القادمون الجدد .. وتاثيرهم على الاعلام

السافي

عضو فعال
نا كثيرا بقانون المطبوعات الذي صدر عام 2006، واستبشرنا بنسيم الحريات القادم، ولكن للأسف يبدو أننا تفاءلنا أكثر من اللازم، فما نشاهده من حولنا اليوم من صخب فضائيات وصحف ومواقع إخبارية يثير العديد من علامات الاستفهام حول نوايا تلك المجموعات الجديدة التي دخلت عالم الاعلام، وتحت مسميات متعددة، بحثا عن المصالح التجارية والطائفية والسياسية المكشوفة.
ندرك تماما ان هذا الدخول المفاجئ للمجموعات الجديدة على الوسط الاعلامي ليس من باب المصادفة، وليس قدوما من أجل المهمة الصحفية وممارسة الحريات والدفاع عن مصالح الوطن كما يدّعون، ونعرف أنهم جاءوا للانقضاض على وسائل الإعلام وتملكها لممارسة الابتزاز والضغط، وتحقيق وحصد المكاسب التجارية أو السياسية، ولأنهم اتوا متأخرين فإنهم يريدون اختصار الوقت فاستعجلوا المكاسب، فهاجموا الآخرين يمينا ويسارا، وحشدوا الانصار في كل اتجاه، ولكنهم انكشفوا بسرعة غير متوقعة.
القادمون الجدد أتوا بمصطلحات جديدة وصلت الى الاسفاف، فانحدرت لغتنا الصحفية وطغت الحملات الاعلامية الموجهة ونشر الفضائح والاكاذيب على حساب الخبر والمصداقية، فتحول البعض إلى صحف صفراء وفضائيات فضائح تمتهن الكذب، وتعتدي على كرامات الناس.
وأمام هذا الصخب الاعلامي نفتخر بأن هناك صحفا جديدة أثرت الساحة واتخذت خطا مهنيا راقيا في التعبير عن الرأي والرأي الآخر.
من خلال تجربة 21 عاما في عالم الصحافة، شهدت شخصيا بعض الصراعات بين الصحف القديمة وخصومها السياسيين، ولكنها وان اختلفنا معها فانها كانت تأتي على أيام معدودة وبحدود معقولة تحفظ للخصم كرامته الشخصية وتوظف بشكل قريب من المهنية.
والخطير في الأمر هذه الأيام، هو ما نشاهده الآن من توجيه لبعض كتاب المقالات، فعلى سبيل المثال خلال اليومين الماضيين هاجم كتاب مختلفون في مقالاتهم نائبا واحدا، حيث تم حشدهم بشكل مباشر للهجوم الشخصي على النائب الدكتور فيصل المسلم، الامر الذي يثير العديد من علامات الاستغراب عن مدى المصداقية لهؤلاء والمبادئ التي كانوا ينادون بها ويسطرونها في مقالاتهم شبه اليومية، ومدى صحة ما يتردد بأن هناك متنفذين وأطرافا حكومية تقف وراءهم!
فهل من المعقول أن يطالب أحدهم سمو رئيس الوزراء ــ الذي وصفه بالفرصة التاريخية للكويت ــ باشهار سيفه ضد خصومه في حين ينادي كاتب ليبرالي آخر بالحل غير الدستوري، بينما يتجنى ثالث بالاكاذيب والقصص الخيالية، ويأتي رابع ليعطينا دروسا في الوطنية وحب الكويت؟
الجدل الذي أثاره النائب فيصل المسلم، وشجاعته في مواجهة المفسدين الجدد، يتطلبان من القائمين على الاعلام الحر التفكير جديا في الامر من خلال اعادة صياغة التعاطي الاعلامي والالتزام بميثاق شرف يحمي المهنة وأصحابها من العبث والتسطيح لاحدى واجهاتنا الحضارية التي اشتهرت بها الكويت على مستوى المنطقة.
فهل من المنطق أن نقف متفرجين ومكتوفي الأيدي أمام هؤلاء الذين يريدون تحويل ساحتنا الاعلامية إلى تراشق مذموم، والتعدي على مؤسساتنا الدستورية، وامتهان كرامات الناس بحجة الحريات ومن دون أي مسؤولية؟!


سعد محمد العتيبي
القبس العدد 12827 الجمعه 13 فبراير 2009

التعليق :
الى متى تستمر هذه الصحف بتشويه سمعتنا في الخليج ، وكملتها الفضائيات التعبانه سكوب وفلاش والعداله بالردح اليومي ضد مجلس الامه .
اوقفوا هذه المهزله يا اصحاب القرار واعيدوا للاعلام الكويتي هيبته واحترامه .
 
أعلى