====================================
كيفية الإستدلال من القرآن الكريم ( 4 )
و
قاعدة اللطف الإلهي من المنظور الشيعي
=====================================
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد , اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وعلى من سار على نهجه واتبع سنته إلى يوم الدين ثم أما بعد...
فبعدما انتهينا من بيان الفساد في قياس الإمامة على الصلاة من أوجه مختصرة فقط , لأن هناك أوجه أخرى للمفارقة , وظهرت فساد هذا القول من بيان أئمة المذهب الشيعي أنفسهم بقيت لنا مسألة اللطف الإلهي التي يحتج بها زميلنا الموسوي - وهي غير ذات جدوي طالما أن النص المحكم مفقود - ولكن من باب قطع كل طرق التشغيب نرد عليها من نفس المنطق أيضا , فالعقل يتساءل عن سبب عدم إيراد أي نص محكم في شأن هذا الأصل أو الركن كما يدعي الشيعة على الرغم من إنتفاء الموانع كلها , فالقرآن كتاب الله تعالى , وهو سبحانه لا يعجزه شيء ثم ذكر اسم الإمام أمر لازم لكي يتحقق اللطف الإلهي بطريقة سليمة مع الفكر الشيعي فلماذا إذا اختفى النص أو عُدِمَ وجوده ؟!!!!
يقول الحلي الشيعي في (الالفين) ص203: (( متى وجدت القدرة والداعي وانتفاء الصارف والارادة وجب وجود الفعل))
ويقول محقق هذا الكتاب ص42 هامش (1): (( فانه مع القدرة على الفعل ووجوب الداعي اليه يكون الاخلال به قبيحاً)) .انتهى , ومن هذا الكلام نقول : قدرة الله تعالى موجودة وهو لا يُعجزه شيء سبحانه وهذا يعني إنتفاء الصارف أيضا , وإرادة اللطف الإلهي أيضا موجودة فلماذا الفعل أي النص القرآني المحكم هو الشيء الوحيد الغير موجود ؟!!!
تعريف علماء الشيعة لقاعدة اللطف الإلهي
1- يقول شيخهم المفيد في النكت الاعتقادية ص35: (( اللطف هو ما يقرب المكلف معه من الطاعة ويبعده عن المعصية ولا حظ له في التمكين ولم يبلغ الإلجاء)).
2- ويقول ابن ميثم البحراني في كتابه (قواعد المرام في علم الكلام) ص117(( مرادنا باللطف هو ما كان المكلف معه أقرب إلى الطاعة وأبعد من فعل المعصية ولم يبلغ حد الإلجاء))
3- ويقول علامتهم الحلي في ( النافع يوم الحشر) ص75( اللطف هو ما يقرب العبد إلى الطاعة ويبعده عن المعصية، ولا حظ له في التمكين ولا يبلغ الإلجاء)).
4- وقال الحلي أيضاً في كتابه (كشف المراد) ص107( اللطف هو ما يكون المكلف معه أقرب إلى فعل الطاعة وأبعد من فعل المعصية، ولم يكن له حظ في التمكين، ولم يبلغ حد الإلجاء))
كل ما كان لطفا في التكليف فقد أوجب الشيعة على الله فعله
وكل ما كان لطفاً في التكليف أوجب علماء الشيعة على الله تعالى أن يفعله رحمةً بعباده فيقول علماءهم ما نصه
1- شيخهم المفيد( واللطف واجب على الله تعالى)).النكت الاعتقادية لشيخهم المفيد ص45
2- ويقول محققهم الحلي( واللطف واجب على الله تعالى)). المسلك في أصول الدين ص118.
3- ويقول علامتهم الحلي(( الخامس : في أنه تعالى يجب عليه اللطف وهو ما يقرب العبد إلى الطاعة ويبعده عن المعصية...)) النافع يوم الحشر لعلامتهم المقداد السيوري ص75.
... وقال أيضا (( وكل لطف واجب على الله تعالى )) نفس المصدر السابق ص95
فإذا كان علماء الشيعة أنفسهم هم الذين قرروا أن اللطف الإلهي هو ما يساعد العبد على الطاعة ويبعده عن المعصية , وهو واجب على الله تعالى في حق المكلفين , والإخلال به قبيحا عليه سبحانه كما قرر الشيعة أنفسهم فلنا أن نؤكد على الأسئلة :
لماذا لم يذكر الله تعالى هذا الركن في القرآن في آية محكمة تمنع الإختلاف والخلاف في شخصه ؟!!!
ولماذا لم يتم ذكر هذا الركن كما ذكرت النبوة طالما أن الشيعة أنفسهم هو الذين قاسوا الإمامة على النبوة ؟!!
ولماذا لم يتحقق اللطف الإلهي في هذه المسألة بذكر الإمامة في نص محكم من كتاب الله تعالى لمصلحة المسلمين جميعا , بدلا من الخلاف حول هذه المسألة وامتناع أغلب المسلمين عن الإعتقاد بهذه المسألة كما هو الواقع الآن ؟!!! أكان اللطف الإلهي قاصرا على بعض الناس دون بعض بغير ذنب ولا جريرة منهم ؟!!!
كيف يمكن أن يصبح التدليل على اللطف الإلهي هي سبب الغضب الإلهي والكفر والخروج من ملة الإسلام ؟!!! أيُنزل رب العالمين سبحانه لطفا إلهيا فيه مصلحة الناس ثم يخفي عنهم النص الجلي في كتابه المعجز المحفوظ بحفظه سبحانه حتى يهلك أغلب المسلمين بعدم اعتقادهم بهذا الأصل والركن الإسلامي على اعتقاد الشيعة ؟!!!
وأخيرا ما دخل موسى وهارون عليهما السلام في علي وأبناءه رضي الله عنهم جميعا ؟!!!!
يتبع إن شاء الله تعالى
.
.
.