السلام عليكم...
بصراحة هذا حال يثير الشفقة , وذلك أن زملاءنا الشيعة الإمامية يحاولون أن يستدلوا على صحة عقيدتهم بشتى الطرق , فانتقلوا من الإستدلال بالمتشابه من القرآن - نظرا لانعدام دليل واحد محكم في عقيدتهم - إلى الإستدلال بالمجهول !!!
يحاولون أن يستدلوا بما كان سوف يكتبه النبي صلى الله عليه وسلم لو كان كتبه !!! مع أنهم يعتقدون أنه ما شيء جديد , فالوصية بأهل البيت موجودة , وهم أنفسهم يظنون أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك بأيام قد أوصى لعلي رضي الله عنه في الغدير , يعني المسألة تحصيل حاصل , ولكن الجديد هو الإستدلال بالمجهول...
وأهل السنة والجماعة لا يفعلون مثل هذا على الرغم من غلبة ظنهم على ما كان سوف يكتبه الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاء في الروايات الأخرى , ولكنهم ما يفعلون مثل الشيعة ولا يثبتون أمرا بالمجهول , فقد أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب كتابا في مرضه الأخير صلوات ربي وسلامه عليه , وصرح بما أراد إلا أنه تركه لعلمه أن قدر الله غالب , فقد صح في عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ ادْعِي لِي أَبَا بَكْرٍ أَبَاكِ وَأَخَاكِ حَتَّى أَكْتُبَ كِتَابًا فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ وَيَقُولُ قَائِلٌ أَنَا أَوْلَى وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَّا أَبَا بَكْرٍ )) صحيح مسلم - (ج 12 / ص 105)
وعلى الرغم من وجود هذا التصريح بما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتبه إلا -كما سبق - أن أهل السنة والجماعة والمسلمين كافة لا يستدلون بالمجهول , ومن هنا تتضح عظمة وإنصافنا حيث أن حتى أغلب السنة لا يعرفون بهذا الحديث وهو في صفهم ويصب في أدلتهم , بخلاف الشيعة الذين تنزلوا وتنزلوا حتى أمسى المجهول من عدة أدلتهم , فلا حول ولا قوة إلا بالله