس – البرتقالي والأصفر والأحمر - قد تدفيء من هذه الليلة الباردة .






وعندما وصلا الى المدينة , اتجه الزوجان الى طريق جانبي بجوار النهر وكان الثلج يتساقط والمنطقة مهجورة ولكن كانت هناك سيدة عجوز تمشي وحدها . لقد تعرفا عليها حيث أنها كانت والدة جارهما السابق , فتوقفا حتى يسألاها إن كانت ترغب في أن يقوما بتوصيلها . لقد بدت مرتبكة ولكن في النهاية أخبرتهما الى أين كانت ذاهبة .. وقاما بتوصيلها وعندما تركاها قدما لها باقة الزهور .






وبعدها بثلاثة أيام , تلقى الزوجان رسالة قصيرة من هذه السيدة تشكرهما فيها على توصيلها وعلى الورود وتخبرهما بم كانت تعني هذه اللمحة معها , لقد كانت تعمل ممرضة طيلة حياتها ولكنها في هذا اليوم أدركت انها قد كبرت جداً وأصبحت غير قادرة على الاستمرار في عملها . ولم تكن تريد أن تكون عبئا على أسرتها ولذلك قررت أن تلقي بنفسها في النهر , إلا ان اعطاها شخصا ما أملا في هذه الحياة إن هذه الباقة من الورود قد أنقذت حياتها فعلاً .

كم عدد المصادفات التي تضمنتها هذه الحادثة ؟ ماذا لو لم يقرر هذان الزوجان أن يأخذا معهما زهوراً للبروفة ؟ وماذا لو لم يسلكا الطريق الجانبي ؟ وماذا لو لم يسلكا الطريق الجانبي ؟ وماذا لو لم يصلا الى النهر في الوقت الذي كانت فيه السيدة المسنة تقترب منه ؟ وماذا لو لم تتعرف على الهدية على انها بارقة أمل ؟ لو لم يحدث كل هذا لفقدت هذه السيدة السنوات الأخيرة من حياتها ولكانت حرمت اسرتها من سعادة الاهتمام بها ..







التسامح






خصص الكاتب فصل كامل عن التسامح وسأسرد القليل منه..

" من المستحيل أن يكون هناك شفقة وحب للآخرين عندما يملؤك الاعتقاد بأنك منفصل ومتميز عن البشر , وبمجرد أن تعرف – وتعرف بحق في صميم قلبك – أنك مرتبط بالكل حتى بمن يتصرفون بطرق شريرة يكون بذلك لديك ارتباط بالكيان الكلي الذي يسمى بالكيان البشري , ومع هذا الادراك الجديد تأتي القدرة على التسامح , وهذا هو السبب في أن الأساتذة الروحانيين يتحدثون عن القدرة على التسامح كمبدأ مرشد في الحياة . انهم يعرفون أن من يرسلون الحقد والكراهية يتصرفون فقط من أماكنهم ومن منطق تفكيرهم حتى هذه اللحظة . والإنسان المستنير متأكد من سموّه بدرجة كافية تجعله لا يحكم على الآخرين , وفي الحقيقة إن التسامح هو أعظم إنجازات الانسان . حيث أنه يضع التنوير الحقيقي موضع التنفيذ فهو يوضح أن الانسان في تناغم مع المكون الأساسي للكون , أي مع طاقة الحب . انه القدرة على منح هذا الحب الحقيقي حتى في أصعب المواقف والظروف .




في الفترة الأخيرة اشتريت سيارة , واكتشفت بعد الانتهاء من جميع الاجراءات أن البائع قد أضاف حوالي مائتي دولار الى العقد زيادة على السعر الذي اتفقنا عليه . لم أكتشف هذا الا عندما عدت الى المنزل , ونظرت الى الأوراق والمستندات النهائية بعناية أكثر , لقد كانت هذه فرصة لي لممارسة كل ما كتبته في هذا الكتاب . منذ سنوات ربما كنت سأغضب وأشعر بأن البائع قد غشني وأبادله مشاعر غير سارّة . ولكن لم أشعر بذلك هذه المرة . فقد اتصلت بالبائع بكل بساطة وعبّرت له عن رأي فيما حدث وشرحت له انني انني لا أشعر انه كان أمينا في انهاء الأوراق وتحدثت أيضا الى صاحب معرض السيارات وعبرت له ثانية عن الحادث دون غضب أو مرارة , وتنازلت له عن المال كانت هذه هي نهاية القصة حتى وصلني خطاب بعد عشرة أيام تقريباً .






عزيزي " وين "






بعد التفكير في المحادثة الهاتفية التي دارت بيننا , قررت أن ارد مبلغ 188,50 دولار أمريكي موضوع المحادثة , أشعر أن هذا كان سوء تفاهم وليس محاولة للتضليل غير أن الشعور الايجابي للعملاء تجاهنا هو أمر هام جدا وآمل أن يكون رد هذا المبلغ دليلا على ذلك .
وشكراً .

لقد تبرعت بالمال الذي تبقيته الى برنامج " القضاء على الجوع في العالم " وبعد ذلك بخمسة أيام تلقيت شيكاً بمبلغ 988.50 دولار أمريكي من الأرجنتين يمثل حصتي عن أحد الأعمال التي كتبتها منذ خمسة عشر عاماً , وقد أعطيت ستمائة دولار من هذا المبلغ لمساعدة بعض الأقارب . وبعدها بست أيام تسلّمت شيكاً بمبلغ 6.269.50 دولار من المكسيك – ولم يكن أيضا في الحسبان تماما - مقابل عمل أديته منذ سنوات , وبالنسبة لي اعرف أن المثل الذي يقول " ما يدور سوف يعود اليك " هو مثل ينطوي على حقيقة .

غير انني مازلت أجد صعوبة كبيرة في التوقف عن الغضب عندما أرى دليلا على وحشية إنسان تجاه إنسان آخر , لقد كانت الصورة التي عرضتها الصحف للشاب الغاضب الذي كان قد قتل لتوه اثنين من الأبرياء اختباراً عصيبا جداً أحيانا أحملق في الصورة التي رأيناها جميعا وأسأل نفسي : هل أنا قادر على أن أمنحه الحب أيضا ؟ انني أحاول أن أرى الشخص على أنه طفل صغير أن أرى برائته وحقيقة أنه يستحق الحب بغض النظر عن جرائمه وهذا في الواقع مكان يصعب الوصول اليه . وخاصة عندما تكون أنت أو أحد أحبائك الضحية . إن حكمنا عليه لا يعرّفه هو ... حيث يقول " جويل غولد سميث " في كتابه الكلمات السامية : " أن نحب جارنا كحبنا لأنفسنا هو أن نمنحه نفس الصفات السامية التي نمنحها لأنفسنا بغض النظر عن شكل اللحظة ... .. إن مايجب أن نفعله هو أن نحب كل جيراننا وذلك بمعرفة طبيعتهم الحقيقية تماما مثلما نريد منهم أن يحبوننا عندما نطلعهم على طبيعتنا الحقيقية , على الرغم من المظهر الخارجي الذي قد يكون واضحاً بصورة مؤقتة ."







الاستسلام العمل النهائي .




إن التسامح يكون أسهل عندما نستسلم ..... , إن الاستسلام يتجاوز التسامح .. إن فكرة الثقة هي فكرة موروثة في مبدأ الاستسلام ففي ظل الاستسلام تثق في كمال وجمال كل شيء ,..... إن من الطرق التي يمكن اتباعها نحو الاستسلام أن تلتزم التزاما شخصيا بالعفو عن كل شخص كان بينك وبينه عداوة وصراع , أرسل لكل شخص هدية ورسالة تتمنى له فيها الخير وعندما تواجه اغراء للعودة الى تلك الأفكار القديمة من المرارة والألم ذكّر نفسك بأن هذه العلاقة قد شفيت ببلسم التسامح . إن ذلك يشبه كما لو كنت تعرف أنك ستموت غدا , وتعرف أنك لا تستطيع تحقيق التحول إذا تركت خلفك اناس تكرههم .. تخيل أن الله تعالى أمرنا يطلب منا أن تحب كل انسان بلا استثناء وأن لديك المقدرة على القيام بذلك .. وبأساليب متعددة يطلب الله تعالى ذلك بالضبط على الأرض – الحب غير المشروط - الحب الخالي من المطالب الحب الذي يعطي للمحبوب الحق في أن يكون اي شيء يختاره دون أن يفقد حبك . هذا هو نوع الاستسلام الذي اتحدث عنه , انه نوع من الثقة في أن كل انسان وكل شيء يؤدي عمله في نظام تام في هذا الكون بما فيهم أنت نفسك .
 

هورايزن

عضو بلاتيني
الزميل جورج واشنطن

الكتاب رائع والكاتب أروع وأنت زدتهم بهاءا بنقلك الجميل ..

قرأت العشرات من تلك الكتب كانت الخلاصة واحدة وستجدها - عند التمعن - بأنها تدور حول نقاط ثلاث متعلقة بذات الشخص وواحدة بالمحيط الذي يعيشه :

- القابلية للتغيير
- القناعة بالتغيير
- العمل للتغيير

وأما الرابعة فهي المحيط الذي يساعد في التغيير ، فعلى مستوى العمل تكون القرارات المساندة وعلى مستوى المجتمع تكون ثقافة أفراد المجتمع التي تشجع وتشارك في التغيير .

درج في أقوال الناس : أن الحوادث المؤلمة ظلالها بعيدة جداً
والمؤلف كان في ظل آلامه ( موقفه من والده ) حتى إستطاع أن يخرج إلى الضوء ، ولكن ألا ترى أنه لا تزال تلك الآلام هي المسيطرة عليه حتى لو زعم أنه تحرر منها ( ألمس ذلك في إستدلالاته وجمله ) .

الزميل جورج واشنطن
أتفهم جيدا المعاني والقيم التي يدعو لها الكاتب الرائع ويشدني بقوة بريقها ونقاؤها ، ولكنني تعلمت من هذه الحياة أن تجارب الآخرين ليست ثوابت ولابد وأن يطرأ عليها تغيير وتطوير ، فالكمال لله وحده .

لا زالت بدون مبالغة .. مستمع بما قرأت

فشكرا لك
 

جورج واشنطن

عضو مميز
الزميل هورايزن ..

بالتأكيد أن كل تجربة مؤلمة يختلف تأثيرها ووقعها من شخص الى آخر ..

الكاتب تتطرق في الجزء الأول لمحة عن علاقته بوالده وكيف أن الصدفة قادته الى القبر بطريقة غريبة ثم اكتشف أنها لم تكن صدفة ..

بما أنها ليست صدفة فهناك بلا شك روابط غير مرئية تربطنا بهذه الأحداث مع بعضها البعض وفي الكون كله .. لأنه تناغم كوني ..

بما أننا في تناغم كوني , فلا يجب أن ندعوا لمبدأ الانفصال والعزلة .. انظر والتفت حولك بالعالم .. أين توجد بقعة من الأرض في العالم في القرن الواحد والعشرين ترفض بل وتعتدي على جميع القيم والديانات والثقافات الأخرى في الكرة الأرضية .. أنه الشرق الأوسط والعرب بلا شك !

بالتأكيد هناك أسباب تمنع الفرد الذي تربى على العادات والتقاليد والعيش في معزل عن العالم والحث على عدم الاندماج بالشعوب الأخرى أن يخرج على هذه القيود كما شرحها الكاتب

لقد تم اغتيال العديد من الزعماء والقادة الذين آمنوا بمبدأ وحدة الوجود وقاموا بتعليمه للآخرين فمن يكافحون للقضاء على الحروب تتم غالبا السخرية منهم باعتبارهم اناساً مثاليين حمقى . لقد تم تدمير مؤلفي الأغاني التي تدعونا الى تخيل أن العالم يمكن أن يكون كله شخص واحد بطريقة ما عقابا لهم على هذه الجهود التي قاموا بها , وأنه لمن المناسب أن تنسى الكل عندما يكون الهدف هو تحقيق الربح والمنفعة . إن فكرة الكيان الواحد تهدد العديد ممن ينادون بالعزلة والانفصال .

وللإفادة تطرقت لموضوع علم الطاقة من هذا الرابط
http://www.nationalkuwait.com/vb/showthread.php?p=285226

تحياتي ..
 
أعلى