موضوع منقول من الأخ شحادة
حول الحجاج بن يوسف الثقفي وفيه رد على شبهات وردت حول الحجاج احببت ان انقلها للفائدة
وتتضمن الموضوع وردود الاخ شحادة على الاسئلة المطروحة من باقي اعضاء منتدى ساندروز
========================
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أحبتي في ساندروز :
بعد فترة غيابنا كمشرفين في المنتدى الثقافي لظروف خارجة عن إرادتنا، نعود إليكم اليوم إن شاء بمواضيع خارجة عن الروتين الذي سيطر على المنتدى في الآونة الآخرة..
الحجاج بن يوسف الثقفي ( المفترى عليه )
إنه عنوان رسالة دكتوراه تقدم بها الدكتور محمود زيادة
حاول أن يضع من خلالها النقاط على الحروف
وبعد أن قرأت الكتاب بشغف مرات عديدة ووضعت عليه بعض التعليقات
أحببت أن يكون الحجاج هو ضيفنا في تحت المجهر
الذي نحاول فيه جاهدين كشف الحقائق دون أحكام مسبقة أو أفكار مستوردة
فكلنا يعلم ما يتعرض له تاريخنا من طمس للهوية الإسلامية
وأي تفسير سلبي لأي شخص - فيما نخطه من حقائق نسعى معكم لجليها – فتفسيره مردود عليه
!!!
يلاحظ الدارس أن العصر الأموي لم ينل حقه من الإنصاف وخاصة الحجاج الذي وُصِف بكل رذيلة وجُرّد عن كل فضيلة، علماً أنك إذا نظرت في سياسته وجدته سائساً لا يخدع، ومقداما لا تشق عصاه وخصما يدين له الأعداء بالتسليم والإذعان، وإذا بحثت في إدارته وجدته إدارياً حازماً، وإذا قصدت تدينه وجدته زاهداً ورعاً، وإذا طلبت منه علماً وجدت جودة حفظ القرآن الكريم والحديث الشريف إلى علم بالأحكام، وإذا طرقت باب إصلاحه وجدته من أعظم المصلحين، قد مثَّل دوراً عظيماً من أدوار حياة الأمة الإسلامية فجمع كلمتها ونظم جهادها وقرر مصيرها.
كانت ولاية الحجاج للعراق تتطلب حزماً وعزماً؛ فقد كان عصره يموج بالثورات والاضطرابات؛ فأعاد الجماعة السياسية في الدولة مرة ثانية.
ولي شؤون العراق بعد فتنة الزبير التي كادت تأتي على الخلافة الأموية، وأبى أن يساهم مع المهلب بن أبي صفرة في حرب الخوارج الذين كانوا منتشرين في العراق يتربصون بالخلافة الدوائر.
فكان من الطبيعي أن يظهر بمظهر خشن وأن يلبس ثوب الأسد، وأن يعاملهم تلك المعاملة التي وصفت بالقسوة، وإن كانت - في نظري وفي نظر كل منصف – لا تستحق هذا الوصف، فقد أدب العصاة ووطّد أمور البلاد، وهل ينجح الساسة بغير هذا ؟؟
ويكفي إصلاحاته الإدارية وسياسته وفتوحاته التي لم تصل إليها البلاد لا من قبله ولا من بعده.
إذن:
لم كل هذا التجني على الحجاج والحكم عليه حكماً قاسياً من وصف بعدم التدين إلى اتهام بالوحشية حتى ليخيّل إلى القارئ أن الحجاج ليس من بني الإنسان ؟!!
لقد كان الحجاج ضحية المؤرخين الذين افتروا عليه شتى المفتريات تمشياً معه روح العصر الذي يكتبون فيه؛ ونرى أننا كلما ابتعدنا عن عصره كثرت المفتريات والأباطيل.
ومن الإنصاف أن نتكلم عن العصر الذي عاش فيه الحجاج، وعن وضع الدولة والشعوب التي وليها فيما بعد:
نشأ الحجاج في عصر بني أمية وهو عصر كان يعج بالثورات والفتن؛ لكثرة الأحزاب السياسية وتباغضها وتنافرها؛ حيث انقسم الناس بعد مقتل سيدنا عثمان- رضي الله عنه- إلى شيعة على رأسهم سيدنا علي بن أبي طالب- رضي الله عنه وأمويين على رأسهم سيدنا معاوية – رضي الله عنه-.
وكلنا يعلم أن تنافس هذين الحزبين على الخلافة وقضية التحكيم التي انتصر فيه سيدنا معاوية وعلى أثرها انقسم أصحاب سيدنا علي – رضي الله عنهم أجمعين- إلى فرقتين:
فرقة مصرته وآزرته وأخرى خرجت عليه وعلى معاوية ( الخوارج).
وواكب ذلك أحداث انتهت بمقتل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وانتهى الأمر بتنازل سيدنا الحسن عن الخلافة لسيدنا معاوية، وكان العراق في عهده من أنشط الأقاليم العربية في السياسة؛ إذ كان فيه قوتان كبيرتان من قوى المعارضة:
الشيعة ومقرها الكوفة( كانوا يرجفون ببني أمية ويلعنون معاوية على المنابر ويضايقون عماله ويطردونهم).
الخوارجفي الكوفة والبصرة وغيرهما(أخافوا الناس وزلزلوا الأمن في المدن والقرى).
وعلى أثر ذلك ظل هذا الأقليم منبع كثير من الأحداث والفتن فرماهم سيدنا معاوية بداهيتين من دهاة العرب:
المغيرة بن شعبة : ولي الكوفة، كان يرخي للناس حبل السياسة حتى يشدوه، فإذا رامو قطعه عاجلهم بضربة منه توقفهم عند حدهم، وأحياناً كان يتألف الخصوم بالمال، ولكن سياسة المسالمة لم تفد فقد اضطر أخيراً إلى أن يجرد سيفه من غمده، ولكنه مات سنة 50فضم معاوية الكوفة إلى زياد بن أبيه.
زياد بن أبيه: ولي البصرة وخرسان وسجستان، كان أشد من المغيرة وأقوى، وتدرك ذلك من قول في خطبته: < لين في غير ضعف وشدة في غير عنف، المحسن يجازى بإحسانه والمسيء يجازى بإساءته> وفي عهده سكنت الحالة في العراق حتى توفي سنة 53هـ فولي بعده ابنه عبيد الله.
وفي عهده كاتب العراقيون الحسين بن علي طالبين منه الحضور لمبايعته بالخلافة وزينوا له الأمر فسار إليهم وعندما وصل كربلاء خذلوه كما خذلوا علياً والحسن من قبل، وبعد ذلك خرجت منهم فرقة ( التائبين) برئاسة سليمان بن صرد لمحاربة قتلة الحسين، وتمكن المختار بن أبي عبيد من جمعهم فيما بعد لمحاربة قتلة الحسين، وتمكن من قتل معظمهم، ولكنه قتل على يد مصعب بن الزبير الذي كان العراق تحت إمرته.
انتهز عبد الله بن الزبير- وهو من أشد المنافسين للأمويين-فرصة مقتل الحسين، فقام مندداً بالأمويين وسياستهم، مرشحاً نفسه للخلافة، وتمكن من أخذ البيعة سنة 63، وقد صادفت دعوته نجاحا في الحجاز والعراق ومصر وظهر بذلك في الجو السياسي حزبٌ رابع هو حزب الزبيريين.
وفي هذه الأثناء حدث الانقسام في البيت الأموي وانتقلت الخلافة من الفرع السفياني إلى الفرع المرواني.
في هذه الحقبة قضى الحجاج طفولته سامعاً ومشاهداً لتلك الحوادث، وللشؤون السياسية والأحداث الاجتماعية الأثر الكبير في تكييف عقول الناس وأخلاقهم.
ولقد أثرت هذه الأحداث في نفسه تأثيراً كبيراً، وفي خضم هذا الجو الذي كان يعج بالثورات والفتن ولي الحجاج بن يوسف الثقفي قيادة الحملة التي وجهت إلى الحجاز ضد عبد الله بن الزبير، فانتصر عليه وأسندت إليه حكومة الحجاز، فتحمل المسؤولية مبكراً ملتمساً سبيل الشدة والحزم كي لا يسقط في إدارته سقطة لا تقوم له بعدها قائمة.
لم تطل إقامته بالحجاز فقد اختاره عبد الملك لولاية العراق.
وهنا تبدأ القصة :
من هي العرااااااااااااااااااااااااق ؟؟؟
1- إنها ذاك الإقليم الذي كان يعج بالثورات، فكان إذا ما ولي على أهله عامل لا يلبثون أن يطلبوا عزله، فهم كما وصفهم الأحنف بن قيس: (( كالمسومة تريد كل يومٍ بعلاً وهم يريدون كل يومٍ أميراً)) فإن لم يجابوا إلى ذلك قاموا بثورة.
وكان قد أدرك ذلك الداهية الكبير سيدنا معاوية فكان من وصيته لابنه يزيد: (( وانظر لأهل العراق فإن سألوك عزل عامل كل يوم فاعزله عنهم فإن عزل عامل واحد أهون عليك من سل مائة ألف سيف)).
ويكفيك قول سيدنا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه - : (( حيّرني أهل العراق لا يرضون عن والٍ ولا يرض عنهم والٍ)).
2- ذلك الإقليم الذي كان من طبيعة أهله الغدر ومن سجيتهم الخيانة وعدم الوفاء، وعرفنا خيانتهم لسيدنا الحسين، التي خطبت بعدها أخته السيدة زينب- رضي الله عنها- ووصفت أهل العراق بالغدر والنفاق.
3-وكانوا مع مصعب بن الزبير ويكاتبون عبد الملك بن مروان بأن يحضر بجيشه، حتى إذا ما حضر غدروا بمصعب وسلّموه في ميدان القتال.
4- وبعد قتله وخروج زوجته السيدة سكينة بنت الحسين، قالوا: أحسن الله صحبتك يا ابنة رسول الله؛ فقالت: لا جزاكم الله خيراً من قومٍ ولا أحسن الله الخلافة عليكم، قتلتم أبي وجدي وعمي وزوجي، أيتمتموني صغيرة وأيمتموني كبيرة.
5- ذلك الإقليم الذي كان أهله يرتكبون الكبائر ويسألون عن حكم ارتكاب الصغائر، كما وصفهم أحد الناس: (( أسأل الناس عن صغيرة وأركبهم للكبيرة، يسألون عن قتل جرادة وقد قتلوا ابن بنت نبيهم)) !!!!
لذلك إذا استعرضت تاريخ العراق فإنك تدرك أنه لم يقم بالسيطرة عليها إلا أولي البأس الشديد، أمثال:
( المغيرة بن شعبة، زياد بن أبيه، الحجاج بن يوسف الثقفي، ...، وغيرهم)
استعرض الحجاج هذه الحال قبل أن يذهب للعراق، فرأى أنه إن أعرض سقط من حساب الأمويين وهيهات أن تقوم له بعد ذلك قائمة، فرأى أن يغامر بقبول المهم التي أسندت إليه ولكن بالسياسة التي لا يفهم غيرها أهل العراق، أوضح ذلك من خطبته الأولى (( إني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها.. إن أمير المؤمنين قد نثر كنانته بين يديه فوجدني أمرها عوداً وأصلبها مكسراً فرماني بكم))
وهنا أفااااااق أهل الكوفة من سباتهم وأدركوا أن الأمر هذه المرة جد لا هزل.
وهنا يقف قلمي ليترككم تتأملوا في التحقيق الذي ذكرته عن حال العراق والظروف المواتية لتولية الحجاج العراق
ولي عودة، وأنا على استعداد لإجابتكم عن أي استفسار حول الموضوع
وليعلم الجميع أني لست محامياً عن الحجاج، بل أنا باحث مثلكم عن الحقيقة البراقة
=====================
الأخت ساعة صفا: تحية لتشريفك الموضوع، وبعد:
أولاً يجب أن نعلم أن تاريخنا يقع ضحية بين تزوير الأعداء وجهل الأبناء عن قصد أو دون قصد، وإذا نظرت في صفحات أمتنا الذهبية وجدت أنها أكثر الصفحات التي أثيرت حولها الشبهات، وبالمقابل تجدي بأن من عكّر صفو التاريخ يوصف بأنه بطلٌ وشجاع ويعتبر رمزاً في الأمة، وأخيراً لا يصح إلا الصحيح.
لذا عندما ندرس التاريخ ليكن شعارنا:
أقرأ أدرس أبحث أستدل ثم أعتقد، فلا أعتقد أولاً ثم أحاول التلاعب بالنصوص لأثبت ما هو مزروع في مخيلتي
ولا أجعل عقلي كالإسفنج يمتص كل شيء يقع عليه
إنما أجعله كالزجاج فما وافق الحق قبله وما خالفه عكسه
*****
بالنسبة لقولك واستفسارك:
(ولكن عرفنا انه هدم الكعبة المشرفةوقطع راس عبد الله بن الزبير وحرق قلب والدتهعليه دون شفقة أو رحمة ومات في سجنه الكثير من الأبرياء)
لقد كان موقف الحجاج من ابن الزبير اللائذ بالحرم وما تلا ذلك من اضطرار الحجاج لمهاجمته وضرب الكعبة بالمنجنيق - كما ذكرت أخت ساعة صفا – مثاراً لكثير من النقد لتصرفه حتى وقتنا هذا.
ولكن نظرة مجردة لهذا الموقف تبين لنا أن الحجاج لا يستحق شيئاً مما وجه إليه من لوم أو نقد.
والمشكلة تكمن في أن الناقدين استهوتهم منزلة ابن الزبير الدينية بصفة كونه أول مولود بعد الهجرة وابن بنت أبي بكر الصديق، يضاف إلى ذلك ما قيل عنه من كثرة تعبده!!
فتأثر الجميع بهذا ونظروا إلى ضرب الكعبة، ولم ينظروا إلى الظروف والدواعي التي دعت إلى ذلك من جهة أخرى، فاستكبروا على ابن الزبير أن تكون عليه تبعة في حوادث مكة فألقوها على الحجاج، ولو ناقشوا الأمر في ضوء غير هذا ونظروا غير متأثرين بما تأثروا به وربطوا به الحوادث بظروفها، لتبين لهم أن ابن الزبير كان خارجاً على الخلافة، وأهل الشام يعتقدون ذلك كما كانوا يعتقدون أنه يحل قتاله في أي زمان وفي أي مكان.
ويدلنا على ذلك أنهم لما علموا باستيلاء الحجاج على جبل أبي قبيس كبروا فرحاً وسروراً.
ولم يكن أهل الشام يعتقدون ذلك لوحدهم بل شاركهم أهل الحجاز في ذلك ممن كانوا يتذكرون الحديث( يلحد بمكة كبيش قريش)أو( ليحرقن هذا البيت على يد رجل من آل الزبير اسمه عبد الله) !!!!!!!!!!!!!!!!!
فالحجاج إضافة إلى مصلحته السياسية فقد كان يعتقد أن ابن الزبير خارج على الخلافة، يدلنا على ذلك أنه حينما كلمه جماعة من الصحابة في أن يكف المنجنيق حتى ينتهي الناس من الطواف، قال: (( إني والله لكاره لما ترون ولكن ابن الزبير لجأ إلى البيت، والبيت لا يمنع خالع طاعة ولا عاصياً، ولو أنه اتقى الله وخرج إلينا فأصحر لنا، فإما أن يظفر وإما أن نظفر، فيستريح الناس من هذا الحصر)).
ولعل الحجاج أخذ هذا من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله، عندما أباح الرسول دم جماعة في فتح مكة، فأخبر عن بعضهم أنه متعلق بأستار الكعبة، فقال: إن الكعبة لا تعيذ عاصياً ولا تمنع من إقامة حدٍ وجب.
يؤيد ذلك قول الحجاج لأسماء أم الزبير يعد مقتل ابنها: أرأيت كيف نصر الله الحق؟ وإن ابنك ألحد في الحرم، وقد قال الله تعالى: (( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم)).
وفضلاً عن اعتقاده الشخصي فإنه كان نائب الخليفة وقائد جيشه، فكان لزاماً عليه أن يكون تحت إرادته، وهو لم يدخل مكة إلا بعد استشارته وإذنه له في الحصار، بل يروى أنه هو الذي أمره بالحصار.
يضاف إلى ذلك أمر هام يجب التنبه إليه وهو أن:
ابن الزبير أثار شعور المسلمين وأفزعهم عندما هدم الكعبة وبناها على أساس سيدنا إبراهيم عليه السلام، عملاً بحديث صح عنده سمعه من خالته عائشة، وبلغ من فزع المسلمين أنهم خرجوا هاربين إلى الطائف ومنى !!
وأما نصب المنجنيق وإصابته للبيت فإن هذا لم يكن عملاً قصد الحجاج، ولم يرد الحط من شأن البيت، وإنما كان ما فعله ضرورة من ضرورات الحرب نظراً لتحصن ابن الزبير ورغبة الحجاج في إخراجه منه.
وليس أدل على ذلك من أن الحجاج كان هدفه الزيادة التي زادها ابن الزبير وكانت سببا في إفزاع المسلمين.
أخت ساعة صفا: لا تخلو حياة الحجاج من سلبيات، ولكن ليست كما سمعناه من روايات أو شاهدناه عبر الفضائيات من حكايات تحاك حسب رؤى كتابها لغايات وأغراض لا يعلمها إلا الله.
=================
أما قصته مع سعيد بن جبير فيتوجب علينا أن نلقي الضوء عليها حتى تتوضح أمامنا الرؤى، وخاصة وأنها حصلت مع إمامٍ في جلالة وقدر سعيد بن جبير الذي يعتبر من أئمة الدنيا في التفسير ويكفيه شرفاً أنه تلميذ ترجمان هذه الأمة، وأنه مات وما على وجه الأرض أحد إلا وهو محتاج لعلمه.
لقد بايع ابن جبير بالخلافة لعبد الملك بن مروان مرتين مرة في مكة والأخرى في العراق بمحضر الحجاج الذي ولاه إمامة الصلاة، ومن ثم ولاّه القضاء، ولكن أهل الكوفة ضجوا بحجة أنه لا يصلح للقضاء إلا عربي، وعلى أثر ذلك استقضى الحجاج أبا بردة بن أبي موسى الأشعري، وأمره أن لا يبرم أمراً إلا برأي سعيد بن جبير، ثم أعطاه مائة ألف درهم فرقها في ذوي الحاجات، وجعله في سماره.
وبقي الحجاج معترفاً بفضل ابن جبير ومكانته العلمية، على الرغم أنه من الموالي، ولما خرج ابن الأشعث بالحملة الموجهة إلى زنبيل ملك الترك جعله الحجاج على نفقات الجند.
ولما خلع ابن الأشعث طاعة الحجاج كان سعيد بن جبير من الذين خرجوا معه وخلع طاعة الحجاج( وهنا يقول المؤرخون بأن ابن جبير وقع ضحية ابن الأشعث الذي أغراه بذلك- نظراً لمكانته – وذكر له مساؤى نسبها للحجاج حتى دخل معه على كره)
وفي إحدى المواقع أسر ابن جبير فلما جيء به للحجاج قال له الحجاج:
ويحك يا سعيد أما تستحي مني، ألا استحييت من المراقب لك والحافظ عليّ وعليك ؟!
فقال سعيد: أصلح الله الأمير وأمتع به، هي بلية وقعت وعذاب نزل، والقول كما قال الأمير وكما نسبه إليه وأضافه إليه إلا أني أتيت رجلاً قد أزهى وطغى ولبسته الفتنة وركب الشيطان كتفيه فإن تعاقب فبذنبٍ وإن تعفُ فسجية منك.
فقال له الحجاج:
فإنا قد عفونا عنك وسنردك إليه مرة أخرى، ثم كتب كتاباً وأرسل به سعيداً، فلما كان سعيد بالطريق حرق الكتاب وقدم على عبد الرحمن فأخبره الخبر.
وبقي معه ومازال مع ابن الأشعث حتى حدثت موقعة الجماجم وهزم من هزم وقتل من قتل، وأفلت فيها ابن جبير وهرب إلى أصبهان، فكتب الحجاج إلى عاملها القبض على الحجاج فلم يرق الأمر في نظر العامل فراسل ابن جبير طالباً منه ترك البلاد سراً، فتركها متوجها إلى مكة، وعندها أشار عليه بعض الناس بالهرب فقال: استحييت ولا مفر من قدر الله، وعندما ولي عثمان بن حيان المري المدينة بدل عمر بن عبد العزيز صار يرسل أهل العراق إلى الحجاج وكان منهم عطاء بن أبي رباح وعمرو بن دينار -الذين عفا عنهما الحجاج- وطلق بن حبيب- الذي مات في الطريق- ومجاهد -الذي حبس حتى مات الحجاج- وسعيد بن جبير الذي قال له الحجاج عند ذلك:
يا سعيد ألم أقدم مكة فأخت منك البيعة؟ قال: بلى. قال: أما قدمت الكوفة فأخذت منك البيعة ووليتك إمامة الصلاة؟ قال: بلى.
ألم أولك القضاء فضج الناس وقالوا لا يصلح للقضاء إلا عربي فاستقضيت أبا بردة بن أبي موسى الأشعري وأمرته أن لا يقطع أمراً دونك؟؟ قال: بلى.
أما جعلتك من سماري وكلهم من رؤوس العرب؟ قال: بلى.
أما أعطيتك مائة ألف درهم تفرقها في أهل الحاجة ثم لم أسألك عن شيء منها؟ قال: بلى.
وهكذا صار يعاتبه كما يعاتب الرجل ولده- كما يقول الذهبي في تاريخه:- فقال سعيد: إني امرؤ من المسلمين يصيب مرة ويخطئ أخرى، فطابت نفس الحجاج واطمأنت ورجا أن يتخلص من أمره.
من ذلك يتبين لنا: أن الحجاج لم يتجن على سعيد بن جبير كما يظن الكثيرون بل أكرمه غاية الإكرام وهفا عنه بداية عند خروجه مع ابن الأشعث، ولم يقتله إلا عندما قال سعيد: إنه كان في عنقي بيعة لابن الأشعث، فكأنه أحق بالخلافة من عبد الملك بن مروان القرشي، وذلك أمر لا يرضاه الحجاج ولا يقره، فرأى الحجاج أن ابن جبير قد نكث بيعتين له مقابل بيعة لابن الأشعث وهذا خروج على جماعة المسلمين يستوجب القتل.
هذه باختصار قصته مع ابن جبير التي يجب أن نقرأها بعيدا عن العواطف والاعتبارات الأخرى وتبعا للزمن الذي حدثت فيه؛ حيث كان يضج بالفتن والثورات التي كادت أن تقضي على كيان الأمة.
الأخ قسورة: ليس الحجاج ملاكاً أو نبياً معصوماً، لا ليس ذلك، ولكنه بالمقابل ليس ذلك الشيطان المارد، ولا الجبار المتغطرس، ويكفيه ما قدمه من حسنات باقية إلى يوم الدين، ولا يستطيع أحد إغفالها.
تحياتي لك والشكر لمرورك وتعقيبك العطر
=================
ان الحكم يستلزم القوة والحزم ولكن ليس بهذه الصورة البشعة وما فعله الحجاج من فتوحات ونشر الاسلام الى ديار الاندلس طغت علها صورة بشعة من قسوته وجبروته))
طغيان الصورة البشعة هو ما أوصله لنا المغرضون، كما أوصلوا الصورة عن الرشيد بأنه رجل ماجن، ولكن – صدقي- قراءة عابرة للتاريخ ستجعلك تعيدين النظر في بعض الأمور، لا أقول أن الحجاج ملك من الملائكة، لا، ولكنه أيضاً ليس ذلك الشخص الجبار الطاغية المزروع في مخيلتنا، ويكفيه أن شرّفه الله بفكرة تنقيط القرآن التي تعتبر صدقة جارية إلى تاريخ اليوم.
أخت ساعة صفا:
تخيلي وضع العراق في ذلك العصر وما صاحبه من فتن وثورات وقتل لأشرف الناس دون تمييز بين أحد( كما فعل بالحسين ومصعب) وعندها ستدركين أن الحجاج كان قضاء الله وقدره على أهل العراق الذي قوم به أهل العراق وجعلهم يعيدون النظر في كثير من الأمور، وكما يقال: (( أدّب المربوط يتأدب السائب)).
وأرجو أن تعيدي النظر في كل ما كتبته سابقاً، نقطة بنقطة وحرف بحرف، بتمعن وتخيلٍ للوضع، وعندها أظن بأن شيئاً من الحقيقة سيزمع أمام عينيك، كما حدث مع الأخت القدس الحزينة في مداخلتها في هذا الموضوع، بعد تأملها للواقع وبحثها عن الحقيقة.
وأتركك الآن مع هذا الحديث النبوي الذي أخرج مسلم في صحيحه، لتدركي أن الحجاج ما فعل ما فعله عن فراغ:
(( إنه ستكون هنات وهنات ، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان ))
والأحاديث النبوية في هذا المجال كثيرة
================================
الأخ جلجامش:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالنسبة لقولك:
(( أخي شحاده , خطبه زياد ابن ابيه الشهيره , ليست مدعاه للفخر لكي تذكر فقد قال بها بالنص ( و قد استحدثتم ذنوبا جديده فأحدثنا لكل ذنب قصاصا ) و أنت كدارس شريعه تعرف ماذا يعني هذا , و صلب امرأه و قطع رجليها و ساقيها , في سوق الكوفه لانها كانت من الخوارج , ليس من الإسلام في شيء .))
أنا لم أذكر خطبة زياد بن أبيه في معرض الفخر به، وليس هو من صلب الموضوع الذي كتبته، ولكن ذكرتها في معرض بيان الحال التي كان عليها العراق وأن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه كلف المغيرة وزياد ولاية هذا الإقليم، وإليك نص الكلام الذي قلته:
(( ظل هذا الأقليم منبع كثير من الأحداث والفتن فرماهم سيدنا معاوية بداهيتين من دهاة العرب:
المغيرة بن شعبة : …
زياد بن أبيه: ولي البصرة وخرسان وسجستان، كان أشد من المغيرة وأقوى، وتدرك ذلك من قول في خطبته: < لين في غير ضعف وشدة في غير عنف، المحسن يجازى بإحسانه والمسيء يجازى بإساءته> وفي عهده سكنت الحالة في العراق حتى توفي سنة 53هـ فولي بعده ابنه عبيد الله.))
وزياد هو أحد دهاة العرب الأربع وهو وبالأحرى دهاة العرب يحتاجون إلى وقفة مطولة جداً، وسنحاول تخصيص موضوع لهم
وأما قوله:
((و قد استحدثتم ذنوبا جديده فأحدثنا لكل ذنب قصاصا ))
فكلامه يحتمل التأويل، والدليل إذا تطرقة الاحتمال بطل به الاستدلال، وخاصة وأنه من رجل في منزلته وقدره، وتكفيه هذه الشهادة من سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث كتب إليه قائلاً:
(( إنى وليتك ما وليتك وانت اهل لذلك عندى ، ولن يدرك ما تريد بما انت فيه إلا بالصبر واليقين ، وإنما كانت من ابي سفيان فلتة زمن عمر ، لا يستحق بها نسباً ولا ميراثاً ، وإن معاوية ياتى المؤمن من بين يديه ومن خلفه )) . فلما قرا زياد الكتاب قال : (( شهد لى أبو حسن ورب الكعبة )) .
وبالنسبة لسب الخوارج فأنا أدرك ذلك ولم أقل أنهم كانوا يسبون بني أمية على المنابر بل قلت في أول مشاركة في الموضوع ما يلي:
((وكان العراق في عهده من أنشط الأقاليم العربية في السياسة؛ إذ كان فيه قوتان كبيرتان من قوى المعارضة:
الشيعة ومقرها الكوفة( كانوا يرجفون ببني أمية ويلعنون معاوية على المنابر ويضايقون عماله ويطردونهم).
الخوارجفي الكوفة والبصرة وغيرهما(أخافوا الناس وزلزلوا الأمن في المدن والقرى).
))
وأما بالنسبة لقضية نسب زياد فقد أفاض فيها ابن العربي في كتابه الشهير: (( العواصم من القواصم)) وذكرها سيخرجنا عن موضوعنا الأساسي، وإن شاء الله سنخصص موضوعا كاملاً عن دهاة العرب (( عمرو بن العاص وقضية التحكيم الملفقة والتي لا مستند صحيح فيها كما هو معلوم ومزروع في أفكار الغالبية من المسلمين، معاوية بن أبي سفيان، زياد بن أبيه، المغيرة بن شعبة)).
((أما الحجاج الذي شقق جدران الكعبه , فليس له دور في الفتوحات بل في إخماد الفتن التي كانت تعصف بالعراق , من داخله و بسبب اهله , من خوارج و شيعه علي , و لا اعني بالشيعه الموجودين الآن و لكن اصطلح على تسميه انصار علي في تلك الفتره بشيعه علي , و فتنه ابن الزبير هذه , و مساهمه الحجاج بها كانت طامه كبرى , و لولا التقوى لكفرته , فمن يجبر عشره آلاف من اتباع ابن الزبير على الشهاده على أنفسهم بالكفر , أو قطع رؤوسهم , فهو ليس مني و لست منه , ثم أن قتله سعد أبن جبير , كان طامه كبرى ايضا . . . العالم الجليل الذي شهد له بالتقوى , و لعل موت الحجاج بعد قتله لإبن جبير بقليل .. فيه من العبره الكثير))
أما مداخلتك هذه الأخيرة أخ جلجامش ففيها الكثير مما نقله الرواة ولم يثبت أبداً، وهذا بشهادة أئمة التاريخ وكتابه، وما هي إلا قصص ملفقة ما أنزل الله بها من سلطان؛ لذا اسمح لي أن أقف عند كل نقطة منها:
أولاً: تشقيق جدران الكعبة، فقد تكلمت عنه بالتفصيل مبيناً مسوغات، وبإمكانك أن تراجع ردي على مداخلة الأخوة ساعة صفا وقسورة.
ثانياً: وأما تجاهلك لدور الحجاج في إخماد الفتن في العراق، فهذا مبالغ فيه ويخالف ما أورده كتاب التاريخ من حقائق تثبت فضله الكبير في ذلك، وإليك ما فعله الحجاج في سبيل ذلك:
1-ثورة ابن الجارود، ومناقشة الحجاج له قبل مقاتلته واستمالته بالعطاء، ومن ثم القضاء على هذه الثورة.
2-ثورة الزنج؛ حيث استغلوا انشغال الحجاج بإخماد ثورة ابن الجارود وجمعوا أنفسهم للثورة، ومن ثم فرارهم وقتل زعيمهم، ولم يظهر لهم إلا في منتصف القرن الثالث الهجري.
3-ثورة الخوارج والأزارقة، وهذه كادت تكسر عاهل الدولة لولا حكمة الحجاج فيها.
4-ثورة الخوارج الصفرية ( الصالحية والشبيبية)، واستشارة الحجاج أشراف الكوفة فين يتولى أمرهم وتفويضهم الأمر له، ومعركة سوق الحمكة وخروج الحجاج لشبيب بن يزيد الشيباني وما تبع ذلك من حوادث.
5-ثورة مطرف بن المغيرة.
6-حربه الضروس مع ابن الأشعث، وما تبعها من مواقع.
هذا ما عدا فتوحات الحجاج التي وصلت إلى الصين، وإلى تاريخ اليوم نلمس أثرها، فجيش محمد بن القاسم وقتيبة بن مسلم كان يسير تحت متابعة الحجاج التي تحتاج إلى بحث خاص يبين فيه حكمة الحجاج وخدمته الكبيرة للإسلام في ذلك المجال.
ثالثاً: فتنة ابن الزبير: أفضت الحديث عنها في الرد على مداخلة الأخت ساعة صفا الأولى.
رابعاً: بالنسبة لتورعك عن تكفيره، أقول:
لا يجوز تكفير أي مسلم ارتكب عملاً يستطيع الآخرون تأويله؛ كالحرب بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، فكل كان يقاتل تحت تأويل معين، وكذلك لا نستطيع أيضاً أن نكفر البغاة؛ لأنهم يقاتلون تحت التأويل، وهذه حال الحجاج، بل حاله أعظم من ذلك فمجرد قراءة واعية بعين العصر الذي عاش فيه تبين مدى ما كان يفعله الحجاج من أمور أخمدت الفتن والثورات في عصر كاد أن يقضَ فيها على كيان الأمة الإسلامية.
خامساً: وفاة الحجاج: لا ننكر أن البعض أخذه الفرح والسرور لوفاة الحجاج ومنهم سيدنا عمر بن عبد العزيز، وخاصة أهل العراق الذين فرحوا بذلك وظهر منهم ذلك بصورة شنيعة، ولكن ما يجب أن نعلمه أن الحجاج توفي في 25/ رمضان وقيل شوال وعمره 53 سنة متأثراً بسرطان المعدة( أي مات مبطون ونسأل الله أن يكون ذلك كفارة عنه فلا أحد يعصم عن الخطأ) ودعا فقال:
اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل، وصار يردد هذين البيتين:
يا رب قد حلف الأعداء واجتهدوا *** أيمانهم أنني من ساكني النار
أيحلفون على عمياء ؟ ويحـهم !! *** ما ظنهم بعظيم العفو غفـــــار
لا تعلـــــــــــــــــــــــــيق
================================
العصر الأموي بشكل عام لم يأخذ حقه من الدراسة والبحث، رغم أنه عصر الفتوحات الإسلامية، فالعصر العباسي بالرغم من تراميه كان خاليا من الفتوحات وما كانت معاركه إلا عبارة عن رد للعدوان كما حصل في موقعة عمورية، لذلك العصر الأموي يهيب بالباحثين والإعلاميين أن يعيدوا النظر فيه دون أحكام مسبقة أو أفكار مستوردة.
=============================
الأخ جلجامش:
تحياتي لك، وبعد:
أتفق معك في تضارب الأخبار التاريخية، وهذا سببه تساهل العلماء في نقلها، فلم تلقَ عنايةً كالعناية التي لقيها الحديث النبوي الشريف
وإليك المراجع التاريخية التي ذكر فيها ما نقلته عن سبب مقتل ابن جبير:
البداية والنهاية/ ابن كثير: 9/96
تاريخ الطبري: 5/261
الكامل في التاريخ/ ابن الأثير: 4/130
وفيات الأعيان/ ابن خلكان: 1/257
وغيرها
وقد يكون كلامك صحيحاً في اعتزاله للفتنة
ولكن متى؟!!!
يبدو أنها أتت متأخرة بعد نكث بيعتين
!!!!!
وأما بالنسبة لدراسة التاريخ والشخصيات التاريخية تبعا للعصر والواقع الذي عاشوا فيه
فهذا أمر بصراحة نفتقده قليلاً
وهذا إن تقبلت عقول الناس ذلك
فالناس زرعت معلومات معينة في عقولها عندها كل الموانع من أجل تغييرها
يجب أن نحاول جاهدين تنقية التاريخ الإسلامي
وصدِّق أخ جلجامش مداخلتك هذه أحتاج كتباً كي أعطيها حقها
وأقول :
اقتباس:
اضيف في الأساس بواسطة جلجامش
((إنه ليس من المنطق و العدل في شيء الحكم على شخصيات التاريخ خارج إطار السياسه والزمن و ظروف و الوضع , ماذا لو لم تتشقق جدران الكعبه؟؟ ماذا لو ترك الخوارجيعيثون فساداً ,و ماذا لولم تكبت فتن العراق؟؟))
!!!!!
والحديث الذي ذكرته صحيح فهو مخرج عند مسلم ولكن ما رأيك بهذا الحديث :
273 حدثنا أحمد بن عمرو الخلال المكي ثنا محمد بن أبي عمر العدني ثنا سفيان ثنا أبو المحياة عن أبيه قال لما قتل الحجاج بن الزبير دخل الحجاج على أسماء بنت أبي بكر فقال لها يا أمه أن أمير المؤمنين أوصاني بك فهل لك من حاجة قالت ما لي إليك من حاجة ولست لك بأم ولكن أم المصلوب أنظر حتى أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:يخرج في ثقيف كذاب ومبير فأما الكذاب فقد رأيناه تعني المختار وأما المبير فأنت قال الحجاج مبيرللمنافقين( المعجم الكبير/ الطبراني: 42/101).
انظر كيف أوّلها الحجاج
؟!؟!؟!؟!
وحتى نعرف معنى كلمة مبير انظر ما جاء في النهاية في غريب الحديث/ لابن الأثير: 1/161
ومنه حديث أسْْماء في ثَقيف كذَّابُ ومُبِير أي مُهْلِك يُسْرف في إهْلاك الناس اهـ
ما رأيك إن كان من يهلكهم من المنافقين كما ذكر في رده على السيدة أسماء
أو من الخارجين على الجماعة والمفرقين لها
ألا يحتمل النص النبوي الشريف ذلك التأويل
علماً أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما أخرج مسلم في صحيحه:
((إنه ستكون هنات وهنات ، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيفكائناً من كان((
؟!؟!؟!؟!؟!
تحياتي لك أخ جلجامش
====================================
بالنسبة لعنايته بالقرآن الكريم فهذا الأمر شبه مجمع عليه بين المؤرخين، من حيث أن الحجاج طلب من كتابه -بعد أن اشتهر اللحن في القرآن عندما دخل الأعاجم في الإسلام- أن يضعوا علامات للحروف المشتبهة فكان نقط الحروف وشكل أولها وأوسطها وآخرها.
أضف إلى ذلك أن الحجاج كان من قراء القرآن، وإليك ما رواه ابن الجوزي في مختصر صفوة الصفوة حيث بين أن الحجاج كان يقرأ القرآن في ركعة واحدة في جوف الكعبة؛ وفي شهر رمضان كان يقرؤه ما بين المغرب والعشاء، والقرطبي أورد في تفسيره أن الحجاج كان يقرأ ربع القرآن في كل ليلة.
حول الحجاج بن يوسف الثقفي وفيه رد على شبهات وردت حول الحجاج احببت ان انقلها للفائدة
وتتضمن الموضوع وردود الاخ شحادة على الاسئلة المطروحة من باقي اعضاء منتدى ساندروز
========================
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أحبتي في ساندروز :
بعد فترة غيابنا كمشرفين في المنتدى الثقافي لظروف خارجة عن إرادتنا، نعود إليكم اليوم إن شاء بمواضيع خارجة عن الروتين الذي سيطر على المنتدى في الآونة الآخرة..
الحجاج بن يوسف الثقفي ( المفترى عليه )
إنه عنوان رسالة دكتوراه تقدم بها الدكتور محمود زيادة
حاول أن يضع من خلالها النقاط على الحروف
وبعد أن قرأت الكتاب بشغف مرات عديدة ووضعت عليه بعض التعليقات
أحببت أن يكون الحجاج هو ضيفنا في تحت المجهر
الذي نحاول فيه جاهدين كشف الحقائق دون أحكام مسبقة أو أفكار مستوردة
فكلنا يعلم ما يتعرض له تاريخنا من طمس للهوية الإسلامية
وأي تفسير سلبي لأي شخص - فيما نخطه من حقائق نسعى معكم لجليها – فتفسيره مردود عليه
!!!
يلاحظ الدارس أن العصر الأموي لم ينل حقه من الإنصاف وخاصة الحجاج الذي وُصِف بكل رذيلة وجُرّد عن كل فضيلة، علماً أنك إذا نظرت في سياسته وجدته سائساً لا يخدع، ومقداما لا تشق عصاه وخصما يدين له الأعداء بالتسليم والإذعان، وإذا بحثت في إدارته وجدته إدارياً حازماً، وإذا قصدت تدينه وجدته زاهداً ورعاً، وإذا طلبت منه علماً وجدت جودة حفظ القرآن الكريم والحديث الشريف إلى علم بالأحكام، وإذا طرقت باب إصلاحه وجدته من أعظم المصلحين، قد مثَّل دوراً عظيماً من أدوار حياة الأمة الإسلامية فجمع كلمتها ونظم جهادها وقرر مصيرها.
كانت ولاية الحجاج للعراق تتطلب حزماً وعزماً؛ فقد كان عصره يموج بالثورات والاضطرابات؛ فأعاد الجماعة السياسية في الدولة مرة ثانية.
ولي شؤون العراق بعد فتنة الزبير التي كادت تأتي على الخلافة الأموية، وأبى أن يساهم مع المهلب بن أبي صفرة في حرب الخوارج الذين كانوا منتشرين في العراق يتربصون بالخلافة الدوائر.
فكان من الطبيعي أن يظهر بمظهر خشن وأن يلبس ثوب الأسد، وأن يعاملهم تلك المعاملة التي وصفت بالقسوة، وإن كانت - في نظري وفي نظر كل منصف – لا تستحق هذا الوصف، فقد أدب العصاة ووطّد أمور البلاد، وهل ينجح الساسة بغير هذا ؟؟
ويكفي إصلاحاته الإدارية وسياسته وفتوحاته التي لم تصل إليها البلاد لا من قبله ولا من بعده.
إذن:
لم كل هذا التجني على الحجاج والحكم عليه حكماً قاسياً من وصف بعدم التدين إلى اتهام بالوحشية حتى ليخيّل إلى القارئ أن الحجاج ليس من بني الإنسان ؟!!
لقد كان الحجاج ضحية المؤرخين الذين افتروا عليه شتى المفتريات تمشياً معه روح العصر الذي يكتبون فيه؛ ونرى أننا كلما ابتعدنا عن عصره كثرت المفتريات والأباطيل.
ومن الإنصاف أن نتكلم عن العصر الذي عاش فيه الحجاج، وعن وضع الدولة والشعوب التي وليها فيما بعد:
نشأ الحجاج في عصر بني أمية وهو عصر كان يعج بالثورات والفتن؛ لكثرة الأحزاب السياسية وتباغضها وتنافرها؛ حيث انقسم الناس بعد مقتل سيدنا عثمان- رضي الله عنه- إلى شيعة على رأسهم سيدنا علي بن أبي طالب- رضي الله عنه وأمويين على رأسهم سيدنا معاوية – رضي الله عنه-.
وكلنا يعلم أن تنافس هذين الحزبين على الخلافة وقضية التحكيم التي انتصر فيه سيدنا معاوية وعلى أثرها انقسم أصحاب سيدنا علي – رضي الله عنهم أجمعين- إلى فرقتين:
فرقة مصرته وآزرته وأخرى خرجت عليه وعلى معاوية ( الخوارج).
وواكب ذلك أحداث انتهت بمقتل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وانتهى الأمر بتنازل سيدنا الحسن عن الخلافة لسيدنا معاوية، وكان العراق في عهده من أنشط الأقاليم العربية في السياسة؛ إذ كان فيه قوتان كبيرتان من قوى المعارضة:
الشيعة ومقرها الكوفة( كانوا يرجفون ببني أمية ويلعنون معاوية على المنابر ويضايقون عماله ويطردونهم).
الخوارجفي الكوفة والبصرة وغيرهما(أخافوا الناس وزلزلوا الأمن في المدن والقرى).
وعلى أثر ذلك ظل هذا الأقليم منبع كثير من الأحداث والفتن فرماهم سيدنا معاوية بداهيتين من دهاة العرب:
المغيرة بن شعبة : ولي الكوفة، كان يرخي للناس حبل السياسة حتى يشدوه، فإذا رامو قطعه عاجلهم بضربة منه توقفهم عند حدهم، وأحياناً كان يتألف الخصوم بالمال، ولكن سياسة المسالمة لم تفد فقد اضطر أخيراً إلى أن يجرد سيفه من غمده، ولكنه مات سنة 50فضم معاوية الكوفة إلى زياد بن أبيه.
زياد بن أبيه: ولي البصرة وخرسان وسجستان، كان أشد من المغيرة وأقوى، وتدرك ذلك من قول في خطبته: < لين في غير ضعف وشدة في غير عنف، المحسن يجازى بإحسانه والمسيء يجازى بإساءته> وفي عهده سكنت الحالة في العراق حتى توفي سنة 53هـ فولي بعده ابنه عبيد الله.
وفي عهده كاتب العراقيون الحسين بن علي طالبين منه الحضور لمبايعته بالخلافة وزينوا له الأمر فسار إليهم وعندما وصل كربلاء خذلوه كما خذلوا علياً والحسن من قبل، وبعد ذلك خرجت منهم فرقة ( التائبين) برئاسة سليمان بن صرد لمحاربة قتلة الحسين، وتمكن المختار بن أبي عبيد من جمعهم فيما بعد لمحاربة قتلة الحسين، وتمكن من قتل معظمهم، ولكنه قتل على يد مصعب بن الزبير الذي كان العراق تحت إمرته.
انتهز عبد الله بن الزبير- وهو من أشد المنافسين للأمويين-فرصة مقتل الحسين، فقام مندداً بالأمويين وسياستهم، مرشحاً نفسه للخلافة، وتمكن من أخذ البيعة سنة 63، وقد صادفت دعوته نجاحا في الحجاز والعراق ومصر وظهر بذلك في الجو السياسي حزبٌ رابع هو حزب الزبيريين.
وفي هذه الأثناء حدث الانقسام في البيت الأموي وانتقلت الخلافة من الفرع السفياني إلى الفرع المرواني.
في هذه الحقبة قضى الحجاج طفولته سامعاً ومشاهداً لتلك الحوادث، وللشؤون السياسية والأحداث الاجتماعية الأثر الكبير في تكييف عقول الناس وأخلاقهم.
ولقد أثرت هذه الأحداث في نفسه تأثيراً كبيراً، وفي خضم هذا الجو الذي كان يعج بالثورات والفتن ولي الحجاج بن يوسف الثقفي قيادة الحملة التي وجهت إلى الحجاز ضد عبد الله بن الزبير، فانتصر عليه وأسندت إليه حكومة الحجاز، فتحمل المسؤولية مبكراً ملتمساً سبيل الشدة والحزم كي لا يسقط في إدارته سقطة لا تقوم له بعدها قائمة.
لم تطل إقامته بالحجاز فقد اختاره عبد الملك لولاية العراق.
وهنا تبدأ القصة :
من هي العرااااااااااااااااااااااااق ؟؟؟
1- إنها ذاك الإقليم الذي كان يعج بالثورات، فكان إذا ما ولي على أهله عامل لا يلبثون أن يطلبوا عزله، فهم كما وصفهم الأحنف بن قيس: (( كالمسومة تريد كل يومٍ بعلاً وهم يريدون كل يومٍ أميراً)) فإن لم يجابوا إلى ذلك قاموا بثورة.
وكان قد أدرك ذلك الداهية الكبير سيدنا معاوية فكان من وصيته لابنه يزيد: (( وانظر لأهل العراق فإن سألوك عزل عامل كل يوم فاعزله عنهم فإن عزل عامل واحد أهون عليك من سل مائة ألف سيف)).
ويكفيك قول سيدنا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه - : (( حيّرني أهل العراق لا يرضون عن والٍ ولا يرض عنهم والٍ)).
2- ذلك الإقليم الذي كان من طبيعة أهله الغدر ومن سجيتهم الخيانة وعدم الوفاء، وعرفنا خيانتهم لسيدنا الحسين، التي خطبت بعدها أخته السيدة زينب- رضي الله عنها- ووصفت أهل العراق بالغدر والنفاق.
3-وكانوا مع مصعب بن الزبير ويكاتبون عبد الملك بن مروان بأن يحضر بجيشه، حتى إذا ما حضر غدروا بمصعب وسلّموه في ميدان القتال.
4- وبعد قتله وخروج زوجته السيدة سكينة بنت الحسين، قالوا: أحسن الله صحبتك يا ابنة رسول الله؛ فقالت: لا جزاكم الله خيراً من قومٍ ولا أحسن الله الخلافة عليكم، قتلتم أبي وجدي وعمي وزوجي، أيتمتموني صغيرة وأيمتموني كبيرة.
5- ذلك الإقليم الذي كان أهله يرتكبون الكبائر ويسألون عن حكم ارتكاب الصغائر، كما وصفهم أحد الناس: (( أسأل الناس عن صغيرة وأركبهم للكبيرة، يسألون عن قتل جرادة وقد قتلوا ابن بنت نبيهم)) !!!!
لذلك إذا استعرضت تاريخ العراق فإنك تدرك أنه لم يقم بالسيطرة عليها إلا أولي البأس الشديد، أمثال:
( المغيرة بن شعبة، زياد بن أبيه، الحجاج بن يوسف الثقفي، ...، وغيرهم)
استعرض الحجاج هذه الحال قبل أن يذهب للعراق، فرأى أنه إن أعرض سقط من حساب الأمويين وهيهات أن تقوم له بعد ذلك قائمة، فرأى أن يغامر بقبول المهم التي أسندت إليه ولكن بالسياسة التي لا يفهم غيرها أهل العراق، أوضح ذلك من خطبته الأولى (( إني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها.. إن أمير المؤمنين قد نثر كنانته بين يديه فوجدني أمرها عوداً وأصلبها مكسراً فرماني بكم))
وهنا أفااااااق أهل الكوفة من سباتهم وأدركوا أن الأمر هذه المرة جد لا هزل.
وهنا يقف قلمي ليترككم تتأملوا في التحقيق الذي ذكرته عن حال العراق والظروف المواتية لتولية الحجاج العراق
ولي عودة، وأنا على استعداد لإجابتكم عن أي استفسار حول الموضوع
وليعلم الجميع أني لست محامياً عن الحجاج، بل أنا باحث مثلكم عن الحقيقة البراقة
=====================
الأخت ساعة صفا: تحية لتشريفك الموضوع، وبعد:
أولاً يجب أن نعلم أن تاريخنا يقع ضحية بين تزوير الأعداء وجهل الأبناء عن قصد أو دون قصد، وإذا نظرت في صفحات أمتنا الذهبية وجدت أنها أكثر الصفحات التي أثيرت حولها الشبهات، وبالمقابل تجدي بأن من عكّر صفو التاريخ يوصف بأنه بطلٌ وشجاع ويعتبر رمزاً في الأمة، وأخيراً لا يصح إلا الصحيح.
لذا عندما ندرس التاريخ ليكن شعارنا:
أقرأ أدرس أبحث أستدل ثم أعتقد، فلا أعتقد أولاً ثم أحاول التلاعب بالنصوص لأثبت ما هو مزروع في مخيلتي
ولا أجعل عقلي كالإسفنج يمتص كل شيء يقع عليه
إنما أجعله كالزجاج فما وافق الحق قبله وما خالفه عكسه
*****
بالنسبة لقولك واستفسارك:
(ولكن عرفنا انه هدم الكعبة المشرفةوقطع راس عبد الله بن الزبير وحرق قلب والدتهعليه دون شفقة أو رحمة ومات في سجنه الكثير من الأبرياء)
لقد كان موقف الحجاج من ابن الزبير اللائذ بالحرم وما تلا ذلك من اضطرار الحجاج لمهاجمته وضرب الكعبة بالمنجنيق - كما ذكرت أخت ساعة صفا – مثاراً لكثير من النقد لتصرفه حتى وقتنا هذا.
ولكن نظرة مجردة لهذا الموقف تبين لنا أن الحجاج لا يستحق شيئاً مما وجه إليه من لوم أو نقد.
والمشكلة تكمن في أن الناقدين استهوتهم منزلة ابن الزبير الدينية بصفة كونه أول مولود بعد الهجرة وابن بنت أبي بكر الصديق، يضاف إلى ذلك ما قيل عنه من كثرة تعبده!!
فتأثر الجميع بهذا ونظروا إلى ضرب الكعبة، ولم ينظروا إلى الظروف والدواعي التي دعت إلى ذلك من جهة أخرى، فاستكبروا على ابن الزبير أن تكون عليه تبعة في حوادث مكة فألقوها على الحجاج، ولو ناقشوا الأمر في ضوء غير هذا ونظروا غير متأثرين بما تأثروا به وربطوا به الحوادث بظروفها، لتبين لهم أن ابن الزبير كان خارجاً على الخلافة، وأهل الشام يعتقدون ذلك كما كانوا يعتقدون أنه يحل قتاله في أي زمان وفي أي مكان.
ويدلنا على ذلك أنهم لما علموا باستيلاء الحجاج على جبل أبي قبيس كبروا فرحاً وسروراً.
ولم يكن أهل الشام يعتقدون ذلك لوحدهم بل شاركهم أهل الحجاز في ذلك ممن كانوا يتذكرون الحديث( يلحد بمكة كبيش قريش)أو( ليحرقن هذا البيت على يد رجل من آل الزبير اسمه عبد الله) !!!!!!!!!!!!!!!!!
فالحجاج إضافة إلى مصلحته السياسية فقد كان يعتقد أن ابن الزبير خارج على الخلافة، يدلنا على ذلك أنه حينما كلمه جماعة من الصحابة في أن يكف المنجنيق حتى ينتهي الناس من الطواف، قال: (( إني والله لكاره لما ترون ولكن ابن الزبير لجأ إلى البيت، والبيت لا يمنع خالع طاعة ولا عاصياً، ولو أنه اتقى الله وخرج إلينا فأصحر لنا، فإما أن يظفر وإما أن نظفر، فيستريح الناس من هذا الحصر)).
ولعل الحجاج أخذ هذا من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله، عندما أباح الرسول دم جماعة في فتح مكة، فأخبر عن بعضهم أنه متعلق بأستار الكعبة، فقال: إن الكعبة لا تعيذ عاصياً ولا تمنع من إقامة حدٍ وجب.
يؤيد ذلك قول الحجاج لأسماء أم الزبير يعد مقتل ابنها: أرأيت كيف نصر الله الحق؟ وإن ابنك ألحد في الحرم، وقد قال الله تعالى: (( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم)).
وفضلاً عن اعتقاده الشخصي فإنه كان نائب الخليفة وقائد جيشه، فكان لزاماً عليه أن يكون تحت إرادته، وهو لم يدخل مكة إلا بعد استشارته وإذنه له في الحصار، بل يروى أنه هو الذي أمره بالحصار.
يضاف إلى ذلك أمر هام يجب التنبه إليه وهو أن:
ابن الزبير أثار شعور المسلمين وأفزعهم عندما هدم الكعبة وبناها على أساس سيدنا إبراهيم عليه السلام، عملاً بحديث صح عنده سمعه من خالته عائشة، وبلغ من فزع المسلمين أنهم خرجوا هاربين إلى الطائف ومنى !!
وأما نصب المنجنيق وإصابته للبيت فإن هذا لم يكن عملاً قصد الحجاج، ولم يرد الحط من شأن البيت، وإنما كان ما فعله ضرورة من ضرورات الحرب نظراً لتحصن ابن الزبير ورغبة الحجاج في إخراجه منه.
وليس أدل على ذلك من أن الحجاج كان هدفه الزيادة التي زادها ابن الزبير وكانت سببا في إفزاع المسلمين.
أخت ساعة صفا: لا تخلو حياة الحجاج من سلبيات، ولكن ليست كما سمعناه من روايات أو شاهدناه عبر الفضائيات من حكايات تحاك حسب رؤى كتابها لغايات وأغراض لا يعلمها إلا الله.
=================
أما قصته مع سعيد بن جبير فيتوجب علينا أن نلقي الضوء عليها حتى تتوضح أمامنا الرؤى، وخاصة وأنها حصلت مع إمامٍ في جلالة وقدر سعيد بن جبير الذي يعتبر من أئمة الدنيا في التفسير ويكفيه شرفاً أنه تلميذ ترجمان هذه الأمة، وأنه مات وما على وجه الأرض أحد إلا وهو محتاج لعلمه.
لقد بايع ابن جبير بالخلافة لعبد الملك بن مروان مرتين مرة في مكة والأخرى في العراق بمحضر الحجاج الذي ولاه إمامة الصلاة، ومن ثم ولاّه القضاء، ولكن أهل الكوفة ضجوا بحجة أنه لا يصلح للقضاء إلا عربي، وعلى أثر ذلك استقضى الحجاج أبا بردة بن أبي موسى الأشعري، وأمره أن لا يبرم أمراً إلا برأي سعيد بن جبير، ثم أعطاه مائة ألف درهم فرقها في ذوي الحاجات، وجعله في سماره.
وبقي الحجاج معترفاً بفضل ابن جبير ومكانته العلمية، على الرغم أنه من الموالي، ولما خرج ابن الأشعث بالحملة الموجهة إلى زنبيل ملك الترك جعله الحجاج على نفقات الجند.
ولما خلع ابن الأشعث طاعة الحجاج كان سعيد بن جبير من الذين خرجوا معه وخلع طاعة الحجاج( وهنا يقول المؤرخون بأن ابن جبير وقع ضحية ابن الأشعث الذي أغراه بذلك- نظراً لمكانته – وذكر له مساؤى نسبها للحجاج حتى دخل معه على كره)
وفي إحدى المواقع أسر ابن جبير فلما جيء به للحجاج قال له الحجاج:
ويحك يا سعيد أما تستحي مني، ألا استحييت من المراقب لك والحافظ عليّ وعليك ؟!
فقال سعيد: أصلح الله الأمير وأمتع به، هي بلية وقعت وعذاب نزل، والقول كما قال الأمير وكما نسبه إليه وأضافه إليه إلا أني أتيت رجلاً قد أزهى وطغى ولبسته الفتنة وركب الشيطان كتفيه فإن تعاقب فبذنبٍ وإن تعفُ فسجية منك.
فقال له الحجاج:
فإنا قد عفونا عنك وسنردك إليه مرة أخرى، ثم كتب كتاباً وأرسل به سعيداً، فلما كان سعيد بالطريق حرق الكتاب وقدم على عبد الرحمن فأخبره الخبر.
وبقي معه ومازال مع ابن الأشعث حتى حدثت موقعة الجماجم وهزم من هزم وقتل من قتل، وأفلت فيها ابن جبير وهرب إلى أصبهان، فكتب الحجاج إلى عاملها القبض على الحجاج فلم يرق الأمر في نظر العامل فراسل ابن جبير طالباً منه ترك البلاد سراً، فتركها متوجها إلى مكة، وعندها أشار عليه بعض الناس بالهرب فقال: استحييت ولا مفر من قدر الله، وعندما ولي عثمان بن حيان المري المدينة بدل عمر بن عبد العزيز صار يرسل أهل العراق إلى الحجاج وكان منهم عطاء بن أبي رباح وعمرو بن دينار -الذين عفا عنهما الحجاج- وطلق بن حبيب- الذي مات في الطريق- ومجاهد -الذي حبس حتى مات الحجاج- وسعيد بن جبير الذي قال له الحجاج عند ذلك:
يا سعيد ألم أقدم مكة فأخت منك البيعة؟ قال: بلى. قال: أما قدمت الكوفة فأخذت منك البيعة ووليتك إمامة الصلاة؟ قال: بلى.
ألم أولك القضاء فضج الناس وقالوا لا يصلح للقضاء إلا عربي فاستقضيت أبا بردة بن أبي موسى الأشعري وأمرته أن لا يقطع أمراً دونك؟؟ قال: بلى.
أما جعلتك من سماري وكلهم من رؤوس العرب؟ قال: بلى.
أما أعطيتك مائة ألف درهم تفرقها في أهل الحاجة ثم لم أسألك عن شيء منها؟ قال: بلى.
وهكذا صار يعاتبه كما يعاتب الرجل ولده- كما يقول الذهبي في تاريخه:- فقال سعيد: إني امرؤ من المسلمين يصيب مرة ويخطئ أخرى، فطابت نفس الحجاج واطمأنت ورجا أن يتخلص من أمره.
من ذلك يتبين لنا: أن الحجاج لم يتجن على سعيد بن جبير كما يظن الكثيرون بل أكرمه غاية الإكرام وهفا عنه بداية عند خروجه مع ابن الأشعث، ولم يقتله إلا عندما قال سعيد: إنه كان في عنقي بيعة لابن الأشعث، فكأنه أحق بالخلافة من عبد الملك بن مروان القرشي، وذلك أمر لا يرضاه الحجاج ولا يقره، فرأى الحجاج أن ابن جبير قد نكث بيعتين له مقابل بيعة لابن الأشعث وهذا خروج على جماعة المسلمين يستوجب القتل.
هذه باختصار قصته مع ابن جبير التي يجب أن نقرأها بعيدا عن العواطف والاعتبارات الأخرى وتبعا للزمن الذي حدثت فيه؛ حيث كان يضج بالفتن والثورات التي كادت أن تقضي على كيان الأمة.
الأخ قسورة: ليس الحجاج ملاكاً أو نبياً معصوماً، لا ليس ذلك، ولكنه بالمقابل ليس ذلك الشيطان المارد، ولا الجبار المتغطرس، ويكفيه ما قدمه من حسنات باقية إلى يوم الدين، ولا يستطيع أحد إغفالها.
تحياتي لك والشكر لمرورك وتعقيبك العطر
=================
ان الحكم يستلزم القوة والحزم ولكن ليس بهذه الصورة البشعة وما فعله الحجاج من فتوحات ونشر الاسلام الى ديار الاندلس طغت علها صورة بشعة من قسوته وجبروته))
طغيان الصورة البشعة هو ما أوصله لنا المغرضون، كما أوصلوا الصورة عن الرشيد بأنه رجل ماجن، ولكن – صدقي- قراءة عابرة للتاريخ ستجعلك تعيدين النظر في بعض الأمور، لا أقول أن الحجاج ملك من الملائكة، لا، ولكنه أيضاً ليس ذلك الشخص الجبار الطاغية المزروع في مخيلتنا، ويكفيه أن شرّفه الله بفكرة تنقيط القرآن التي تعتبر صدقة جارية إلى تاريخ اليوم.
أخت ساعة صفا:
تخيلي وضع العراق في ذلك العصر وما صاحبه من فتن وثورات وقتل لأشرف الناس دون تمييز بين أحد( كما فعل بالحسين ومصعب) وعندها ستدركين أن الحجاج كان قضاء الله وقدره على أهل العراق الذي قوم به أهل العراق وجعلهم يعيدون النظر في كثير من الأمور، وكما يقال: (( أدّب المربوط يتأدب السائب)).
وأرجو أن تعيدي النظر في كل ما كتبته سابقاً، نقطة بنقطة وحرف بحرف، بتمعن وتخيلٍ للوضع، وعندها أظن بأن شيئاً من الحقيقة سيزمع أمام عينيك، كما حدث مع الأخت القدس الحزينة في مداخلتها في هذا الموضوع، بعد تأملها للواقع وبحثها عن الحقيقة.
وأتركك الآن مع هذا الحديث النبوي الذي أخرج مسلم في صحيحه، لتدركي أن الحجاج ما فعل ما فعله عن فراغ:
(( إنه ستكون هنات وهنات ، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان ))
والأحاديث النبوية في هذا المجال كثيرة
================================
الأخ جلجامش:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالنسبة لقولك:
(( أخي شحاده , خطبه زياد ابن ابيه الشهيره , ليست مدعاه للفخر لكي تذكر فقد قال بها بالنص ( و قد استحدثتم ذنوبا جديده فأحدثنا لكل ذنب قصاصا ) و أنت كدارس شريعه تعرف ماذا يعني هذا , و صلب امرأه و قطع رجليها و ساقيها , في سوق الكوفه لانها كانت من الخوارج , ليس من الإسلام في شيء .))
أنا لم أذكر خطبة زياد بن أبيه في معرض الفخر به، وليس هو من صلب الموضوع الذي كتبته، ولكن ذكرتها في معرض بيان الحال التي كان عليها العراق وأن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه كلف المغيرة وزياد ولاية هذا الإقليم، وإليك نص الكلام الذي قلته:
(( ظل هذا الأقليم منبع كثير من الأحداث والفتن فرماهم سيدنا معاوية بداهيتين من دهاة العرب:
المغيرة بن شعبة : …
زياد بن أبيه: ولي البصرة وخرسان وسجستان، كان أشد من المغيرة وأقوى، وتدرك ذلك من قول في خطبته: < لين في غير ضعف وشدة في غير عنف، المحسن يجازى بإحسانه والمسيء يجازى بإساءته> وفي عهده سكنت الحالة في العراق حتى توفي سنة 53هـ فولي بعده ابنه عبيد الله.))
وزياد هو أحد دهاة العرب الأربع وهو وبالأحرى دهاة العرب يحتاجون إلى وقفة مطولة جداً، وسنحاول تخصيص موضوع لهم
وأما قوله:
((و قد استحدثتم ذنوبا جديده فأحدثنا لكل ذنب قصاصا ))
فكلامه يحتمل التأويل، والدليل إذا تطرقة الاحتمال بطل به الاستدلال، وخاصة وأنه من رجل في منزلته وقدره، وتكفيه هذه الشهادة من سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث كتب إليه قائلاً:
(( إنى وليتك ما وليتك وانت اهل لذلك عندى ، ولن يدرك ما تريد بما انت فيه إلا بالصبر واليقين ، وإنما كانت من ابي سفيان فلتة زمن عمر ، لا يستحق بها نسباً ولا ميراثاً ، وإن معاوية ياتى المؤمن من بين يديه ومن خلفه )) . فلما قرا زياد الكتاب قال : (( شهد لى أبو حسن ورب الكعبة )) .
وبالنسبة لسب الخوارج فأنا أدرك ذلك ولم أقل أنهم كانوا يسبون بني أمية على المنابر بل قلت في أول مشاركة في الموضوع ما يلي:
((وكان العراق في عهده من أنشط الأقاليم العربية في السياسة؛ إذ كان فيه قوتان كبيرتان من قوى المعارضة:
الشيعة ومقرها الكوفة( كانوا يرجفون ببني أمية ويلعنون معاوية على المنابر ويضايقون عماله ويطردونهم).
الخوارجفي الكوفة والبصرة وغيرهما(أخافوا الناس وزلزلوا الأمن في المدن والقرى).
))
وأما بالنسبة لقضية نسب زياد فقد أفاض فيها ابن العربي في كتابه الشهير: (( العواصم من القواصم)) وذكرها سيخرجنا عن موضوعنا الأساسي، وإن شاء الله سنخصص موضوعا كاملاً عن دهاة العرب (( عمرو بن العاص وقضية التحكيم الملفقة والتي لا مستند صحيح فيها كما هو معلوم ومزروع في أفكار الغالبية من المسلمين، معاوية بن أبي سفيان، زياد بن أبيه، المغيرة بن شعبة)).
((أما الحجاج الذي شقق جدران الكعبه , فليس له دور في الفتوحات بل في إخماد الفتن التي كانت تعصف بالعراق , من داخله و بسبب اهله , من خوارج و شيعه علي , و لا اعني بالشيعه الموجودين الآن و لكن اصطلح على تسميه انصار علي في تلك الفتره بشيعه علي , و فتنه ابن الزبير هذه , و مساهمه الحجاج بها كانت طامه كبرى , و لولا التقوى لكفرته , فمن يجبر عشره آلاف من اتباع ابن الزبير على الشهاده على أنفسهم بالكفر , أو قطع رؤوسهم , فهو ليس مني و لست منه , ثم أن قتله سعد أبن جبير , كان طامه كبرى ايضا . . . العالم الجليل الذي شهد له بالتقوى , و لعل موت الحجاج بعد قتله لإبن جبير بقليل .. فيه من العبره الكثير))
أما مداخلتك هذه الأخيرة أخ جلجامش ففيها الكثير مما نقله الرواة ولم يثبت أبداً، وهذا بشهادة أئمة التاريخ وكتابه، وما هي إلا قصص ملفقة ما أنزل الله بها من سلطان؛ لذا اسمح لي أن أقف عند كل نقطة منها:
أولاً: تشقيق جدران الكعبة، فقد تكلمت عنه بالتفصيل مبيناً مسوغات، وبإمكانك أن تراجع ردي على مداخلة الأخوة ساعة صفا وقسورة.
ثانياً: وأما تجاهلك لدور الحجاج في إخماد الفتن في العراق، فهذا مبالغ فيه ويخالف ما أورده كتاب التاريخ من حقائق تثبت فضله الكبير في ذلك، وإليك ما فعله الحجاج في سبيل ذلك:
1-ثورة ابن الجارود، ومناقشة الحجاج له قبل مقاتلته واستمالته بالعطاء، ومن ثم القضاء على هذه الثورة.
2-ثورة الزنج؛ حيث استغلوا انشغال الحجاج بإخماد ثورة ابن الجارود وجمعوا أنفسهم للثورة، ومن ثم فرارهم وقتل زعيمهم، ولم يظهر لهم إلا في منتصف القرن الثالث الهجري.
3-ثورة الخوارج والأزارقة، وهذه كادت تكسر عاهل الدولة لولا حكمة الحجاج فيها.
4-ثورة الخوارج الصفرية ( الصالحية والشبيبية)، واستشارة الحجاج أشراف الكوفة فين يتولى أمرهم وتفويضهم الأمر له، ومعركة سوق الحمكة وخروج الحجاج لشبيب بن يزيد الشيباني وما تبع ذلك من حوادث.
5-ثورة مطرف بن المغيرة.
6-حربه الضروس مع ابن الأشعث، وما تبعها من مواقع.
هذا ما عدا فتوحات الحجاج التي وصلت إلى الصين، وإلى تاريخ اليوم نلمس أثرها، فجيش محمد بن القاسم وقتيبة بن مسلم كان يسير تحت متابعة الحجاج التي تحتاج إلى بحث خاص يبين فيه حكمة الحجاج وخدمته الكبيرة للإسلام في ذلك المجال.
ثالثاً: فتنة ابن الزبير: أفضت الحديث عنها في الرد على مداخلة الأخت ساعة صفا الأولى.
رابعاً: بالنسبة لتورعك عن تكفيره، أقول:
لا يجوز تكفير أي مسلم ارتكب عملاً يستطيع الآخرون تأويله؛ كالحرب بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، فكل كان يقاتل تحت تأويل معين، وكذلك لا نستطيع أيضاً أن نكفر البغاة؛ لأنهم يقاتلون تحت التأويل، وهذه حال الحجاج، بل حاله أعظم من ذلك فمجرد قراءة واعية بعين العصر الذي عاش فيه تبين مدى ما كان يفعله الحجاج من أمور أخمدت الفتن والثورات في عصر كاد أن يقضَ فيها على كيان الأمة الإسلامية.
خامساً: وفاة الحجاج: لا ننكر أن البعض أخذه الفرح والسرور لوفاة الحجاج ومنهم سيدنا عمر بن عبد العزيز، وخاصة أهل العراق الذين فرحوا بذلك وظهر منهم ذلك بصورة شنيعة، ولكن ما يجب أن نعلمه أن الحجاج توفي في 25/ رمضان وقيل شوال وعمره 53 سنة متأثراً بسرطان المعدة( أي مات مبطون ونسأل الله أن يكون ذلك كفارة عنه فلا أحد يعصم عن الخطأ) ودعا فقال:
اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل، وصار يردد هذين البيتين:
يا رب قد حلف الأعداء واجتهدوا *** أيمانهم أنني من ساكني النار
أيحلفون على عمياء ؟ ويحـهم !! *** ما ظنهم بعظيم العفو غفـــــار
لا تعلـــــــــــــــــــــــــيق
================================
العصر الأموي بشكل عام لم يأخذ حقه من الدراسة والبحث، رغم أنه عصر الفتوحات الإسلامية، فالعصر العباسي بالرغم من تراميه كان خاليا من الفتوحات وما كانت معاركه إلا عبارة عن رد للعدوان كما حصل في موقعة عمورية، لذلك العصر الأموي يهيب بالباحثين والإعلاميين أن يعيدوا النظر فيه دون أحكام مسبقة أو أفكار مستوردة.
=============================
الأخ جلجامش:
تحياتي لك، وبعد:
أتفق معك في تضارب الأخبار التاريخية، وهذا سببه تساهل العلماء في نقلها، فلم تلقَ عنايةً كالعناية التي لقيها الحديث النبوي الشريف
وإليك المراجع التاريخية التي ذكر فيها ما نقلته عن سبب مقتل ابن جبير:
البداية والنهاية/ ابن كثير: 9/96
تاريخ الطبري: 5/261
الكامل في التاريخ/ ابن الأثير: 4/130
وفيات الأعيان/ ابن خلكان: 1/257
وغيرها
وقد يكون كلامك صحيحاً في اعتزاله للفتنة
ولكن متى؟!!!
يبدو أنها أتت متأخرة بعد نكث بيعتين
!!!!!
وأما بالنسبة لدراسة التاريخ والشخصيات التاريخية تبعا للعصر والواقع الذي عاشوا فيه
فهذا أمر بصراحة نفتقده قليلاً
وهذا إن تقبلت عقول الناس ذلك
فالناس زرعت معلومات معينة في عقولها عندها كل الموانع من أجل تغييرها
يجب أن نحاول جاهدين تنقية التاريخ الإسلامي
وصدِّق أخ جلجامش مداخلتك هذه أحتاج كتباً كي أعطيها حقها
وأقول :
اقتباس:
اضيف في الأساس بواسطة جلجامش
((إنه ليس من المنطق و العدل في شيء الحكم على شخصيات التاريخ خارج إطار السياسه والزمن و ظروف و الوضع , ماذا لو لم تتشقق جدران الكعبه؟؟ ماذا لو ترك الخوارجيعيثون فساداً ,و ماذا لولم تكبت فتن العراق؟؟))
!!!!!
والحديث الذي ذكرته صحيح فهو مخرج عند مسلم ولكن ما رأيك بهذا الحديث :
273 حدثنا أحمد بن عمرو الخلال المكي ثنا محمد بن أبي عمر العدني ثنا سفيان ثنا أبو المحياة عن أبيه قال لما قتل الحجاج بن الزبير دخل الحجاج على أسماء بنت أبي بكر فقال لها يا أمه أن أمير المؤمنين أوصاني بك فهل لك من حاجة قالت ما لي إليك من حاجة ولست لك بأم ولكن أم المصلوب أنظر حتى أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:يخرج في ثقيف كذاب ومبير فأما الكذاب فقد رأيناه تعني المختار وأما المبير فأنت قال الحجاج مبيرللمنافقين( المعجم الكبير/ الطبراني: 42/101).
انظر كيف أوّلها الحجاج
؟!؟!؟!؟!
وحتى نعرف معنى كلمة مبير انظر ما جاء في النهاية في غريب الحديث/ لابن الأثير: 1/161
ومنه حديث أسْْماء في ثَقيف كذَّابُ ومُبِير أي مُهْلِك يُسْرف في إهْلاك الناس اهـ
ما رأيك إن كان من يهلكهم من المنافقين كما ذكر في رده على السيدة أسماء
أو من الخارجين على الجماعة والمفرقين لها
ألا يحتمل النص النبوي الشريف ذلك التأويل
علماً أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما أخرج مسلم في صحيحه:
((إنه ستكون هنات وهنات ، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيفكائناً من كان((
؟!؟!؟!؟!؟!
تحياتي لك أخ جلجامش
====================================
بالنسبة لعنايته بالقرآن الكريم فهذا الأمر شبه مجمع عليه بين المؤرخين، من حيث أن الحجاج طلب من كتابه -بعد أن اشتهر اللحن في القرآن عندما دخل الأعاجم في الإسلام- أن يضعوا علامات للحروف المشتبهة فكان نقط الحروف وشكل أولها وأوسطها وآخرها.
أضف إلى ذلك أن الحجاج كان من قراء القرآن، وإليك ما رواه ابن الجوزي في مختصر صفوة الصفوة حيث بين أن الحجاج كان يقرأ القرآن في ركعة واحدة في جوف الكعبة؛ وفي شهر رمضان كان يقرؤه ما بين المغرب والعشاء، والقرطبي أورد في تفسيره أن الحجاج كان يقرأ ربع القرآن في كل ليلة.