لحكمه ضالة المؤمن

ا لحكمه ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]من حق كل إنسان أن يفكر في شؤونه وما يقع تحت إدراكه من[/FONT] [FONT=&quot]ظواهر وأحداث وأن يأخذ بما يهديه إليه فكره ما دام لا يخرج على القيم والتقاليد السائدة في المجتمع وإسداء النصح في كل ما يحقق النفع[/FONT] [FONT=&quot]العام. وقد أجاز الإسلام للعقل المتأهل[/FONT] [FONT=&quot]النظر والبحث في قضايا الدنيا والدين قياساً على ما جاءت به[/FONT] [FONT=&quot]نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الطاهرة، أو بناءا على ما يراه في الحكم من مصلحة جاءت الشريعة[/FONT] [FONT=&quot]لتحقيقها أو مفسدة جاءت لمنعها أو تطبيقاً للقواعد الشرعية العامة، أو القوانين الوضعية وقواعد وأحكام دستور البلاد.[/FONT]
[FONT=&quot]للمؤمن أن يسير[/FONT] [FONT=&quot]فيما يهديه إليه الدليل القطعي ولو خالف كثرة من الناس، فالعبرة باقتناعه[/FONT] [FONT=&quot]ما دام على أساس علمي منطقي مستقيم من غير شطط. ولقد أمر الله الرسل وأولي الأمر أن[/FONT] [FONT=&quot]يستشيروا المؤمنين في أمور دينهم ودنياهم وأن يستمعوا إلى كل رأي ثم يتبعوا الرشاد في كل[/FONT] [FONT=&quot]وجهة. وهذا دليل على كفالة حرية الرأي في المجتمع المسلم، مما يتيح الحق[/FONT] [FONT=&quot]للفرد[/FONT] [FONT=&quot]في أن يختار من أنواع الثقافة ما يريد وأن يفكر في جوانب العلم كما يشاء. [/FONT]
[FONT=&quot]ففي ظل الإسلام ازدهر البحث[/FONT] [FONT=&quot]ونما العلم واهتدى العلماء المسلمون إلى نتائج باهرة انتفع بها العالم، وذلك لأن هذا الدين الحنيف أجاز حرية الرأي في الأمور الدنيوية مثل[/FONT] [FONT=&quot]الأمور العامة والاجتماعية. ومع ذلك فقد وضع الإسلام قيودا على حرية الرأي، مثل النهي عن العبث بمقومات[/FONT] [FONT=&quot]المجتمع، حيث أمر القرآن الكريم رد الخلاف الواقع بين المسلمين إلى حكم[/FONT] [FONT=&quot]الله وقضاء رسوله وسنته وشريعته، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا[/FONT] [FONT=&quot]الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله[/FONT] [FONT=&quot]والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً) فرد[/FONT] [FONT=&quot]الخلاف إلى الله ورسوله هو رده إلى كتاب الله وسنة رسوله. [/FONT]
[FONT=&quot]وإدلاء المسلم[/FONT] [FONT=&quot]بأي رأي يؤدي إلى فساد في المجتمع محظور، [/FONT][FONT=&quot]و[/FONT][FONT=&quot]واجب على ولي الأمر أن يتصدى له[/FONT] [FONT=&quot]لضمان كف الناس عن مثل ذلك لأنه سعي لإفساد الأمر بعد صلاحه، كذلك تحريم[/FONT] [FONT=&quot]العبث بالأعراض، لأن حفظ عرض المسلم يعد من الضروريات التي سعى الإسلام[/FONT] [FONT=&quot]لكفالتها للناس لحفظ أعراضهم من أن تنتهك بالقول أو بالفعل. يقول سبحانه وتعالى: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين[/FONT] [FONT=&quot]آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون) وكذلك حرم الإسلام إيذاء المسلم أخاه المسلم بدعائه[/FONT] [FONT=&quot]بالاسم الذي يكرهه أو الظن بسوء أو التجسس عليه أو غيبته أو المشي[/FONT] [FONT=&quot]بالنميمة بين المسلمين[/FONT].
[FONT=&quot]فأين نحن اليوم في الكويت من هذه التعاليم السامية؟ ومن هذه التوجيهات المنيرة التي طبعها ديننا الحنيف في نفوسنا؟ لماذا اندفعنا نحو الشكليات وتركنا الجواهر النقية النفيسة التي تزخر بها قلوبنا؟ [/FONT][FONT=&quot]ما الذي أوصلنا إلى حالة الفوضى والاضطراب السياسي والاجتماعي وانفسي والتقهقر الاقتصادي؟ لماذا فقدنا الحكمة في معالجة قضايانا؟ وما الذي يدفعنا لتحقيق آمالنا وطموحاتنا بعجلة وارتباك؟ [/FONT]
[FONT=&quot]لقد تراجعت أهدافنا وتأخرت برامجنا ومشاريعنا التي ننشدها ونطمح قي تحقيقها، وتبخرت المشاريع التي تأمل الشعب بها خيرا. يا ترى هل فقدنا الحكمة في معالجة مشاكلنا وفي إدارة شئوننا؟ فخلال العشرة الشهور الماضية لم نسمع من المعنيين بأمور الأمة إلا الشعارات المنمقة والاتهامات الملفقة التي تردد صداها تحت قبة البرلمان، وفي أروقة مؤسسات الدولة. ألا يوجد في البلاد حكماء يأخذون ببادرة الألفة والمحبة والإصلاح فيما بين العباد؟[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]اتصف[FONT=&quot] الرعيل الأول من حكامنا[/FONT] وأجدادنا[FONT=&quot] بر[/FONT]جاحة العقل النيِّر الذي كانوا يدركون به حقائق الأمور. كانت الحكمة لهم المضمون الفكري الذي يتحرك في عقولهم فيحقق لهم النظرة الصائبة إلى الأمور، ويتحرك في الواقع فيتحقق لهم الموقف العملي الصحيح. إن مثل هذا المضمون كان يحقق لكل منهم الأفق الواسع والجو الهادئ الذي يوحي لهم بالمواجهة الواقعية للأشياء وتشخيصها. كانوا يدركون في نفس الوقت أن الحكمة كانت الأداة السليمة التي تنعم على أمتهم بالخير وتدلهم على طريق الفلاح كما في قوله تعالى: (يؤتي الحكمة من يشاء، ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) البقرة:269.[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] فأولئك رحمهم الله كانوا يؤمنون أن الحكمة ليست مجرد معلومات[/FONT] [FONT=&quot]يختزنها الإنسان في فكره ويتلفظ بها دون وعي ومسئولية، تماماً كأيّ[/FONT] [FONT=&quot]شيء مما يبني الفكر أو يثيره، وليست[/FONT] [FONT=&quot]أسلوباً مميزاً في الممارسة العملية[/FONT] [FONT=&quot]للأشياء في المجالات الخاصة والعامة،[/FONT] [FONT=&quot]أو حالة داخلية تطبع شخصية[/FONT][FONT=&quot] كل [/FONT][FONT=&quot]إنسان[/FONT] [FONT=&quot]في المجتمع[/FONT] [FONT=&quot]فتجعل من كل فرد عنصراً فاعلاً في تدبير[/FONT] [FONT=&quot]الحياة وتنميتها على أساس متين، بل كانوا يدركون أن الحكمة هي[/FONT] [FONT=&quot]عبارة عن ذلك كله. إنها مزيج تتفاعل فيه[/FONT] [FONT=&quot]المعلومات بالواقع الملموس فتجعل من الفكر[/FONT] [FONT=&quot]عنصراً متجدداً يلاحق الحياة في كل[/FONT] [FONT=&quot]آفاقها وأفكارها وخطواتها، ليأخذ منها[/FONT] [FONT=&quot]الرأي السديد والفكرة الصائبة،[/FONT] [FONT=&quot]والأسلوب العملي الذي يتلاءم مع[/FONT] [FONT=&quot]الذهنية العامة للمجتمع. ومن خلال ذلك[/FONT] [FONT=&quot]تبرز لنا صورة الإنسان ذا الشخصية الحكيمة الذي يفكر[/FONT] [FONT=&quot]بحساب ويتحرك بحساب ويلجم انفعاله[/FONT] [FONT=&quot]وحماسه بلجام من فكرٍ[/FONT] [FONT=&quot]وعقلٍ واتّزان. [/FONT][FONT=&quot]هذه كانت الصفات التي يجب أن يتصف بها أي مسئول في ميادين إدارة مصالح الأمة[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]


[FONT=&quot]اننا اليوم مدعوون لتعلم واكتساب الحكمة عبر التفكر والتأمل والتدبر الذي أمرنا به كتاب الله و سنة رسوله محمد صلى الله علي وسلم . فالقرآن الكريم يعلمنا منهج النظر في الأنباء والقصص، والخبرات والتجارب من خلال النظر فيما ورد منها في كتاب الله وصولا إلى(الحكمة البالغة) ومن خلال السير أيضا في الأرض: (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين)، و(قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق) ومنهج السير في الأرض واستخلاص الحكمة من النظر في أحوال العباد، ومن خلال سير التاريخ لاستخلاصها من قصص الأمم السابقة. وجاء في حديث رسولنا ونبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: (الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق[/FONT] [FONT=&quot]بها[/FONT] ([FONT=&quot]وقال صلى الله عليه وسلم: (ما تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله)[/FONT] [FONT=&quot]إن الحكمة هي السبيل للاصلاح والحركة في الناس يجيء المؤمن بها إليهم ويسعى بها بينهم. وكأن الحكمة بعد كل ذلك هي: الميزان العقلي المستمد من الكتب والرسالات فيجعل الإنسان قادرًا على الحكم المنضبط على الأمور، وهي القدرة على إدراك السنن وادراك العاقبة.[/FONT]
[FONT=&quot]واكتساب الحكمة يأتي عبر التفكر والتأمل والتدبر الذي أمر به كتاب الله سبحانه، وهو الكتاب الذي يعلمنا منهج النظر في الأنباء والقصص، والخبرات والتجارب من خلال النظر فيما ورد منها في كتاب الله وصولا إلى(الحكمة البالغة) ومن خلال السير أيضا في الأرض: (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين)، و(قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق) ومنهج السير في الأرض واستخلاص الحكمة من النظر في أحوال العباد، ومن خلال سير التاريخ لاستخلاصها من قصص الأمم السابقة. فقد جاء في حديث رسولنا ونبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: (الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق[/FONT] [FONT=&quot]بها[/FONT] ( [FONT=&quot]وقال صلى الله عليه وسلم: (ما تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله)[/FONT] [FONT=&quot]إن الحكمة هي السبيل للدعوة والحركة في الناس يجيء المؤمن بها إليهم ويسعى بها بينهم. وكأن الحكمة بعد كل ذلك هي: الميزان العقلي المستمد من الكتب والرسالات فيجعل الإنسان قادرًا على الحكم المنضبط على الأمور، وهي القدرة على إدراك العاقبة والمآل والتي تدفع الإنسان إلى حب الغيرو فعل الخير . وهي كل ما ينتج من معانٍ في النفس والعقل ينطق بها اللسان وتجري بها الأقلام في نتاج فكري ملموس. اللهم آتنا الحكمة قدرة ومعنى وادراك، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك، وشكر الناس، و فعل الخيرات وترك المنكرات، سواء منها ما كان في حقك أو ما كان منها في حق عبادك، إنك على ما تشاء قدير.[/FONT]
[FONT=&quot][/FONT]
 
أعلى