«لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا»
إلى الأستاذ الفاضل عبداللطيف الدعيج المحترم
لست بكاتب مقال، ولم يخطر في بالي يوما ان اكون. وكم اخجل ان تكون محاولتي البسيطة للكتابة، هي رد على كاتب عملاق مثلك، تعلمت من كتاباته التي اتابعها باستمرار معنى الوطنية ومعنى الالتزام بالمبادئ مهما كان ثمنها باهظا، ومهما خالفك اقرب الناس اليك، ان كنت تعتقد صحة موقفك.
يقول تعالى عن ناكر الحقيقة «فإنها لا تعْمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور» وانا يا استاذي الفاضل لم يعم قلبي، وكوني اعيش في بلدي، فقد رأيت وطني يمزق بتواطؤ وبسبق اصرار وترصد من قبل بعض المسؤولين الرسميين، وبعض العاملين بالشأن العام، وبعض وسائل الاعلام، وجميع هؤلاء واجبهم صون دعامات المجتمع والامن والطمأنينة للمواطنين (المادة 8 من دستور الكويت). وكون هؤلاء جميعا بافعالهم سعوا إلى تفتيت المجتمع، ولم يراعوا سواسية الناس في الكرامة الانسانية، ولم يلتفتوا الى التمييز بينهم (المادة 29 من دستور الكويت)، فقد قمت بواجبي آنذاك كأمين عام لتجمع سياسي نصت ادبياته ومبادئه على المحافظة على الوحدة الوطنية، وقمت بما يمليه علي ضميري وفهمي لمواد دستور وطني، وقيم واخلاق تربيت عليها، ومبادئ وطنية سامية ورثتها من امثال شخصك الكريم. وكوني اعيش في بلدي، فقد رأيت حرقة جزء لا يتجزأ من ابناء وطني اصبحوا بين ليلة وضحاها جميعهم من دون استثناء مزدوجين خونة بائعين لوطنهم رغم أن الجنسية الكويتية يحددها القانون (المادة 27 من دستور الكويت) وليس اهواء افراد.
ان مشاركتي في الاندلس والعقيلة ــ وهي للعلم اراض كويتية يسكنها كويتيون لا يجوز النزول عن، او التخلي عن اي جزء منها (المادة 1 من دستور الكويت) ــ كانت لطمأنة من فقدوا الطمأنينة وهم في وطنهم، رغم انه لا مجال للشك بهم، ولكن عندما تصبح رعاية تخوينهم وسحب المواطنة منهم تأتي برعاية حكومتهم فهم لا يلامون. لقد كانت مشاركتي لتصل الرسالة ان مخطط تفكيك وطني لن ينجح، وان المحاولة البائسة لتخندق كل فئة ومجموعة لن تكون. لقد كانت مشاركتي لتصل الرسالة ان لا احد يتحدث باسمي، فالطائفي يمثل نفسه، والقبلي يمثل نفسه، والعنصري يمثل نفسه. وادعوك يا استاذي الفاضل في المرة المقبلة التي تزور فيها الكويت ان تشرفني بمرافقتي الى مناطق كويتية ربما لم تزرها من قبل، واستمع الى ابناء وطنك والى هواجسهم واسمع كم اثر فيهم حديث العم احمد السعدون، والعم عبدالله النيباري، والأستاذ أحمد الديين، والأستاذ سجين الرأي محمد عبدالقادر الجاسم، وان شاء الله حديثي المتواضع، و«ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ويأتيك بالاخبار من لم تزود».
لقد حملتني يا أستاذي الفاضل وغيري مسؤولية شحن الناس، ورغم تقبلي لرأيك الا أنني اخالفك الرأي. فالناس يا أستاذي الكريم لهم عقل لا ينشحن بكلام. ودفاعنا عن كرامات أبناء وطننا هدأ من روعهم وذهولهم، وخفف ولو القليل من اهانتهم، ليس من قول فرد كما تعتقد ويعتقد كثيرون، ولكن ممن زرع الفتنة وسقاها.
أستاذي الفاضل، لا يخفى عليك الفرق الجلي بين حرية التعبير والرأي، وبين خطابات الكراهية الموجهة الى الفئات. كما لا يخفى عليك أن التحجج بتطبيق القانون لا يشمل دعس فئة بالنعال، كما يردد صاحب هذه الخطابات، وأمور أخرى يعف القلم واللسان على ذكرها.
أستاذي الفاضل، لا اخفي عليك قسوة أن تكون صاحب مبدأ في زمن فقدت المبادئ اصحابها. فالشريف اصبح مجرماً، والمجرم شريفاً، ومن التزم القيم اصبح مؤزماً، ومن باعها عاقلاً، ومن دافع عن وطنه ومستقبله اصبح المعتدي. وأنا هنا ألوم العقلاء الذين صمت ضميرهم عن قول الحق مهما كان، وهؤلاء والفاسدون بالنسبة إلي سواء. فالفاسد يدمر وطناً، والساكت عن الفاسد يشجعه على التمادي، وهذه هي حالنا اليوم. فرفض سرقة أو استنفاع خمسة ملايين بإعلانات، هي ذاتها رفض سرقة أو تبديد خمسة مليارات باستثمارات خارجية. ورفض منع دخول أبو زيد هو نفسه رفض منع الفالي، ورفض منع العريفي. ورفض التطاول على سيدنا الحسين رضي الله عنه، هو نفسه رفض التطاول على امنا عائشة رضي الله عنها. وعندما اشارك مع اناس قد تتناقض مواقفهم في القضايا، فهذا لا يعنيني، فأنا اشارك بما يمليه علي ضميري ويتوافق مع مبادئي، وليس أسماء المشاركين وتوجهاتهم. وهدفي بالمشاركة ايصال الصوت الوطني الى الجميع من أي منبر. فالقضايا الوطنية ليست حكراً على تيارات أو فئات أو شخصيات، فمن أيدها - أياً كان - فأهلاً وسهلاً، وإن تناقض في المستقبل نكشف تناقضه للجميع. هذه هي مواقفي، ثابتة لم ولن تتبدل مع الزمان أو المكان أو المصلحة أو المزاج العام. يقول الامام علي كرم الله وجهه «لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه».
أستاذي الفاضل، «تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت فإن تولت فبالأشرار تنقاد».
وتقبل فائق احترامي وتقديري.
لست بكاتب مقال، ولم يخطر في بالي يوما ان اكون. وكم اخجل ان تكون محاولتي البسيطة للكتابة، هي رد على كاتب عملاق مثلك، تعلمت من كتاباته التي اتابعها باستمرار معنى الوطنية ومعنى الالتزام بالمبادئ مهما كان ثمنها باهظا، ومهما خالفك اقرب الناس اليك، ان كنت تعتقد صحة موقفك.
يقول تعالى عن ناكر الحقيقة «فإنها لا تعْمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور» وانا يا استاذي الفاضل لم يعم قلبي، وكوني اعيش في بلدي، فقد رأيت وطني يمزق بتواطؤ وبسبق اصرار وترصد من قبل بعض المسؤولين الرسميين، وبعض العاملين بالشأن العام، وبعض وسائل الاعلام، وجميع هؤلاء واجبهم صون دعامات المجتمع والامن والطمأنينة للمواطنين (المادة 8 من دستور الكويت). وكون هؤلاء جميعا بافعالهم سعوا إلى تفتيت المجتمع، ولم يراعوا سواسية الناس في الكرامة الانسانية، ولم يلتفتوا الى التمييز بينهم (المادة 29 من دستور الكويت)، فقد قمت بواجبي آنذاك كأمين عام لتجمع سياسي نصت ادبياته ومبادئه على المحافظة على الوحدة الوطنية، وقمت بما يمليه علي ضميري وفهمي لمواد دستور وطني، وقيم واخلاق تربيت عليها، ومبادئ وطنية سامية ورثتها من امثال شخصك الكريم. وكوني اعيش في بلدي، فقد رأيت حرقة جزء لا يتجزأ من ابناء وطني اصبحوا بين ليلة وضحاها جميعهم من دون استثناء مزدوجين خونة بائعين لوطنهم رغم أن الجنسية الكويتية يحددها القانون (المادة 27 من دستور الكويت) وليس اهواء افراد.
ان مشاركتي في الاندلس والعقيلة ــ وهي للعلم اراض كويتية يسكنها كويتيون لا يجوز النزول عن، او التخلي عن اي جزء منها (المادة 1 من دستور الكويت) ــ كانت لطمأنة من فقدوا الطمأنينة وهم في وطنهم، رغم انه لا مجال للشك بهم، ولكن عندما تصبح رعاية تخوينهم وسحب المواطنة منهم تأتي برعاية حكومتهم فهم لا يلامون. لقد كانت مشاركتي لتصل الرسالة ان مخطط تفكيك وطني لن ينجح، وان المحاولة البائسة لتخندق كل فئة ومجموعة لن تكون. لقد كانت مشاركتي لتصل الرسالة ان لا احد يتحدث باسمي، فالطائفي يمثل نفسه، والقبلي يمثل نفسه، والعنصري يمثل نفسه. وادعوك يا استاذي الفاضل في المرة المقبلة التي تزور فيها الكويت ان تشرفني بمرافقتي الى مناطق كويتية ربما لم تزرها من قبل، واستمع الى ابناء وطنك والى هواجسهم واسمع كم اثر فيهم حديث العم احمد السعدون، والعم عبدالله النيباري، والأستاذ أحمد الديين، والأستاذ سجين الرأي محمد عبدالقادر الجاسم، وان شاء الله حديثي المتواضع، و«ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ويأتيك بالاخبار من لم تزود».
لقد حملتني يا أستاذي الفاضل وغيري مسؤولية شحن الناس، ورغم تقبلي لرأيك الا أنني اخالفك الرأي. فالناس يا أستاذي الكريم لهم عقل لا ينشحن بكلام. ودفاعنا عن كرامات أبناء وطننا هدأ من روعهم وذهولهم، وخفف ولو القليل من اهانتهم، ليس من قول فرد كما تعتقد ويعتقد كثيرون، ولكن ممن زرع الفتنة وسقاها.
أستاذي الفاضل، لا يخفى عليك الفرق الجلي بين حرية التعبير والرأي، وبين خطابات الكراهية الموجهة الى الفئات. كما لا يخفى عليك أن التحجج بتطبيق القانون لا يشمل دعس فئة بالنعال، كما يردد صاحب هذه الخطابات، وأمور أخرى يعف القلم واللسان على ذكرها.
أستاذي الفاضل، لا اخفي عليك قسوة أن تكون صاحب مبدأ في زمن فقدت المبادئ اصحابها. فالشريف اصبح مجرماً، والمجرم شريفاً، ومن التزم القيم اصبح مؤزماً، ومن باعها عاقلاً، ومن دافع عن وطنه ومستقبله اصبح المعتدي. وأنا هنا ألوم العقلاء الذين صمت ضميرهم عن قول الحق مهما كان، وهؤلاء والفاسدون بالنسبة إلي سواء. فالفاسد يدمر وطناً، والساكت عن الفاسد يشجعه على التمادي، وهذه هي حالنا اليوم. فرفض سرقة أو استنفاع خمسة ملايين بإعلانات، هي ذاتها رفض سرقة أو تبديد خمسة مليارات باستثمارات خارجية. ورفض منع دخول أبو زيد هو نفسه رفض منع الفالي، ورفض منع العريفي. ورفض التطاول على سيدنا الحسين رضي الله عنه، هو نفسه رفض التطاول على امنا عائشة رضي الله عنها. وعندما اشارك مع اناس قد تتناقض مواقفهم في القضايا، فهذا لا يعنيني، فأنا اشارك بما يمليه علي ضميري ويتوافق مع مبادئي، وليس أسماء المشاركين وتوجهاتهم. وهدفي بالمشاركة ايصال الصوت الوطني الى الجميع من أي منبر. فالقضايا الوطنية ليست حكراً على تيارات أو فئات أو شخصيات، فمن أيدها - أياً كان - فأهلاً وسهلاً، وإن تناقض في المستقبل نكشف تناقضه للجميع. هذه هي مواقفي، ثابتة لم ولن تتبدل مع الزمان أو المكان أو المصلحة أو المزاج العام. يقول الامام علي كرم الله وجهه «لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه».
أستاذي الفاضل، «تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت فإن تولت فبالأشرار تنقاد».
وتقبل فائق احترامي وتقديري.
لله درك يا خالد
شاب وفي مقتبل العمر - وإن شاء الله يطول عمرك - لقنت أصحاب الشعارات ومرتزقة " الوطنية " كيف هي الوطنية الحقيقية ...
دفعت أياما يا خالد من عمرك في السجن من أجل ماتؤمن به من مبادئ ...
بينما من أزعجونا " بـ طنينهم " سنوات طويلة وهم يتشدقون بالوطنية سقطوا مع أول إختبار حقيقي لهم ...وهاهم يكتبون مقالاتهم وتحريضهم للفتنة وهم يقيمون خارج الكويت !!
يا خالد إثبت ...فإنك على الحق :إستحسان: