فريج الميدان
عضو مميز
التكملة :
- : هل للثورة اية نتائج تذكر؟
نعم إن مصير هرمز (التي كانت مكان التخطيط) نفسها فقد واجهت هي الأخرى تدميرا كبيرا على أيدي البرتغاليين وتعرضت للإحراق الكامل. وقد اتهمت مصادر البرتغاليين الملك توران شاه بأنه هو الذي أحرقها قبل أن يهرب منها، بعد هزيمة قواته أمام البرتغاليين، ملتجئا إلى جزيرة قشم القريبة. وفي هذه الجزيرة قتل توران شاه غيلة على أيدي أحد أتباع الشيخ حسين الجبري الذي صفّى بذلك حسابه نهائياً مع هرمز وملكها.
القضاء على هذه الثورة فتح أمام البرتغاليين الباب واسعا لزيادة تحكمهم في هرمز واستغلالها إلى المدى الأبعد. ولتحقيق ذلك رفعوا إلى العرش صبيا من أبناء توران شاه لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، وأبقوا إلى جانبه الريس شرف الدين بعد أن أصدروا عفوا عنه، وربطوا الملك الجديد محمد شاه بمعاهدة جديدة وقعت في 15 يوليو (تموز) 1523م.
وكان من الطبيعي أن يؤدي فشل ثورة هرمز وتداعياتها عام 1521م إلى وضع نهاية للحكم الوطني في مملكة هرمز وتشديد القبضة العسكرية والاقتصادية البرتغالية على الجزيرة. فقد قام (لويز دي مينزيس) بعد صدور الأوامر إليه من جوا، بتعيين محمد شاه سيف الدين أبا نصر حاكماً جديداً على هرمز التي عادت للسيادة البرتغالية وقد عين هذا الصبي الرئيس شرف الدين حاكم صحار السابق الذي هرب مع تورانشاه إلى قشم وعاد بعد أن مات الملك والوزير هناك!!
لم تمنع هذه الاتفاقية وغيرها من الاتفاقيات والمعاهدات والقرارات البرتغالية، إجحاف وظلم المسؤولين البرتغاليين في هرمز وتوابعها، بل كانوا دائماً يطالبون بأموال إضافية وضرائب متزايدة ويقومون بضغوط أكثر من ذي قبل. كانت هذه المعاهدة وغيرها من نتائج إخفاف ثورة 1521م، حيث ألغيت الإدارة الوطنية في هرمز، وصار تجارها يتبعون الإدارة البرتغالية الجديدة. ونتيجة للإجراءات القهرية والتنكيل والبطش بالأهالي والتجار، والإشراف على الحركة التجارية في هرمز وتحصيل الرسوم الجمركية بالقوة، أصبح البرتغاليون حكاماً فعليين، ولم يعد لحاكم هرمز أي أثر في توجيه دفة الحكم في بلاده. وبسبب سوء المعاملة والضغط والإرهاب الذي مارسه البرتغاليون ضد المواطنين والتجار أصبح الناس يفرون من هرمز ويغادرونها بلا رجعة إلى جزر الخليج الأخرى، مثل قشم وغيرها.
ولم يتمكن البرتغاليون بعد إلغاء الإدارة الوطنية وسقوط الحكم الوطني في هرمز وتوابعها، بل كانوا دائماً يطالبون بأموال إضافية وضرائب متزايدة ويقومون بضغوط أكثر من ذي قبل. كانت هذه المعاهدة وغيرها من نتائج إخفاف ثورة 1521م، حيث ألغيت الإدارة الوطنية في هرمز، وصار تجارها يتبعون الإدارة البرتغالية الجديدة. ونتيجة للإجراءات القهرية والتنكيل والبطش بالأهالي والتجار، والإشراف على الحركة التجارية في هرمز وتحصيل الرسوم الجمركية بالقوة، أصبح البرتغاليون حكاماً فعليين، ولم يعد لحاكم هرمز أي أثر في توجيه دفة الحكم في بلاده. وبسبب سوء المعاملة والضغط والإرهاب الذي مارسه البرتغاليون ضد المواطنين والتجار أصبح الناس يفرون من هرمز ويغادرونها بلا رجعة إلى جزر الخليج الأخرى، مثل قشم وغيرها.
ولم يتمكن البرتغاليون بعد إلغاء الإدارة الوطنية وسقوط الحكم الوطني في هرمز. من تسيير دفة الحركة التجارية كما كانت في السابق في هرمز والخليج، وبسبب هذه القبضة العسكرية الحديدية بدأ الركود الاقتصادي يخيم على مملكة هرمز وانتهى ذاك العمران والرخاء الشامل بعد أن عاش سكان هرمز في ظلاله أكثر من قرنين من الزمان.
-:الا ذكرت لنا أحداث سنة 929هـ-1522م و بإيجاز؟
لقد بات واضحاً لجميع البرتغاليين ما يواجهونه من كره من عامة المسلمين من عرب وهنود وفرس وغيرهم، وأن العلاقات بينهم وبين القوى المحلية في الخليج والمحيط الهندي تتصف بالعداء الشديد، ففي نوفمبر (تشرين الثاني) نوفمبر 1522م ضاق شيخ هرمز ذرعاً بالوضع المزري الذي وصلت إليه الحال في الخليج وخاصة في هرمز فحاول إخراج البرتغاليين من هرمز وصحار وقلهات والقريات وكذلك من شمال الخليج: البحرين والقطيف وذلك احتجاجاً على سيطرتهم على المراكز التجارية المذكورة وقد نجح الهجوم في بادئ الأمر نجاحاً كبيراً وتكبد البرتغاليون خسائر فادحة ولكنهم سرعا ما أرسلوا النجدات بسرعة كعادتهم فوصل المنطقة أسطول برتغالي واستعاد المراكز السابقة ووضعت السيطرة عليها من جديد.
ولم يترك لنا المؤرخون كيفية النجاح الذي حققه شيخ هرمز وهل شمل كل مشيخات الخليج أو اقتصر على مشيخة هرمز فقط، ولكنه يعد مقاومة بطولية منه بهذا الهجوم.
أما بالنسبة إلى البحرين فقد أحرزت قدراً كبيراً من النجاح، فقد تولى الثورة في الليلة الموعودة لها الشيخ حسين بن سعيد، فقام بهجوم مفاجئ على القلعة التي كان يتحصن بها البرتغاليون وألقى القبض على حاكم الجزيرة البرتغالي وقام بشنقه على نخلة، أما الباقون على قيد الحياة من الجنود البرتغاليين فقد لاذوا بالفرار وذلك سنة 929هـ-نوفمبر 1521م وحينها اعتمد البرتغاليون الدبلوماسية سبيلاً لاسترداد سيادتهم على البحرين فتمكنوا بعد فترة من ترتيب اتفاق ومن نقاطه:
- أن يكون الشيخ حسين بن سعيد حاكماً عربياً على البحرين.
- موافقته على تعيين مستشاراً برتغالياً وليس هناك خلفيات فعلية عن هذا الاتفاق وما آل إليه إلا أن البرتغاليين أرسلوا مستشاراً يدعى:
لويس دي منزيس.
والجدير ذكره هو أنه سقطت هرمز في 23 أبريل (نيسان) 1522. وكانت شروط استسلامها تنص على أن باستطاعة الملك والأمراء والوزير مغادرة الجزيرة واستبدت بهم الرغبة في الانتقام في إنهيار المقاومة العربية الأولى ضد هؤلاء بقيادة زعيم الجبور الكبير مقرن بن زامل الجبري. ولكن جاء كل ذلك على حساب القضية العامة في الخليج العربي. فقد استطاع البرتغاليون من خلال إثارة الخلافات واللعب على المتناقضات واستغلال تطلع البعض إلى السيطرة والثراء إلى استعادة السيطرة على الخليج تماماً مرة أخرى وذلك بعد عامين (1523م) وشددوا من قبضتهم على كل نواحي هرمز والموانئ التابعة لها إثر توقيع معاهدة “ميناب”.
- :ما هي أحداث سنة 930هـ-1523م؟
عاد البرتغاليون وسيطروا ثانية على الخليج وقد قاموا بتعيين موظفين برتغاليين للمراكز الجمركية في هرمز وصحار والقريات والبحرين والقطيف وهذا العمل أثار سخط الأهالي في جميع مناطق الخليج، مما جعل شيخ هرمز يقدم على تنظيم هجوم بري يجري في وقت واحد في محاولة لاقتلاع البرتغاليين الذين خسروا أرواحاً كثيرة من جراء المفاجأة، وفي الوقت نفسه كان أحد أساطيل البرتغاليين قد دمر مدينة صحار تدميراً تاماً ثم تقدم إلى هرمز واستعادها إثر الهجوم البري البحري وتم إبرام معاهدة في 2 رمضان 929هـ-23 يوليو 1523م في ميناب تم بموجبها جعل هرمز خاضعة لإشراف دقيق وصارم من جانب البرتغال وقد طالت تلك الأحداث جميع مناطق الخليج بما فيها القطيف.
وفي أواسط سنة 928هـ-1523م وجد توران شاه ووزيره شرف الدين ميتين بالسم في جزيرة القسم بعد هروبهما إليها، والمعروف أن توران شاه هو المسبب الحقيقي لكل ما يحدث في دويلات شمال الخليج بما فيها البحرين والأحساء والقطيف بمساعدة البرتغاليين، لقد كانت نهاية حزينة ومؤسفة.
-: لقد دعيت عبر ورقتك وعلى ضوء مشاركتك اللقاء العلمي السابع لجمعية التاريخ والأثار بمجلس التعاون لتأسيس موسوعة دلمون التاريخية لماذا؟
لحاجة الخليج في اعتقادي لها، وهي موسوعة تضم كل تاريخ البحرين عبر العصور وليكون بين دفيتها، التراث المادي اللغوي عبر الحضارات التي سادت ثم بادت حتى يومنا المعاصر وتسجيل كل ما له صلة بالتراث الإنساني عبر العصور، من تراث ملاحي وفلكي وزراعي ومعماري وكل ما يتعلق بذلك من معتقدات وعادات وصناعات كإرث حضاري للأمم التي عاشت على تراب البحرين من خلال المخلفات الأثرية ومن خلال الرواية المحلية.
إن تقديم موسوعة ثقافية تحمل الإرث الإنساني للأجيال القادمة هو أمر حتمي وطبيعي وانجاز حضاري ذو قيمة علمية للإنسان البحرين المعاصر وهي خدمة لكل الشعوب.
فالكثير من الباحثين عندما يتطرقون إلى تاريخ البحرين فإنهم لا يجدون الموسوعة المتخصصة في تاريخ وثقافة البحرين لذا فهم يعتمدون على الموسوعات والمعجمات الأخرى التي لا تحتوي على معلومات دقيقة عن تاريخ البحرين، حيث أن الذي كتب ذلك ليس من أبناءها وليست له صلة بها، والأجدى أن يعتمد على معلومات دقيقة كتبها أبناء البحرين أنفسهم.
الكتب الموضوعة عن تراث البحرين هي جهود فردية وتفتقر إلى النهج العلمي وهذا لا يعني عدم الاعتماد عليها في الإعداد للموسوعة الدلمونية، لأن أولئك الكتاب كانت جهودهم فردية في مادة معينة، وهذا يعني أنها جهود مبذولة ولابد من الاستفادة منها والاستعانة بمن كتبها لما له الإلمام والإحاطة وأيضاً الخبرة هذا من جانب، ومن جانب آخر إعطاء ابن هذه الأرض الفرصة لكتابة تاريخ بشكل صحيح.
دراسة للآثار من معبودات ونذور وأختام وأواني صابونية وفخارية وكذلك الصناعات المحلية أو المستوردة ودراستها بدقة من خلال فريق يضم لفيفا من علماء الآثار والمؤرخين فليس من المعقول أن تبقى البحرين ذات الزخم التاريخي العريق تظل دون موسوعة يرجع لها الطالب والباحث على السواء داخل البحرين وخارج البحرين فأرض دلمون تحتاج إلى كتاب عن كل نخلة وكل بيت وكل ختم دلموني وكتاب عن كل مركب وكتاب عن كل سمكة وكتاب عن كل لؤلؤة فاللؤلؤ له 50 تصنيفاً والرطب له 150 نوعاً والأسماك 200 نوع والمراكب 30 نوعاً وكذلك الطيور والصناعات وغير ذلك من ما يفترض التدوين عنه.
السيرة الذاتية للباحث الدرورة
علي بن إبراهيم الدرورة: www.darorah.com
عضو الجمعية التاريخية السعودية-الرياض.
عضو جمعية التاريخ والآثار لمجلس التعاون لدول الخليج العربية-الرياض.
باحث ومحاضر متعاون مع مركز زايد للتراث والتاريخ-العين.
عضو النادي الأدبي في المنطقة الشرقية-الدمام.
صدر له 36 كتيباً وكتاباً منوعاً في مختلف المعارف حتى نهاية عام 2005م.
كتب وما زال يكتب في صحافة الخليج.
أعد وشارك في العديد من البرامج الإذاعية من البرنامج العام بالرياض.
وردت ترجمته في مجموعة من القواميس ومنها:
1. معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين.
2. شعراء العصر الحديث في جزيرة العرب.
3. دليل الكتّاب والكاتبات في المملكة العربية السعودية.
4. معجم مؤرخي الجزيرة العربية في العصر الحديث.
5. معجم الأدباء والكتاب السعوديين (1319-1419هـ).
6. الملحق المفيد في تراجم أعلام الخليج.
7. معجم الشعراء من العصر الجاهلي حتى سنة 2002م.
8. من مشاهير الجزيرة العربية فيما بين عامي 700-1417هـ.
9. أدباء وأدبيات من الخليج العربي.
10. موسوعة الساحل:
www.alshel.org
11. منتدى تاروت الأدبي:
www.tarout.info
12. النادي الأدبي بالدمام:
- : هل للثورة اية نتائج تذكر؟
نعم إن مصير هرمز (التي كانت مكان التخطيط) نفسها فقد واجهت هي الأخرى تدميرا كبيرا على أيدي البرتغاليين وتعرضت للإحراق الكامل. وقد اتهمت مصادر البرتغاليين الملك توران شاه بأنه هو الذي أحرقها قبل أن يهرب منها، بعد هزيمة قواته أمام البرتغاليين، ملتجئا إلى جزيرة قشم القريبة. وفي هذه الجزيرة قتل توران شاه غيلة على أيدي أحد أتباع الشيخ حسين الجبري الذي صفّى بذلك حسابه نهائياً مع هرمز وملكها.
القضاء على هذه الثورة فتح أمام البرتغاليين الباب واسعا لزيادة تحكمهم في هرمز واستغلالها إلى المدى الأبعد. ولتحقيق ذلك رفعوا إلى العرش صبيا من أبناء توران شاه لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، وأبقوا إلى جانبه الريس شرف الدين بعد أن أصدروا عفوا عنه، وربطوا الملك الجديد محمد شاه بمعاهدة جديدة وقعت في 15 يوليو (تموز) 1523م.
وكان من الطبيعي أن يؤدي فشل ثورة هرمز وتداعياتها عام 1521م إلى وضع نهاية للحكم الوطني في مملكة هرمز وتشديد القبضة العسكرية والاقتصادية البرتغالية على الجزيرة. فقد قام (لويز دي مينزيس) بعد صدور الأوامر إليه من جوا، بتعيين محمد شاه سيف الدين أبا نصر حاكماً جديداً على هرمز التي عادت للسيادة البرتغالية وقد عين هذا الصبي الرئيس شرف الدين حاكم صحار السابق الذي هرب مع تورانشاه إلى قشم وعاد بعد أن مات الملك والوزير هناك!!
لم تمنع هذه الاتفاقية وغيرها من الاتفاقيات والمعاهدات والقرارات البرتغالية، إجحاف وظلم المسؤولين البرتغاليين في هرمز وتوابعها، بل كانوا دائماً يطالبون بأموال إضافية وضرائب متزايدة ويقومون بضغوط أكثر من ذي قبل. كانت هذه المعاهدة وغيرها من نتائج إخفاف ثورة 1521م، حيث ألغيت الإدارة الوطنية في هرمز، وصار تجارها يتبعون الإدارة البرتغالية الجديدة. ونتيجة للإجراءات القهرية والتنكيل والبطش بالأهالي والتجار، والإشراف على الحركة التجارية في هرمز وتحصيل الرسوم الجمركية بالقوة، أصبح البرتغاليون حكاماً فعليين، ولم يعد لحاكم هرمز أي أثر في توجيه دفة الحكم في بلاده. وبسبب سوء المعاملة والضغط والإرهاب الذي مارسه البرتغاليون ضد المواطنين والتجار أصبح الناس يفرون من هرمز ويغادرونها بلا رجعة إلى جزر الخليج الأخرى، مثل قشم وغيرها.
ولم يتمكن البرتغاليون بعد إلغاء الإدارة الوطنية وسقوط الحكم الوطني في هرمز وتوابعها، بل كانوا دائماً يطالبون بأموال إضافية وضرائب متزايدة ويقومون بضغوط أكثر من ذي قبل. كانت هذه المعاهدة وغيرها من نتائج إخفاف ثورة 1521م، حيث ألغيت الإدارة الوطنية في هرمز، وصار تجارها يتبعون الإدارة البرتغالية الجديدة. ونتيجة للإجراءات القهرية والتنكيل والبطش بالأهالي والتجار، والإشراف على الحركة التجارية في هرمز وتحصيل الرسوم الجمركية بالقوة، أصبح البرتغاليون حكاماً فعليين، ولم يعد لحاكم هرمز أي أثر في توجيه دفة الحكم في بلاده. وبسبب سوء المعاملة والضغط والإرهاب الذي مارسه البرتغاليون ضد المواطنين والتجار أصبح الناس يفرون من هرمز ويغادرونها بلا رجعة إلى جزر الخليج الأخرى، مثل قشم وغيرها.
ولم يتمكن البرتغاليون بعد إلغاء الإدارة الوطنية وسقوط الحكم الوطني في هرمز. من تسيير دفة الحركة التجارية كما كانت في السابق في هرمز والخليج، وبسبب هذه القبضة العسكرية الحديدية بدأ الركود الاقتصادي يخيم على مملكة هرمز وانتهى ذاك العمران والرخاء الشامل بعد أن عاش سكان هرمز في ظلاله أكثر من قرنين من الزمان.
-:الا ذكرت لنا أحداث سنة 929هـ-1522م و بإيجاز؟
لقد بات واضحاً لجميع البرتغاليين ما يواجهونه من كره من عامة المسلمين من عرب وهنود وفرس وغيرهم، وأن العلاقات بينهم وبين القوى المحلية في الخليج والمحيط الهندي تتصف بالعداء الشديد، ففي نوفمبر (تشرين الثاني) نوفمبر 1522م ضاق شيخ هرمز ذرعاً بالوضع المزري الذي وصلت إليه الحال في الخليج وخاصة في هرمز فحاول إخراج البرتغاليين من هرمز وصحار وقلهات والقريات وكذلك من شمال الخليج: البحرين والقطيف وذلك احتجاجاً على سيطرتهم على المراكز التجارية المذكورة وقد نجح الهجوم في بادئ الأمر نجاحاً كبيراً وتكبد البرتغاليون خسائر فادحة ولكنهم سرعا ما أرسلوا النجدات بسرعة كعادتهم فوصل المنطقة أسطول برتغالي واستعاد المراكز السابقة ووضعت السيطرة عليها من جديد.
ولم يترك لنا المؤرخون كيفية النجاح الذي حققه شيخ هرمز وهل شمل كل مشيخات الخليج أو اقتصر على مشيخة هرمز فقط، ولكنه يعد مقاومة بطولية منه بهذا الهجوم.
أما بالنسبة إلى البحرين فقد أحرزت قدراً كبيراً من النجاح، فقد تولى الثورة في الليلة الموعودة لها الشيخ حسين بن سعيد، فقام بهجوم مفاجئ على القلعة التي كان يتحصن بها البرتغاليون وألقى القبض على حاكم الجزيرة البرتغالي وقام بشنقه على نخلة، أما الباقون على قيد الحياة من الجنود البرتغاليين فقد لاذوا بالفرار وذلك سنة 929هـ-نوفمبر 1521م وحينها اعتمد البرتغاليون الدبلوماسية سبيلاً لاسترداد سيادتهم على البحرين فتمكنوا بعد فترة من ترتيب اتفاق ومن نقاطه:
- أن يكون الشيخ حسين بن سعيد حاكماً عربياً على البحرين.
- موافقته على تعيين مستشاراً برتغالياً وليس هناك خلفيات فعلية عن هذا الاتفاق وما آل إليه إلا أن البرتغاليين أرسلوا مستشاراً يدعى:
لويس دي منزيس.
والجدير ذكره هو أنه سقطت هرمز في 23 أبريل (نيسان) 1522. وكانت شروط استسلامها تنص على أن باستطاعة الملك والأمراء والوزير مغادرة الجزيرة واستبدت بهم الرغبة في الانتقام في إنهيار المقاومة العربية الأولى ضد هؤلاء بقيادة زعيم الجبور الكبير مقرن بن زامل الجبري. ولكن جاء كل ذلك على حساب القضية العامة في الخليج العربي. فقد استطاع البرتغاليون من خلال إثارة الخلافات واللعب على المتناقضات واستغلال تطلع البعض إلى السيطرة والثراء إلى استعادة السيطرة على الخليج تماماً مرة أخرى وذلك بعد عامين (1523م) وشددوا من قبضتهم على كل نواحي هرمز والموانئ التابعة لها إثر توقيع معاهدة “ميناب”.
- :ما هي أحداث سنة 930هـ-1523م؟
عاد البرتغاليون وسيطروا ثانية على الخليج وقد قاموا بتعيين موظفين برتغاليين للمراكز الجمركية في هرمز وصحار والقريات والبحرين والقطيف وهذا العمل أثار سخط الأهالي في جميع مناطق الخليج، مما جعل شيخ هرمز يقدم على تنظيم هجوم بري يجري في وقت واحد في محاولة لاقتلاع البرتغاليين الذين خسروا أرواحاً كثيرة من جراء المفاجأة، وفي الوقت نفسه كان أحد أساطيل البرتغاليين قد دمر مدينة صحار تدميراً تاماً ثم تقدم إلى هرمز واستعادها إثر الهجوم البري البحري وتم إبرام معاهدة في 2 رمضان 929هـ-23 يوليو 1523م في ميناب تم بموجبها جعل هرمز خاضعة لإشراف دقيق وصارم من جانب البرتغال وقد طالت تلك الأحداث جميع مناطق الخليج بما فيها القطيف.
وفي أواسط سنة 928هـ-1523م وجد توران شاه ووزيره شرف الدين ميتين بالسم في جزيرة القسم بعد هروبهما إليها، والمعروف أن توران شاه هو المسبب الحقيقي لكل ما يحدث في دويلات شمال الخليج بما فيها البحرين والأحساء والقطيف بمساعدة البرتغاليين، لقد كانت نهاية حزينة ومؤسفة.
-: لقد دعيت عبر ورقتك وعلى ضوء مشاركتك اللقاء العلمي السابع لجمعية التاريخ والأثار بمجلس التعاون لتأسيس موسوعة دلمون التاريخية لماذا؟
لحاجة الخليج في اعتقادي لها، وهي موسوعة تضم كل تاريخ البحرين عبر العصور وليكون بين دفيتها، التراث المادي اللغوي عبر الحضارات التي سادت ثم بادت حتى يومنا المعاصر وتسجيل كل ما له صلة بالتراث الإنساني عبر العصور، من تراث ملاحي وفلكي وزراعي ومعماري وكل ما يتعلق بذلك من معتقدات وعادات وصناعات كإرث حضاري للأمم التي عاشت على تراب البحرين من خلال المخلفات الأثرية ومن خلال الرواية المحلية.
إن تقديم موسوعة ثقافية تحمل الإرث الإنساني للأجيال القادمة هو أمر حتمي وطبيعي وانجاز حضاري ذو قيمة علمية للإنسان البحرين المعاصر وهي خدمة لكل الشعوب.
فالكثير من الباحثين عندما يتطرقون إلى تاريخ البحرين فإنهم لا يجدون الموسوعة المتخصصة في تاريخ وثقافة البحرين لذا فهم يعتمدون على الموسوعات والمعجمات الأخرى التي لا تحتوي على معلومات دقيقة عن تاريخ البحرين، حيث أن الذي كتب ذلك ليس من أبناءها وليست له صلة بها، والأجدى أن يعتمد على معلومات دقيقة كتبها أبناء البحرين أنفسهم.
الكتب الموضوعة عن تراث البحرين هي جهود فردية وتفتقر إلى النهج العلمي وهذا لا يعني عدم الاعتماد عليها في الإعداد للموسوعة الدلمونية، لأن أولئك الكتاب كانت جهودهم فردية في مادة معينة، وهذا يعني أنها جهود مبذولة ولابد من الاستفادة منها والاستعانة بمن كتبها لما له الإلمام والإحاطة وأيضاً الخبرة هذا من جانب، ومن جانب آخر إعطاء ابن هذه الأرض الفرصة لكتابة تاريخ بشكل صحيح.
دراسة للآثار من معبودات ونذور وأختام وأواني صابونية وفخارية وكذلك الصناعات المحلية أو المستوردة ودراستها بدقة من خلال فريق يضم لفيفا من علماء الآثار والمؤرخين فليس من المعقول أن تبقى البحرين ذات الزخم التاريخي العريق تظل دون موسوعة يرجع لها الطالب والباحث على السواء داخل البحرين وخارج البحرين فأرض دلمون تحتاج إلى كتاب عن كل نخلة وكل بيت وكل ختم دلموني وكتاب عن كل مركب وكتاب عن كل سمكة وكتاب عن كل لؤلؤة فاللؤلؤ له 50 تصنيفاً والرطب له 150 نوعاً والأسماك 200 نوع والمراكب 30 نوعاً وكذلك الطيور والصناعات وغير ذلك من ما يفترض التدوين عنه.
السيرة الذاتية للباحث الدرورة
علي بن إبراهيم الدرورة: www.darorah.com
عضو الجمعية التاريخية السعودية-الرياض.
عضو جمعية التاريخ والآثار لمجلس التعاون لدول الخليج العربية-الرياض.
باحث ومحاضر متعاون مع مركز زايد للتراث والتاريخ-العين.
عضو النادي الأدبي في المنطقة الشرقية-الدمام.
صدر له 36 كتيباً وكتاباً منوعاً في مختلف المعارف حتى نهاية عام 2005م.
كتب وما زال يكتب في صحافة الخليج.
أعد وشارك في العديد من البرامج الإذاعية من البرنامج العام بالرياض.
وردت ترجمته في مجموعة من القواميس ومنها:
1. معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين.
2. شعراء العصر الحديث في جزيرة العرب.
3. دليل الكتّاب والكاتبات في المملكة العربية السعودية.
4. معجم مؤرخي الجزيرة العربية في العصر الحديث.
5. معجم الأدباء والكتاب السعوديين (1319-1419هـ).
6. الملحق المفيد في تراجم أعلام الخليج.
7. معجم الشعراء من العصر الجاهلي حتى سنة 2002م.
8. من مشاهير الجزيرة العربية فيما بين عامي 700-1417هـ.
9. أدباء وأدبيات من الخليج العربي.
10. موسوعة الساحل:
www.alshel.org
11. منتدى تاروت الأدبي:
www.tarout.info
12. النادي الأدبي بالدمام: