مقالة مهمه للاستاذ عبدالرحمن النجار

إذا قالت نعيمة... فصدقوها! استوحيت عنوان المقال من بيت الشعر العربي القديم الذي أشاد فيه الشاعر بالمرأة التي اسمها (حذام) عندما قال:

إذا قالت حذام فصدقوها

فإن القول ما قالت حذام

فالأخت المرشحة المهندسة نعيمة الحاي أطلقت تصريحا يتميز بالدقة والصراحة والموضوعية وذلك بعد أن قامت بالتسجيل في الدائرة الثالثة، موجهة كلامها إلى النواب: «... فليقوموا أولا بإطالة لحاهم وحلق شواربهم وتقصير دشاديشهم»... وهذا الكلام في مدلوله صحيح مائة بالمائة، فلماذا قام مجلسنا العتيد باشتراط «الأحكام المعتمدة من الشريعة الاسلامية» ليطبقها على المرأة فقط، ويهمل تطبيقها على الرجل؟؟ (أنظر المادة الأولى من قانون الانتخابات)!!!... عندما صار تعديل قانون الانتخابات في مادته الأولى ليشمل ذلك التمييز اللادستوري في الحقوق والواجبات بين المرأة والرجل كتبنا مقالا وقتها حول تلك النقطة، وها هي الأخت نعيمة الحاي توجه كلماتها إلى أعداء المرأة بكل أطيافهم!!

ومن الواضح أن المسألة عند أعداء المرأة من المتشددين ليس حرصهم على «الحجاب» وملحقاته ولكن حرصا منهم على إزاحة المرأة عن مجلس الأمة والكيد لها ومضايقتها، وأكبر دليل على ذلك هو احتجاجاتهم ومقاطعاتهم وتعكيرهم للجو أثناء قيام الدكتورة معصومة المبارك بأداء القسم في مجلس الزمة بعد تعيينها وزيرة، رغم أن الدكتورة معصومة محجبة ووقورة وهادئة، ومع ذلك لم يحترموا حجابها ولا وقارها ولا مكانتها الأكاديمية العالية أو الثقة التي أولتها إياها القيادة العليا في البلد... بل وقفوا «يشوشرون» عليها، وغادر بعضهم قاعة المجلس إمعانا في الخصومة!!.. فالمسألة ليست خصومة ضد عدم لبس الحجاب ولكنها خصومة ضد المرأة نتيجة التنطع والتشدد... واستمر عداؤهم للمرأة خلال إدلاء الوزيرتين الفاضلتين نورية الصبيح ود.موضي الحمود بالقسم داخل قاعة المجلس، حيث هب بعض أولئك «النواب» بالخروج من القاعة... ولكنهم عادوا للقاعة بعد أداء القسم، واستمروا بالتعايش والابتسامات للوزيرتين والتحدث معهما والتزلف لهما عند محاولات تمرير المعاملات... هزلت!!!

* ملحوظة: المادة الأولى من قانون الانتخاب تتعارض فقرتها الأخيرة مع المادة (29) من الدستور... هذا للعلم فقط!!



 
أعلى