أروى
بساتين الهوى مني تهاوت
وخادع غصننا هذا الربيعُ
سنون في جلال الطهر كنا
وحبٍ ليس يدريه الوضيعُ
غراس الحب تحرسه الأماني
و أروى أينما حلت تضوعُ
فتنثر ليلها والثغر عيدٌ
ويحمل صبحنا عنقٌ بديعُ
إذا نظرت اليَّ بعين حبٍّ
ولامسَ خدها كفٌ وديعُ
افدِّيها نساء العصرِ طرًا
سوى أمي وتفديها الربوعُ
أحارُ إذا التقينا كيف أبدو
وأنّى يحكمُ القلبَ الضلوع
وان بسمت وقالت يا حبيبي
وتهمس منيتي شوقي مريع
ونبقى حالمين بقرب لقيا
فتشهق جنتي أزف الرجوعُ
فتنهض لا تغادرها عيوني
وحزنُ الفقِد تبديه الدموعُ
أهيمُ على مصابي لست أدري
فأروى في ثياب العرسِ حورُ
أعاتبها واصرخُ أين كنا
فلا ردا ولا همسا تحورُ
وخالط ثغرَها دمع حميمٌ
فأضحى مأتمًا والخدُ بورُ
تلعثمت الحروفُ وضج قلبي
وعيني أظلمت حزنا تدورُ
وزُفت للحليلِ بدمِع عيني
لتبكيها القوافي والبحورُ
وذا ليلي سيستر ما ألاقي
وسوّرَ قصرها بالقلبِ نورُ
فعهدا إن حييُت أظل آتي
بساتينا يُخضبها العبيرُ
وأبقى ما حييت أحب أروى
ويبكي فقدَها قلبٌ طهورُ
ع. غ