اللهم صل على محمد وال محمد
اولاّ: نرد على هذه الشبهة المتهالكة ونقول:
الفتوى تقول حول مروج الضلال والمبتدع,,فهل يوجد خلاف حول هذه المسألة؟
إن كان لديكم جواب فتفضلو به.
وخذ هذه الهدايا إليك.
قال ابن قيم الجوزية : جواز كذب الإنسان على نفسه وعلى غيره إذا لم يتضمن ضرر ذلك الغير إذا كان يتوصل بالكذب إلى حقه كما كذب الحجاج بن علاط على المسلمين حتى أخذ ماله من مكة من غير مضرة لحقت المسلمين من ذلك الكذب وأما ما نال من بمكة من المسلمين من الأذى والحزن فمفسدة يسيرة في جنب المصلحة التي حصلت بالكذب ولا سيما تكميل الفرح والسرور وزيادة الإيمان الذي حصل بالخبر الصادق بعد هذا الكذب فكان الكذب سببا في حصول هذه المصلحة الراجحة ونظير هذا الإمام والحاكم يوهم الخصم خلاف الحق ليتوصل بذلك إلى استعلام الحق كما أوهم سليمان بن داود إحدى المرأتين بشق الولد نصفين حتى توصل بذلك إلى معرفة عين الأم .
زاد المعاد : ج 3 ص 306 الناشر : مؤسسة الرسالة - مكتبة المنار الإسلامية .
اقول: فسر لي هذا القول:
(جواز كذب الإنسان على نفسه)
احد يكذب على نفسه؟؟
كذبه هاهنا ليس موجها إلى نفسه
أي ليس معناه أنه يخاطب نفسه فيكذب عليها!!!
ليس هذا هو المعنى!!!
هذا المعنى عند الأعجمي الذي لا يفقه في لغة العرب
معنى كذب على نفسه أي يخاطب غيره فيخبره عن نفسه بأمر ليس هو فيها.
ليس معناه أنه يخاطب نفسه فيكذب عليها.
انظر لكلام ابن القيم بعده:
(كما كذب الحجاح بن علاط على المسلمين، حتى أخذ ماله من مكة من غير مضرة لحقت المسلمين من ذلك الكذب)
ليس معناه أنه يخاطب المسلمين فيكذب عليهم،
بل معناه أنه يخاطب أهل مكة فيخبرهم بأن في المسلمين أمرا ليس فيهم، والقصة معروفة
قال ابن كثير في البداية:
خبر الحجاج بن علاط قال ابن اسحاق:
ولما فتحت خيبر كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجاج بن علاط فقال:
يارسول الله إن لي بمكة مالا عند صاحبتي أم شيبة بنت أبي طلحة - وكانت عنده،
له منها معوض بن الحجاج - ومالا متفرقا في تجار أهل مكة، فأذن لي يا رسول الله فأذن له،
فقال إنه لابد لي يا رسول الله من أن أقول (أي استأذن رسول الله في الكذب على رسول الله والمسلمين فيخبر المشركين بذلك الكذب)،
قال: قل، قال الحجاج، فخرجت حتى إذا قدمت مكة وجدت بثنية البيضاء رجالا من قريش يستمعون الأخبار
ويسألون عن أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وقد بلغهم أنه قد سار إلى خيبر،
وقد عرفوا أنها قرية الحجاز ريفا ومنعة ورجالا، وهم يتجسسون الأخبار من الركبان،
فلما رأوني قالوا: الحجاج بن علاط عنده والله الخبر قال ولم يكونوا علموا بإسلامي
أخبرنا يا أبا محمد فإنه قد بلغنا أن القاطع قد سار إلى خيبر، وهي بلد يهود وريف الحجاز ؟
قال: قلت: قد بلغني ذلك وعندي من الخبر ما يسركم، قال فالتبطوا بجنبي ناقتي يقولون:
إيه يا حجاج؟ قال: قلت:
هزم هزيمة لم تسمعوا بمثلها قط، وقد قتل أصحابه قتلا لم تسمعوا بمثله قط ... )
فقول ابن القيم هنا (كما كذب الحجاح بن علاط على المسلمين)
يعني هذه القصة فكذب على المسلمين أي أخبر عنهم بأمر ليس فيهم.
ليس معناه أنه يخاطب المسلمين فيكذب عليهم.
وكذلك (كذب الإنسان على نفسه)
أي يخبر الإنسان غيرَه عن نفسه بأمر ليس فيها
فيقول لغيره مثلا هو في الدار وليس هو فيها
أو هو مريض مثلا وليس هو كذلك
هذا معنى كذب الإنسان على نفسه.
ومثل ذلك قوله تعالى:
(فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه)
ليس معناه أنه يخاطب الله فيكذب على الله!!!
بل معناه أنه يخبر عن الله بأمر هو كذب
لا يصح أن ينسب إلى الله، كادعاء الشريك والولد.
السؤال:هل يجوز الكذب على المبدع أو مروج الضلال في مقام الاحتجاج عليه ، إذا كان الكذب يدحض حجته ، ويبطل دعاويه الباطلة ؟
الفتوى:الخوئي: إذا توقف رد باطله عليه ، جاز
يعني بهذه الفتوى يجوز لهم ان يكذبوا على كل شخص يخالفهم
بالمعتقد والدين
لا شك أن هذه الفتوى تدل على معتقد القوم السيء
فالمناظرة القصد منها هو الوصول إلى الحق
والوصول إلى الحق يتوقف على أن يصدق كل من المتناظرين صاحبه
والكذب في هذه الحالة مقوض لذلك كله