الخوارج تعريفهم-ظهورهم-عقائدهم-صفاتهم-فرقهم

مقدام

عضو مميز
"بسم الله وكفى ، والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى ، وعلى آله وصحبه وبعد"

::التمهيد::

الخوارج من أوائل الفرق الإسلامية بروزا في الساحة ، إذ تعود أصولها إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فكما ثبت في الصحيحين في قصة ذي الخويصرة التميمي الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم :

يامحمد إعدل فإنك لم تعدل ، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم ووبخه قائلا : (( ويلك أولست أحق أهل الأرض أن يتقي الله ، فلما ولَّى الرجل ، قال خالد بن الوليد : يا رسول الله ألا أضرب عنقه ؟ قال : لا ، لعله أن يكون يصلي ، فقال خالد : وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لم أومر أن أنقِّب عن قلوب الناس ، ولا أشق بطونهم . ثم نظر إليه وهو مُقَفٍّ فقال : إنه يخرج من ضئضئ هذا ( عقبه ) قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود )) .

ولعل من الواضح أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد بقوله يخرج من ضئضئ ذي الخويصرة الأتباع ممن هم على شاكلته في الفكر والعمل .

::بداية الظهور الفعلي للخوارج::

كان أول ظهور لها تحديدا في معركة صفين التي جرت أحداثها بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن سفيان رضي الله عنهما ، وذلك حين رفع أهل الشام "جيش معاوية" المصاحف داعين أهل العراق "جيش علي" إلى الاحتكام إليها ، فاغتر الخوارج بتلك الدعوة ، في حين رآها علي رضي الله عنه حيلة من أهل الشام لدفع هزيمة بدت علاماتها .

فتوجه إليهم رضي الله عنه بأن يواصلوا القتال ، إلا أنهم أبوا إلا قبول تلك الدعوة ، وحَمْل علي رضي الله عنه على قبولها ، وتهددوه قائلين : " أجب إلى كتاب الله عز وجل إذ دعيت إليه ، وإلا دفعناك برمتك إلى القوم" .

فنهاهم رضي الله عنه فأبوا ، فقبل رضي الله عنه بالتحكيم إستجابة لهم وصيانة لجماعة المسلمين من التفرق والتشرذم .

ثم انتدب رضي الله عنه إبن عباس للمفاوضة عنه ، فرغب الخوارج عنه وقالوا هو منك وسيحابيك ، ولكن أرسل أبا موسى فإنه قد اعتزل القتال ونصح لنا ، فوافق علي رضي الله عنه على كره منه .

وعندما اجتمع الحكمان أبوموسى الأشعري وعمرو بن العاص ، إتفقا على تأجيل التحكيم إلى رمضان ، فرجع علي بمن معه من صفين إلى الكوفة ، إلا أن الخوارج انقلبوا على موقفهم ، وأعلنوا البراءة من التحكيم ، ورأوا فيه ضلالا وكفرا ، وهم الذين تهددوا عليا رضي الله عنه بقبوله والرضا به .

ففارقوا الجماعة رأيا وفارقوها جسدا ، إذ انحاز اثنا عشر ألفا منهم إلى حروراء ، فأرسل إليهم عليٌ رضي الله عنه عبدَالله بن عباس رضي الله عنهما ، وقال له :

لا تعجل إلى جوابهم وخصومتهم حتى آتيك ، فاستعجلوا محاورته فحاورهم رضي الله عنه ، فلجوا في خصامه . فلما جاء علي أجابهم على ما نقموا عليه من أمر الحكمين ، وكان مما إعترضوا عليه قولهم: خَبِّرْنا : أتَراهُ عَدْلاً تَحكيمَ الرجالِ في الدماء ؟ فقال لهم علي رضي الله عنه :

إنا لسنا حكمنا الرجال إنما حكمنا القرآن ، وهذا القرآن إنما هو خط مسطور بين دفتين لا ينطق إنما يتكلم به الرجال . قالوا : فخَبِّرْنا عن الأجل لم جعلته بينكم ؟ قال : ليعلم الجاهل ويتثبت العالم ، ولعل الله يصلح في هذه الهدنة هذه الأمة ، أدخلوا مِصركم رحمكم الله . فدخلوا من عند آخرهم .

ولما دخلوا الكوفة أظهروا المعارضة مرة أخرى لقضية التحكيم ، وعندما إعتزم علي أن يبعث أبا موسى للحكومة ، أتاه زرعة بن البرح الطائي وحرقوص بن زهير السعدي من الخوارج وقالا له :

تب من خطيئتك وارجع عن قضيتك وأخرج بنا إلى عدونا نقاتلهم ، وقال علي : قد كتبنا بيننا وبينهم كتابا وعاهدناهم ، فقال حرقوص : ذلك ذنب تنبغي التوبة منه ، فقال علي :

ليس بذنب ولكنه عجز من الرأي، فقال زرعة : لئن لم تدع تحكيم الرجال لأقاتلنك أطلب وجه الله ، فقال علي : بؤسا لك كأني بك قتيلا تسفى عليك الرياح ، قال : وددت لو كان ذلك .

وخرجا من عنده يناديان لا حكم إلا الله ، وخطب علي يوما فتنادوا من جوانب المسجد بهذه الكلمة ، فقال علي : الله أكبر كلمة حق أريد بها باطل ، وخطب ثانيا فقالوا كذلك ، فقال : أما إن لكم عندنا ثلاثا ما صحبتمونا ، لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسمه ، ولا الفيء ما دمتم معنا ، ولا نقاتلكم حتى تبدؤنا ، وننتظر فيكم أمر الله .


::عقائد وأفكار الخوارج::

لم يكن للخوارج عند بدء ظهورهم منظومة أفكار تشكل مذهبهم الذي فارقوا به أهل السنة ، فقد كانت مفارقتهم للمسلمين متعلقة باعتراضهم على مسألة التحكيم ، إلا أن مذهب الخوارج إتسع في بِدَعِه ومخالفاته ، نظرا لما إستتبع إعتراضهم الأول من التزامات ، ولما إستجد عليهم من محدثات ، فمن آرائهم :

1 - الخروج على الحكام إذا خالفوا منهجهم وفهمهم للدين .

2 - تكفير أصحاب الكبائر .

3 - التبروء من الخليفتين الراشدين عثمان وعلي رضي الله عنهما .

4 - تجويز الإمامة العظمى في غير القرشي ، فكل من ينصبونه ويقيم العدل فهو الإمام ، سواء أكان عبدا أم حرا ، عجميا أم عربيا . وذهبت طائفة منهم وهم النجدات إلى عدم حاجة الناس إلى إمام ، وإنما على الناس أن يتناصفوا فيما بينهم ، فإن رأوا أن لابد من إمام جاز لهم أن يقيموا لهم إماما ً.

5 - إسقاط حد الرجم عن الزاني ، وإسقاط حد القذف عمن قذف المحصنين من الرجال دون من قذف المحصنات من النساء .

6 - إنكار بعضهم سورة يوسف ، وهو من أقبح أقوالهم وأشنعها ، وهذا القول ينسب إلى العجاردة منهم ، حيث قالوا لا يجوز أن تكون قصة العشق من القرآن !!

7 - القول بوجوب قضاء الصلاة على الحائض، فخالفوا النص والإجماع .

::من صفات الخوارج في الحديث النبوي::

لم يرد في فرقة من الفرق الإسلامية من البيان النبوي ما ورد في الخوارج ، فقد تواترت الأحاديث في التحذير منهم وبيان صفاتهم ، ومن صفاتهم التي ورد بها الحديث :

1 - قلة فهم القرآن ووعيه ، فعن أبي سعيد الخدريرضي الله عنه عن النبي صلى الله أنه قال في وصفهم : (( يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَّميَّة )) متفق عليه .

2 - زهد وعبادة وخبث إعتقاد كما سبق في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .

3 - سلم على أهل الكُفْر حرب على أهل الإسلام : فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله أنه قال في وصفهم (( يقتلون أهل الإسلام ويَدَعُون أهل الأوثان )) .

4 - صغار الأسنان سفهاء الأحلام : فعن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في وصف الخوارج : (( حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام )) متفق عليه .

ومن أوصافهم التحليق ، كما ثبت في صحيح البخاري مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في وصفهم : (( سيماهم التحليق )) والمراد به : حلق رؤسهم على صفة خاصة ، أو حلقها بالكلية ، حيث لم يكن ذلك من عادة المسلمين ولا من هديهم في غير النسك .

وخاتمة الأوصاف النبوية للخوارج أنهم (( شر الخلق والخلقية )) كما ثبت ذلك في صحيح مسلم ، وأن قتلاهم (( شر قتلى تحت أديم السماء )) كما عند الطبراني مرفوعا ، وأنهم (( كلاب النار )) كما في مسند أحمد ، وأنهم : (( يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية )) كما ثبت ذلك في الصحيحين .

::كيفية التعامل مع الخوارج::

لقد وضع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه منهجا قويما في التعامل مع هذه الطائفة ، تمثل هذا المنهج في قوله رضي الله عنه للخوارج : " إلا إن لكم عندي ثلاث خلال ما كنتم معنا : لن نمنعكم مساجد الله ، ولا نمنعكم فيئا ما كانت أيديكم مع أيدينا ، ولا نقاتلكم حتى تقاتلونا " رواه البيهقي وابن أبي شيبة .

وهذه المعاملة في حال التزموا جماعة المسلمين ولم تمتد أيديهم إليها بالبغي والعدوان ، أما إذا إمتدت أيديهم إلى حرمات المسلمين فيجب دفعهم وكف أذاهم عن المسلمين .

وهذا ما فعله أمير المؤمنين علي رضي الله عنه حين قتل الخوارج عبدالله بن خباب بن الأرت وبقروا بطن جاريته ، فطالبهم رضي الله عنه بقتلته فأبوا ، وقالوا كلنا قتله وكلنا مستحل دمائكم ودمائهم ، فسل عليهم رضي الله عنه سيف الحق حتى أبادهم في معركة النهروان .

ومن منهجه رضي الله عنه في التعامل مع الخوارج حال بقائهم في جماعة المسلمين محاورتهم لإزالة اللبس عنهم ، فقد أرسل إليهم عبدالله بن عباس فحاورهم ، وحاورهم هو بنفسه فرجع منهم جم غفير .

فهذه لمحة موجزة عن هذه الفرقة ، التي ضلت بأفكارها فكفّرت المسلمين وفي مقدمتهم سادات من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم كعلي وعثمان رضي الله عنهما ، وضلت في سلوكها فغدت وبالا على المسلمين فاستحلت دماءهم وأعراضهم وأموالهم ، في حين سلم منها الكفار فكانوا منها في عافية .

وفي البحث القادم إنشاءالله سنتعرف على فرق الخوارج ومسمياتها ، فإلى ذلك الحين دمتم بود إخواني وأخواتي الزملاء الأفاضل .

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين .
 

الطومار

عضو بلاتيني
ما الفرق بين خروج الخوارج و خروج معاوية عن علي؟


الخوارج فرقة كان لها مشروع دولة كحال معاوية ولا فرق بين الاطراف الثلاث المتناحره.
 

alfdany

عضو فعال
جزاك الله خير أخانا المقدام و إلى الأمام تستاهل بوسه على الراس :إستحسان::وردة::وردة::وردة::وردة::وردة::وردة::وردة::وردة:
 

مقدام

عضو مميز
ما الفرق بين خروج الخوارج و خروج معاوية عن علي؟


الخوارج فرقة كان لها مشروع دولة كحال معاوية ولا فرق بين الاطراف الثلاث المتناحره.

معاويه بن أبي سفيان رضي الله عنه لم يقل ما قاله الخوارج ، ولم يعتقد معتقدهم فتأمل بارك الله فيك .

شكرا على المرور الكريم أخي الفاضل .

تحياتي وإحتراماتي .
 

مقدام

عضو مميز
جزاك الله خير أخانا المقدام و إلى الأمام تستاهل بوسه على الراس :إستحسان::وردة::وردة::وردة::وردة::وردة::وردة::وردة::وردة:

العفو شيخنا الفداني ، اللي يستاهل بوسه على راسه إنت مو أنا .

:وردة::وردة::وردة::وردة:
 

الطومار

عضو بلاتيني
معاويه بن أبي سفيان رضي الله عنه لم يقل ما قاله الخوارج ، ولم يعتقد معتقدهم فتأمل بارك الله فيك .

شكرا على المرور الكريم أخي الفاضل .

تحياتي وإحتراماتي .


ما قاله الخوارج عبارة عن فكر خاص بهم و لا علاقة لنا بالاقوال هنا فنحن نكرز على الافعال.

و سؤالي لماذا يسمون خوارج بالرغب من ان معاوية ايضا خرج على علي؟
 

alfdany

عضو فعال
ما قاله الخوارج عبارة عن فكر خاص بهم و لا علاقة لنا بالاقوال هنا فنحن نكرز على الافعال.

و سؤالي لماذا يسمون خوارج بالرغب من ان معاوية ايضا خرج على علي؟
كان خروجه بسبب الفتنة التي حصلت و خروج الخوارج بسبب الفهم العوج


(((إن أسوء ما اتخذته العلمانية هو تلصقهم بالإسلام )))
 

alfdany

عضو فعال
ما قاله الخوارج عبارة عن فكر خاص بهم و لا علاقة لنا بالاقوال هنا فنحن نكرز على الافعال.

و سؤالي لماذا يسمون خوارج بالرغب من ان معاوية ايضا خرج على علي؟
خروج معاوية رضي الله عنه على علي عليه السلام كان بسبب فتنة أثيرة ---و أما الخوارج فقد أتخذو فكرا و منهجا مغايرا لما عليه الكتاب و السنة
 

الطومار

عضو بلاتيني
كان خروجه بسبب الفتنة التي حصلت و خروج الخوارج بسبب الفهم العوج


كلام غير دقيق فمعاوية و الخوارج خورجهم بسبب هذه "الفتنه" وليس معاوية فقط.


(((إن أسوء ما اتخذته العلمانية هو تلصقهم بالإسلام )))


و أسوء ما اتخذه المتأسلمون حكر الدين على انفسهم فقط.
 

الطومار

عضو بلاتيني
خروج معاوية رضي الله عنه على علي عليه السلام كان بسبب فتنة أثيرة ---و أما الخوارج فقد أتخذو فكرا و منهجا مغايرا لما عليه الكتاب و السنة



كلا الطرفان خرج على الحاكم و هذه هي المحصله.
 

مقدام

عضو مميز
::الأولى يقال لهم الحكمية::

لأنهم خرجوا على عليّ رضي الله عنه في صفين وقالوا لاحكم إلا للّه ولا حكم للرجال وانحازوا عنه إلى حروراء ثم إلى النهروان وسبب ذلك أنهم حملوه على التحاكم إلى من حكم بكتاب اللّه فلما رضي بذلك وكانت قضية الحكمين أبي موسى الأشعريّ وهو عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص غضبوا من ذلك ونابذوا عليًا وقالوا في شعارهم لا حكم إلاّ للّه ولرسوله وكان إمامهم في التحكيم عبد اللّه بن الكوّاء ‏.‏

::والثانية الأزارقة::

أتباع أبي راشد نافع بن الأزرق بن قيس بن نهار بن إنسان بن أسد بن صبرة بن ذهل بن الدول بن حنيفة الخارج بالبصرة في أيام عبد اللّه بن الزبير وهم على التبرّي من عثمان وعليّ والطعن عليهما وأن دار مخالفيهم دار كفر وأن من أقام بدار الكفر فهو كافر وأن أطفال مخالفيهم في النار ويحل قتلهم وأنكروارجم الزاني وقالوا‏:‏ من قذف محصنة حدّ ومن قذف محصنًا لايحد ويُقطع السارق في القليل والكثير ‏.‏

::والثالثة النجدات::

ولم يُقل فيهم النجدية ليُفَرّقَ بينهم وبين من انتسب إلى بلاد نجد فإنهم أتباع نجد بن عويمر وهو عامر الحنفيّ الخارج باليمامة وكان رأسًا ذا مقالة مفردة وتسمّى بأمير المؤمنين وبعث عطية بن الأسود إلى سجستان فأظهر مذهبه بمرو فعرفت أتباعه بالعطوية ومذهبهم أن الدين أمران أحدهما معرفة اللّه تعالى ومعرفة رسوله وتحريم دماء المسلمين وأموالهم ‏.‏

والثاني الإقرار بما جاء من عند اللّه تعالى جملة وما سِوى ذلك من التحريم والتحليل وسائر الشرائع فإن الناس يُعذرون بجهلها وأنه لا يأثم المجتهد إذا أخطأ وأن من خالف أن يعذب المجتهد فقد كفرواستحلوا دماء أهل الذمّة في دار التقية وقالوا من نظر نظرة محرّمة أوكذب كذبة أوأصرّ على صغيرة ولم يتب منها فهو كافر ومن زنى أو سرق أو شرب خمرًا من غيرأن يصرّعلى ذلك فهو مؤمن غير كافر ‏.‏

::والرابعة الصفرية::

أتباع زياد بن الأصفر ويُقال أتباع النعمان بن صفر وقيل بل نسبوا إلى عبد اللّه بن صفار وهو أحدبني مقاعس وهو الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن أّد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار وقيل عبد الله بن الصفار من بني صويمر بن مقاعس وقيل سموا بذلك لصفرة علتهم وزعم بعضهم أن الصفرية بكسر الصاد وقد وافق الصفرية الأزارقة في جميع بدعهم إلاّ في قتل الأطفال ويقال للصفريةأيضًا الزيادية ويقال لهم أيضًا النكار من أجل أنهم ينقصون نصف عليّ وثلث عثمان وسدس عاثشة رضي اللّه عنهم‏ .‏

::والخامسة العجاردة::

أتباع عبد الكريم بن عجرد ‏.‏

::والسادسة الميمونية::

أتباع ميمون بن عمران وهم طائفة من العجاردة وافقوا الأزارقة الإ في شيئين أحدهما قولهم تجب البراءة من الأطفال حتى يبلغوا ويصفوا الإسلام والثاني استحلال أموال المخالفين لهم فلم تستحل الميمونية مال أحد خالفهم ما لم يُقتل المالك فإذا قُتل صار ماله فيئًا إلاّ أنهم ازدادوا كفرًا على كفرهم وأجازوا نكاح بنات البنات وبنات البنين وبنات أولاد الإخوة وبنات أولاد الأخوات فقط .‏

::والسابعة الشعيبية::

وهم طائفة من العجاردة وافقوا الميمونية في جميعبدعهم إلاّ في الاستطاعة والمشيئة فإن الميمونية مالت إلى القدرية ‏.‏

::والثامنة الحمزية::

أتباع حمزة بن أدرك الشاميّ الخارج بخراسان في خلافة هارون بن محمد الرشيد وكثر عيثه وفساور ثم فض جموع عيسى بن عليّ عامل خراسان وقتل منهم خلقًا كثيرًا فانهزم منه عيسى إلى كابل وآل أمر حمزة إلى أن غرق في كرمانبواد هناك فعرفت أصحابه بالحمزية وكان يقول بالقدر فكفرته الأزارقة بذلك وقال أطفال المشركين في النار فكثرته القدرية بذلك وكان لا يستحل غنائم أعدائه بل يأمر بإحراق جميع ما يغنمه منهم ‏.‏

::والتاسعة الحازمية::

وهم فرقة من العجاردة قالوا في القدر والمشيئة كقول أهل السنة وخالفوا الخوارج في الولاية والعداوة فقالوا لم يزل الله تعالى محبًا لأوليائه ومبغضًا لأعدائه ‏.‏

::والعاشرة المعلومية مع المجهولية::

تباينا في مسألتين إحداهما قالت المعلومية‏:‏ من لميعرف الله تعالى بجميع أسمائه فهو كافر وقالت المجهولية‏:‏ لا يكون كافرًا ‏.‏

والثانية وافقت المعلومية أهل السنة في مسألة القدر والمشيئة والمجهولية وافقت القدرية في ذلك‏ .‏

::والحادية عشر الصلتية::

أتباع عثمان بن أبي الصلت وهم طائفة من العجاردة انفردوا بقولهم‏ :‏ من أسلم توليناه لكن نتبرّأ من أطفاله لأنه ليس للأطفال إسلام حتى يبلغوا‏.‏

::والثانية عشر والثالثة عشرالأحسنية والمعبديهَ::

وهما فرقتان من الثعالبة أتباع ثعلبة بن عامر وكان ثعلبة هذا مع عبد الكريم بن عجرد ثم اختلفا في الأطفال ‏.‏

فقال عبدالكريم ‏:‏ نتبرّأ منهم قبل البلوغ وقال ثعلبة لا نتبرّأ منهم بل نقول نتولى الصغار ‏.‏

فلم تزل الثعالبهّ على هذا إلى أن خْرج رجل عُرفْ بالأخنس فقال ‏:‏ نتوقف عن جميع من في دار التقية إلاّ من عرفنا منه إيمانًا فإنا نتولاه ومن عرفنا منه كفرًا تبرّأمنه ولايجوز أن نبدأ حدًا بقتال فتبرّأت منه الثعالبة وسموه بالأخنس لأنه خنس منهم أي رجع عنهم ثم خرجت فرقة من الثعالبة قيل لها المعبدية أتباع معبد فخالفت الثعالبة في أخذ الزكاة من العبيد والبهائم وكفُّرت كلّ فرقة منهما الأخرى ‏.‏

::والرابعة عشر الشيبانية::

أتباع شيبان بن سلمة الخارج في أيام أبي مسلم الخراسانيّ القائم بدعوة الخلفاء العباسيين وكان معه‏ .‏

فتبرّأت منه الثعالبة لمعاونته لأبي مسلم وهو أوّل من أظهر القول بالتشبيه تعالى الله عن ذلك‏ .‏

::والخامسة عشر الشبيبية::

أتباع شبيب بن يزيد بن أبي نعيم الخارج في خلافة عبدالملك بن مروان وصاحب الحروب العظيمة مع الحجاج بني وسف الثقفيّ وهم على ما كانت عليه الحكمية الأولى إلاّ أنهم انفردوا عن الخوارج بجواز إمامة المرأة وخلافتها واستخلف شبيب هذا أمّه غزالة فدخلت الكوفة وقامت خطيبة وصلت الصبح بالمسجد الجامع فقرأت في الركعة الأولى بالبقرة وفي الثانية بآل عمران وأخبار شبيب طويلة‏ .‏

::والسادسة عشر الرشيدية::

أتباع رشيد يقا للهم أيضًا العشرية من أجل أنهم كانوا يأخذون نصف العشر مما سقت الأنهار فقال لهم زياد بن عبدالرحمن يجب فيه العشر فتبرّأت كل فرقة من الأخرى وكفرتَها بذلك‏ .‏

::والسابعة عشر المكرمية‏::

أتباع أبي المكرم ومن قوله تارك الصلاة كافر وليس كفره لترك الصلاة لكن لجهله باللّه وكذا قوله في سائر الكبائر ‏.‏

::والثامنة عشر الحفصية::

أتباع حفص بن المقدام أحد أصحاب عبد اللّه بن أباض تفرّد بقوله من عرف الله تعالى وكفر بما سواه من رسول وغيره فهو كافر وليس بمشرك فأنكر ذلك الإباضية وقالوا بل هو مشرك ‏.‏

::والتاسعة عشر الإباضية::

أتباع عبد اللّه بن أباض من بني مقاعس واسمه الحرث بن عمرو ويقال بل ينسبون إلى أباض بضم الهمزة وهي قرية بالعرض من اليمامة نزل بها نجد بن عامر وخرج عبداللّه بن أباض في أيام مروان وكان من غلاة الحكمة ‏.‏

::والفرقة العشرون اليزيدية::

أتباع يزيد بن أبي أنيسة وكان أباضيًا فانفرد ببدعة قبيحة وهي أناللّه تعالى سيبعث رسولًا من العجم وينزل عليه كتابًا جملة واحدة ينسخ به شريعة محمد‏ .‏

ومن فرق الخوارج أيضًا الحارثية والأصومية أتباع يحيى بن أصوم والبيهسية أتباع أبي البيهس الهيصم بن خالد من بني سعيد بن ضبعة كان في زمن الحجاج وقتل بالمدينة وصلب واليعقوبية أتباع يعقوب بن عليّ الكوفيّ .

ومن فرقهم الفضليةأ تباع فضل بن عبداللّه والشمراخية أتباع عبد اللّه بن شمراخ والضحاكية أتباع الضحاك والخوارج يقال لهم الشراة وأحدهم شاري مشتق من شرى الرجل إذا ألح أو معناه يستشري بالشرّ أو من قول الخوارج شرينا أنفسنا لدين اللّه فنحن لذلك شراة وقيل أنه من قولهم شاريته أي لاححته وماريته وقيل شرى الرجل غضبًا إذا استطار غضبًا وقيل لهم هذا لشدّة غضبهم على المسلمين ‏.



في بحث جديد قادم إنشاءالله سنتتاول معارك الخوارج ، ذلك لأن معاركهم كثيرة وتحتاج إلى تفصيل ، إمتدت من عهد أمير الؤمنين علي بن أبي طلب رضي الله عنه ، فالخلافة الأموية ، ووصلت الآن إلى الخلافة العباسية ، وهناك مزيد من الإمتدادات والله أعلم ، فحتى ذلك الحين دمتم بود .

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العلمين .

إنتهى .
 

alfdany

عضو فعال
كلام غير دقيق فمعاوية و الخوارج خورجهم بسبب هذه "الفتنه" وليس معاوية فقط.
هذا الكلام يثيره من أحب الفتنه و جهل الأسباب




و أسوء ما اتخذه المتأسلمون حكر الدين على انفسهم فقط.
ليش شايفهم يلبسون ثياب تميزهم بها عن الآخرين و يمنعون من يلبسها إلا بأذنهم
 

الطومار

عضو بلاتيني
هذا الكلام يثيره من أحب الفتنه و جهل الأسباب




ليش شايفهم يلبسون ثياب تميزهم بها عن الآخرين و يمنعون من يلبسها إلا بأذنهم



كلام يدل على عجز عن الرد و اغلاق باب النقاش اولى معك.
 

مقدام

عضو مميز
ما قاله الخوارج عبارة عن فكر خاص بهم و لا علاقة لنا بالاقوال هنا فنحن نكرز على الافعال.

و سؤالي لماذا يسمون خوارج بالرغب من ان معاوية ايضا خرج على علي؟

كان خروجه بسبب الفتنة التي حصلت و خروج الخوارج بسبب الفهم العوج


(((إن أسوء ما اتخذته العلمانية هو تلصقهم بالإسلام )))

خروج معاوية رضي الله عنه على علي عليه السلام كان بسبب فتنة أثيرة ---و أما الخوارج فقد أتخذو فكرا و منهجا مغايرا لما عليه الكتاب و السنة

كلام غير دقيق فمعاوية و الخوارج خورجهم بسبب هذه "الفتنه" وليس معاوية فقط.




و أسوء ما اتخذه المتأسلمون حكر الدين على انفسهم فقط.

كلا الطرفان خرج على الحاكم و هذه هي المحصله.


ماشاءالله سجالكم قطع بحثي :]

على العموم ما فيه مشكله كلكم حبايبي .

المهم أرد على سؤال الخ الطوماؤ ، ولد عمي من قالك إن معاوية بن أبي سفيان خرج على علي رضي الله عنهما ؟

معاوية لم يبايع حتى يقال أنه خلع البيعة وخرج على الخليفة ، ثانيا الإختلاف بين الصحابة كان خلاف فقهي وليس سياسي كما يعتقد البعض .

معاوية ولي الدم ( أعني دم عثمان بن عفان رضي الله عنه ) وطلب قتل جميع من شارك بقتل عثمان .

هذا بإختصار ولازم أطلع الحين لأن الوقت أدركني للصلاة .
 

الطومار

عضو بلاتيني
ماشاءالله سجالكم قطع بحثي :]

على العموم ما فيه مشكله كلكم حبايبي .

المهم أرد على سؤال الخ الطوماؤ ، ولد عمي من قالك إن معاوية بن أبي سفيان خرج على علي رضي الله عنهما ؟

معاوية لم يبايع حتى يقال أنه خلع البيعة وخرج على الخليفة ، ثانيا الإختلاف بين الصحابة كان خلاف فقهي وليس سياسي كما يعتقد البعض .

معاوية ولي الدم ( أعني دم عثمان بن عفان رضي الله عنه ) وطلب قتل جميع من شارك بقتل عثمان .

هذا بإختصار ولازم أطلع الحين لأن الوقت أدركني للصلاة .


كلام غير دقيق. فمعاوية لم يكن طلاب ثأر كما تزعمون بدليل انه لم يقاتل قتلة عثمان (كما فعل اصحاب الجمل)

و لا حتى علي لم يقاتلهم.

اما قولك انه خلاف فقهي فما هو هذا الخلاف الفقهي برأيك؟


القتال كان قتال سياسي بين زعيمين قرشيين على منصب امير المؤمنين فقط لا اكثر فلا تلبسوه ثوب ديني.
 

مقدام

عضو مميز
كلام غير دقيق. فمعاوية لم يكن طلاب ثأر كما تزعمون بدليل انه لم يقاتل قتلة عثمان (كما فعل اصحاب الجمل)

و لا حتى علي لم يقاتلهم.

اما قولك انه خلاف فقهي فما هو هذا الخلاف الفقهي برأيك؟


القتال كان قتال سياسي بين زعيمين قرشيين على منصب امير المؤمنين فقط لا اكثر فلا تلبسوه ثوب ديني.

أولا وقبل كل شئ أرجوا أن تتحلى بحلم ورقي في الحواركصاحب الصورة الرمزية إللي حضرتك حاطها وإللي شخصيا أحبها.

كلام غير دقيق. فمعاوية لم يكن طلاب ثأر كما تزعمون بدليل انه لم يقاتل قتلة عثمان (كما فعل اصحاب الجمل)

كلامك غير دقيق عزيزي لأنك نسيت معركة صفين بين علي ومعاوية رضي الله عنهما .

و لا حتى علي لم يقاتلهم

هذا صحيح لأن رأي علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو محاسبة من إقتحم بيت عثمان رضي الله عنه وليس كل من شارك ، وفي هذا تفصيل لا يسعنا الآن .

اما قولك انه خلاف فقهي فما هو هذا الخلاف الفقهي برأيك؟

الخلاف الفقهي هو عندما بعثت نائلة بنت الفرافصة زوجة عثمان بن عفان رضي الله عنه بقميصه الملطخ بالدم وبه أصابعها المبتورة إثر الهجوم وقولها لمعاوية أنت ولي الدم ، فمن حق ولي الدم المطالبة بالقصاص .

وعلي رضي الله عنه لم يعارض ذلك لكنه عارضه في مسألة قتل جميع من شارك وهم ما يربوا عن 2000 شخص إذا ما خانتني الذاكرة الآن .

القتال كان قتال سياسي بين زعيمين قرشيين على منصب امير المؤمنين فقط لا اكثر فلا تلبسوه ثوب ديني.


إنت غلطان ولد عمي ، النزاع كان نزاع فقهي وليس سياسي بارك الله فيك وإرجع للرسائل بين علي ومعاوية رضي الله عنهما .


تحياتي زميلي الفاضل .
 
التعديل الأخير:

الموسوي

عضو مخضرم
"بسم الله وكفى ، والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى ، وعلى آله وصحبه وبعد"

::التمهيد::

الخوارج من أوائل الفرق الإسلامية بروزا في الساحة ، إذ تعود أصولها إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فكما ثبت في الصحيحين في قصة ذي الخويصرة التميمي الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم :

يامحمد إعدل فإنك لم تعدل ، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم ووبخه قائلا : (( ويلك أولست أحق أهل الأرض أن يتقي الله ، فلما ولَّى الرجل ، قال خالد بن الوليد : يا رسول الله ألا أضرب عنقه ؟ قال : لا ، لعله أن يكون يصلي ، فقال خالد : وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لم أومر أن أنقِّب عن قلوب الناس ، ولا أشق بطونهم . ثم نظر إليه وهو مُقَفٍّ فقال : إنه يخرج من ضئضئ هذا ( عقبه ) قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود )) .

ولعل من الواضح أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد بقوله يخرج من ضئضئ ذي الخويصرة الأتباع ممن هم على شاكلته في الفكر والعمل .

::بداية الظهور الفعلي للخوارج::

كان أول ظهور لها تحديدا في معركة صفين التي جرت أحداثها بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن سفيان رضي الله عنهما ، وذلك حين رفع أهل الشام "جيش معاوية" المصاحف داعين أهل العراق "جيش علي" إلى الاحتكام إليها ، فاغتر الخوارج بتلك الدعوة ، في حين رآها علي رضي الله عنه حيلة من أهل الشام لدفع هزيمة بدت علاماتها .

فتوجه إليهم رضي الله عنه بأن يواصلوا القتال ، إلا أنهم أبوا إلا قبول تلك الدعوة ، وحَمْل علي رضي الله عنه على قبولها ، وتهددوه قائلين : " أجب إلى كتاب الله عز وجل إذ دعيت إليه ، وإلا دفعناك برمتك إلى القوم" .

فنهاهم رضي الله عنه فأبوا ، فقبل رضي الله عنه بالتحكيم إستجابة لهم وصيانة لجماعة المسلمين من التفرق والتشرذم .

ثم انتدب رضي الله عنه إبن عباس للمفاوضة عنه ، فرغب الخوارج عنه وقالوا هو منك وسيحابيك ، ولكن أرسل أبا موسى فإنه قد اعتزل القتال ونصح لنا ، فوافق علي رضي الله عنه على كره منه .

وعندما اجتمع الحكمان أبوموسى الأشعري وعمرو بن العاص ، إتفقا على تأجيل التحكيم إلى رمضان ، فرجع علي بمن معه من صفين إلى الكوفة ، إلا أن الخوارج انقلبوا على موقفهم ، وأعلنوا البراءة من التحكيم ، ورأوا فيه ضلالا وكفرا ، وهم الذين تهددوا عليا رضي الله عنه بقبوله والرضا به .

ففارقوا الجماعة رأيا وفارقوها جسدا ، إذ انحاز اثنا عشر ألفا منهم إلى حروراء ، فأرسل إليهم عليٌ رضي الله عنه عبدَالله بن عباس رضي الله عنهما ، وقال له :

لا تعجل إلى جوابهم وخصومتهم حتى آتيك ، فاستعجلوا محاورته فحاورهم رضي الله عنه ، فلجوا في خصامه . فلما جاء علي أجابهم على ما نقموا عليه من أمر الحكمين ، وكان مما إعترضوا عليه قولهم: خَبِّرْنا : أتَراهُ عَدْلاً تَحكيمَ الرجالِ في الدماء ؟ فقال لهم علي رضي الله عنه :

إنا لسنا حكمنا الرجال إنما حكمنا القرآن ، وهذا القرآن إنما هو خط مسطور بين دفتين لا ينطق إنما يتكلم به الرجال . قالوا : فخَبِّرْنا عن الأجل لم جعلته بينكم ؟ قال : ليعلم الجاهل ويتثبت العالم ، ولعل الله يصلح في هذه الهدنة هذه الأمة ، أدخلوا مِصركم رحمكم الله . فدخلوا من عند آخرهم .

ولما دخلوا الكوفة أظهروا المعارضة مرة أخرى لقضية التحكيم ، وعندما إعتزم علي أن يبعث أبا موسى للحكومة ، أتاه زرعة بن البرح الطائي وحرقوص بن زهير السعدي من الخوارج وقالا له :

تب من خطيئتك وارجع عن قضيتك وأخرج بنا إلى عدونا نقاتلهم ، وقال علي : قد كتبنا بيننا وبينهم كتابا وعاهدناهم ، فقال حرقوص : ذلك ذنب تنبغي التوبة منه ، فقال علي :

ليس بذنب ولكنه عجز من الرأي، فقال زرعة : لئن لم تدع تحكيم الرجال لأقاتلنك أطلب وجه الله ، فقال علي : بؤسا لك كأني بك قتيلا تسفى عليك الرياح ، قال : وددت لو كان ذلك .

وخرجا من عنده يناديان لا حكم إلا الله ، وخطب علي يوما فتنادوا من جوانب المسجد بهذه الكلمة ، فقال علي : الله أكبر كلمة حق أريد بها باطل ، وخطب ثانيا فقالوا كذلك ، فقال : أما إن لكم عندنا ثلاثا ما صحبتمونا ، لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسمه ، ولا الفيء ما دمتم معنا ، ولا نقاتلكم حتى تبدؤنا ، وننتظر فيكم أمر الله .


::عقائد وأفكار الخوارج::

لم يكن للخوارج عند بدء ظهورهم منظومة أفكار تشكل مذهبهم الذي فارقوا به أهل السنة ، فقد كانت مفارقتهم للمسلمين متعلقة باعتراضهم على مسألة التحكيم ، إلا أن مذهب الخوارج إتسع في بِدَعِه ومخالفاته ، نظرا لما إستتبع إعتراضهم الأول من التزامات ، ولما إستجد عليهم من محدثات ، فمن آرائهم :

1 - الخروج على الحكام إذا خالفوا منهجهم وفهمهم للدين .

2 - تكفير أصحاب الكبائر .

3 - التبروء من الخليفتين الراشدين عثمان وعلي رضي الله عنهما .

4 - تجويز الإمامة العظمى في غير القرشي ، فكل من ينصبونه ويقيم العدل فهو الإمام ، سواء أكان عبدا أم حرا ، عجميا أم عربيا . وذهبت طائفة منهم وهم النجدات إلى عدم حاجة الناس إلى إمام ، وإنما على الناس أن يتناصفوا فيما بينهم ، فإن رأوا أن لابد من إمام جاز لهم أن يقيموا لهم إماما ً.

5 - إسقاط حد الرجم عن الزاني ، وإسقاط حد القذف عمن قذف المحصنين من الرجال دون من قذف المحصنات من النساء .

6 - إنكار بعضهم سورة يوسف ، وهو من أقبح أقوالهم وأشنعها ، وهذا القول ينسب إلى العجاردة منهم ، حيث قالوا لا يجوز أن تكون قصة العشق من القرآن !!

7 - القول بوجوب قضاء الصلاة على الحائض، فخالفوا النص والإجماع .

::من صفات الخوارج في الحديث النبوي::

لم يرد في فرقة من الفرق الإسلامية من البيان النبوي ما ورد في الخوارج ، فقد تواترت الأحاديث في التحذير منهم وبيان صفاتهم ، ومن صفاتهم التي ورد بها الحديث :

1 - قلة فهم القرآن ووعيه ، فعن أبي سعيد الخدريرضي الله عنه عن النبي صلى الله أنه قال في وصفهم : (( يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَّميَّة )) متفق عليه .

2 - زهد وعبادة وخبث إعتقاد كما سبق في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .

3 - سلم على أهل الكُفْر حرب على أهل الإسلام : فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله أنه قال في وصفهم (( يقتلون أهل الإسلام ويَدَعُون أهل الأوثان )) .

4 - صغار الأسنان سفهاء الأحلام : فعن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في وصف الخوارج : (( حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام )) متفق عليه .

ومن أوصافهم التحليق ، كما ثبت في صحيح البخاري مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في وصفهم : (( سيماهم التحليق )) والمراد به : حلق رؤسهم على صفة خاصة ، أو حلقها بالكلية ، حيث لم يكن ذلك من عادة المسلمين ولا من هديهم في غير النسك .

وخاتمة الأوصاف النبوية للخوارج أنهم (( شر الخلق والخلقية )) كما ثبت ذلك في صحيح مسلم ، وأن قتلاهم (( شر قتلى تحت أديم السماء )) كما عند الطبراني مرفوعا ، وأنهم (( كلاب النار )) كما في مسند أحمد ، وأنهم : (( يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية )) كما ثبت ذلك في الصحيحين .

::كيفية التعامل مع الخوارج::

لقد وضع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه منهجا قويما في التعامل مع هذه الطائفة ، تمثل هذا المنهج في قوله رضي الله عنه للخوارج : " إلا إن لكم عندي ثلاث خلال ما كنتم معنا : لن نمنعكم مساجد الله ، ولا نمنعكم فيئا ما كانت أيديكم مع أيدينا ، ولا نقاتلكم حتى تقاتلونا " رواه البيهقي وابن أبي شيبة .

وهذه المعاملة في حال التزموا جماعة المسلمين ولم تمتد أيديهم إليها بالبغي والعدوان ، أما إذا إمتدت أيديهم إلى حرمات المسلمين فيجب دفعهم وكف أذاهم عن المسلمين .

وهذا ما فعله أمير المؤمنين علي رضي الله عنه حين قتل الخوارج عبدالله بن خباب بن الأرت وبقروا بطن جاريته ، فطالبهم رضي الله عنه بقتلته فأبوا ، وقالوا كلنا قتله وكلنا مستحل دمائكم ودمائهم ، فسل عليهم رضي الله عنه سيف الحق حتى أبادهم في معركة النهروان .

ومن منهجه رضي الله عنه في التعامل مع الخوارج حال بقائهم في جماعة المسلمين محاورتهم لإزالة اللبس عنهم ، فقد أرسل إليهم عبدالله بن عباس فحاورهم ، وحاورهم هو بنفسه فرجع منهم جم غفير .

فهذه لمحة موجزة عن هذه الفرقة ، التي ضلت بأفكارها فكفّرت المسلمين وفي مقدمتهم سادات من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم كعلي وعثمان رضي الله عنهما ، وضلت في سلوكها فغدت وبالا على المسلمين فاستحلت دماءهم وأعراضهم وأموالهم ، في حين سلم منها الكفار فكانوا منها في عافية .

وفي البحث القادم إنشاءالله سنتعرف على فرق الخوارج ومسمياتها ، فإلى ذلك الحين دمتم بود إخواني وأخواتي الزملاء الأفاضل .

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين .

أسجل إعجابي بهذا البحث المبسّط ..

نشكر الزميل مقدام على هذا التسلسل الجميل والطرح الراقي ..

تقبل تحياتي

:وردة:
 

مقدام

عضو مميز
أسجل إعجابي بهذا البحث المبسّط ..

نشكر الزميل مقدام على هذا التسلسل الجميل والطرح الراقي ..

تقبل تحياتي

:وردة:

مع إني مختلف معاك بوجهات النظر ، لكني بجد معجب جدا بأخلاقك الراقية ، ماهي غريبه عليك يالموسوي .

:وردة::وردة::وردة:
 

alfdany

عضو فعال
كلام غير دقيق. فمعاوية لم يكن طلاب ثأر كما تزعمون بدليل انه لم يقاتل قتلة عثمان (كما فعل اصحاب الجمل)

و لا حتى علي لم يقاتلهم.

اما قولك انه خلاف فقهي فما هو هذا الخلاف الفقهي برأيك؟


القتال كان قتال سياسي بين زعيمين قرشيين على منصب امير المؤمنين فقط لا اكثر فلا تلبسوه ثوب ديني.
قال عليه الصلاة و السلام و آله ((( البينة على من أدعى و اليمين على من أنكر ))) -- و نحن نقولها لك أعطنا البينة مع شرط الصحة السند
 

الطومار

عضو بلاتيني
أولا وقبل كل شئ أرجوا أن تتحلى بحلم ورقي في الحواركصاحب الصورة الرمزية إللي حضرتك حاطها وإللي شخصيا أحبها.
.

صاحب الصورة هذا حصد الكثير من الشتم و القذف بسبب التهمه الباطلة بخصوص مناهج القرأن التربويه و البركة في اعضاء التيار السلفي.

[QUOTE]
كلامك غير دقيق عزيزي لأنك نسيت معركة صفين بين علي ومعاوية رضي الله عنهما .
[/
QUOTE]

عزيزي ليتك لم تذكر معركة صفين التي قلت فيها الالاف بلا سبب سوى اختلاف علي و معاوية و دماء المسلمين اناذاك كانت تعادل دماء الذباب.

فاذا كان القتال وقع بينهم و جيش كل منهم مابين الخمسين الف الي السبعين الف فكيف اذا لا يملكون القوة في قتال قتلة عثمان (الا اذا كانو قد ارتضوا قتله).


هذا صحيح لأن رأي علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو محاسبة من إقتحم بيت عثمان رضي الله عنه وليس كل من شارك ، وفي هذا تفصيل لا يسعنا الآن .

لم يفعل علي او معاوية اي شئ امام قتلة عثمان و فعلت عائشه ما عجزوا عنه و كذلك فعل الحجاج.


الخلاف الفقهي هو عندما بعثت نائلة بنت الفرافصة زوجة عثمان بن عفان رضي الله عنه بقميصه الملطخ بالدم وبه أصابعها المبتورة إثر الهجوم وقولها لمعاوية أنت ولي الدم ، فمن حق ولي الدم المطالبة بالقصاص .

هل طالب بالدم فعلا؟ و هل قاتلهم معاوية حتى بعد بعية الحسن له؟



وعلي رضي الله عنه لم يعارض ذلك لكنه عارضه في مسألة قتل جميع من شارك وهم ما يربوا عن 2000 شخص إذا ما خانتني الذاكرة الآن .


حتى علي لم يقالتهم. فاين الموافقه في الامر؟ و ما علاقة هذا الموضوع في توجه جيش علي للقاء معاوية؟!

فالقتال كان قتالا سياسيا وهذا ما لا تستطيع ان تثبت خلافه.


إنت غلطان ولد عمي ، النزاع كان نزاع فقهي وليس سياسي بارك الله فيك وإرجع للرسائل بين علي ومعاوية رضي الله عنهما .


لم يكن كذلك فزذ بالبحث و سنزيد معك انشالله.

تحياتي زميلي الفاضل


تحياتي لك و لاسلوبك في الحوار.
 
أعلى