==================================
الحذر من النــــــــــــــــواصب ومن النصــــــــــــــابين
====================================
الحذر من النــــــــــــــــواصب ومن النصــــــــــــــابين
====================================
الحمد لله وكفى , وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى ثم أما بعد..
فإنه لا يخفى على كل عاقل سواء كان مسلما أو غير مسلم أن التحريف جريمة خطيرة لا يقبل بها القانون , ولا يرضى بها أهل المرؤة والحشمة لأن التحريف تزييف وتغير للحق وصرفه عن وجهته المطلوبة , فهو تغيير للأصل وإستبدال للغاية ومن هنا تأتي خطورة التغيير , ولو وجدت إنسان له بيتا ثم أحس أن جاره أخذ من بيته شبرا من هنا أو مترا من هناك , فإنه قد يقيم الدنيا ولا يقعدها , لأن تغيير منار الأرض يستحق الذم بل ربما اللعن أيضا.
وأثمن شيء عند الإنسان هي عقيدته التي تضبط سلوكه ومعارفه ونياته ومقاصده , فلا يصح أن يسمح بالتلاعب بحدود الدين ولا بحدوده التي أنزلها الله من فوق سبع سماوات , فتتغير مفاهيم الناس ويفقدون ثقتهم بأنفسهم وتضطرب نفوسهم , فحماية الدين وصيانة حدوده من أوجب الواجبات على المسلمين قبل أن تكون أشرف عمل يعمل به مسلم رجاء رضا ربه سبحانه أن استعمله في طاعته وحماية دينه...
ومن هنا تأتي خطورة النواصب والنصابين , فأما الأوائل فهم الذين يتعبدون الله ببغض أهل البيت رضي الله عنه , فيتنقصون منهم ويطعنون عليهم عقيدة لا خطئا منهم أو فتنة , وإنما يرون أن هذا العمل هو سبيل الرشاد لأنهم ضلوا أو فسدوا أو فسقوا , فيخرجون بذلك عن عمل المخطئ والمذنب والخاطئ , فالخطأ في الشريعة مغفور والذنب فيها مرفوع , وكذلك في أمور الفتن التي تختلط فيها المفاهيم وتضل عقول الرجال عن إبصار الصواب ومنار السبيل , ولكن من عرف الحق ثم أنكره فكره أهل البيت وبغضهم وتعبد الله بكراهيتم فهذا هو الناصبي نسأل الله تعالى أن يطهر مجتمعات المسلمين منهم وأن ينكل بهم ويجعلهم آية لمن يعتبر.
والفئة الثانية هي النصابين وهم يتنوعون من كل فرقة وأكثرها من مبغضي الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم , فهم يدفعون بكل ما عندهم رجاء أن يشوهوا صورة الإسلام الجميلة بداية من حكم الخلفاء وإنتشار الإسلام والعلم وأسس الدولة المدنية الحديثة في العهد القديم , ونهاية بكل إنجاز أنجزه المسلمون في عصورهم , فلا يرون المحاسن إلا من خلال خلافة فلان أو علان , فإذا كان خليفة فهو مصيب ولو أذنب , ولو كان غيره حاكما فهو مخطئ ولو أصاب , ففقدوا الموضوعية والحيادية وأصول العلم وركبوا على ظهر كل فتنة وشبهة ومتشابه من النصوص , يركبون بذلك مذهبا متناقضا وأقوالا مختلفة , خالفوا صريح القرآن وصحيح السنة إلى أقوال ما أنزل الله بها من سلطان...
شعارهم إن لم تكن معنا فأنت ناصبي , وإن لم تفهم القرآن من خلالنا فأنت ناصبي , وإن لم تذم من نذم فأنت ناصبي , وإن لم تفتح قلبك لنملأها بالأحقاد ضد أهل التقوى والهدى والعفاف والآيات المحكمة فأنت ناصبي , وإذا كنت تحب التاريخ الإسلامي فأنت ناصبي , وإذا كنت ترى أنه ليس هناك إنسان على الأرض هو ظل الله ووجه الله وباب الله وقسيم الجنة وعالم بالسماوات والأرض وصاحب الكرامات ومذل الصعاب , إذا مسحت وجهك في قبره نالك الفرج وإذا تصدقت على سدنة قبره فأنت مؤمن , وإذا دعوت فلا تدعو الله ولا تنذر لله ولا تستغيث بالله بل اجعل بينك وبين الله هذه الواسطة وهذه الوسيلة وهذا الطريق فلا دخول للجنة بغير طريق هذا الرجل الصالح الولي !!!
يتبع إن شاء الله
.