موضوع يستاهل القراءة تسلم يد كاتبته
فوزية سالم الصباح / عز الماضي وذل الحاضر
javascript:void();
فتحنا الأندلس وفتحنا العديد من الدول، كما يؤكد تاريحنا، والآن نهرول لمد يد الاستسلام للكيان المصطنع.
حتى هذه اللحظة لم أقتنع بجميع المبررات التي ساقتها الدول العربية التي وقعت اتفاقية سلام مع الاحتلال الصهيوني، لأنني لا أعرف سوى أمر واحد فقط، وهو أن هذه الدولة محتلة لأطهر الأراضي العربية وتقتل في كل يوم الشبان والأطفال والنساء بوسائل القتال الحديثة من دبابات وطائرات حربية مقاتلة مخصصة لمحاربة الجيوش وليس المدنيين. فالشهداء وهم في عز شبابهم يتساقطون يومياً بيد هذا العدو، وهناك من يمد يده إلى هذه اليد الملطخة بالدماء ويصافحها.
وإن كنت لم أقتنع بمعاهدات السلام العربية الصهيونية فإنني وحتى هذه اللحظة لم أستوعب الاتصالات السرية والاجتماعات في الحدائق الخلفية والغرف المغلقة بين هذا الكيان المغتصب وبعض الدول الخليجية، وبعض الدول لم تكتف بالاتصالات السرية وأخذت تعلن أنه أصبح الوقت مناسباً لعقد اتفاقيات سياسية واقتصادية وثقافية مع هذا الكيان، بل وتدعو الدول الخليجية إلى الإسراع بعقد اتفاقيات سلام معه.
وإن كانت منظمة التحرير قد مدت يدها مرغمة للكيان الصهيوني من أجل موطئ قدم لها في فلسطين، فهذا ليس مبرراً لأي دولة عربية أن تهرول وتنبطح لإسرائيل. ثم لماذا هذا الانبطاح فهل نحن بحاجة إلى هذا الكيان سياسياً أو اقتصادياً؟ فهذا الكيان مجرد أسد من كرتون، والدليل على ذلك معركته الأخيرة مع «شوية شبان» من المقاومة اللبنانية. ومن ثم فلا حاجة لأي دولة خليجية لإقامة أي نوع من العلاقات معه، ولكننا - وأنا أقصد الأمة العربية - أصبحنا كحال المسلمين في الأندلس عندما تفرقوا واختلفوا إلى أن انهاروا وتم سحقهم وطردهم، وللأسف الشديد، ولكننا وللأسف لا نأخذ العبر من التاريخ، ونظرتنا إلى المستقبل لا تمتد سوى أمتار عدة فقط.
على كل حال، اليهود ليس لهم أمان فتاريخهم مليء بالخيانات والمكائد، إذ إن يهود الأندلس تعاونوا مع المسلمين لاحتلال بلدهم وفتحوا لهم أبواب المدن،
وقد عاقبهم الاسبان
بعد ذلك بمصادرة أراضيهم.
ملحوظة
الكيان الصهيوني رفض الانصياع لأكثر من 69 قراراً دولياً، وهو كما وصفه نيسلون مانديلا بالكيان العنصري كنظام جنوب أفريقيا العنصري. وإن كانت جنوب أفريقيا قد تحررت من نظامها العنصري، فمتى سنحرر أنفسنا من عقدة الهرولة نحو الكيان الصهيوني؟
فوزية سالم الصباح
محامية وكاتبة كويتية
Alsabah600@hotmail.com