أم الهيمان عندما

طبعي طبيعي

عضو فعال
تفاجأت كما تفاجأ الكثير غيري بالاستجواب المشروط المزمع تقديمه لسمو

رئيس مجلس الوزراء من قبل النواب خالد الطاحوس ومحمد الحويلة وسعدون

حماد على خلفية التلوث البيئي الذي تعاني منه منطقة ام الهيمان وعدم

صلاحيتها للسكن في ظل هذه الظروف السامة بعد مهلة ستين يوما تم

تحديدها لإيجاد حل لهذه القضية.

كان انطباعي في البداية عن هذا الاستجواب بأنه تصعيد غير مبرّر وتكسب انتخابي لا أكثر.

ولكن عندما علمت بأن سكان منطقة أم الهيمان واللجان الشعبية التي

شكلت من قبلهم لم يتركوا بابا من أبواب المسؤولين وأصحاب القرار لم

يطرقوه طيلة السنوات الماضية في سبيل إيجاد حل سلمي لمشكلتهم

وعندما تذكرت مروري بجانب منطقة أم الهيمان خصوصا في ساعات الفجر

الأولى وهي المسافة التي تحتاج عادة مني أقل من دقيقة لقطعها وكيف

أجد نفسي مضطرا لغلق جهاز التكييف في السيارة وإحكام إغلاق نوافذها

خلال هذه المدّة القصيرة لتجنب رائحة الغاز المنبعثة بقوة من المصانع

والمناطق النفطية المحيطة بها وعندما وضعت نفسي مكان أب لطفل رضيع

تتسلّل الغازات السامة لغرفة نومه كل ليلة عبر فتحات التكييف وعندما أكون

ابنا لوالدين كبار في السن تحاصرهم يوميا أبخرة المواد الكيماوية من جميع

الاتجاهات وعندما يتردد أبنائي على المستشفى أكثر من ذهابهم للمدرسة

وتصبح أمراض الربو والحساسية رفيقة دربهم وعندما يصبح جميع أفراد

أسرتي مهددين بالإصابة بمرض السرطان.

فإنّه عندما أجد نفسي عضوا في مجلس الأمة ومسؤولا عن صحة 45 ألف

مواطن هم عدد سكان منطقة ام الهيمان أتيقن تماما بأن «عندما» واحدة ممّا

سبق أعلاه تكفيني لتفعيل أدواتي الدستورية.


 
أعلى