طول البقاء(!!)لاسرائيل
أعرف جيدا كم الشتائم واللعنات التي ستنصب على صلعتي، الاختيارية، إن وجد هذا المقال طريقه للنشر، ليس لسوء موضوعه، بل لأن غالبية محترفي الشتم في أمتنا السيئة الحظ تكتفي عادة بقراءة عناوين المقالات، أو فقرة منها وتصدر أحكامها، هذا إن قرأت، وإن فعلت، صعب عليها فهم المعنى الحقيقي، وفي كلتا الحالتين الشتائم جاهزة!!
تمنيت في عنوان مقالي طول البقاء لإسرائيل، ليس حبا فيها، بل حبا في نفسي ووطني، وأصر على هذا الترتيب لأهميته القصوى، فمن لا يهتم بنفسه لا يمكن أن يهتم بوطنه!!
ظهرت إسرائيل للوجود في صيف 1948، أي قبل أكثر من 60 عاما. وتمكن الزعماء التاريخيون لإسرائيل، التي تكونت من خليط غير متجانس وغريب التكوين من البشر الناطقين بعشرات اللغات ومن ذو الخلفيات الثقافية المتعددة والمتضاربة أحيانا، تمكنوا من خلق مجتمع شديد التجانس فيما يتعلق بشعورهم بالمسئولية اتجاه وطنهم الجديد الذي لم يكتفي مؤسسوه بتوفير الأمن والمسكن والملبس والتعليم لهم ولأبنائهم وأحفادهم، بل منحهم الإحساس الصادق بالكرامة والاعتداد بالنفس، وهو ما فشلت أنظمة دولنا العربية، التي يعود تاريخ البعض منها لآلاف السنين، في منحه لمواطنيها، فكيف يمكن تخيل فاقد الكرامة والمحكوم والتابع مستبسلا، عن اقتناع وطني وليس ديني، في الدفاع عن كرامة الأمة وشرفها؟
جاورنا إسرائيل أكثر من ستين عاما، ورأينا كيف تقدمت في كل مجال صناعي وزراعي وعسكري وعلمي وأكاديمي، بالرغم من تواضع بداياتها التي قاربت الصفر. فهم من يرثوا من الإدارة البريطانية ومن الشعب الفلسطيني الذي احتلوا أرضه، فوق مع أعطتهم إياه قرارات مجلس الأمن، لم يرثوا الشيء الكثير، بالرغم من أن القدس في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي كانت، ولأسباب عدة، قبلة الزوار من نخب مجتمعات الدول القريبة منها!!
ستين عاما وأكثر لم نتعلم من إسرائيل بناء المدن الحديثة والمنشآت دون سرقة. ستين عاما دون أن تنجح جامعة عربية واحدة في أن تثبت أقدامها، ولو محليا. ستين عاما ونحن نحاربها المرة تلو الأخرى وننهزم ولا نتعلم شيئا منها تقنيات الحرب وأساليب الخديعة والمكر، ونعيد المرة تلو الأخرى ارتكاب الأخطاء نفسها، وهذا يشمل كل من تورط معها في حرب أو سلم من الملك عبدالله وبقية أعضاء جامعة الدول العربية في العام 1948 وحتى معركة حماس الأخيرة، مرورا بعبد الناصر والملك حسين وحافظ الأسد وحزب الله!!
ندعوا لإسرائيل بطول البقاء، لكي نتعلم منها ولو شيئا واحدا، فالحمير والبغال لا تزال وسيلة نقل في الكثير من الدول العربية، وكأننا لسنا في القرن الواحد والعشرين. كما أن الأمية تسحق كرامة نسب هائلة من دولنا، والجوع، أو الخوف منه، هد حيل كبريات عواصمنا وجعل أمرها رهن بنان الدول المانحة، أما البطالة وتخلف التعليم وانتشار الأمراض فحدث ولا حرج.
حاربنا إسرائيل المرة تلو الأخرى، وربما بلغ عدد معاركنا معها العشر، وقد شاركت دولنا جميعا في تلك المعارك هتافا وسلاحا ومالا والأهم من ذلك أرواحا غالية، ومع هذا لم نجرأ، أو ربما لم نفكر، أو حتى نحلم، بتشكيل لجنة تحقيق واحدة تبحث أسباب هزائمنا المتكررة، فقط لتجنب الوقوع في نفس الأخطاء مرة أخرى.
لندع إسرائيل وحالها، فظروف وأحوال 22 دولة 'عربية'(+ -) لا تسمح بإنزال هزيمة عسكرية بإسرائيل، ولا في أي ميدان آخر، غير ميدان عدم الاكتراث بعدد الإصابات البشرية بيننا من قتيل وجريح كلما التحمنا معها في حرب أو معركة أو زوبعة!!
لنترك إسرائيل ونتلفت، ولو لمرة، لأنفسنا ودولنا، فقد خسرنا، في نصف القرن الماضي فقط، جميع معاركنا الداخلية، وفي كل دولة عربية بدون استثناء!! خسرنا معركتنا مع الأمراض المتفشية ومع البطالة ومع هجرة العقول وطوابير راغبي العمل أمام السفارات الغربية وطوابير الخبز والغاز والفرش والسكن والماء النظيف، ولم نفز بغير جعل سجوننا وإدارات مخابراتنا أكثر شهرة من معاهدنا 'العلمية' إن جازت التسمية.
لندعو لإسرائيل بطول البقاء، فهو لم تفتك بنا بقدر ما فتكنا بأنفسنا، ولنتعلم منها كيفية بناء الأوطان، نحن الذين ندعي بأننا نمتلك الحضارة والتاريخ والدين وكل خيرات الأرض!! وعندما نفوز في حروبنا ومعاركنا الداخلية ضد الجوع والفقر والمرض، وقتها يحق لنا أن نتساءل عن شرعية وجود إسرائيل وضرورة مواجهتا، وإلى ذلك الوقت دعوها وركزوا على الأكثر أهمية!!
أحمد الصراف
24/1/2009
--------------------------------------------------------------
شوف شقاعد يقول الاخ احمد الصراف
مع انه حانق على العالم العربي والاسلامي بسبب الكوارث التي اصابته خلال نصف القرن الماضي .... الا ان هذا لا يعطيه الحق بجرح مشاعر المسلمين والدعوه لدعوهم بطول البقاء
المشكله ليست في الشعوب المغلوبه على امرها يالصراف
المشكله في القيادات العربيه والاستعمار الذي قسّم العالم العربي وقضى على دولة الخلافه
لتنعم اسرائيل بالدعم الغربي الاوروبي والامريكي على كل مستوى وتتطور على حساب
دول متناحره من حولها وكأنها دويلات الطوائف قبل القضاء عليها
أعرف جيدا كم الشتائم واللعنات التي ستنصب على صلعتي، الاختيارية، إن وجد هذا المقال طريقه للنشر، ليس لسوء موضوعه، بل لأن غالبية محترفي الشتم في أمتنا السيئة الحظ تكتفي عادة بقراءة عناوين المقالات، أو فقرة منها وتصدر أحكامها، هذا إن قرأت، وإن فعلت، صعب عليها فهم المعنى الحقيقي، وفي كلتا الحالتين الشتائم جاهزة!!
تمنيت في عنوان مقالي طول البقاء لإسرائيل، ليس حبا فيها، بل حبا في نفسي ووطني، وأصر على هذا الترتيب لأهميته القصوى، فمن لا يهتم بنفسه لا يمكن أن يهتم بوطنه!!
ظهرت إسرائيل للوجود في صيف 1948، أي قبل أكثر من 60 عاما. وتمكن الزعماء التاريخيون لإسرائيل، التي تكونت من خليط غير متجانس وغريب التكوين من البشر الناطقين بعشرات اللغات ومن ذو الخلفيات الثقافية المتعددة والمتضاربة أحيانا، تمكنوا من خلق مجتمع شديد التجانس فيما يتعلق بشعورهم بالمسئولية اتجاه وطنهم الجديد الذي لم يكتفي مؤسسوه بتوفير الأمن والمسكن والملبس والتعليم لهم ولأبنائهم وأحفادهم، بل منحهم الإحساس الصادق بالكرامة والاعتداد بالنفس، وهو ما فشلت أنظمة دولنا العربية، التي يعود تاريخ البعض منها لآلاف السنين، في منحه لمواطنيها، فكيف يمكن تخيل فاقد الكرامة والمحكوم والتابع مستبسلا، عن اقتناع وطني وليس ديني، في الدفاع عن كرامة الأمة وشرفها؟
جاورنا إسرائيل أكثر من ستين عاما، ورأينا كيف تقدمت في كل مجال صناعي وزراعي وعسكري وعلمي وأكاديمي، بالرغم من تواضع بداياتها التي قاربت الصفر. فهم من يرثوا من الإدارة البريطانية ومن الشعب الفلسطيني الذي احتلوا أرضه، فوق مع أعطتهم إياه قرارات مجلس الأمن، لم يرثوا الشيء الكثير، بالرغم من أن القدس في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي كانت، ولأسباب عدة، قبلة الزوار من نخب مجتمعات الدول القريبة منها!!
ستين عاما وأكثر لم نتعلم من إسرائيل بناء المدن الحديثة والمنشآت دون سرقة. ستين عاما دون أن تنجح جامعة عربية واحدة في أن تثبت أقدامها، ولو محليا. ستين عاما ونحن نحاربها المرة تلو الأخرى وننهزم ولا نتعلم شيئا منها تقنيات الحرب وأساليب الخديعة والمكر، ونعيد المرة تلو الأخرى ارتكاب الأخطاء نفسها، وهذا يشمل كل من تورط معها في حرب أو سلم من الملك عبدالله وبقية أعضاء جامعة الدول العربية في العام 1948 وحتى معركة حماس الأخيرة، مرورا بعبد الناصر والملك حسين وحافظ الأسد وحزب الله!!
ندعوا لإسرائيل بطول البقاء، لكي نتعلم منها ولو شيئا واحدا، فالحمير والبغال لا تزال وسيلة نقل في الكثير من الدول العربية، وكأننا لسنا في القرن الواحد والعشرين. كما أن الأمية تسحق كرامة نسب هائلة من دولنا، والجوع، أو الخوف منه، هد حيل كبريات عواصمنا وجعل أمرها رهن بنان الدول المانحة، أما البطالة وتخلف التعليم وانتشار الأمراض فحدث ولا حرج.
حاربنا إسرائيل المرة تلو الأخرى، وربما بلغ عدد معاركنا معها العشر، وقد شاركت دولنا جميعا في تلك المعارك هتافا وسلاحا ومالا والأهم من ذلك أرواحا غالية، ومع هذا لم نجرأ، أو ربما لم نفكر، أو حتى نحلم، بتشكيل لجنة تحقيق واحدة تبحث أسباب هزائمنا المتكررة، فقط لتجنب الوقوع في نفس الأخطاء مرة أخرى.
لندع إسرائيل وحالها، فظروف وأحوال 22 دولة 'عربية'(+ -) لا تسمح بإنزال هزيمة عسكرية بإسرائيل، ولا في أي ميدان آخر، غير ميدان عدم الاكتراث بعدد الإصابات البشرية بيننا من قتيل وجريح كلما التحمنا معها في حرب أو معركة أو زوبعة!!
لنترك إسرائيل ونتلفت، ولو لمرة، لأنفسنا ودولنا، فقد خسرنا، في نصف القرن الماضي فقط، جميع معاركنا الداخلية، وفي كل دولة عربية بدون استثناء!! خسرنا معركتنا مع الأمراض المتفشية ومع البطالة ومع هجرة العقول وطوابير راغبي العمل أمام السفارات الغربية وطوابير الخبز والغاز والفرش والسكن والماء النظيف، ولم نفز بغير جعل سجوننا وإدارات مخابراتنا أكثر شهرة من معاهدنا 'العلمية' إن جازت التسمية.
لندعو لإسرائيل بطول البقاء، فهو لم تفتك بنا بقدر ما فتكنا بأنفسنا، ولنتعلم منها كيفية بناء الأوطان، نحن الذين ندعي بأننا نمتلك الحضارة والتاريخ والدين وكل خيرات الأرض!! وعندما نفوز في حروبنا ومعاركنا الداخلية ضد الجوع والفقر والمرض، وقتها يحق لنا أن نتساءل عن شرعية وجود إسرائيل وضرورة مواجهتا، وإلى ذلك الوقت دعوها وركزوا على الأكثر أهمية!!
أحمد الصراف
24/1/2009
--------------------------------------------------------------
شوف شقاعد يقول الاخ احمد الصراف
مع انه حانق على العالم العربي والاسلامي بسبب الكوارث التي اصابته خلال نصف القرن الماضي .... الا ان هذا لا يعطيه الحق بجرح مشاعر المسلمين والدعوه لدعوهم بطول البقاء
المشكله ليست في الشعوب المغلوبه على امرها يالصراف
المشكله في القيادات العربيه والاستعمار الذي قسّم العالم العربي وقضى على دولة الخلافه
لتنعم اسرائيل بالدعم الغربي الاوروبي والامريكي على كل مستوى وتتطور على حساب
دول متناحره من حولها وكأنها دويلات الطوائف قبل القضاء عليها