مختارات أبو القاسم الشابي ...

ستانفورد بينيه

عضو بلاتيني
هنا ستكون مختارات من أشعار الشاعر الكبير أبو القاسم الشابي ...

ونبدأها مع ...

-----------------------------------------------------

تَرجُو السَّعادة َ يا قلبي ولو وُجِدَتْ



تَرجُو السَّعادة َ يا قلبي ولو وُجِدَتْ

في الكون لم يشتعلْ حُزنٌ ولا أَلَمُ

ولا استحالت حياة ُ الناس أجمعها

وزُلزلتْ هاتِهِ الأكوانُ والنُّظمُ

فما السَّعادة في الدُّنيا سوى حُلُمٍ

ناءٍ تُضَحِّي له أيَّامَهَا الأُمَمُ

ناجت به النّاسَ أوهامٌ معربدة ٌ

لمَّا تغَشَّتْهُمُ الأَحْلاَمُ والظُّلَمُ

فَهَبَّ كلٌ يُناديهِ وينْشُدُهُ

كأنّما النَّاسُ ما ناموا ولا حلُمُوا

خُذِ الحياة َ كما جاءتكَ مبتسماً

في كفِّها الغارُ، أو في كفِّها العدمُ

وارقصْ على الوَرِد والأشواكِ متَّئِداً

غنَّتْ لكَ الطَّيرُ، أو غنَّت لكَ الرُّجُمُ

وأعمى كما تأمرُ الدنيّا بلا مضضٍ

والجم شعورك فيها، إنها صنمُ

فمن تآلّم لن ترحم مضاضتهُ

وَمَنْ تجلّدَ لم تَهْزأ به القمَمُ
هذي سعادة ُ دنيانا، فكن رجلاً

إن شئْتَها ـ أَبَدَ الآباد يَبْتَسِمُ!

وإن أردت قضاء العيشِ في دعَة ٍ

شعريّة ٍ لا يغشّي صفوها ندمُ

فاتركْ إلى النّاس دنياهمْ وضجَّتهُمْ

وما بنوا لِنِظامِ العيشِ أو رَسَموا

واجعلْ حياتكَ دوحاً مُزْهراً نَضِراً

في عُزْلَة ِ الغابِ ينمو ثُمّ ينعدمُ

واجعل لياليك أحلاماً مُغَرِّدة ً

إنَّ الحياة َ وما تدوي به حُلُمُ


.​
 

ستانفورد بينيه

عضو بلاتيني
ما كنتُ أحْسَبُ بعدَ موتَك يا أبي


ما كنتُ أحْسَبُ بعدَ موتَك يا أبي

ومشاعري عمياء بأحزانِ-

أني سأظمأُ للحياة ِ، وأحتسي

مِنْ نهْرها المتوهِّجِ النّشوانِ

وأعودُ للدُّنيا بقلبٍ خَافقٍ

للحبِّ، والأفراحِ، والألحانِ

ولكلِّ ما في الكونِ من صُوَرِ المنى

وغرائبِ الأهُواء والأشجانِ

حتى تحرّكتِ السّنون، وأقبلتْ

فتنُ الحياة ِ بسِحرِها الفنَّانِ

فإذا أنا ما زلتُ طفِْلاً، مُولَعاً

بتعقُّبِ الأضواءِ والألوانِ

وإذا التشأوُمُ بالحياة ِ ورفضُها

ضرْبٌ من الُبهتانِ والهذيانِ

إنَّ ابنَ آدمَ في قرارة ِ نفسِهِ

عبدُ الحياة ِ الصَّادقُ الإيمانَ


.​
 

ستانفورد بينيه

عضو بلاتيني
لا ينهضُ الشعبُ إلاَّ حينَ يدفعهُ


لا ينهضُ الشعبُ إلاَّ حينَ يدفعهُ

عَزْمُ الحياة ِ، إذا ما استيقظتْ فيهِ

والحَبُّ يخترقُ الغَبْراءَ، مُنْدفعاً

إلى السماء، إذا هبَّتْ تُناديهِ

والقيدُ يأَلَفُهُ الأمواتُ، ما لَبِثوا

أمَّا الحيَاة ُ فيُبْلها وتُبْليهِ


.​
 

ستانفورد بينيه

عضو بلاتيني
إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة



إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة

فلا بدَّ أن يستجيبَ القدرْ !!

ولا بد لليل أن ينجلي

ولا بد للقيد أن ينكسر

وفي ليلة ٍ من ليالي الخريفِ

ويدفنها السيّلُ، أنَّى عَبَرْ»

ومن لم يعانقه شوقُ الحياة

تبخَّرَ في جوِّها، واندثر

ْفويلٌ لمن لم تَشقُهُ الحياة ُ

منْ لعنة ِ العَدَمِ المنتصرْ!»

كذلك قالتْ ليَ الكائناتُ

وحدَّثَنِي رُوحُهَا المُستَتِرْ

وَدَمْدَمَتِ الرِّيحُ بين الفِجاجِ

وفوقَ الجبالِ وَتَحْتَ الشَّجرْ:

«إذا ما طَمحْتُ إلى غَاية

ٍ ركبت المنى ، ونسيتُ الحذر

«وجاء الرَّبيعُ، بأنغامِهِ،

ولاكبة اللَّهَب المستعرْ

«وَمَنْ لا يحبُّ صُعُودَ الجبالِ

يَعِشْ أبَدَ الدَّهْرِ بينَ الحُفَرْ»

فَعَجَّتْ بقلبي دماءُ الشَّبابِ

وضجَّت بصدري رياحٌ أُخَرْ..

«ويفنى الجميعُ كحلْمٍ بديعٍ،

تألّقَ في مهجة ٍ واندَثَرْ»

«ويفنى الجميعُ كحلْمٍ بديعٍ،

تألّقَ في مهجة ٍ واندَثَرْ»


.​
 
أعلى