لــــعّـــل إسم "حي بن يقظان" قد مرّ على مسامعكم من قبل !! وقد يكون ذلك في أيام الدراسة الثانوية أو في غيره من المهرجانات الثقافية التي تُقام بين الفترة والأخرى كالندوات والمنتديات والملتقيات الأدبية مثل مهرجان القرين الثقافي وغيره من المهرجانات الأخرى المشابهة !!
على أية حال أردت من خلال موضوعي هذا أن أُسلط الضوء على تلك الرسالة القيّمة (رسالة حي بن يقظان) التي انتقلت إلينا من القرن الثاني عشر ميلادي لمؤلفها العالم والطبيب ابن طُـــفيْل, لما لها من دلالات فلسفية غاية في العُمق وشرح للمراتب التي يتدّرج بها العقل الإنساني في سلّم المعرفة !!
قبل الولوج إلى قصّة حي بن يقظان لا بد لنا من نبذة موجزة عن حياة مؤلف الرسالة وهو : ابن طُفيْـــــل - أبو بكر محمد بن عبدالملك بن طُفيْل القيْسي......وُلد في أوائل القرن الثاني عشر للميلاد في وادي آش قرب غرناطة, ليس معروف كيف نشأ ولا على يد من تعلّم وتتلمذ, ولكن المعلوم أنه أصبح فيما بعد طبيب الخليفة آنذاك, ونرى في رسالته (حي بن يقظان) معلومات طبيّة وفلكيّة ورياضيّة بالإضافة إلى مذهبه الفلسفي مما يدّل على ثقافته العميقة الواسعة والشاملة, هذه الثقافة التي فرضته على الخليفة أبي يعقوب يوسف المعروف بحبه للعلم والحكمة فاتخذه طبيباً ووزيراً وقرّبه منه.
في سنة 1169 م. طلب الخليفة من ابن طُفيل عــــالماً يشرح له كتب آرسطو الغامضة ! وقد وجد ابن طفيل أن هذا الرجل الذي سيشرح آرسطو أحسن ما شرحه العرب هو ابن رُشد.
مثل ابن رُشد في حضرة الخليفة واطلّع على رغبته وشرع في العمل, أما ابن طُفيل فكان سبب عدم إقدامه على ذلك وهو الحكيم العالم هو تقّدمه في السن وانشغاله بأمور الوزارة !
بعد أن تقدّمت السن بإبن طُفيْل وثقُلت عليه الأشغال وزادت به الأعباء قام الخليفة باتخاذ ابن رُشد طبيباً له على أن يظل ابن طفيل محتفظاً بمنصب الوزارة فقط.
مات الخليفة فخلفه ابنه يعقوب الملقب بالمنصور وأبقى ابن طُفيل على ما كان عليه من مقامٍ وإكرام. على أن ابن طُفيل لم تطل به الأيام بعد موت الخليفة فتوفى بعده بسنة في مراكش سنة 581 هجرية.
لم يصل إلينا من كتب ابن طُفيل سوى رسالة حي بن يقظان والتي سأتناولها في موضوعي بشيء من الإيجاز والتلخيص.
يتبع . .
على أية حال أردت من خلال موضوعي هذا أن أُسلط الضوء على تلك الرسالة القيّمة (رسالة حي بن يقظان) التي انتقلت إلينا من القرن الثاني عشر ميلادي لمؤلفها العالم والطبيب ابن طُـــفيْل, لما لها من دلالات فلسفية غاية في العُمق وشرح للمراتب التي يتدّرج بها العقل الإنساني في سلّم المعرفة !!
قبل الولوج إلى قصّة حي بن يقظان لا بد لنا من نبذة موجزة عن حياة مؤلف الرسالة وهو : ابن طُفيْـــــل - أبو بكر محمد بن عبدالملك بن طُفيْل القيْسي......وُلد في أوائل القرن الثاني عشر للميلاد في وادي آش قرب غرناطة, ليس معروف كيف نشأ ولا على يد من تعلّم وتتلمذ, ولكن المعلوم أنه أصبح فيما بعد طبيب الخليفة آنذاك, ونرى في رسالته (حي بن يقظان) معلومات طبيّة وفلكيّة ورياضيّة بالإضافة إلى مذهبه الفلسفي مما يدّل على ثقافته العميقة الواسعة والشاملة, هذه الثقافة التي فرضته على الخليفة أبي يعقوب يوسف المعروف بحبه للعلم والحكمة فاتخذه طبيباً ووزيراً وقرّبه منه.
في سنة 1169 م. طلب الخليفة من ابن طُفيل عــــالماً يشرح له كتب آرسطو الغامضة ! وقد وجد ابن طفيل أن هذا الرجل الذي سيشرح آرسطو أحسن ما شرحه العرب هو ابن رُشد.
مثل ابن رُشد في حضرة الخليفة واطلّع على رغبته وشرع في العمل, أما ابن طُفيل فكان سبب عدم إقدامه على ذلك وهو الحكيم العالم هو تقّدمه في السن وانشغاله بأمور الوزارة !
بعد أن تقدّمت السن بإبن طُفيْل وثقُلت عليه الأشغال وزادت به الأعباء قام الخليفة باتخاذ ابن رُشد طبيباً له على أن يظل ابن طفيل محتفظاً بمنصب الوزارة فقط.
مات الخليفة فخلفه ابنه يعقوب الملقب بالمنصور وأبقى ابن طُفيل على ما كان عليه من مقامٍ وإكرام. على أن ابن طُفيل لم تطل به الأيام بعد موت الخليفة فتوفى بعده بسنة في مراكش سنة 581 هجرية.
لم يصل إلينا من كتب ابن طُفيل سوى رسالة حي بن يقظان والتي سأتناولها في موضوعي بشيء من الإيجاز والتلخيص.
يتبع . .