بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
فرويد سيغموند فرويد (6 مايو، 1856- 23 سبتمبر1939). هو طبيب نمساوي، عصبي و مفكر حر. يعتبر مؤسس مدرسة التحليل النفسي وعلم النفس .. تتمة
قال فرويد في مبحث مبدأ اللذة أن الانسان لديه عناصر تردعه عن استيفاء لذته - لن نتطرق الى المصداق الذي تطرق اليه فرويد لكننا سوف نأخذ النظرية كنظرية علميّة ونناقشها من هذا الجانب - المهم أن فرويد قال ان الانسان عندما يبحث عن اللذة يرتدع عن اشباع هذه اللذة بعنصرين والمثير أسماه بالــ ( هو ) أما العنصرين هما ( الأنا ) و ( الأنا الأعلى ) , فعبر فرويد عن الــ ( هو ) بأنها هي الميل الى اشباع اللذة وبمفهوم آخر هي ( الشهوة ) .
قال فرويد أن الانسان عندما يتعرض له هذا الــ ( هو ) يصطدم بالعنصرين الآخرين وهما الــ ( الأنا ) و ( الأنا الأعلى ) .. فعبّر عن الــ ( الأنا ) بــ ( الأمر الواقع ) الذي يصطدم به الانسان لاشباع لذته , فهذا أول عنصر لارتداع الانسان عن اشباع لذته , ويذكر فرويد أن العنصر الثاني هو الــ ( الأنا الأعلى ) ويعبر عنه أنه ( القيم الموروثة ) لدى الانسان , وقال أن هذين العنصرين هما السبب الرئيسي في عدم قدرة الانسان على استيفاء لذته .
هذا شرح مبسط حول نظرية فرويد في ( استيفاء اللذة ) وما العناصر الرادعة له .
النقد
بداية يتضح من نظرية فرويد أنه اختزل عوامل ارتداع الانسان عن اشباع لذته من ( أنا ) و ( أنا الأعلى ) في (( العوامل الخارجيّة )) , ولولا وجود هذه العوامل الخارجيّة لاستطاع الانسان أن يشبع لذته , وهنا محل النقد الذي يوجه لهذه النظرية حيث أنه صحيح هناك عوامل خارجيّة تردع الانسان عن اشباع لذته , لكن كذلك يوجد عامل ( داخلي ) يردع الانسان عن اشباع لذته .
كيف ؟
وجب أن نوضح أمرين مهميّن أن عمليّة البحث عن اللذة هي عمليّة ثنائيّة تكون بين النفس الانسانية والعقل , فهي عبارة عن تجاذب طرفين ( قوييّن ) وهذا ما يكشف عن أن عملية البحث ليست عمليّة وحدوية أي أنها ليست بين النفس ولا شئ , بل بين النفس والعقل وهذا بحد ذاته يكشف عن ( أمر داخلي ) يحدث عند الانسان .
الأمر الثاني الذي وجب أن نوضّحه أن اللذة على ثلاث , لذة حسيّة , لذة روحيّة , لذة عقليّة , أما اللذة الحسيّة فمصدرها الجوارح , واللذة الروحيّة مصدرها المعتقد , واللذة العقليّة مصدرها العقل .
نأتي لموضع الشاهد وهو أن النفس بما لديها من شهوات هي في حالة صراع مع العقل وهذا الصراع يكشف بشدّة عن وجود ( رادع داخلي ) لاستيفاء اللذة وليس كما اختزل فرويد أن الرادع يكون ( خارجي ) فقط .
ومن مصاديق هذا الصراع أن الانسان عندما يثار بمثير ما دون أن يكون لديه قيم موروثة ولا أمر واقع يستطيع أن يرتدع عن استيفاء لذته بأمر من عقله .
هذه النظريّة وهذه المناقشة تنسحب على المتألحدين في عصرنا وأسميتهم بالمتألحدين لأنهم تقمصوا حالة الالحاد دون أن يكونوا كذلك , فانهم لا يضعون اعتبار للمعايير الالحاديّة التي يدعوّن انتماؤهم لها ؟! حيث أنهم يبدون آراءهم بشكل يجعلهم يتخلصون من قيمهم الموروثة ( ان وجدت ) وواقعهم الذي يخولهم بابداء أفكارهم المشوّهة , فأقصى ما يتعلقون به هو الأمثلة السلبيّة لمجتمعاتهم والأمثلة الايجابيّة للمجتمعات المتقدمة , دونما أيّ ( رادع داخلي ) يردعهم عن استيفاء لذتهم بأي شكل كانت .
متألحدينا تخلصوا من الــ ( الأنا ) و الــ ( الأنا الأعلى ) و تخلصوا من ( عقولهم ) وانتصروا لأنفسهم في سبيل تحقيق شهواتهم أو الـ ( هو ) الموجود فيهم .. !!
ان الرادع الداخلي هو ( المعايير العقليّة ) التي تتصارع مع ( المعايير النفسيّة ) , وأقل مناقشة عقليّة مع المتألحدين مع مراعاة ( المعايير الصحيحة ) نراهم يتساقطون بسهولة ويسر , أكبر مشكلة لدى الملحدين أنهم اتخذوا منهج السفسطائيين في التشكيك بالبديهات ؟!
فمسألة وجود الخالق مسألة بديهيّة والبديهي لا يحتاج الى دليل , نعم يقام الدليل في ( خطوات التعرف على الخالق ) لا في أساس ( وجوده ) , وهذا النقد الرئيسي لأصحابنا حتى يفهموا منطلقاتنا في بناء الحوار لكن يأبون فهم هذه المسألة , ويستمرون في فهمهم الخاطئ بل ويلقون اللوم على خصومهم بأنهم دائما ما يفهمونهم بشكل خاطئ ؟!
يا ملحدينا الأعزاء بعبارة أدق يا متألحدينا الأعزاء ان أردتم المناقشة في ( خطوات معرفة الخالق ) فيا أهلا وسهلا , أما ان ظللتم تشككون بأساس وجوده وهذا أمر فطري بديهي فهذا يرجعنا الى فرويد حيث شخّص حالتكم بأنكم تخلصتم من العناصر الخارجية الرادعة فضلا عن أنه لا يوجد لديكم رادع داخلي , فتكون الحالة صعبة مستصعبة عندكم وعنده ؟!
المقال القادم سوف يكون عن العلمانية والدين بنظرة الاماميّة . ( في شبكة القلم )
تحياتي للجميع
:وردة:
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
فرويد سيغموند فرويد (6 مايو، 1856- 23 سبتمبر1939). هو طبيب نمساوي، عصبي و مفكر حر. يعتبر مؤسس مدرسة التحليل النفسي وعلم النفس .. تتمة
قال فرويد في مبحث مبدأ اللذة أن الانسان لديه عناصر تردعه عن استيفاء لذته - لن نتطرق الى المصداق الذي تطرق اليه فرويد لكننا سوف نأخذ النظرية كنظرية علميّة ونناقشها من هذا الجانب - المهم أن فرويد قال ان الانسان عندما يبحث عن اللذة يرتدع عن اشباع هذه اللذة بعنصرين والمثير أسماه بالــ ( هو ) أما العنصرين هما ( الأنا ) و ( الأنا الأعلى ) , فعبر فرويد عن الــ ( هو ) بأنها هي الميل الى اشباع اللذة وبمفهوم آخر هي ( الشهوة ) .
قال فرويد أن الانسان عندما يتعرض له هذا الــ ( هو ) يصطدم بالعنصرين الآخرين وهما الــ ( الأنا ) و ( الأنا الأعلى ) .. فعبّر عن الــ ( الأنا ) بــ ( الأمر الواقع ) الذي يصطدم به الانسان لاشباع لذته , فهذا أول عنصر لارتداع الانسان عن اشباع لذته , ويذكر فرويد أن العنصر الثاني هو الــ ( الأنا الأعلى ) ويعبر عنه أنه ( القيم الموروثة ) لدى الانسان , وقال أن هذين العنصرين هما السبب الرئيسي في عدم قدرة الانسان على استيفاء لذته .
هذا شرح مبسط حول نظرية فرويد في ( استيفاء اللذة ) وما العناصر الرادعة له .
النقد
بداية يتضح من نظرية فرويد أنه اختزل عوامل ارتداع الانسان عن اشباع لذته من ( أنا ) و ( أنا الأعلى ) في (( العوامل الخارجيّة )) , ولولا وجود هذه العوامل الخارجيّة لاستطاع الانسان أن يشبع لذته , وهنا محل النقد الذي يوجه لهذه النظرية حيث أنه صحيح هناك عوامل خارجيّة تردع الانسان عن اشباع لذته , لكن كذلك يوجد عامل ( داخلي ) يردع الانسان عن اشباع لذته .
كيف ؟
وجب أن نوضح أمرين مهميّن أن عمليّة البحث عن اللذة هي عمليّة ثنائيّة تكون بين النفس الانسانية والعقل , فهي عبارة عن تجاذب طرفين ( قوييّن ) وهذا ما يكشف عن أن عملية البحث ليست عمليّة وحدوية أي أنها ليست بين النفس ولا شئ , بل بين النفس والعقل وهذا بحد ذاته يكشف عن ( أمر داخلي ) يحدث عند الانسان .
الأمر الثاني الذي وجب أن نوضّحه أن اللذة على ثلاث , لذة حسيّة , لذة روحيّة , لذة عقليّة , أما اللذة الحسيّة فمصدرها الجوارح , واللذة الروحيّة مصدرها المعتقد , واللذة العقليّة مصدرها العقل .
نأتي لموضع الشاهد وهو أن النفس بما لديها من شهوات هي في حالة صراع مع العقل وهذا الصراع يكشف بشدّة عن وجود ( رادع داخلي ) لاستيفاء اللذة وليس كما اختزل فرويد أن الرادع يكون ( خارجي ) فقط .
ومن مصاديق هذا الصراع أن الانسان عندما يثار بمثير ما دون أن يكون لديه قيم موروثة ولا أمر واقع يستطيع أن يرتدع عن استيفاء لذته بأمر من عقله .
هذه النظريّة وهذه المناقشة تنسحب على المتألحدين في عصرنا وأسميتهم بالمتألحدين لأنهم تقمصوا حالة الالحاد دون أن يكونوا كذلك , فانهم لا يضعون اعتبار للمعايير الالحاديّة التي يدعوّن انتماؤهم لها ؟! حيث أنهم يبدون آراءهم بشكل يجعلهم يتخلصون من قيمهم الموروثة ( ان وجدت ) وواقعهم الذي يخولهم بابداء أفكارهم المشوّهة , فأقصى ما يتعلقون به هو الأمثلة السلبيّة لمجتمعاتهم والأمثلة الايجابيّة للمجتمعات المتقدمة , دونما أيّ ( رادع داخلي ) يردعهم عن استيفاء لذتهم بأي شكل كانت .
متألحدينا تخلصوا من الــ ( الأنا ) و الــ ( الأنا الأعلى ) و تخلصوا من ( عقولهم ) وانتصروا لأنفسهم في سبيل تحقيق شهواتهم أو الـ ( هو ) الموجود فيهم .. !!
ان الرادع الداخلي هو ( المعايير العقليّة ) التي تتصارع مع ( المعايير النفسيّة ) , وأقل مناقشة عقليّة مع المتألحدين مع مراعاة ( المعايير الصحيحة ) نراهم يتساقطون بسهولة ويسر , أكبر مشكلة لدى الملحدين أنهم اتخذوا منهج السفسطائيين في التشكيك بالبديهات ؟!
فمسألة وجود الخالق مسألة بديهيّة والبديهي لا يحتاج الى دليل , نعم يقام الدليل في ( خطوات التعرف على الخالق ) لا في أساس ( وجوده ) , وهذا النقد الرئيسي لأصحابنا حتى يفهموا منطلقاتنا في بناء الحوار لكن يأبون فهم هذه المسألة , ويستمرون في فهمهم الخاطئ بل ويلقون اللوم على خصومهم بأنهم دائما ما يفهمونهم بشكل خاطئ ؟!
يا ملحدينا الأعزاء بعبارة أدق يا متألحدينا الأعزاء ان أردتم المناقشة في ( خطوات معرفة الخالق ) فيا أهلا وسهلا , أما ان ظللتم تشككون بأساس وجوده وهذا أمر فطري بديهي فهذا يرجعنا الى فرويد حيث شخّص حالتكم بأنكم تخلصتم من العناصر الخارجية الرادعة فضلا عن أنه لا يوجد لديكم رادع داخلي , فتكون الحالة صعبة مستصعبة عندكم وعنده ؟!
المقال القادم سوف يكون عن العلمانية والدين بنظرة الاماميّة . ( في شبكة القلم )
تحياتي للجميع
:وردة: