صباح الخير الاخ النابغة مرة اخرى...
عندما نقرا التاريخ السياسية للمنطقة نجد انه مليء بالتحالفات والمؤامرات على القبائل العربية الموجودة انذاك...ولا ننسى ابدا ان الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس آنذاك ساهمت في اعادة صياغة خارطة المنطقة لصالحا الجيوسياسي بمعنى منطقة الجزيرة العربية ووضعها الجغرافي المتميز في كونها نقطة الوصل بين بريطانيا وممتلكاتها في الشرق الادنى جعلتها تدافع بشتى الطرق عن مصالحا التجارية والسياسية ووتحالف مع كل من يملك طموح سلطوي بحيث يصب في مصلحتها في النهاية .
وانتهت كما نعلم باتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الدول في المنطقة الى كيانات سياسية ومن ثم فرضت الحماية العسكرية بعد الثورة العربية الكبرى ضد الاحتلال العثماني . من هنا لا نستطيع القول بان الدول العربية اخذت دعما سياسيا من بريطانيا بل على العكس تلك الدول كانت تحت الوصاية البريطانية او الاحتلال البريطاني . وايضا لا بد ان نقول ان بعض الدول ومنها السعوودية او حكم ال سعود اخذ الدعم من البريطانيين لاقامة دولته وتكويت كيانها السياسي على حساب قبائل عربية اصيلة حكمت في المنطقة ودافعت عنها وبعضها حاربت محاولات الاستعمار من قبل البرتغاليين وغيرهم .
ان ال سعود حكم قام لحساب القوى الغربية في المنطقة و لم يكن الا بمثاية حامي مصالح تلك الدول سواء قبل ظهور النفط او بعد ظهوره ...
لا نستطيع ان نفصل السياسية عن التاريخ عند قراءتنا للاحداث التي مرت بها منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية ... لم يكن لال سعود الا دور تامري على قبائل المنطقه بدعم غربي ومساندة غربية .
ولكن يبقى في النهاية انها دولة قائمة اثبتت وجودها في العصر الحالي بغض النظر عن اتفاقنا او اختلافنا عن السياسة التي تتبعهاداخل حدودها او خارجها.
واخيرا اود ان ابدي ملاحظه حول طبيعة النقاش والحوار وهو
مشكلتنا انا لا نستطيع ان نفصل العاطفة في اي مناقشه او حوار لنصبغ على الحوار القائم صفة الموضوعية .
سيدتي الفاضلة الأخرى ... لا ينكر أحد دور القوة العظمى البريطانية في ذلك الوقت في دعم عبدالعزيز بن سعود في إعادة تأسيس مملكة آبائه و أجداده ... و لكن مثلما قلت في ردي السابق .. وجود آل سعود في الحكم سابق لوجود البريطانيين في المنطقة ... لذلك فمن الصعب أن نقول أنهم لم يوجدوا إلا لخدمة البريطانيين!
ذلك كان أولا ً ... أما ثانيا ً ... فالصراع العالمي في ذلك الوقت كان يحتم على أي قوى متخالفة في المنطقة أن تعتمد على هذا الطرف أو ذاك ... فمثلما كان الشريف حسين معتمدا ً على الإنجليز ... و مثلما كان الشيخ مبارك كذلك معتمدا ً عليهم ... و غيرهم الكثيرون ممن أرتأوا الإعتماد على الطرف البريطاني ... في مقابل الإعتماد على الطرف العثمو-ألماني ... كان الملك الراحل عبدالعزيز بن سعود ممن أختار أن يعتمد على أحد القوى العظمى في ذلك الوقت لكي يصل إلى حلمه السياسي في إستعادة حكم عائلته!
هل كان هدفه دينيا ً؟ ... لا أعتقد ... بل كان سياسيا ً بحتا ً تم توظيف الدين من أجله ... مثلما يتم توظيف الدين من أجل الكثير من صراعاتنا السياسية منذ أيام السقيفة و حتى سقوط بغداد البعث!
ودمتم.....