أبو عبدالله
عضو جديد
"إنّ السفيه إذا لم ينهَ مأمورُ "
بسم الله الرحمن الرحيم
صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
"سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب و يكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن و يخون فيها الأمين و ينطق فيها الرويبضة قيل : وما الرويبضة ؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة "
وهذا ما حصل تماماً في الشهور القليلة الماضيــة ...رويبضة جديد وليته الوحيد ، يضاف إلى سجل رويبضات ابتلينا بها يستجلبون الشر أينما حلوا وارتحلوا فما أن رأت النور تلك القناة السفيهة المسمّاة زوراً بالسور ، حتى اشرأبَّ رأس الفتنة يطل علينا من خلال نافذتها المشؤومة ، يحدق يمنة ويسرة في ضواحي هذه المدينة الساحلية الصغيرة التي أنعم الله على أهلها فأطعمهم من جوع وآمنهم من خوف .
ولاشك أنَّ هناك مَن تورّم أنفه واحمرّت أوداجه غيظاً وحسداً ، عندما رأى هذه الجميلة الصغيرة ترقد بأمان على ضفاف شرقي الخليج ، فسعى أولاً لإيجاد علةٍ داخلية حتى إذا همَّ بجريمته لم يستطع ذلك الجسم المريض أنْ يقف متماسكاً أمامه ، فلهذا ظلّ يتربص بها الدوائر وهناك للأسف مَن يخدم هذا المخطط بلا وعي كالحمقى والسفهاء والمغفلين ، كما أنَّ هناك مَن يخدمه بوعيٍ تام ، فحسبنا الله ونعم الوكيل .
وهناك أيضاً مَن اكتنز صدره حنقاً وضاق ذرعاً من مساحة الحريات التي تنعم بها البلاد ، فحاول أنْ يجد لها حدودداً ضيقة مفصلة على قباس هواه المنتكس وذلك بنشر الأبواق المأجورة ، ولاشك أنَّ دون ذلك خرط القتاد ، إذ أنَّ الحرية والكويت وجهان لعملة واحدة وإن كان هناك من يستغل هذه الحرية استغلالاً خاطئاً فإن ذلك يُعد من شواذ القاعدة المتفق عليها تاريخياً في هذه البلاد .
ولاستيضاح حقيقة الأمر لابد من النظر وراء الأكمة ، وقراءة ما بين السطور ، ومعرفة فحوى الرسالــة ؟ فلكل فعلٍ دلالة جلية أو إشارة خفية ومغزى لايخطئه أي متفرس .
وإذا ما نظرنا إلى بضاعة هذا السفيه ومن وراءه وجدناها بضاعة مزجاة ، تقوم على شبهة عقيمة سقيمة يدندنون بها ليس لها وجهٌ من الصحة بتاتاً ، ولكل مَن رأى من أهل الكويت في طرح هذا السفيه إيجاب ، نقول لهم بإشاراتٍ تغني عن الإسهاب :
يا أهل الكويت إنَّ في الكويت من الفضلاء الأجلاء الذين شرَّفوا الكويت وتشرَّفوا بانتسابهم لها ، رغم أنَّهم لم يستوطنوها إلا قبل استقلالها بقليل ، والجميع يشهد لأياديهم البيضاء ومآثرهم الحميدة بالوفاء والصدق ، فنالوا الثقة من الجميع وتقلدوا أهم المناصب ، وارتقوا في سلم المجد أعلى المراتب
فلو أنَّ السماء دنت لمجدٍ .. ومكرمةٍ دنت لهمُ السماءُ
كما أنَّ في الكويت من السفهاء و اللصوص ومثيري الفتن من الذين شهدوا وضع اللبنة الأولى لكوت ابن عرير فلم يغنِ عنهم ذلك من الحق شيئا .
يا أهل الكويت إنما التفاضل بالتقوى وليس بقِدمِ السُكنى ، أنَّ بالنسبة لنا كمسلمين يكون اللون أو العِرق أو اللسان أو الإستيطان ليس معياراً للمفاضلة بين البشر ، وهذا أمر مستقر في الشريعة الإسلامية بوضوح لا خفاء فيه ، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} الحجرات/13
وفي مسند الإمام أحمد بسند صحيح ، قال صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر؛ إلا بالتقوى"
والأمثلة على ذلك أكثر من أنْ تحصى وتستقصى ، فهذا سلمان الفارسي رضيَ الله عنه وَفَدَ على المدينة وهو أعجمي غريب ليس له مالُ ولا مَنَعَة ، فيروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "سلمان منَّا آل البيت" ، وإنْ كان في الحديث ضعف ، فإنه يصح موقوفاً من قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فبالتقوى وحسن الصحبة أصبح من أهل أشرف بيتٍ عرفتــه أزقـــة التاريخ ، وليس بقِدم السكنى .
وعلى النقيض منه ، هذا عبدالله ابن أبيْ ابن سلول كانوا قد أزمعوا قبل هجرة المصطفى أن يأمروه على المدينة ، ولكنه عد من أهل النفاق الذي كَبُرَ في نفوسهم الحق الذي جاءت به الثلة القليلة المؤمنة .
إذن فإن الأمر لا يتعلق بأقدمية الإستيطان ، بقدر ما يتعلق بالخُلق والعطاء والإيمان ، فيا أهل الكويت ، إنَّ حاجتنا الى خُلق الإسلام أعظم من حاجتنا الى السكن والطعام ، إنَّ الأمة التي لا تجعل الأخلاق مِلاكَها ، أمة تتعجل هلاكها
هيَ الأخلاق في الدنيا حياةً .. إذا ضاعت فأنذر بالخرابِ
أما السفيه الذي أبى الله أن يبيقهِ سفيهاً فصغره فكان (سُـوَيْـفِـهْ) ، مَن رَفَعَ القناة المشؤومة يهزها وقد ظنها كقناة الرمح ، فلا أقول له
إلا كما قال أخو قرن :
يا سخيف السخفاء ، يا عديماً للحياء !
هل رمحُكَ المهزوزُ إلا إبرةٌ .. أَمِنَ الطعينُ بها من الإدماءِ
فالتقل ما تشاء فالحق أبقى ، وأنت أصغر من أنْ تجارى فلا تحسبه خير لك بل هو شرٌ محض لك ، والله لم يمنع الفضلاء الأخيار ممن وقعت بهم وانتقصت من قدرهم في برنامجك المشبوه ، أنْ يردوا عليك في السابق إلا هوانك عليهم قبل أن يبلغ السيل الزبى ويعانق الربى ، وإلاّ فلا تنقصهم كما علمت ومن واءك شجاعة ولا رأي منذ القِدم :
قومٌ يخوضون القتال شجاعةً .. لاينظرون إليهِ من طرفٍ خفي
إنْ صبَّحوا الأعداء في أوطانهم .. تركوا ديارهمُ كقاعٍ صفصفِ
فهم قد علموا أنْ الظفر بالضعيف هزيمة وتمثلوا :
إذا جاريت في خُلقٍ سفيهاً .. فأنت ومن تجاريهِ سواءُ
أما أنا فعذري أنْ رُبَّ نجمٍ هوى في إثرِ عفريتٍ رجيمِ ، وإني أقول لك ما قالته العرب قديماً : إحذر من أنْ يضرب لسانك عنقك ! فإنَّ من الكلمات ما هو أشدُّ من الحجر ، وأنفذ من وخز الإبر ، وأحر من الجمر ، وكما قال ابن الأثير : هناك كلمات إذا سمعتها تخيَّلت رجالاً قد ركبوا خيولهم ، وأراك قد تفوَّت ببعضها ، وإني من هاهنا أدعوك لأن تئوب وتتوب عن هذه المخازي وأن تكف عن شق عصا المسلمين وعن التشدق بالغيرة وتنحى بها كل منحى باطل ، وأنْ وتستحي من الله فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، وإن أبيت إلا تماديا في غيِّك ، فأبشرك بمصير عنز السوء التي كان حتفها من مديةٍ تحت الثرى تستثيرها !
يا أهل الكويت ، إنَّ السفيه إذا لم ينهَ مأمورُ ، وإنما قلت ما قلت لكي أنذر و أُذكِّر ، إنذاراً من فتنة يتولى كبرها أحمق والأحمق يُمنع من رعي الغنم ، فكيف يتطاول حتى يتحدث باسم شعبٍ بأكمله فها هو أخيراً خدم بحمقه قضيةً كان البعث الموؤد يناضل من أجل إقناع الناس بها ، وهي أنَّ الكويت مدينة صغيرة جداً تعداد أهلها ثلاثة آلاف أسرة تقع على البحر مباشرة ، وأن ما وراءها هو للعراق وأن أغلب من يقطنها هم من العراقيين ، مثلما استشهدت قناة الرأي البعثية بكلامه قائلة : وشهد شاهد من أهلها !
وتذكيراً لأرباب النُهى لكي يتحركوا لردع هذا السويفه ، إنما الذكرى تفيد المؤمنين ، وأخيراً أقول بقول الأول :
أرى تحت الرماد وميض نارٍ .. ويوشكُ أنْ يكون لها ضرامُ
فإنَّ النار بالعودين تـــذكــو .. وإن الــشــر أولــه كـــلامُ
فإن لم يُطفِها عقلاءُ قومي .. يكون وقودها جثثٌ وهامُ
فقلت من التعجب ليت شعري .. أأيقاظٌ أميَّةَ أم نيامُ ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
"سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب و يكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن و يخون فيها الأمين و ينطق فيها الرويبضة قيل : وما الرويبضة ؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة "
وهذا ما حصل تماماً في الشهور القليلة الماضيــة ...رويبضة جديد وليته الوحيد ، يضاف إلى سجل رويبضات ابتلينا بها يستجلبون الشر أينما حلوا وارتحلوا فما أن رأت النور تلك القناة السفيهة المسمّاة زوراً بالسور ، حتى اشرأبَّ رأس الفتنة يطل علينا من خلال نافذتها المشؤومة ، يحدق يمنة ويسرة في ضواحي هذه المدينة الساحلية الصغيرة التي أنعم الله على أهلها فأطعمهم من جوع وآمنهم من خوف .
ولاشك أنَّ هناك مَن تورّم أنفه واحمرّت أوداجه غيظاً وحسداً ، عندما رأى هذه الجميلة الصغيرة ترقد بأمان على ضفاف شرقي الخليج ، فسعى أولاً لإيجاد علةٍ داخلية حتى إذا همَّ بجريمته لم يستطع ذلك الجسم المريض أنْ يقف متماسكاً أمامه ، فلهذا ظلّ يتربص بها الدوائر وهناك للأسف مَن يخدم هذا المخطط بلا وعي كالحمقى والسفهاء والمغفلين ، كما أنَّ هناك مَن يخدمه بوعيٍ تام ، فحسبنا الله ونعم الوكيل .
وهناك أيضاً مَن اكتنز صدره حنقاً وضاق ذرعاً من مساحة الحريات التي تنعم بها البلاد ، فحاول أنْ يجد لها حدودداً ضيقة مفصلة على قباس هواه المنتكس وذلك بنشر الأبواق المأجورة ، ولاشك أنَّ دون ذلك خرط القتاد ، إذ أنَّ الحرية والكويت وجهان لعملة واحدة وإن كان هناك من يستغل هذه الحرية استغلالاً خاطئاً فإن ذلك يُعد من شواذ القاعدة المتفق عليها تاريخياً في هذه البلاد .
ولاستيضاح حقيقة الأمر لابد من النظر وراء الأكمة ، وقراءة ما بين السطور ، ومعرفة فحوى الرسالــة ؟ فلكل فعلٍ دلالة جلية أو إشارة خفية ومغزى لايخطئه أي متفرس .
وإذا ما نظرنا إلى بضاعة هذا السفيه ومن وراءه وجدناها بضاعة مزجاة ، تقوم على شبهة عقيمة سقيمة يدندنون بها ليس لها وجهٌ من الصحة بتاتاً ، ولكل مَن رأى من أهل الكويت في طرح هذا السفيه إيجاب ، نقول لهم بإشاراتٍ تغني عن الإسهاب :
يا أهل الكويت إنَّ في الكويت من الفضلاء الأجلاء الذين شرَّفوا الكويت وتشرَّفوا بانتسابهم لها ، رغم أنَّهم لم يستوطنوها إلا قبل استقلالها بقليل ، والجميع يشهد لأياديهم البيضاء ومآثرهم الحميدة بالوفاء والصدق ، فنالوا الثقة من الجميع وتقلدوا أهم المناصب ، وارتقوا في سلم المجد أعلى المراتب
فلو أنَّ السماء دنت لمجدٍ .. ومكرمةٍ دنت لهمُ السماءُ
كما أنَّ في الكويت من السفهاء و اللصوص ومثيري الفتن من الذين شهدوا وضع اللبنة الأولى لكوت ابن عرير فلم يغنِ عنهم ذلك من الحق شيئا .
يا أهل الكويت إنما التفاضل بالتقوى وليس بقِدمِ السُكنى ، أنَّ بالنسبة لنا كمسلمين يكون اللون أو العِرق أو اللسان أو الإستيطان ليس معياراً للمفاضلة بين البشر ، وهذا أمر مستقر في الشريعة الإسلامية بوضوح لا خفاء فيه ، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} الحجرات/13
وفي مسند الإمام أحمد بسند صحيح ، قال صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر؛ إلا بالتقوى"
والأمثلة على ذلك أكثر من أنْ تحصى وتستقصى ، فهذا سلمان الفارسي رضيَ الله عنه وَفَدَ على المدينة وهو أعجمي غريب ليس له مالُ ولا مَنَعَة ، فيروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "سلمان منَّا آل البيت" ، وإنْ كان في الحديث ضعف ، فإنه يصح موقوفاً من قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فبالتقوى وحسن الصحبة أصبح من أهل أشرف بيتٍ عرفتــه أزقـــة التاريخ ، وليس بقِدم السكنى .
وعلى النقيض منه ، هذا عبدالله ابن أبيْ ابن سلول كانوا قد أزمعوا قبل هجرة المصطفى أن يأمروه على المدينة ، ولكنه عد من أهل النفاق الذي كَبُرَ في نفوسهم الحق الذي جاءت به الثلة القليلة المؤمنة .
إذن فإن الأمر لا يتعلق بأقدمية الإستيطان ، بقدر ما يتعلق بالخُلق والعطاء والإيمان ، فيا أهل الكويت ، إنَّ حاجتنا الى خُلق الإسلام أعظم من حاجتنا الى السكن والطعام ، إنَّ الأمة التي لا تجعل الأخلاق مِلاكَها ، أمة تتعجل هلاكها
هيَ الأخلاق في الدنيا حياةً .. إذا ضاعت فأنذر بالخرابِ
أما السفيه الذي أبى الله أن يبيقهِ سفيهاً فصغره فكان (سُـوَيْـفِـهْ) ، مَن رَفَعَ القناة المشؤومة يهزها وقد ظنها كقناة الرمح ، فلا أقول له
إلا كما قال أخو قرن :
يا سخيف السخفاء ، يا عديماً للحياء !
هل رمحُكَ المهزوزُ إلا إبرةٌ .. أَمِنَ الطعينُ بها من الإدماءِ
فالتقل ما تشاء فالحق أبقى ، وأنت أصغر من أنْ تجارى فلا تحسبه خير لك بل هو شرٌ محض لك ، والله لم يمنع الفضلاء الأخيار ممن وقعت بهم وانتقصت من قدرهم في برنامجك المشبوه ، أنْ يردوا عليك في السابق إلا هوانك عليهم قبل أن يبلغ السيل الزبى ويعانق الربى ، وإلاّ فلا تنقصهم كما علمت ومن واءك شجاعة ولا رأي منذ القِدم :
قومٌ يخوضون القتال شجاعةً .. لاينظرون إليهِ من طرفٍ خفي
إنْ صبَّحوا الأعداء في أوطانهم .. تركوا ديارهمُ كقاعٍ صفصفِ
فهم قد علموا أنْ الظفر بالضعيف هزيمة وتمثلوا :
إذا جاريت في خُلقٍ سفيهاً .. فأنت ومن تجاريهِ سواءُ
أما أنا فعذري أنْ رُبَّ نجمٍ هوى في إثرِ عفريتٍ رجيمِ ، وإني أقول لك ما قالته العرب قديماً : إحذر من أنْ يضرب لسانك عنقك ! فإنَّ من الكلمات ما هو أشدُّ من الحجر ، وأنفذ من وخز الإبر ، وأحر من الجمر ، وكما قال ابن الأثير : هناك كلمات إذا سمعتها تخيَّلت رجالاً قد ركبوا خيولهم ، وأراك قد تفوَّت ببعضها ، وإني من هاهنا أدعوك لأن تئوب وتتوب عن هذه المخازي وأن تكف عن شق عصا المسلمين وعن التشدق بالغيرة وتنحى بها كل منحى باطل ، وأنْ وتستحي من الله فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، وإن أبيت إلا تماديا في غيِّك ، فأبشرك بمصير عنز السوء التي كان حتفها من مديةٍ تحت الثرى تستثيرها !
يا أهل الكويت ، إنَّ السفيه إذا لم ينهَ مأمورُ ، وإنما قلت ما قلت لكي أنذر و أُذكِّر ، إنذاراً من فتنة يتولى كبرها أحمق والأحمق يُمنع من رعي الغنم ، فكيف يتطاول حتى يتحدث باسم شعبٍ بأكمله فها هو أخيراً خدم بحمقه قضيةً كان البعث الموؤد يناضل من أجل إقناع الناس بها ، وهي أنَّ الكويت مدينة صغيرة جداً تعداد أهلها ثلاثة آلاف أسرة تقع على البحر مباشرة ، وأن ما وراءها هو للعراق وأن أغلب من يقطنها هم من العراقيين ، مثلما استشهدت قناة الرأي البعثية بكلامه قائلة : وشهد شاهد من أهلها !
وتذكيراً لأرباب النُهى لكي يتحركوا لردع هذا السويفه ، إنما الذكرى تفيد المؤمنين ، وأخيراً أقول بقول الأول :
أرى تحت الرماد وميض نارٍ .. ويوشكُ أنْ يكون لها ضرامُ
فإنَّ النار بالعودين تـــذكــو .. وإن الــشــر أولــه كـــلامُ
فإن لم يُطفِها عقلاءُ قومي .. يكون وقودها جثثٌ وهامُ
فقلت من التعجب ليت شعري .. أأيقاظٌ أميَّةَ أم نيامُ ؟