هزة فكرية شنيعة على الصفحة الأخيرة من جريدة الراي, نتج عنها عدة وفيات لقراء الوشيحي, وكسور في الثقة ..إلا أن هناك اصابات خفيفة اقتصرت على " الطنقره"...والنرفزه,,ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أما بعد
صديقي الوشيحي...فإن جاءك كتابي هذا, فاعلم أن لسان حالي يقول:" خيلا الصفرا وانا تأبط"....فعليك برد الشان, واحتزم بحزام الامان, والزعل ممنوع والعتب مرفوع.
وإني لك ناصح, بعد أن رأيت المؤيد لك والمادح, وبعد أن لمست من الحديث تجاهك كل كلام جارح, وما انا لك بجارح.. ولا قالٍ ولا فاضح.
والأن..وبعد الفشخره والطهبله..والصفرا وغيرها من الدهوله, إني لك مبارز رغم ماتخلل يومي من تعب.. بحسام في حده الحد بين الجد واللعب, واعلم أن التاريخ ..اصدق انباء من المقالة التي فعلت فعل الصواريخ.
فالأوله بالأولات...
كل باب وله جواب, وانت ضيعت الباب...ودخلت مع السرداب, أخطيت على الاسلاف..بعنوان(ن) فيه اجحاف..وعلى ما قالت عكف الاشناب: كلن تداوى علته كون قرواش, وما انت بقرواش-وحاشاك ذلك- ولكن فكرك الذي استعنت به ساعة كتابة المقالة هو قرواش , وعلى قولت الحضر يواش يواش.
والثانية ...
الى صلب الموضوع...
دربااااااااااج يا كبر الدرباجه يا بوسلمان
على قولت آل مره:" أمحق نيه ..وامحق سنة"!
لم أجدك تحكم بسالفة من هنا وهناك لتنسف بها تاريخ أمة كما فعلت اليوم!!
ولم أجدك تنتقي بحرفنة كما انتقيت اليوم!!
فمن أين أبدأ..ومن أين أنتهي؟؟
ففي طية مقالك( الذي نوافقك على هواننا وضعفنا في وقتنا الحالي...ولكن استشهاداتك مصيبة المصائب فلم توفق بخلطك للعزة والشرف وما يحمله العربي من تفاخر وإباء كان و لا زال جزء من موروثه وثقافته وبين التباين الحضاري بين الأمم...وتفوق أمّة على امة)...ما يحمل نقيضها:
أولها :
- استشهدت بفاتح فارس وهي انتفاضة للعرب كسرت كسرى, وانهت فارس, واندمج شعبها بحضارته وتاريخه بكل قضه وقضيضه في الحضارة الاسلامية آنذاك, وما بقايا "ايران " الآن إلا تركمان وبخارى وغيرهم..فأين ما زعمت في مقالك بأنهم باقون؟ وقد اندثرت حضارة كاملة في طيات الموروث الديني وحتى اللغوي والاجتماعي لأمة اخرى هي العرب... ولافخر
وعلى العكس من ذلك فستجد أن العرب بقوا مابقي الدهر, في وقت ضعفهم وفي أوج قوتهم ومن ثم العودة الى الضعف.
ثانيها:
أنت خلطت خلطا عجيبا بين دناءة العرق واسباب القوة, فوالذي نفسي بيده لن تجد العزة والمنعة والشموخ والإباء إلا عند العربي..وما ذي قار إلا وقار أورثه السلف للخلف.
ثالثها:
استشهدت بصدق اليابانيين, ونسيت أن من دوّن ما استشهدت به من سلبيات العرب هم العرب أنفسهم, فما تفسيرك لها؟ وهل يتم تصنيفه في خانة الصدق أم الكذب؟
ختام المقال:
اختزال تاريخ العرب في "حقبة زمنية" ظلم وأجحاف سيراه أي منصف لتاريخهم ومع ذلك كانت عزة العربي ومفاخرته ليست فشوشا وخرطي.
أنت خلطت بين الموروث الاجتماعي وبين اسباب تقدم الأمم, ولاعلاقة بينهما اطلاقا.
فالتاريخ يعلمنا أن ضعف أمة سيخرج منها المتمصلح والخائن والوضيع, ولكنه لا يخرج منها النعمان بن المنذر ومعركة ذي قار...في أي أمة سابقة أو حتى لاحقة, عدا العرب, ولك في الروم والفرس والاتراك ومواليهم في الدولة الأموية والعباسية واشتغالهم خدما وجواري ...خير شاهد , فهل يعني ذلك انهم أراذل ؟ أم أن اسباب القوة والمنعه مالت كفتها لأمة فسادت يوما ما..كما ساد غيرها؟
علام التجني يا اباسلمان على تاريخ اسلافك وعزتهم إبائهم؟
ألم تقرأ في التاريخ أن جزيرة العرب لم تستطع جيوش الروم والفرس احتلالها في يوم ما؟
ألم تسمع بمعركة ذي قار..وتسبر اغوار دلالاتها؟
أين ذي قار والقادسية...ونهاوند واليرموك, اين بلاد الاندلس وحضارتها الراقية..من تعميماتك واستشهاداتك المنتقاه؟
ام انك انتقيت تاريخهم قبل التوحد ومرت بك ذاكرتك على حكايات دونها بعض الحاقدين على العرق العربي.
قرات ما قاله كسرى في وصف العرب..فكاني بك تأثرت به, وقررت في لحظة عكننه ان تنسف عزة وإباء أمة لا تضاهيها أمة في الصفات الانسانية الراقية على بساطتهم.
وهذا كلام كسرى:
أفضل طعامهم لحوم الإبل التي يعافها كثير من السباع لثقلها و سوء طعمها و خوف دائها . (( و إن قَرَي أحدهم ضيفاً عدّها مكرمة . و إن أطعم أكلة عدها غنيمة تنطق بذلك أشعارهم ، و تفتخــر بذلك رجالهم )) 1 . ثم أنهم مع قلتهم و فاقتهم و بؤس حالهم ، يفتخرون بأنفسهم ، و يتطاولون علي غيرهم و ينزلون أنفسهم فوق مراتب الناس . (( حتي لقد حاولوا أن يكونوا ملوكاً أجمعين )).
واعتقد أن هذا ما اغضبه, فرغم ضعفهم امام تفوقه فهم مفاخرون اهل إباء, عدّ كرمهم مذمة, واشعارهم التي تعتبر وقودا لبث الحماس في نفوسهم مثلبه.
فما الفرق بينك وبينه؟
نعي ان يكون الحديث من حاقد على من يرى صعوبة ترويضة, ولكننا لانعي أن يصدر من أحد احفادهم وكأن شهادة الحاقد...الذي استشعر ان ذلك الاباء والتفاخر سيزيل حكمه لا محاله كما حدث...هي المعيار الذي يتم وفقه تقييم العرب!!! ( ايقونة هز راس )
فهل تم ارهابك فكريا؟ ام أن ذلك جلدا للذات لم تعي انتقاء كلماته؟
نعي أن التخلف له اسبابه ولكن ماسقته هنا بمثابة كارثة فكرية خلطت بها الحابل بالنابل ألم يكن بوسعك الابتعاد عن إباء وعزة وشرف العرب؟ بل مادخلها اصلا في ضعف أمة أو قوتها؟
ابوسلمان:
سنبقى أمة تفتخر بأصلها وعزتها وكرامتها, وإن لم تجد قوت يومها, والعبرة في الاحداث التي سجلها التاريخ لا في أحاديث صاغها كل عنصري يبغض العرب...ودونها في تاريخه.
فيمكنك ان تبين أسباب التخاذل والضعف من دون التطرق لإباء العربي وعزته وكرامته ولاتخلط بينهما...فشتان بين القضيتين.
برايفت يا بوسلمان:
سيظل شاعر المليون, وسنظل نقرض الشعر وسنظل نكرم الضيف, وسنظل نفتخر ونفاخر بعزتنا وكرامتنا..ولن يمنعنا ذلك في يوما ما من النظر الى الامام, فلا تقاطع بينهما ولا تنافر, فالقيم والعادت التي ورثها العربي..هي بمثابة الدم في العرق منه, واختلاف الثقافات قد يدفع أحدهم إلى احتقارها والغضب منها مايجعله يعدها مثلبه, فلا تركبن الشقرا يا اباسلمان...واهجر في عنانها.
تحياتي لك.