هذا جزء من رسائل الإمام الشهيد حسن البنا رضي الله عنه ، يربي فيه الإخوان على كيفية النظر للآخر فيقول رضي الله عنه :
وكل الذي نريده من الناس أن يكونوا أمامنا واحدًا من أربعة:
- مؤمـن
إما شخص آمن بدعوتنا، وصدق بقولنا، وأعجب بمبادئنا، ورأى فيها خيرًا اطمأنت إليه نفسه، وسكن له فؤاده، فهذا ندعوه أن يبادر بالانضمام إلينا، والعمل معنا؛ حتى يكثر به عدد المجاهدين، ويعلوا بصوته صوت الداعين، ولا معنى لإيمان لا يتبعه عمل، ولا فائدة في عقيدة لا تدفع صاحبها إلى تحقيقها والتضحية في سبيلها، وكذلك كان السابقون الأولون ممن شرح الله صدورهم لهدايته، فاتبعوا أنبياءه، وآمنوا برسالاته، وجاهدوا فيه حق جهاده، ولهؤلاء من الله أجزل الأجر، وأن يكون لهم مثل ثواب من اتبعوهم لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا.
- متـردد
وإما شخص لم يستبين وجه الحق، ولم يتعرف في قولنا معنى الإخلاص والفائدة، فهذا نتركه لتردده، ونوصيه بأن يتصل بنا عن كثب، ويقرأ عنا من قريب أو بعيد، ويطالع كتاباتنا، ويزور أنديتنا، ويتعرف إلى إخواننا، فسيطمئن بعد ذلك لنا إن شاء الله، وكذلك كان شأن المترددين من أتباع الرسل من قبل.
- نفـعي
وإما شخص لا يريد أن يبذل معونته إلا إذا عرف ما يعود عليه من فائدة، وما يجره هذا البذل له من مغنم، فنقول له: حنانيك، ليس عندنا من جزاء إلا ثواب الله إن أخلصت، والجنة إن علم فيك خيرًا، أما نحن فمغمورون جاهًا، فقراء مالاً، شأننا التضحية بما معنا وبذل ما في أيدينا، ورجاؤنا رضوان الله- سبحانه وتعالى- وهو نعم المولى ونعم النصير. فإن كشف الله الغشاوة عن قلبه، وأزاح كابوس الطمع عن فؤاده، فسيعلم أن ما عند الله خير وأبقى، وسينضم إلى كتيبة الله ليجود بما معه من عرض الحياة الدنيا لينال ثواب الله في العقبى، وما عندكم ينفد وما عند الله باق، وإن كانت الأخرى فالله غني عمن لا يرى لله الحق الأول في نفسه وماله ودنياه وآخرته وموته وحياته، وكذلك كان شأن قوم من أشباهه حين أبوا مبايعة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلا أن يجعل لهم الأمر من بعده، فما كان جوابه- صلى الله عليه وسلم- إلا أن أعلمهم أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين.
- متحامـل
وإما شخص أساء فينا ظنه، وأحاطت بنا شكوكه، فهو لا يرانا إلا بالمنظار الأسود القاتم، ولا يتحدث عنا إلا بلسان المتحرج المتشكك، ويأبى إلا أن يلج في غروره، ويسدر في شكوكه، ويظل مع أوهامه، فهذا ندعو الله لنا وله أن يرينا الحق حقًّا ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يلهمنا وإياه الرشد.. ندعوه إن قبل الدعاء، ونناديه إن أجاب النداء، وندعو الله فيه وهو أهل الرجاء، ولقد أنزل الله على نبيه الكريم في صنف من الناس: ﴿إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ (القصص: 56).
وهذا سنظل نحبه، ونرجو فيئه إلينا، واقتناعه بدعوتنا؛ وإنما شعارنا معه ما أرشدنا إليه المصطفى- صلى الله عليه وسلم- من قبل: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون".
نحب أن يكون الناس معنا واحدًا من هؤلاء، وقد حان الوقت الذي يجب فيه على المسلم أن يدرك غايته ويحدد وجهته، ويعمل لهذه الوجهة حتى يصل إلى غايته المنشودة، أما تلك الغفلة السادرة والخطرات اللاهية والقلوب الساهية والانصياع الأعمى واتباع كل ناعق، فما هو من سبيل المؤمنين في شيء.
_____________
والسؤال الذي أطرحه عليكم يا حضرة الزملاء الكرام : أين أنت من أؤلئك الأربعة ؟!
من شاء أن يجيب علانية فعلى الرحب والسعة ولو شاء حاورناه في رأيه ، ومن عرف الجواب وخبأه في نفسه لحاجة فيها فهو معذور ، نشكره على مروره وتكبده عناء التفكير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحياتي
وكل الذي نريده من الناس أن يكونوا أمامنا واحدًا من أربعة:
- مؤمـن
إما شخص آمن بدعوتنا، وصدق بقولنا، وأعجب بمبادئنا، ورأى فيها خيرًا اطمأنت إليه نفسه، وسكن له فؤاده، فهذا ندعوه أن يبادر بالانضمام إلينا، والعمل معنا؛ حتى يكثر به عدد المجاهدين، ويعلوا بصوته صوت الداعين، ولا معنى لإيمان لا يتبعه عمل، ولا فائدة في عقيدة لا تدفع صاحبها إلى تحقيقها والتضحية في سبيلها، وكذلك كان السابقون الأولون ممن شرح الله صدورهم لهدايته، فاتبعوا أنبياءه، وآمنوا برسالاته، وجاهدوا فيه حق جهاده، ولهؤلاء من الله أجزل الأجر، وأن يكون لهم مثل ثواب من اتبعوهم لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا.
- متـردد
وإما شخص لم يستبين وجه الحق، ولم يتعرف في قولنا معنى الإخلاص والفائدة، فهذا نتركه لتردده، ونوصيه بأن يتصل بنا عن كثب، ويقرأ عنا من قريب أو بعيد، ويطالع كتاباتنا، ويزور أنديتنا، ويتعرف إلى إخواننا، فسيطمئن بعد ذلك لنا إن شاء الله، وكذلك كان شأن المترددين من أتباع الرسل من قبل.
- نفـعي
وإما شخص لا يريد أن يبذل معونته إلا إذا عرف ما يعود عليه من فائدة، وما يجره هذا البذل له من مغنم، فنقول له: حنانيك، ليس عندنا من جزاء إلا ثواب الله إن أخلصت، والجنة إن علم فيك خيرًا، أما نحن فمغمورون جاهًا، فقراء مالاً، شأننا التضحية بما معنا وبذل ما في أيدينا، ورجاؤنا رضوان الله- سبحانه وتعالى- وهو نعم المولى ونعم النصير. فإن كشف الله الغشاوة عن قلبه، وأزاح كابوس الطمع عن فؤاده، فسيعلم أن ما عند الله خير وأبقى، وسينضم إلى كتيبة الله ليجود بما معه من عرض الحياة الدنيا لينال ثواب الله في العقبى، وما عندكم ينفد وما عند الله باق، وإن كانت الأخرى فالله غني عمن لا يرى لله الحق الأول في نفسه وماله ودنياه وآخرته وموته وحياته، وكذلك كان شأن قوم من أشباهه حين أبوا مبايعة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلا أن يجعل لهم الأمر من بعده، فما كان جوابه- صلى الله عليه وسلم- إلا أن أعلمهم أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين.
- متحامـل
وإما شخص أساء فينا ظنه، وأحاطت بنا شكوكه، فهو لا يرانا إلا بالمنظار الأسود القاتم، ولا يتحدث عنا إلا بلسان المتحرج المتشكك، ويأبى إلا أن يلج في غروره، ويسدر في شكوكه، ويظل مع أوهامه، فهذا ندعو الله لنا وله أن يرينا الحق حقًّا ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يلهمنا وإياه الرشد.. ندعوه إن قبل الدعاء، ونناديه إن أجاب النداء، وندعو الله فيه وهو أهل الرجاء، ولقد أنزل الله على نبيه الكريم في صنف من الناس: ﴿إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ (القصص: 56).
وهذا سنظل نحبه، ونرجو فيئه إلينا، واقتناعه بدعوتنا؛ وإنما شعارنا معه ما أرشدنا إليه المصطفى- صلى الله عليه وسلم- من قبل: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون".
نحب أن يكون الناس معنا واحدًا من هؤلاء، وقد حان الوقت الذي يجب فيه على المسلم أن يدرك غايته ويحدد وجهته، ويعمل لهذه الوجهة حتى يصل إلى غايته المنشودة، أما تلك الغفلة السادرة والخطرات اللاهية والقلوب الساهية والانصياع الأعمى واتباع كل ناعق، فما هو من سبيل المؤمنين في شيء.
_____________
والسؤال الذي أطرحه عليكم يا حضرة الزملاء الكرام : أين أنت من أؤلئك الأربعة ؟!
من شاء أن يجيب علانية فعلى الرحب والسعة ولو شاء حاورناه في رأيه ، ومن عرف الجواب وخبأه في نفسه لحاجة فيها فهو معذور ، نشكره على مروره وتكبده عناء التفكير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحياتي