الحياة، الحلم، الموت!
نتعلم العد من الصفر إلى أرقام أكبر، من الصفر إلى العشرة، و منها إلى أكثر فأكثر...
نعيش الحياة و نعد الساعات، الأيام، الاشهر، السنوات. نعد الأشخاص، نعد المسافات، و نعد إلى مالانهاية كل شيء تقريباً. حتى نصل إلى أن نخشى العد.
نخشى العد عندما نرفع رأسنا إلى أعلى ونلتفت في كل جهة ونقول: لايوجد وقت! ليس هناك مجال!...
أخطر شيء نعده ليس الأشخاص، ليس الفلوس، أو الأيام، أو السنوات... لا.
أخطر شيء نعده هو لحظات السعادة و الإنسجام.
العالم منذ الخلق، يسعى إلى تحقيق أفضل عيش للإنسان. العالم يبحث عن تحسين الحياة و البحث عن Life of Quality، وفي نفس الوقت هناك من يحاول من يفسد الحياة و كفائتها و جودتها.
لو نظرت للحياة فستجد أن هناك مشكلة بأن تعزوا جودة الحياة إلى فرد أو أفراد أو جماعات. ستجد إن الكل مشترك في تحقيق أو تمكين الحياة بأن تكون ذو جودة.
قد يكون هذا جدلاً صحيحاً في حياة الشعوب و الأمم.
ولكن عند النظر لحياة الأفراد، فرداً و فرداً، سنجد إن الوضع فيه نظر.
يعني، المكيف و التكييف إخترعه فرد واحد، و لنقل كاريير Carrier، ولكن فكرة التكييف و التبريد فكرة قديمة نقلت من أجيال إلى أجيال و لذلك نقول فكرة التبريد فكرة تطورت و مازالت في إستمرار تطورها و لايمكن أن تقف هذه العملية.
الهاتف، النت، الإتصالات بشكل عام عمل فردي جماعي ممزوج متخالط لاتعرف تفك هذا عن ذاك.
مرة أخرى، الحياة مفهوم شخصي بحت يفهمه الشخص بشكل فردي و لكن يعيش وفق نسق و أطر الجماعة...
الحياة، حياة الشخص، طور النمو و التطور لديه يتمحور حول جوهرين: واحد خاص بالنمو الجسدي الفسيولوجي و الجوهر الثاني حول النمو النفسي.
الجوهر الفسيولوجي: لايعنيني الاَن.
الجوهر النفسي: مربط الفرس.
منظور الحياة مهما كان شخصي.
يعني أنت كيف تنظر للحياة، شيء خاص مرتبط بجوهرك النفسي.
نعود مرة أخرى، المشكة في المنظور الشخصي للحياة.
قديماً، كان الجدل هل الحقيقة نسبية أم لا. يعني ماهو حق ليس بالضرورة أن الكل يراه حق!
ما هو خطأ بالنسبة لك قد يكون صحيح عند الاَخرين والعكس. وهذا شائع و لكن هل لذلك علاقة بماهية الحياة؟
الإجابة، نعم.
تصغر الحياة،
تدور في حلقة صغيرة،
بل تنتهي بأن تكون مثل رأس رمح من دقة دورانها،
راس رمح حاد مغموس بسم،
خطر عندما يلمس الجسد،
والأخطر إذا أعطب النفس.
إن تخالفت مع الاَخر في أمور أنت تعتقد بأنها مسلم بها في حين أن الاَخر يرى عكس بل نقيض ماترى.
لاتوافق!
لاإنسجام!
فالحياة لاتكتفي بواحد. فهي، أي الحياة، مثل الكلمة، تحتاج إلى من ينطقها و إلى من يسمعها.
الفرد أن نطق كلمة بدون أن يكون هناك من يسمعها، يقال عنه "مهذري".
لذلك لايمكن أن تعيش الحياة لوحدك. تحتاج لاَخر. هذا الاَخر على الأقل واحد بالإضافة لك في العدد.
هنا لن تكون مفرداً حتى لو كنت كذلك.
اللحظات "السعيدة" التي تعطي الحياة "جودة" "رونق" "كفاءة" و "قيمة" تحتاج إلى العدد "إثنان" على الأقل.
التعاسة، تحدث بسرعة لما تجد نفسك وحيداً.
أو قل، عندما لا يكون هناك إتفاق على ما هو سبب للنظر للحياة بنفس العين و تذوقها بنفس الملكة.
هنا ستجد بأنك كنت في حلم. حلماً فتح لك باب اَخر غير الحياة التي كنت تعيشها، تتذوقها، تستطعمها، الحياة التي تخيلت أو نظرت لها بنظرة النسبية بأنها سعيدة.
هذا الباب هو باب الهروب من الحياة، هو باب الموت. أو موت الحياة و حياة الموت.
إما موت الحياة السابقة الواهمة التي تغنيت بها و هالك و صدمك بأن ماكنت تراه ماكان إلا بمنظور أعور و العين التي كنت تعتقد بأنها تنظر معك لم تكن إلا نظارة سوداء مغلفة بلاصق ملون مزهر معتم في حقيقته، لاتنفذ الرؤية من خلاله.
و إما حياة الموت في نفسك بحيث لاترى إلا لوناً واحداً للحياة و هو اللون الأسود و لاتتذوق إلا المرارة و لاتشم إلا رائحة التراب.
مرة أخرى، السعادة تكتمل، بل توجد، مع الاَخر.
أما إذا لم تكتمل مع الاَخر، فما أطول ليلك.
قد نكمل لاحقاً...