لا تغضبوا من حديثى.. إنه ألمٌ.. كم ضاق قلبى به جهرًا.. وكتمانا

Olympias

عضو ذهبي
لا أعتقد أني قادرة على وصف القصيدة أو الحديث عنها ، فهي ستتحدث عن نفسها
كل ما أستطيع قوله هو أن فاروق جويدة أبدع كثيرا ً بهذه القصيدة
تسمى هنا : شاخ الزمان ، وتسمى في ديوانه : كأن العمر ما كانا ، عموما لا يهم ذلك
هذا هو المهم :

للقراءة من موقع أدب مباشرة ، يمكنك الدخول :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=69242


قدَّمتَ عمركَ للأحلامِ قربانَا == لا خنتَ عهدًا ولا خَادعتَ إنسانَا

والآن تحملُ أحلامًا مبعثرةً == هل هانَ حُلْمُكَ.. أم أنتَ الذى هانَا؟

قامرتَ بالعمرِ.. والأيامُ غانيةٌ==مَنْ سَرَّهُ زمنًا سَاءَتْه أزمانَا

قد عشتَ ترْسُمُ أحلامًا لعاشقةٍ==ذاقتْ كؤوسَ الهوى طُهرًا.. وعِصْيَانَا

زَيَّنْتَ للناسِ أحلامًا مُجَنَّحَةً==بالحُلمِ حينًا.. وبالأوهامِ أحيانَا

في كلِّ قلبٍ غرستَ الحُبَّ أغنيةً==غنَّى بها الشِّعرُ في الآفاقِ.. وَازْدَانَا

أحلامُكَ البحرُ يَطْوى الأرضَ في غضبٍ==فَلا يَرى في المَدى أُفْقًا وشُطْآنَا

أحلامُكَ الصُّبْحُ.. يَسْرى كلما انْتفضتْ==مواكبُ النُّورِ وسْطَ الليلِ نِيرانَا

أحلامُكَ الأمنُ.. يَبنى في غدٍ أمَلاً==طفلا صغيرًا بِحُضنِ النيلِ نَشْوَانَا

أحلامُك الأرضُ تَخشى اللهَ في ورعٍ==وتَرفعُ العدلَ بين الناسِ بُرهانَا

لا تَغضبوا من حديثى.. إنَّه ألمٌ..==كمْ ضاقَ قلبى به جَهرًا.. وكِتْمَانَا

عَصرٌ لَقيطٌ بِسيفِ القَهرِ شَرَّدَنَا==وبَاعَنَا خِلْسَةً نَاسًا.. وأوْطَانَا

يا أُمَّةً قَايَضتْ بِالعجزِ نَخْوَتَهَا==وشَوَّهَتْ دِينَها هَدْيًا.. وقُرْآنَا

يا أُمَّةً لَوَّثَتْ بِالعُهْرِ سَاحَتَها==ومَارستْ فُجْرَهَا بَغْيًا.. وبُهْتَانَا

هَذِى خُيُولُكَ تحتَ السَّفْحِ قدْ وَهَنَتْ==وأَغْمَضَتْ عَيْنَهَا بُؤْسًا.. وحِرْمَانَا

هَذِى رُبُوعُكِ بينَ العَجزِ قدْ سَكَنَتْ==وَوَدَّعَتْ بِالأَسَى خَيْلاً.. وَفُرْسَانَا

هَذِى شُعُُوبٌ رَأتْ فى الصَّمْتِ رَاحَتَها==وَاسْتَبْدَلَتْ عِيرَهَا بِالخَيْلِ أَزْمَانَا

هَذِى شُعُوبٌ رَأتْ فى الموتِ غَايَتَهَا==وَاسْتَسْلَمَتْ للرَّدَى ذُلاً.. وَطُغْيَانَا

تَبْكى على العُمرِ فى أرضٍ يُلوِّثُهَا==رِجسُ الفسادِ فَتُعْلِى القَهرَ سُلْطَانَا

بَاعُوا لنا الوَهمَ أَشْبَاحًا مُتَوَّجَةً==مَنْ أَدْمَنُوا القَتلَ كُهَّانًا.. وأَعْوَانَا

بَينَ الجَمَاجِمِ تِيجَانٌ مُلوَّثَةٌ==وفى المَضاجعِ يَلهُو الفسقُ أَلْوَانَا

لَمْ يَبْرَإِ الجُرْحُ.. لَمْ تَهْدَأْ عَوَارِضُهُ==وإِنْ غَدَا فى خَرِيفِ العُمْرِ أَحْزَانَا

قَدَّمْتَ عُمْرَكَ لِلأحلامِ قُرْبَانَا==هَلْ خَانَكَ الحُلْمُ.. أَمْ أَنتَ الذى خَانَا؟!

كَمْ عِشْتَ تَجْرِى وَراءَ الحُلْمِ فى دَأَبٍ==وتَغْرِِسُ الحُبَّ بَينَ النَّاسِ إِيمَانَا

كَمْ عِشْتَ تَهْفُو لأَوْطَانٍ بِلاَ فَزَعٍ==وَتَكْرَهُ القَيْدَ مَسْجُونًا.. وَسَجَّانَا

كَمْ عِشْتَ تَصْرُخُ كالمَجنونِ فى وَطنٍ==مَا عَادَ يَعْرِفُ غَيْرَ المَوتِ عُنْوَانَا

كَمْ عِشْتَ تَنْبِشُ فى الأطْلالِ عَنْ زَمَنٍ==صَلْبِ العَزَائِمِ يُحْيِى كُلَّ مَا كَانَا

كَمْ عِشْتَ تَرْسُمُ لِلأطْفالِ أُغْنِيَةً==عَنْ أُمَّةٍ شَيَّدَتْ لِلعَدْلِ مِيزَانَا

فى سَاحَةِ المَجْدِ ضَوْءٌ مِنْ مَآثِرِهَا==مَنْ زَلْزَلَ الكَونَ أَرْكَانَا.. فَأَرْكَانَا

صَانَتْ عُهُودًا.. وثَارَتْ عِنْدَمَا غَضِبَتْ==وَخيْرُ مَنْ أَنْجَبَتْ فى الأَرْضِ إِنْسَانَا

سَادَتْ شُعُوبًا.. وكَانتْ كُلَّمَا انْتَفَضَتْ==هَبَّتْ عليها رِياحُ الغَدْرِ عُدْوَانَا

هَانَتْ على أَهلِهَا مِنْ يَوْمِ أَنْ رَكَعَتْ==لِلغَاصِبِينَ.. وَوَيْلُ المَرْءِ إِنْ هَانَا

يَجْرِى بِنَا الحُلْمُ فَوْقَ الرِّيحِ.. يَحْمِلُنَا==ويَرْسُمُ الكَوْنَ فى العَيْنَيْنِ بُسْتَانَا

حَتَّى إِذَا مَا خَبَا.. يَرْتَاحُ فى سَأَمٍ==وَفَوقَ أَشْلائِهِ تَبْكِى خَطَايَانَا

لا تَسْأَلِ النَّهْرَ.. مَنْ بِالعَجْزِ كَبَّلَهُ؟==وكَيْفَ أَضْحَى هَوَانَ العَجْزِ تِيجَانَا؟

لا تَسْأَلِ النَّاىَ.. مَنْ بالصَّمْتِ أَسْكَتَهُ؟==وكَيْفَ صَارَتْ "غَنَاوِى" النَّاىِ أَحْزَانَا؟

نَاىٌ حَزِينٌ أَنَا.. قَدْ جِئْتُ فى زَمَنٍ==أَضْحَى الغِنَاءُ بِهِ كُفْرًا.. وَعِصْيَانَا

صَوْتٌ غَرِيبٌ أَنَا.. والأُفْقُ مَقبرةٌ==فى كُلِّ شِبْرٍ تَرَى قَتْلى.. وَأَكْفَانَا

هَذَا هو الفَجْرُ.. كَالقِدِّيسِ مُرْتَحِلاً==مُنَكَّسَ الرَّأَسِ بَينَ النَّاسِ خَزْيَانَا

غَنَّيْتُ عُمْرِى.. وَكَمْ أَطْرَبْتُكُمْ زَمَنًا==وَكَمْ مَلأَتُ ضِفَافَ النِّيلِ أَلْحَانَا

غَنَّيْتُ لِلحُبِّ.. حَتَّى صَارَ أُغْنِيَةً==فَوْقَ الشِّفَاهِ.. وَطَارَ النِّيلُ نَشْوَانَا

كَيْفَ البَلابِلُ غَابَتْ عَنْ شَوَاطِئِهِ==وكَيْفَ يَحْضُنُ مَاءَ النِّيلِ غِرْبَانَا؟

عَارٌ عَلى النِّيلِ.. هَلْ يَنْسَابُ فى وَهَنٍ==وتُصْبِحُ الأُسْدُ فى شَطَّيْهِ جُرْذَانَا؟

عَارٌ عَلى النِّيلِ يُلْقِى الكَأسَ مُنْتَشِيًا==وكُلُّ طِفْلٍ بِهِ.. قَدْ نَامَ ظَمْآنَا!

فى الأفْقِ غَيْمٌ.. وَرَاءَ الغَيْمِ هَمْهَمَةٌ==وَطَيْفُ صُبْحٍ بَدَا فى الليلِ بُرْكَانَا

صَوْتُ النَّوَارِسِِ خَلْفَ الأُفْقِ يُخْبِرُنى:==البَحرُ يُخْفِى وَرَاءَ المَوْجِ طُوفَانَا

لا تَسْألِ الحُلمَ عَمَّنْ بَاعَ.. أو خَانَا==واسْألْ سُجُونًا تُسَمَّى الآنَ أوْطَانا!

أَشْكُو لِمَنْ غُرْبَةَ الأيَّامِ فى وطنٍ==يَمتدُ فى القلبِ شِرْيَانًا.. فَشِرْيَانَا؟

مَا كُنتُ أعْلمُ أنَِّ العِشقَ يَا وَطَنى==يَومًا سَيَغْدُو مَعَ الأيَّامِ إدمانَا

عَلَّمْتَنا العِشْقَ.. حَتَّى صَارَ فى دَمِنَا==يَسْرِى مَعَ العُمْرِ أَزْمَانًا.. فَأزْمَانَا

عَلَّمْتَنا.. كَيْفَ نَلْقَى المَوْتَ فى جَلدٍ==وكَيْفَ نُخْفِى أَمَامَ النَّاسِ شَكْوَانَا

هَذَا هُوَ المَوْتُ يَسْرِى فى مَضَاجِعِنَا==وأَنْتَ تَطْرَبُ مِنْ أنَّاتِ مَوْتَانَا

هَذَا هُوَ الصَّمْتُ يَشْكُو مِنْ مَقَابِرِنا==فَكُلَّمَا ضَمَّنا.. صَاحَتْ بَقَايَانَا

بَاعُوكَ بَخْسًا.. فَهَلْ أَدْرَكتَ يَا وَطَنِى==فِى مَأتمِ الحُلمِ قَلبِى فِيكَ كَمْ عَانَى؟!

سَفِينَةٌ أَبْحَرَتْ فى الليلِ تَائِهةً==والمَوْجُ يَرْسُمُ فى الأَعْمَاقِ شُطآنَا

شِرَاعُهَا اليَأسُ.. تَجْرِى كُلَّمَا غَرِقَتْ==حَتَّى تَلاشَتْ.. ولاحَ المَوْتُ رُبَّانَا

يَا ضَيْعَةَ العُمْرِ.. سَادَ العُمْرَ فى سَفَهٍ==بَطْشُ الطُّغَاةِ.. وَصَارَ الحَقُّ شَيْطَانَا

كَمْ كُنْتُ أهْرَبُ.. والجَلادُ يَصْرخُ بِى:==يَكْفِيكَ مَا قَدْ مَضَى سُخْطًا وَعِصْيَانَا

ارْجِعْ لِرُشْدِكَ.. فَالأحْلامُ دَانِيَةٌ==واسْألْ حُمَاةَ الحِمَا صَفْحًا.. وَغُفْرَانَا

هَلْ أطْلُبُ الصَّفْحَ مِنْ لِصٍّ يُطَارِدُنِى؟==أَمْ أَطْلُبُ الحُلمَ مِمِّنْ بَاعَ أَوْطَانَا؟!

بَيْنَ الهُمُومِ أَنامُ الآنَ فى ضَجَرٍ..==قَدْ هَدَّنِى اليَأسُ.. فاسْتَسْلمتُ حَيْرَانَا

حَتَّى الأَحِبَّةُ سَارُوا فى غِوَايَتِهِمْ==وَضَيَّعُوا عُمْرَنَا شَوْقًا.. وَحِرْمَانَا

خَانُوا عُهُودًا لَنَا.. قَدْ عِشْتُ أَحْفَظُهَا==فَكَيْفَ نَحْفَظُ يَوْمًا عَهْدَ مَنْ خَانَا؟

إِنِّى لأَعْجَبُ.. عَيْنِى كَيْفَ تَجْهَلُنِى==ويَقْطَعُ القَلْبُ فى جَنْبَىَّ شِرْيَانَا؟!

كَمْ عَرْبَدَ الشَّوْقُ عُمْرًا فى جَوَانِحِنَا==وَقَدْ شَقِينَا بِهِ فَرْحًا وأشْجَانًا

مَا سَافرَ الحُبُّ.. مَا غَابَتْ هَوَاجِسُهُ==ولا الزَّمَانُ بِطولِ البُعدِ أَنْسَانَا

إِنْ حلَّقَتْ فى سَمَاءِ الحُبِّ أُغْنِيَةٌ==عَادَتْ لَيَالِيه تُشْجِى القَلْبَ أَلْحَانَا

لَمْ يَبْقَ شَىْءٌ سِوَى صَمْتٍ يُسَامِرُنَا==وَطَيْفِ ذِكْرَى يَزُورُ القَلْبَ أَحْيَانَا

قََدَّمْتُ عُمْرِى لِلأَحْلامِ قُرْبَانَا..==لا خُنْتُ عَهْدًا.. وَلا خَادَعْتُ إِنْسَانَا

شَاخَ الزَّمَانُ.. وَأَحْلامِى تُضَلِّلُنِى==وَسَارِقُ الحُلْمِ كَمْ بِالوَهَمِ أَغْوَانَا

شَاخَ الزَّمَانُ وسَجَّانِى يُحَاصِرُنى==وَكُلَّمَا ازْدَادَ بَطْشًا.. زِدْتُ إِيمَانَا

أَسْرَفْتُ فى الحُبِّ.. فى الأَحْلامِ.. فى غَضَبِى==كَمْ عِشْتُ أَسْألُ نَفْسِى: أيُّنََا هَانَا؟

هَلْ هَانَ حُلْمِى.. أَمْ هَانَتْ عَزَائِمُنَا؟==أَمْ إِنَّهُ القَهْرُ.. كَمْ بِالعَجْزِ أَشْقَانَا؟

شَاخَ الزَّمَانُ.. وَحُلْمِى جَامِحٌ أَبَدًا==وَكُلْمَا امْتَدَّ عُمْرِى.. زَادَ عِصْيَانَا

وَالآنَ أَجْرِى وَرَاءَ العُمْرِ مُنْتَظِرًا==مَا لا يَجِىءُ.. كَأنَّ العُمْرَ مَا كَانَا
 

وليد المجني

عضو بلاتيني

لله درك يـا أختـي الكريمـة ، كم هـي رائـعـة تلك الكلمات ،

لغـة ومعـاني وصـور وتنـاول ، أبيات وقفت عندها طويلاً ولم

انتهي منها ... سلم اليراع يا زميلتي بشاير

 
لله درك يـا شاعرنا الجميل، كم هـي رائـعـة تلك الكلمات ،

لغـة ومعـاني وصـور وتنـاول ، أبيات وقفت عندها طويلاً ولم

انتهي منها ...

شكرا أختي بشائر على هذا النقل الجميل :)

تحياتي
 

Olympias

عضو ذهبي
لله درك يـا أختـي الكريمـة ، كم هـي رائـعـة تلك الكلمات ،

لغـة ومعـاني وصـور وتنـاول ، أبيات وقفت عندها طويلاً ولم

انتهي منها ... سلم اليراع يا زميلتي بشاير



لله درك يـا شاعرنا الجميل، كم هـي رائـعـة تلك الكلمات ،



لغـة ومعـاني وصـور وتنـاول ، أبيات وقفت عندها طويلاً ولم

انتهي منها ...

شكرا أختي بشائر على هذا النقل الجميل :)


تحياتي


قد سرني أنها أعجبتكم كما أعجبتني
 
أعلى