المادة 54 من الدستور في ميزان العقل...

سـيف

عضو
المادة 54 من الدستور في ميزان العقل...



هناك حقيقة غائبة ينبغي استحضارها والتعامل معها بروح المسئولية انطلاقا من حقيقة أن مصلحة الكويت وشعبه تعلو فوق المصالح الشخصية، وهي أن دستور 1962 المعمول به في الكويت، يحتوي على مواد تتناقض فيما بينها تناقضا صارخا، كما يحتوي على مواد غريبة خارجة عن نطاق العقل والمنطق. إننا في هذه المقالة القصيرة سنتناول إحدى هذه المواد بالتحليل المنطقي لنثبت هذه الحقيقة.

تقول المادة 54 من الدستور: "الامير رئيس الدولة، وذاته مصونة لا تمس..."

الشق الأول من المادة مفهوم وواضح، وهو أن حاكم الكويت هو رئيس الدولة، أما الغرابة والغموض فيكمن في الشق الثاني منها وهو: "وذاته مصونة لا تمس..."

فماذا كان يقصد مؤلف الدستور بعبارة: "وذاته مصونة لا تمس..."؟

المذكرة التفسيرية التي ألحقها المؤلف بدستوره لتفسير بعض مواده لا وجود فيها لأي ذكر لهذه المادة، الأمر الذي يضطرنا إلى أن نلجأ إلى العقل لطرح إحتمالات منطقية رأينا بأن واحدا منها يجب بالضرورة أن يكون هو ما قصده مؤلف الدستور عندما ضمن دستوره المادة 6.

إن هناك احتمالين اثنين لا ثالث لهما فيما يتعلق بتفسير هذه المادة وهما:

الإحتمال الأول:
أن يكون المؤلف قد قصد أن توجيه إهانة إلى شخص الحاكم مهما كان شكلها يعتبر مساس بذاته وهو أمر محظور.

ولكن كل إنسان على وجه الأرض هو في الإسلام وفي غير الإسلام ذات مصونة لا تمس، والإعتداء عليه بأي شكل من الأشكال حتى لو كان كافرا هو أمر محرم يعاقب عليه الشرع كما تعاقب عليه القوانين الوضعية، ولا فرق في هذه الحرمة بين إنسان حاكم وإنسان زبال. فهذه المسألة محسومة شرعا ووضعيا، وبالتالي لا يحتاج الحاكم إلى مادة خاصة تدرج في دستوره تحرم الإعتداء على شخصه، فيستبعد إذن أن مؤلف الدستور قد قصد هذا المعنى في عبارته.

الإحتمال الثاني:
أن يكون قد قصد أن محاسبة الحاكم بسبب أي قرار قد يتخذه حتى لو ترتب عليه حدوث كارثة تضر بالبلاد وشعبها هو أمر ممنوع دستوريا.

ولكن هذه المادة تتناقض مع المادة 6 من الدستور والتي تقول: "نظام الحكم في الكويت ديمقراطي، السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعا" فكيف يكون نظام الحكم في الكويت ديمقراطي ورأس هذا النظام وقدوته والمعلم الأول للديمقراطية وهو الحاكم قد وضع نفسه فوق القوانين، ومنع في دستوره الشعب من محاسبته حتى لو اتخذ قرارا كارثيا يودي بالبلاد وشعبها إلى التهلكة...؟

ثم أية سيادة بقيت للأمة وهي عاجزة عن محاسبة حاكمها عندما يتخذ قرارا يضر بالبلاد وشعبها...؟

فلو كان هذا هو المعنى الذي أراده المؤلف من عبارته، فإنه يكون قد جمع في دستوره نقيضين في وعاء واحد، وهو جمع لا يقبله العقل ولا المنطق، وهما الديمقراطية والدكتاتورية، فالمادة 6 تؤكد على أن نظام الحكم في الكويت ديمقراطي السيادة فيه للأمة، في حين أن المادة 54 تهدم هذه الديمقراطية وتعطي الحاكم سلطات مطلقة وتمنع الشعب من محاسبته أو حتى مجرد طلب استفسار منه بشأن قرار قد اتخذه.

إن العقل يقول بأن هذين الإحتمالين لابد وأن يكون واحد منهما هو ما قصده مؤلف الدستور عندما وضع المادة 6، ولكننا أثبتنا أعلاه بأن كلا من هذين الإحتمالين خارج عن إطار العقل والمنطق ولا يقبل به أي عاقل، الأمر الذي يجعل السؤال التالي يطرح نفسه:

هل هناك تفسيرا ثالثا يكشف غموض هذه المادة ويفسرها تفسيرا عقلانيا لا تناقض فيه...؟




 

بو لولوه

عضو ذهبي
الهدف من صيانة الذات الأميرية يعود إلى أنه رمز للدولة وأنه أبو السلطات، ولا يمكن أن يكون محلاً لأي مساس بذاته أو تشكيك فيه حتى لا تصبح السلطات الأخرى كلها بلا قيمة، وكون الأمة مصدر السلطات هذا لا يتنافى مع صيانة الذات الأميرية، بل أن الدستور الذي يصون الذات الأميرية هو ذاته الدستور الذي يقر بأن الأمة مصدر السلطات.
ولكن لا يمكن القول بأن هذه المادة تمنع انتقاد قرارات بعينها، فعلى سبيل المثال القضاء مصان من النقد أيضاً ولكن ذلك لا يمنع من انتقاد الأحكام القضائية، أي أن تجريح القاضي غير جائز لكن الحكم الذي يصدره من الطبيعي أن ينتقده الطرف الخاسر، وكذلك بالنسبة للأمير، فلا يعقل أن نقول بأن انتقاد قرارات الشيخ صباح السالم والشيخ جابر الأحمد حول تعليق العمل بالدستور في عام 1976 و1986 قرارات لا يجوز انتقادها.
ويمكن تلخيص المسألة بأن الذات الأميرية مصونة لرمزيتها وأن النقد يوجه إلى مجلس الوزراء لأنه يحكم بأمر الأمير، كما نقول بأن الأحكام القضائية تصدر باسم الأمير ولكن يجوز الطعن والاستئناف والاستشكال والنقد في الأحكام القضائية، وكذلك بالنسبة للتشريعات التي يصوت عليها مجلس الأمة التي تصدر أيضاً كقوانين باسم الأمير، لكن انتقاد القوانين والمطالبة بتعديلها من وقت لآخر شيء طبيعي.
 

صانع التاريخ

عضو بلاتيني
ما ذكره الزميل بو لولوه يمكن أن يكون صحيحا فيما لو كان النظام في بلادنا دستوريا على النمط الأوربي بحيث يكون الملك رمزا تصدر بسمه الأحكام لكنه لا يتخذ القرارات ولا يدير شؤون السياسة ،


أما في الحالة الكويتية فالقصد من وضع هذه المادة واضح وضوح الشمس وهو يكمن في تقييد الديمقراطية والتي هي في المفهوم الكويتي هبة يمنحها الحاكم وله الحق في إيقافها بشكل مؤقت بموجب الدستور نفسه !!! ،


أما نزعها ( تعليق الدستور ) فهو وإن كان ليس صحيحا دستوريا إلا أن الحاكم لا يُنتَقد بشكل صريح إن هو علق الدستور ؛ بل إنه يظل الأب الحنون ووالد الجميع وما إلى ذلك من الصفات التي تُلْحَقُ به !!! ،


كما يمكن للجهات الأمنية إن هي اشتهت اعتبار أي عبارة تُكْتَبُ هنا أو تقال هناك مساسا بالذات الأميرية لتتخذ تحت عباءة هذه المادة إجراء أمنيا بوليسيا لا قانونيا بحق هذا أو بحق ذاك !!! ...


الحمد لله الذي جعل في هذا المنتدى صوتا غير الحيران يفتح ملف دستور عام 1962 م الذي ابتلينا باستمرار فرضه علينا وابتلينا بانخداع أكثرنا به ودفاعهم عنه من باب الاتباع فقط وليس بناء على نتاج التفكير ومعطيات إعمال العقل !!! ...
 

بو حمد

عضو بلاتيني
كنت اتمنى لو ان مؤسسي الدستور احتفظوا بالنسخة الاولى من الدستور قبل دخول الامير الراحل سعد العبدالله رحمه الله بتكلفه من والده لمراجعة الدستور حيث قيل انه تم تغيير الكثير من مواده..
 

سـيف

عضو


يقول الزميل بو لولوة:
(الهدف من صيانة الذات الأميرية يعود إلى أنه رمز للدولة...)
لم يقل الدستور بأن حاكم الكويت رمزا، لا للكويت ولا للشعب الكويتي، فإن نفيت ذلك فنرجو أن تطلعنا على دليل يثبت خلاف هذه الحقيقة.

(ولا يمكن أن يكون محلاً لأي مساس بذاته...)
وماذا تقصد بالمساس بذاته...؟ فقد أثبتنا في موضوعنا بأن المادة 56 والتي تحظر المساس بذات الحاكم مادة غامضة لا تفسير عقلاني لها، فنرجو أن تراجع تحليلنا.

(أو التشكيك فيه حتى لا تصبح السلطات الأخرى كلها بلا قيمة...)
ومن قال بأن السلطات الثلاث سوف تنهار وتصبح بلا قيمة فيما لو تم التشكيك بأهلية الحاكم أو بكفائته...؟ وماذا لو مات الحاكم...؟ هل تنهار السلطات الثلاث بموته وتتعطل الحياة النيابية في البلاد وتدخل البلاد في فوضى...؟
هاهو كلينتون رئيس أمريكا شككوا بأهليته كرئيس بشأن علاقته السرية بفتاة، فهل انهارت أمريكا وخربت مؤسساتها الديمقراطية...؟

(وكون الأمة مصدر السلطات هذا لا يتنافى مع صيانة الذات الأميرية...)
بموجب المادة 56 لم تعد الأمة مصدر السلطات جميعا كما قال مؤلف الدستور، بل هذه المادة جعلت من الحاكم هو مصدر السلطات الثلاث، وهو من يتخذ أخطر القرارات بحق البلاد وشعبها دون أن يكون لأحد الحق في محاسبته ومسائلته، فأين هي هذه السلطات المزعومة للأمة...؟

(ولكن لا يمكن القول بأن هذه المادة تمنع انتقاد قرارات بعينها...)
ولكنها تمنع محاسبة الحاكم واستجوابه وتحميله المسئولية وتنحيته عن منصبه فيما لو اتخذ قرارا كارثيا يودي بالبلاد وشعبها إلى الهاوية، فما فائدة هذه الإنتقاد إذا لم تتبعها إجراءات يتخذها نواب الشعب بحق الحاكم عندما يتخذ قرارا ضارا بمصلحة البلاد وشعبها...؟

(ويمكن تلخيص المسألة بأن الذات الأميرية مصونة لرمزيتها...)
ومن قال ذلك...؟ الدستور أم أعوان الحاكم وحاشيته هم الذين ألفوا مسألة "الرمز" هذه ورجوا لها في الشارع الكويتي...؟

(وأن النقد يوجه إلى مجلس الوزراء لأنه يحكم بأمر الأمير...)
يعني تريد أن تقول بأن النقد لا يجوز أن يتجاوز مجلس الوزراء ليصل إلى صاحبه وهو الحاكم. سلم لي على الديمقطراطية إذن.







 

بو لولوه

عضو ذهبي
الزميلان العزيزيْن سيف والحيران المحترمَيْن

كلما كتبت مشاركة للرد على ما أثرتماه أراجع نفسي ثم أتراجع وأمسحها، ثم أعود للكتابة وأراجع ما كتبت ثم أمسحه، وأعدت الكرة كذا مرة ولازالت الرسالة على الإطار الأزرق فوق المكان المخصص للرد السريع تؤرِّقني لأن المكتوب فيها ((ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)).

فقررت أن أشكر الأخ سيف على الموضوع وأبين للحيران إني محتار.
 

صانع التاريخ

عضو بلاتيني
لا تَحْتَرْ يا بو لولوه :
هذا نقاش ثري ؛ يقنعنا بعض ما عندكَ ويقنعكَ بعض ما عندنا ؛ وفي النهاية الكل مستفيد معلوماتيا ،
والأهم من ذلك أن المعني بصنع القرار في البلاد والقادر على الدعوة لإعادة صياغة الدستور قد فَهِمَ الآن بأن شعبنا لن يكون قطيع غنم تديره عصا الراعي التي يهش بها على القطيع !!! ،
لكنه شعب يفكر ويعبر وربما سيقرر يوما ما !!! ...
 

بدرالكويت

عضو ذهبي
المادة 54 من الدستور في ميزان العقل

إذا أردت الحديث عن العقل في القوانين ... فاشرح لي هذه :

المادة 29 من الدستور :
الناس سواسية في الكرامة الإنسانية وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين .

بينما المادة الرابعة ، فقرة 5 من قانون الجنسية الكويتي ، تشترط في منح الجنسية التالي :
5- ان يكون مسلماً بالميلاد اصلاً , او يكون قد اعتنق الدين الاسلامي واشهر اسلامه وفقاً للطرق و الاجراءات المتبعة , ومضت على ذلك خمس سنوات على الاقل قبل منحه الجنسية الكويتية . و تسقط عنه هذه الجنسية بقوة القانون , ويعتبر المرسوم الصادر بمنحه اياها كأن لم يكن بارتداده عن الاسلام او سلوكه مسلكاً يقطع بنيته في ذلك . و يترتب على سقوط الجنسية الكويتية عنه في هذه الحالة سقوطها عمن يكون قد كسبها معه بطريق التبعية .

------------
الدستور يقرر أن لا تمييز بين الناس بسبب الدين ،بينما وقانون الجنسية يميّز ويفرّق بين الناس بسبب دينهم ، فيضع اعتناق الدين الاسلامي شرطا للحصول على الجنسية ، ألا يعد هذا تمييزا واضحا بسبب الدين ومخالفة صريحة للمادة 29 من الدستور ؟!!

وبس ...


 

صانع التاريخ

عضو بلاتيني
الزميل بدرالكويت :
المادة 29 من الدستور هي العقل وهي العدل ؛ وسنحرص بإذن الله على أن تظل هذه المادة بنصها الحالي موجودة في الدستور القادم للبلاد حين يحدث التغيير المنشود بحول الله وقوته ،
أما الفقرة التي أوردْتَها من قانون التجنيس فهي خرق للدستور ؛ وغريب أن يأتي مثل هذا الخرق الفاضح ممن يفترض أنهم أهل القانون !!! ،
والأغرب أنه في مواد الدستور نفسه ما يخالف المادة 29 مثل المادة الثانية التي تنص على أن دين الدولة الإسلام !!! ،
هذه المادة المخجلة تقرر أن الدولة منحازة لمواطنيها على أساس ديني وهو ما يخرق المادة 29 ؛ فلو أن كويتيا مسيحيا كان في قمة عطاؤه وإخلاصه لبلده لظل انتماؤه منقوصا لأنه مسيحي ولأن دين الدولة الإسلام !!! ،
والأغرب أن الدستور ينص على أن الأمير من آل صباح يجب أن يكون ابنا ذكرا لأبوين مسلمَين !!! ،
وهذا فيه خرق كبير للمادة 29 ؛ فهو تفرقة من حيث النوع ( ذكر وأنثى ) ؛ وهو تفرقة من حيث الدين أيضا ،
فلو أن صباحيا من ذرية مبارك كانت أمه مسيحية لما جاز ترشيحه لولاية العهد وإن كان أهلا لذلك !!! ...
يا عزيزي ؛ نحن نضع مواد ثم نضع مقابلها ما يناقضها ؛ فهل نحن عقلاء ؟؟؟ ...
 

سـيف

عضو



تقول المادة 54 من الدستور: "الامير رئيس الدولة، وذاته مصونة لا تمس..."

هذه المادة تتناقض مع المادة 6 من الدستور والتي تقول: "نظام الحكم في الكويت ديمقراطي، السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعا" فكيف يكون نظام الحكم في الكويت ديمقراطي ورأس هذا النظام وقدوته والمعلم الأول للديمقراطية وهو الحاكم قد وضع نفسه فوق القوانين، ومنع في دستوره الشعب من محاسبته حتى لو اتخذ قرارا كارثيا يودي بالبلاد وشعبها إلى التهلكة...؟

ثم أية سيادة بقيت للأمة وهي عاجزة عن محاسبة حاكمها عندما يتخذ قرارا يضر بالبلاد وشعبها...؟

فالمادة 6 تؤكد على أن نظام الحكم في الكويت ديمقراطي السيادة فيه للأمة، في حين أن المادة 54 تهدم هذه الديمقراطية وتعطي الحاكم سلطات مطلقة وتمنع الشعب من محاسبته أو حتى مجرد طلب استفسار منه بشأن أي قرار يتخذه.

فهل من يتقدم ليفسر لنا المادة 56 تفسيرا عقلانيا لا تناقض فيه...؟


بالإنتظار...



 

صانع التاريخ

عضو بلاتيني
التفسير العقلاني الذي تبحث عنه يا سيف لن يسوقه لكَ أحد مهما طال انتظاركَ !!! :
المادة واضحة ومقصدها واضح وهو وضع خط أحمر لا يحق لأحد تجاوزه !!! ،
قبيل قرار الحل الدستوري على خلفية قضية الدوائر عام 2006 م بساعات سألت البيبيسي مسلم البراك عن موقف النواب في حالة حدوث الحل ؛ فقال البراك :
" سمو الأمير محور اتفاقنا إذا اختلفنا " !!! ،
أعتقد أن الموضوع بات واضحا بالنسبة لكَ الآن ؛ فكلام البراك ذو مدلول لا يقبل اللبس ...
 
أجتهاد بالرأي

اخي العزيز "سيف"
اوردتم في مقالكم الاتي :
المذكرة التفسيرية التي ألحقها المؤلف بدستوره لتفسير بعض مواده لا وجود فيها لأي ذكر لهذه المادة، الأمر الذي يضطرنا إلى أن نلجأ إلى العقل لطرح إحتمالات منطقية رأينا بأن واحدا منها يجب بالضرورة أن يكون هو ما قصده مؤلف الدستور عندما ضمن دستوره المادة 6 ... الخ .


أولاً : جاء النص التالي في المذكرة التفسيرية :
المذكرة التفسيرية
لدستور دولة الكويت
أولاً : التصوير العام لنظام الحكم
امتثالا لقوله تعالي " وشاورهم في الأمر " واستشراقاً لمكانة من كرمهم في كتابه العزيز بقوله " وأمرهم شورى بينهم " وتأسياً بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في المشورة والدل ، ومتابعة لركب تراثنا الإسلامي في بناء المجتمع وإرساء قواعد الحكم ، وبرغبة واعية في الإستجابة لسنة التطور والإفادة من مستحدثات الفكر الإنساني وعظات التجارب الدستورية في الدول الأخرى . . . يهدي ذلك كله ، ويوحي هذه المعاني جميعا ، وضع دستور دولة الكويت .
ولقد تلاقت هذه الأضواء وتلك المعاني المتكاملة عند أصل جوهري في بناء العهد الجديد ، قام بمثابة العمود الفقري لهذا الدستور ، وهو الحفاظ على وحدة الوطن واستقراره . فلقد امتاز الناس في هذا البلد عبر القرون ، بروح الأسرة تربط بينهم كافة ، حكاماً ومحكومين . ولم ينل من هذه الحقيقة ذات الأصالة العربية ، ما خلفته القرون المتعاقبة في معظم الدول الأخرى من أوضاع مبتدعة ومراسم شكلية باعدت بين حاكم ومحكوم . ومن هنا جاء الحرص في الدستور الكويتي على أن يظل رئيس الدولة أباً لأبناء هذا الوطن جميعا ، فنص ابتداء على أن عرش الإمارة وراثي في أسرة المغفور له مبارك الصباح (مادة 4 ) ، ثم نأى بالأمير عن أي مساءلة سياسية وجعل ذاته مصونة لا تمس ( مادة 54) كما أبعد عنه مسببات التبعة وذلك بالنص على أن رئيس الدولة يتولى سلطاته الدستورية بواسطة وزرائه ( مادة 55) وهم المسؤولون عن الحكم أمامه (مادة 58) وأمام مجلس الأمة ( المادتان 101 و102 ) .


ثانياً : لعل المقصود بأن ذات الأمير مصونة هو عدم التجريح في ذات الأمير أو وصفه بصفات لا يجوز أن يتصف بها بمن كان يرأس البلاد والعباد وهو ولي أمرهم كأن يقول أحدهم مثلاً أنه "نحيس" أو "طماع" أو "ظالم" ... الخ تلك الصفات السيئة ، فتلك صفات لا يجوز أن تطلق على سمو الأمير فهو والدنا جميعاً وولي أمرنا ، ولكن يجوز أنتقاد قراراته متى ما كان النقد موضوعياً وبناءً وبعيداً عن التجريح الشخصي ، وقد قال أمير المؤمنين – الفاروق - عمر ابن الخطاب { رضي الله عنه } : ( لا خير فيكم إذا لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها ) .

ذلك أجتهاد مني قد أكون اصبت فيه وقد أكون قد أخطأت ، بأنتظار رأي المتخصصين بالقانون الدستوري من أمثال الأستاذ محمد الجاسم أو الأستاذ محمد المقاطع .

شكراً لقبول مشاركتي

 

صانع التاريخ

عضو بلاتيني
كل الشكر للأستاذ خالد عبد الحميد الزامل على مداخلته ؛ وليعذرني الزميل سيف على لقافتي وتطفلي في الرد على الأستاذ الزامل :
بالتأكيد ودون وجود هذا النص في المادة 54 من الدستور فإننا لا يمكن أن نخاطب أميرنا بنفس اللغة التي نخاطب بها بعضنا أو نتحدث عن سموه الكريم كما نتحدث عن أي شخص آخر ؛ هذه بالنسبة لنا ككويتيين مسألة بديهية ،
لكن حين نتحدث عن الجانب التنظيمي في علاقة الحاكم بالمحكوم في الدولة الحديثة فإننا نتحدث عن حكم وليس عن أسرة وأبوة وما إلى ذلك !!! ،
أما مثالكَ حول الفاروق رضي الله عنه فلا وجود له اليوم في أي بلد عربي بتاتا ؛ وأظن أنه من غير المقبول توجيه انتقاد صريح للأمير حتى لو كان دون تجريح أو إساءة ،
فهل يستطيع أحد مثلا أن يقول بصريح العبارة أن سمو الأمير قد تعسف في استخدام حقه الدستوري في حل المجلس ؟؟؟ ،
أنا أسأل فقط لضرب المثال وليس بالضرورة أن يكون ذلك رأيي ،
فيا ليتكَ تجيبني عن سؤالي ؛ وإن كنتُ أعتقد أنكَ ستعتبر مثل هذه العبارة إساءة وتجريحا وتطاولا على مكانة سمو الأمير !!! ،
فإن كان هذا هو جوابكَ فسنعود إلى نفس نقطة الزميل سيف من حيث أنه لا محاسبة للحاكم إطلاقا !!! ...
الدكتور أحمد البغدادي أَشْبَعَ عصر الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وأرضاهم انتقادا واتهمهم بأنهم لم يعتمدوا مبدأ الشورى في حكمهم كما ادعى !!! ،
وقد ركز على توصية أبي بكر رضي الله عنه بالخلافة بعده لعمر رضي الله عنه ؛ وتناسى البغدادي عن عمد أن خلافة عمر رضي الله عنه قد أصبحت شرعية بمبايعة الناس عن رضى وقناعة ؛ وأن وصية أبي بكر رضي الله عنه كانت رأيا سديدا أثبته المسلمون بالإجماع وليست تعيينا قسريا كما ادعى البغدادي ،
لكن حين سئل البغدادي على قناة الجزيرة في نفس الحلقة التي تهجم فيها على الخلفاء الراشدين عن رأيه في أسلوب الحكم في الكويت التي وظفته وجعلته دكتورا وأعطته معاشا فوق المجزي ؛ لما سئل البغدادي عن الحكم في دولة الكويت قال :
" إن علاقتنا بحكامنا هي علاقة أبوة " !!! ،
فلماذا لم يجد البغدادي عذرا للمسلمين إبان عصر الخلفاء الراشدين ويعتبر علاقتهم برعيتهم علاقة أبوة ؟؟؟ ،
ثم أن هناك عدد من أفراد الشعب هم أكبر سنا من الأمير ؛ فهل يقبل عقل الدكتور البغدادي أن يكون الأب أصغر سنا من بعض أبنائه ؟؟؟ ...
ما أريد الوصول إليه بعد هذا الإسهاب هو أن قصة الأبوة والبنوة لا مكان لها في الدساتير التي تحترم نفسها ؛ فنحن نتحدث عن دولة وليس عن بيت حكومة مساحته 400 متر مربع أو عن شقة استأجرها الأب ليسكن أبناءه فيها على حسابه وهم أطفال قصر !!! ،
فالدولة ليست بيت حكومة أو شقة إيجار ؛ والشعب ليس عبارة عن أطفال قصر ...
 

Paris

عضو جديد
انتابتني نوبة عارمة من الضحك وأنا أقرأ ردود الأعضاء أو بالأحرى حتى مادة الموضوع برمتها بالية !

تناقشونموضوع انتقاد الأمير والذي يحميه الدستور بطريقة متناقضة , بينما أوباما المواطن الأمريكي العادي أصبح أول رئيس أمريكي من أوصول أفريقية اسلامية , وبالمنسابة حتى أنظمة الحكم ذات النظام الملكي في أوروبا لا تمتلك هكذا قانون يمنع المساس بذوات حكامهم , لأن أصلاً هذه الكلمة مطاطية ! إذن هل صاحب السمو فقط من لديه الكرامة وغيره لأ !

 
اخي العزيز "الحيران"
تسائلتم في تعليقكم بالاتي :

هل يستطيع أحد مثلا أن يقول بصريح العبارة أن سمو الأمير قد تعسف في استخدام حقه الدستوري في حل المجلس ؟؟؟ .

لا أحد يستطيع وصف صاحب السمو بأنه "متعسف" ، فتلك صفة لا يجوز وصفه بها ويؤاخذ قانوناً من يردد هذه الكلمة بحق صاحب السمو وفقاً للمادة 25 من قانون الجزاء التي تقرر : يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز خمس سنوات كل من طعن علنا في مكان عام , أو في مكان يستطيع فيه سماعه أو رؤيته من كان في مكان عام عن طريق القول أو الصياح أو الكتابة أو الرسوم أو الصور آو أية وسيلة أخرى من وسائل التعبير عن الفكر , في حقوق الأمير وسلطته , أو عاب في ذات الأمير , أو تطاول على مسند الإمارة .

و
ذلك لأنك تطعن في حقوق الأمير وسلطته وتعيب عليه في ذاته بإضفاء صفة "متعسف" عليه .
 

سـيف

عضو


الزميل خالد...

استشهادك بالمذكرة التفسيرية عليك وليس لك، إذ أن ما قاله مؤلف الدستور يجعل من نظام الحكم نظاما دكتاتوريا ينقض الديمقراطية التي تغنى بها في أول دستوره، فقد قال المؤلف: (ثم نأى بالأمير عن أي مساءلة سياسية وجعل ذاته مصونة لا تمس...)

أية ديمقراطية هذه التي يقول فيها الحاكم للشعب أمام العالم: "سأتخذ أي قرار يعجبني حتى لو قادتكم نتائجه إلى التهلكة، وإياكم ثم إياكم أن تحاسبوني عليه" ؟؟؟

أليس من التناقض الصارخ أن يقول الحاكم للشعب الكويتي: "كونوا ديمقراطيين في تعاملكم مع بعضكم البعض"، في حين أنه يمارس الدكتاتورية بأوضح صورها عندما وضع نفسه فوق كل قوانين البلاد ومنع الشعب من محاسبته...؟

أليست المادة 54 نقضا صريحا مباشرا للمادة 6 من دستور النظام والتي تنص على أن نظام الحكم في الكويت "ديمقراطي"...؟




 

سـيف

عضو


الزميل خالد...

استشهادك بالمذكرة التفسيرية عليك وليس لك، إذ أن ما قاله مؤلف الدستور يجعل من نظام الحكم نظاما دكتاتوريا ينقض الديمقراطية التي تغنى بها في أول دستوره، فقد قال المؤلف: (ثم نأى بالأمير عن أي مساءلة سياسية وجعل ذاته مصونة لا تمس...)

أية ديمقراطية هذه التي يقول فيها الحاكم للشعب أمام العالم: "سأتخذ أي قرار يعجبني حتى لو قادتكم نتائجه إلى التهلكة، وإياكم ثم إياكم أن تحاسبوني عليه" ؟؟؟

أليس من التناقض الصارخ أن يقول الحاكم للشعب الكويتي: "كونوا ديمقراطيين في تعاملكم مع بعضكم البعض"، في حين أنه يمارس الدكتاتورية بأوضح صورها عندما وضع نفسه فوق كل قوانين البلاد ومنع الشعب من محاسبته...؟

أليست المادة 54 نقضا صريحا مباشرا للمادة 6 من دستور النظام والتي تنص على أن نظام الحكم في الكويت "ديمقراطي"...؟




 

Grim Reaper

عضو بلاتيني
انتابتني نوبة عارمة من الضحك وأنا أقرأ ردود الأعضاء أو بالأحرى حتى مادة الموضوع برمتها بالية !

تناقشونموضوع انتقاد الأمير والذي يحميه الدستور بطريقة متناقضة , بينما أوباما المواطن الأمريكي العادي أصبح أول رئيس أمريكي من أوصول أفريقية اسلامية , وبالمنسابة حتى أنظمة الحكم ذات النظام الملكي في أوروبا لا تمتلك هكذا قانون يمنع المساس بذوات حكامهم , لأن أصلاً هذه الكلمة مطاطية ! إذن هل صاحب السمو فقط من لديه الكرامة وغيره لأ !
إيــــــــــــاك وأن يـــــــــضرب لســـــانك عـــــنقك.. و الشــــاطر يفهـــم
 

سـيف

عضو
يقول العضو "جريم ريبر" للزميل باريس:

إياك وأن يضرب لسانك عنقك، والشاطر يفهم...


========================




بمثل هذا الأسلوب الإرهابي تمكن الإحتلال الأجنبي البعثي من جعل الطاغية صدام إبن صبحة إلها في العراق يعبد من دون الله لمدة 35 عاما متواصلة، فكانت نهايته أن التف حبل المشنقة حول رقبته ليلقى بعدها جيفة عفنة في مزبلة التاريخ تتابعه بصقات ولعنات الناس.

فماذا أبقيت أنت لابن صبحة وزبانيته بأسلوبك هذا...؟

ألست أنت الآن بهذا الأسلوب تنقل رسالة تقر فيها بأن الديمقراطية في الكويت مجرد حبر على ورق، وأن الإرهاب هو أساس نظام الحكم فيها...؟




 

سـيف

عضو



مؤلف الدستور جعل من نظام الحكم نظاما دكتاتوريا ينقض الديمقراطية التي تغنى بها في أول دستوره، فقد قال المؤلف: (ثم نأى بالأمير عن أي مساءلة سياسية وجعل ذاته مصونة لا تمس...)

أي ان دفاع الشعب عن أمن بلاده ومستقبلها وما يتهددها من أخطار بسبب قرارات كارثية يتخذها حاكم بلاده، هو طبقا لعقيدة نظام الحكم اعتداء على حقوق الحاكم وإهانة له يمنعها دستوره، فيجب على الشعب أن يصمت حتى لو رأى بلاده تنهار أمامه، فانتقاد الحاكم مسألة لا تغتفر، أما خراب البلاد وفسادها بسبب قراراته فمسألة فيها نظر.


هكذا تقول المادتين 54 و25 من دستور النظام.






 
أعلى