السلام عليكم ورحمة الله
بدون مقدمات وقبل أي تعليق
أترككم مع مقتطفات للدكتور ساجد العبدلي المطيري
لمحاولة التعرف على توجه هذا الطبيب الكاتب من وجهة نظر كل منكم
اتصل بي منذ أيام زميل من إحدى الصحف، طالبا مني المشاركة (بحكم موقعي في الحركة السلفية) في تحقيق يجريه حول (ردود فعل السياسيين الكويتيين حول محاكمة صدام وما قاله فيها) فاعتذرت منه,,, لسبب بسيط وهو أني رأيت الموضوع لا يحتمل التعليق,,, وأن تعليقات السياسيين الكويتيين (أو غيرهم) لن تزيد أو تنقص من الأمر شيئا,,, وستكون محض بالونات هيليوم تطير في الهواء,,, فلا هي التي ستزيد صدام تجريما ولا هي التي ستسرع في إعدامه
مؤتمر صناعة الحضارة!-. بقلم: د. ساجد العبدلي
26 - فبراير - 2004
ما زال في المسلمين خير كثير، بل وكثير جدا، لكنه يحتاج فقط إلى نفض الغبار عنه، وإلى بلورته ومن ثم توجيهه, تيقنت من هذا حينما شاهدت عشرات المئات من الناس، رجالا ونساء، أطفالا وشيوخا، يملأون الكراسي، ويفترشون الأرض، ويقفون في الممرات المؤدية إلى القاعات التي عقدت فيها محاضرات مؤتمر صناعة الحضارة المقام في فندق الريجنسي، إلى ان غص المكان فأغلقت الأبواب حين صار لا يتسع للمزيد!
هذا المؤتمر تقيمه مؤسسة الابداع الأسرية للمرة الثالثة على التوالي، حيث دأبت على ذلك سنويا في نفس التوقيت تقريبا، وفي كل مرة يلقى المؤتمر إقبالا كثيفا من الجمهور، من الكويت وخارجها، حيث تختنق الشوارع المؤدية إلى الفندق، وتمتلئ الساحات والمواقف المحيطة بالمكان بالسيارات، وتكتظ القاعات بالحضور الذي يحرص على القدوم قبل البدء بساعات لحجز مكانه ويظل ملتصقا به حتى النهاية!
خلال أيام المؤتمر راودتني أفكار متفرقة، وأبت إلا ان أشارككم بها.
في كل سنة يقوم المؤتمر وبنجاح ساحق على أكتاف ثلة من الشباب والشابات من مرحلتي الثانوية والجامعة بإشراف الدكتور طارق السويدان وزوجته الفاضلة الأستاذة بثينة الابراهيم، وهذا دليل ناصع البياض على ان مثل هذه النشاطات الناجحة لا تحتاج مؤسسات ضخمة ولا إلى انبثاق لجان وتشكل فرق، ولا إلى ميزانيات ضخمة كتلك التي تصرفها الدولة على أنشطة مماثلة,,, لتفشل في النهاية!
رغم ان المؤتمر يقام في فترة (هلا فبراير) والتي تتزاحم فيها الأنشطة الترفيهية والحفلات الغنائية في كل مكان، إلا انه يحقق نجاحا جماهيريا لا يخطر على بال كل متعهدي حفلات هلا فبراير الغنائية والطربية، ولا في الأحلام!
يستضيف المؤتمر هذا العام الداعيتين المعروفين، الأستاذ عمرو خالد والشيخ الحبيب علي الجفري، وجماهيرية هذين الشيخين حين اجتمعا فاقت كل التصورات في مؤتمر هذا العام، ولكنكم ستتفاجأون ان أنا قلت ان عمرو خالد هو من مواليد 1967م والحبيب الجفري من مواليد 1971م، حين عرفت هذه المعلومة شعرت في قرارة نفسي ان العصر الإسلامي القادم، حين تتجاوز الأمة محنتها وتبدأ بالارتقاء من جديد لا محالة، لن يقوم (أي العصر) إلا على أيدي الشباب مدفوعا بفكرهم المرتبط بعقيدتهم ومتغيرات العصر، وان مدارس الحرس القديم التي توقفت (روزناماتها) عن الحركة ستندثر لا محالة!
حزب الله... بقايا العزة في زمن الخنوع. بقلم: د. ساجد العبدلي
18 - يوليو - 2006
نعلم أن الدوافع شتى في الهجمة الإعلامية الشرسة تجاه حزب الله وزعيمه السيد حسن نصر الله، فبرغم أن الجميع يتدثرون في الظاهر بدثار الخوف على لبنان وعلى شعبه، فإننا ندرك بأن البعض منهم لا يزال حتى في هذا الظرف الحرج أسيرا للطائفية البائسة التي لا ترى أبعد من أرنبة أنفها التافه تجاه هذا الحزب الإسلامي الشجاع، والبعض الآخر ينطلق من دوافع مغرقة في مصلحته الذاتية، وبعض آخر ينطلق من جهل بالحقيقة وعدم إدراك لخلفيات ومرامي الأمور، ناهيك عن بعض لديه تفسير غريب للدين!
لقد صار الحديث عن الموقف العربي الموحد والوحدة العربية، شيئا ممجوجا، وأضحى من يقول به شخص حالم بأحلام شيطانية!، لذلك لم أكن لأقول بذلك لكي لا أتهم بجريمة الأحلام في عصر محكوم علينا فيه بالنوم ولكن حرمت علينا فيه الأحلام وصار لأمتنا دستور من الذل والخنوع، فما دام العدو الإسرائيلي جبارا ويملك من القوة ما لا طاقة لنا به، فعلينا أن نستسلم ونذعن ونستمر بتقديم القرابين والضحايا البشرية لإرضاء سورات غضبه، وأي مقاومة وغضبة شرف وعزة وكرامة هي «مغامرة غير محسوبة», ولا أدري إن كانوا يسمحون لنا بدعاء «اللهم شتت شملهم وأحصهم عددا وأبدهم بددا ولا تغادر منهم أحدا»!
ليس المقام مناسبا للمقالات الإنشائية والاستعراض الأدبي والحال ما ترون، لكن صدق المصطفى حين قال: «سيأتي على الناس سنوات خدّاعات يصدّق فيها الكاذب ويكذّب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخوّن فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة، قيل وما الرويبضة قال الرجل التافه يتكلم في أمر العامة»، وها قد عشنا لنرى الرويبضات باعة القلم أصحاب الزوايا والأعمدة المباحة لمن يدفع أكثر يتكلمون في حزب الله الباسل والسيد حسن نصر الله!
إن حزب الله لم يتوقف يوما عن سعيه لأسر جنود العدو في مسعاه الاستراتيجي لإجبار العدو على تبادل الأسرى، لكن الفرق أن تلك المحاولات، من بعد تبادل الأسرى في يناير 2004 والذي أطلقت فيه إسرائيل أكثر من 400 أسير فلسطيني ولبناني لم تنجح,,, وهذه نجحت، لذلك فلا مجال للاعتراض على توقيت العملية، وكان الأجدر السؤال، لو كانوا يفقهون، لماذا اختارت إسرائيل هذا التوقيت لفتح معركة شاملة على لبنان كما تساءل اخيرا عزمي بشارة في مقال له؟
والجواب هو أن إسرائيل وأميركا تراهنان على تأجيج حالة من الانشقاق في الداخل اللبناني والعربي بغرض تضييق الخناق على حزب الله، بعدما فشلت أميركا في تنفيذ القرار 1559 الذي نص ضمن ما نص على تفكيك ونزع سلاح الميليشيات اللبنانية، وأن إسرائيل جاءت اليوم لتنفذ هذا الجانب من القرار بنفسها لأنها رأت أن تأجيل ذلك سيفاقم الوضع ويمنح وقتا للمقاومة لتعزيز قوتها، وأن أميركا - كما يقول عزمي بشارة - ترشِّد الضربات الإسرائيلية بحيث تمس بالمقاومة دون المس بمشروعها في لبنان، وبحيث تبتز وتخيف حلفاء أميركا من دون أن تحطمهم أو تبعدهم أو تدفع جمهورهم إلى أحضان المقاومة.
إذن فليكرمنا جبناء هذه الأمة بسكوتهم، كما عودونا، ولينصرف الرويبضات المأجورون للكتابة في موضوعاتهم التافهة، ولأصحاب دين الهوان والاستسلام لهم دينهم ولنا دين، وأما حزب الله والسيد حسن نصر الله فسيظلون بقايا الكرامة والعزة
في زمن الخنوع، ولن يضرهم من خالفهم!
كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء. بقلم: د. ساجد العبدلي
26 - فبراير - 2006
لا أدري من قائل العبارة «كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء», ولكن البعض ممن سألت أجابني بنسبتها الى الزعيم الشيعي الراحل آية الله الخميني, في كل الأحوال، وبغض النظر عمن يكون القائل، فأنا أؤمن وأعتقد حقا بأن كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء,,, وان كان فهمي مطابقا لما أراده قائلها الأول فلعمري أنه حكيم,,, والحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها فهو أحق بها.
يوم عاشوراء، الذي يمر علينا، نحن السنّة، ويذهب من دون أن يستذكر أكثرنا، ويا للعجب، أن ذاكرة هذا اليوم تحتفظ بواحدة من أعظم وأروع ملاحم التاريخ الاسلامي، بل لعلها الأعظم من بينها قاطبة، والتي هي ملحمة استشهاد الحسين سيد شباب أهل الجنة، الطاهر ابن الأطهار وحفيد أطهر الخلق (عليهم الصلاة والسلام أجمعين), أقول إن ذاكرة هذا اليوم تحتفظ بذكرى ومشاهد وقوف الحسين بن علي (رضوان الله عليهما) في وجه أول قوى الطغيان والجبروت والاستكبار في العهد الاسلامي، وأعني بذلك جيش الظالم يزيد بن معاوية عليه من الله ما يستحق, ذلك الموقف العظيم الذي شهدته أرض كربلاء، جسّد واحدا من أعظم معاني الاسلام الصحيح، ذلك المعنى الذي برز من خلال التصدي للسلطان الجائر، الحائد عن العدل، والمستولي على السلطة من دون وجه حق، ومن خلال التضحية بكل شيء من مال وولد وأهل ونفس في سبيل تبيان أن للحرية سقفا عاليا جدا، لا يقبل الحر الشريف بحال له أن ينخفض ليجبره على أن يحني رأسه، وأنه على استعداد للتضحية بكل شيء من أجله، ومن أجل أن يضرب به مثلا للآخرين على مر العصور، خصوصا عندما يكون هو الأقرب بالصلة والدم الى الرسول الكريم الذي جاء بدين هدفه الأسمى اخراج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد، فكان ذاك ما فعل الحسين على نبينا وعليه وآله أتم الصلاة والسلام.
وقوف الحسين في وجه يزيد لم يكن نزاعا على السلطة، كما يظن البعض، بل كان وبكل وضوح حربا بين الحق والباطل، وبين العدل والجور, وتلك الملحمة ليست معركة تاريخية ابتلعها الماضي، وانما هي مدرسة ثرية مليئة بالعبر والدلالات والمعاني، التي يجب الوقوف عندها والتعمق في دراستها، لا تجاهلها وغض الطرف عنها بدعوى أنها مما يجب الكف عن الحديث فيه لعدم فائدته وجدواه.
أقول هذا، وأصر عليه، لأننا نرى اليوم أن كل أرض الاسلام صارت كربلاء، وكل شعوب الاسلام ترزح تحت امرة سلطة الجبروت والطغيان، حتى غدت كل أيامها عاشوراء حيث ملحمة الحسين تتكرر هنا وهناك بأقدار متفاوتة وبأحجام مختلفة.
ملحمة الحسين في كربلاء ليست شأنا شيعيا خاصا لنتجاهلها، بل انها مفخرة اسلامية يحق على كل مسلم أن يستذكرها، فالحسين هو ذاك الذي قال عنه النبي (صلوات ربي وسلامه عليه وآله) «حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً ، الحسين سبط من الأسباط», لذا، فان محبتنا للحسين وآل البيت، من محبتنا لرسول الله ومن محبتنا لديننا، واننا لذلك نكره ولا نوالي من لا يحب ولا يجل الحسين وآل البيت.
لكننا في الوقت ذاته، نؤمن بأن محبتنا للحسين لا يجب أن تكون بحال من الأحوال مختزلة في استذكاره مرة كل عام، والعيش بأسى في أسر مظلوميته، وانما تتجلى محبته بالنظر الى ملحمته على أنها نور تاريخي عظيم، لم يجر هباء، ولم يمض سدى، بل حدث لنتعلم منه ما يضيء حاضرنا ويرشدنا الى الهدى في مستقبلنا.
ذاك هو الحسين سيد شباب أهل الجنة وهؤلاء نحن أتباع محمد والحسين وآل البيت (عليهم الصلاة والسلام).
اعتراف السيد !. بقلم: د. ساجد العبدلي
03 - سبتمبر - 2006
أراهن بأن غالبية الذين كتبوا ويكتبون وتحدثوا ويتحدثون عن قصة «اعتراف السيد حسن نصر الله بسوء التقدير لردة الفعل الإسرائيلية تجاه أسر الجنديين» ، لم يشاهدوا اللقاء التلفزيوني بأنفسهم . ولا أستثني من ذلك الكتاب على مختلف المستويات ابتداء من متحاوري وكتاب منتديات ومدونات ومواقع الانترنت ، المحترمة منها وغير المحترمة ، مروراً بكتّاب الصحافة المطبوعة ، المحترمة منها وغير المحترمة كذلك ، انتهاء بأعضاء القيادات السياسية الرسمية... المحترمة منها وغير المحترمة أيضاً !
بــداية سأقول بأنه وبطبيعة الحال ، كان مفهوماً جداً أن يكــــــــــون أول الـــــــــذين كتبــــــوا في هذا الصدد وطيروه في الآفاق هــــــــم أنفسهم الــــــذين كتبوا في السابق منتقدين حزب الله والسيد حسن ، فليس أفضل من هذه الفرصة لإظهارهم بمظهر أصحاب الرأي الصواب والرؤى الثاقبة منذ البداية ، وليس أحسن من هذا المقام لإظهار أنفسهم بمظهر المنتصر على من خالفهم . هذا متوقع ومفهوم ، كما أن المسألة من بدايتها لا تعود لخلل في الأفهام والعقول ، وإنما لفساد في المقاصد والقلوب .
كــــــان من حظي أن ألتقي بالسيد حسن نصر الله منذ أعوام عـــــــــــــــدة ، ومن وقتها تعـــــــــززت لــــــــدي قنـــــــــــاعة قـــديمة بأنه من القـــــــــــــادة السياسيين المعاصرين القــــــــلائل الـــــــذين يمتلكون توازناً كبيراً في طروحاتهم ، وثباتاً عميقاً في رؤاهم . وبالأمس ، وحين شاهدت اللقاء المتلفز الذي بثته قناة «نيو تي في» ، حمدت الله على أن قناعتي القديمة بهذا الرجل لاتزال في محلها لما عهدته فيه ورأيته مجدداً من سكينة نفس وسعة صدر واتساع أفق .
الجميع سيقولون كما قال السيد حسن نصر الله في هذا اللقاء بأن حزب الله لو كان يعلم ولو بنسبة واحد في المئة بأن عملية أسر الجنديين ستؤدي إلى مثل هذه الحرب لما أقدم الحزب على هذه العملية . لكن ، وهذا ما تعامى عنه الذين كتبوا وتحدثوا ، السيد حسن نصر الله لم يغير بهذا الكلام شيئاً ، مما قاله بالأمس ولم يتراجع عن شيء من رؤاه ، فهو من صرّح قبل الحرب بأشهر بأن عدواناً كبيراً تخططه إسرائيل ، وأعاد ذات الكلام في اللقاء الأخير بأن العدوان كان مخططاً له أن يقع في شهر أكتوبر ، وأنه كان سيكون أكثر فتكاً وتدميراً حينها ، لكن الأحداث عجلت به فجعلته في شهر يوليو . لذلك فإن السيد وكل الكتّاب المنصفين يعلمون بأن الحرب لم تكن بسبب عملية أسر الجنديين ، لأن هذه العملية سبقتها الكثير من العمليات الأخطر والأكثر تأثيراً على الجانب الإسرائيلي ، وإنما كانت وفق تلك الخطة المعد لها سلفاً .
السيد حسن في لقائه هذا لم يعترف بخطأ وسوء تقدير كما يدلّس البعض ، وإنما عاد مجدداً وبكل بساطة ليذكرنا بحقيقة كم نفتقر اليوم في عالمنا العربي والإسلامي إلى نماذج أخرى على شاكلة هذا القائد الشجاع الفذ !
ليس الهدف من مقالي هذا معارضة حقوق المرأة السياسية ,,, ابدا ,,, فأنا اؤمن بأن من الواجب ان تعطى المرأة كل حقوقها ,,,
اعلن هذا مع ارجائي التفصيل في ماهية هذه الحقوق الى اشعار آخر!
أيدنا حقها .. من باب الفقه .. وإحراج الحكومة أيضا !. بقلم: د.
ساجد العبدلي
05 - مارس - 2005
الضجة الكبيرة التي تثور في الكويت هذه الأيام حول مسألة «حقوق المرأة السياسية»، مرشحة لمزيد من الاشتعال مع اقتراب موعد طرحها للتداول والتصويت تحت قبة البرلمان الكويتي في السابع من مارس الجاري. لكن، وبشهادة أغلب المراقبين والمحللين السياسيين، فإن بيان «حزب الأمة» الذي صدر منذ عدة أيام حول المسألة، كان هو التصريح الأكثر إثارة للجدل وللنقاش وربما للحيرة، إذ كان مباغتا للجميع، بمن فيهم الحكومة والجماعات الليبرالية لأنه جاء عكس كل التوقعات مؤيدا إعطاء المرأة كامل الحقوق السياسية من انتخاب وترشيح! ومثار هذا الزخم الكبير من النقاش والجدل والذي أتى ليذكر بالعاصفة التي أثارها إعلان قيام حزب الأمة نفسه منذ أسابيع قليلة، وما أعقب ذلك من أحداث متسارعة تمثلت في إحالة مؤسسي الحزب إلى التحقيق وبعدها وضعهم رهن الإقامة الجبرية بمنعهم من السفر خارج البلاد من دون سند قانوني وجيه، يرجع إلى أن هناك من دأب على الترويج لفكرة أن هذا الحزب هو حزب ديني خرج من رحم الحركة السلفية التي عرف عنها معارضتها الدائمة للشق الخاص بالترشيح من مسألة الحقوق السياسية للمرأة، وعليه فإن بيانه الأخير حول المسألة هو بمثابة تحول لافت للنظر يحمل في طياته دلائل وربما أسرارا يتوجب الوقوف عليها! والسؤال ها هنا: هل هناك بالفعل أسرار في طيات تأييد حزب الأمة لإعطاء المرأة كامل الحقوق السياسية؟!
أتصور أنه يمكن لي أن أجيب على هذا السؤال، من موقع أني أحد من أسسوا حزب الأمة، وأحد من شاركوا في صنع قراره الخاص بحقوق المرأة السياسية. لكن، قبل الشروع في طرق ذلك لعل من اللازم، ابتداء، أن أعلق على مقولة هل خرج حزب الأمة فعلا من رحم الحركة السلفية أم لا؟
ورد في البيان التأسيسي لحزب الأمة، الذي أذيع ونشر عبر الكثير من وسائل الإعلام، أن مؤسسي الحزب هم خمسة عشر شخصا، والواجب على من يحلو له الزعم أن حزب الأمة خرج من الحركة السلفية أن يبحث بإنصاف في التاريخ السياسي والحركي لهذه الأسماء، وحينها سيجد أن هذه القائمة ومثلما احتوت على أسماء ارتبطت بالحركة السلفية، فإنها احتوت كذلك على من ارتبطوا بجماعة الإخوان المسلمين، وكذلك من هم مِن الإسلاميين المستقلين، بالإضافة إلى مجموعة من المحافظين غير المؤدلجين إطلاقا، وبالتالي فلا يصح موضوعيا القول بأن الحزب قد خرج من رحم الحركة السلفية لمجرد وجود بعض الأسماء المنتمية لهذه الحركة في قائمة مؤسسيه.
الحقيقة الواضحة، التي يحاول البعض أن يتجاهلها أو يخفيها، لما تحمله من دلالات سياسية ومؤشرات لها أبعاد حرجة، تتمثل في واقع أن حزب الأمة تكّون من كوادر وفعاليات مختلفة الجذور الفكرية والنشأة الحركية، اجتمعت واتفقت على مبادئه وأهدافه الإصلاحية التقدمية وقررت أن تقدم على هذه الخطوة الاستثنائية الجريئة والجديدة ليس على ساحة العمل السياسي في الكويت وحسب وإنما في سائر دول مجلس التعاون الخليجي.
أما عن السر وراء تأييد حزب الأمة لحقوق المرأة السياسية، هذا إن كان في الأمر سر أصلا، فأقول بداية بأني لا أتصور أنه بإمكان أي شخص منصف أن ينظر لمسألة حقوق المرأة السياسية من الناحية الشرعية الموضوعية خارج إطار المسائل الفقهية التي تحتمل الاختلاف والاجتهاد والتي وردت فيها عدة آراء وأقوال مختلفة لكل منها وجاهته وثقله. وهكذا جاز لأي شخص أن يعتنق الرأي الشرعي الذي يطمئن إليه، ولكن لا يجوز له نهائيا أن يصادر حق غيره في اعتناق سواه.
ومن نفس هذا المنطلق والفهم كان موقف حزب الأمة من مسألة حقوق
المرأة السياسية، والتي طرحت للتداول بين أعضائه على ضوء المتغيرات السياسية المتسارعة في الساحة الكويتية، وبعد ذلك طرحها للتصويت ليأتي القرار بالأغلبية مؤيدا لإعطاء المرأة كامل حقوقها السياسية.
هذا ما دار في مطبخ الحزب حيال مسألة الحقوق السياسية للمرأة، وهو يبين لنا الآلية الديمقراطية المباشرة والتي يتعامل فيها حزب الأمة مع كل القضايا، سواء السياسية منها أو الشرعية التي لم يرد فيها
رأي فقهي قاطع وصريح مجمع عليه.
لكن ومن جانب آخر، وبالرغم من أن حزب الأمة أصدر بيانه المؤيد لحقوق المرأة السياسية، فإنه لا يعتقد بجدية الحكومة الكويتية تجاه هذه القضية مهما حاولت أن تحيطها بالحشد الإعلامي المبهر، لأنها أثبتت وعبر عمر مسيرتنا الديمقراطية بأنها تملك القدرة ومختلف الأدوات لتمرير القوانين والمشروعات التي تريد لها أن تمر من خلال مجلس الأمة، وعليه فإن عدم مرور قانون حقوق المرأة السياسية على الرغم من عرضه على المجلس لعدة مرات متتالية يدل على أنها، أي الحكومة، لا تريد أن تستخدم كل أدواتها وقدراتها في هذه المعركة بالذات.
السبب وراء ذلك، في تحليلنا، أنها استفادت لمرات ومرات من بقاء هذه المسألة متوترة ومعلقة بهدف إدخال الشارع السياسي في معمعتها، لتتمكن أولا من تمرير المشاريع والقوانين الأكثر أهمية وحساسية بالنسبة لها، بعيدا عن انتباه النواب والشارع المنشغل، وثانيا لضمان بقاء حبل التوتر مشدودا ما بين التيارين الليبرالي والإسلامي حيال هذه المسألة، من ضمن حبال التوتر الذي حرصت علىإبقائه مشدودة دائما بين مختلف التيارات لضمان بقاء خيوط اللعبة السياسية في يدها دائما.
حزب الأمة أعلن تأييده لإعطاء المرأة كامل الحقوق السياسية، ليس لأنها تأتي على رأس القضايا السياسية التي تستحق الانتباه والعلاج العاجل، فقضية وجوب إشهار الأحزاب وقضايا حقوق الإنسان وقضية إنصاف فئة البدون، وغيرها أخرى وأجدر بالانتباه والعلاج،
لكن حزب الأمة أعلن تأييده لمسألة حقوق المرأة السياسية سعيا لتجريد الحكومة من هذه الورقة التي طالما استخدمتها لإعاقة تقدم عجلة الإصلاح السياسي الحقيقي إلى الأمام!
نيران صديقة!. بقلم: د. ساجد العبدلي
01 - مارس - 2005
طالعتنا الصحف بالأمس بتصريح شديد للأخ الحبيب النائب ضيف الله بورمية حول مسألة حقوق المرأة السياسية، قال فيه (ان البعض أخذ فتاوى المتاجرين بالدين التي أجازت دخول المرأة للحقل السياسي، رغم علمهم أن هذه الفتاوى خرجت من أناس سبق وان أفتوا يوما من الأيام بتحليل آكل الربا,,, وأن البعض أوجد هذه الفتاوى غير الشرعية ذريعة للوقوف بجانب الحكومة والسعي للمصالح الدنيوية,,, وأن هناك دليلا صريحا في القرآن الكريم يمنع المرأة من الولايات العامة، ويتمثل هذا الدليل في أن الهدهد الذي كان مع سليمان استنكر في بداية حديثه تملك بلقيس على قومها قبل أن يستنكر كفرها وسجودها مع قومها للشمس، كما أن هناك دليلا آخر من السنة النبوية حيث قال المصطفى عليه الصلاة والسلام: ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة).
أنا أفهم وأقدر أن يعارض بعض النواب مسألة الحقوق السياسية للمرأة، سواء استنادا إلى وجهة النظر الشرعية التي يعتنقونها، أو للضغوطات الاجتماعية التي تؤثر عليهم في مناطقهم الانتخابية، أو إلى أية حسابات سياسية أو نيابية أخرى! لكنني لا أفهم، بل لا أقبل إطلاقا هذه الهجمة الشرسة من النائب ضيف الله على من يعتنقون وجهة النظر المغايرة له! لا يصح أبدا، لا بالمقياس الديني (ولا حتى بالمقياس السياسي)، القول عن العلماء الذين أفتوا بجواز إعطاء المرأة حقوقها السياسية بأنهم أناس سبق وان أفتوا يوما من الأيام بتحليل أكل الربا، لأن في هذا تجنيا صارخا على شريحة كبيرة من العلماء.
من جانب آخر، كل من لديه اطلاع بسيط في المسألة يعلم أن الأدلة التي ساقها بورمية على أنها أدلة (قطعية)، ليست بالأدلة القطعية ولا من يحزنون، بل إنها نفسها محل جدل كبير ما بين العلماء أولي الاختصاص! وهكذا فالرأي الشرعي في المسألة ليس قاطعا، بل إن به اختلافا كبيرا، كما أن المسألة برمتها ليست عقدية قاطعة لتستلزم التفكير بعقلية الولاء والبراء والمفاصلة، حتى نقول بأنه ربما جاز للنائب بورمية أن يستخدم مثل هذه النبرة الشديدة في (قصف) مخالفيه، بل إن أقصى ما تحتمله المسألة أنها اجتهادية خلافية، يجوز لمن أراد أن يعتنق الرأي الشرعي الذي يطمئن إليه حيالها.
كما أنه إن كانت مسألة الولاية العامة للمرأة ثار حولها جدل فقهي، فما بالكم بمسألة الوصول إلى البرلمان والتي يراها كثيرون على أنها لا تدخل في الولايات العامة من باب أن عضو البرلمان لا يملك سوى رأيه التشريعي والذي هو في النهاية رأي تضامني لا يمكن له بمفرده أن يفعل شيئا!
رسالتي هنا هي أنه لا داعي لأن ندخل في متاهة المزايدة الدينية على بعضنا البعض، وأن نعترف بكل موضوعية واحترام أن المسألة بها مجال كبير للاختلاف الفقهي، وعليه فإن فيها مجالا واسعا لاعتناق أي من الآراء التي جاء بها العلماء.
أرجو من الأخ الحبيب بورمية أن يدرك أن لكل معركة نيابية أدوات (وأسلحة) تستخدم فيها، وأن نزوعه الدائم إلى استخدام القصف المكثف بقذائف الهاون والمدافع في كل معاركه النيابية قد يضر به وبأحبابه ممن يريدون له الخير، ونحن بالنهاية لا نريد لأحد أن يسقط تحت قصف النيران الصديقة!
وهذا الرابط ( الذي أتمنى أن لا يحذف للفائده )
يبيّن مدى ( حب الشيعه ) للدكتور ( ساجد المطيري )
لا أعلم كيف تمجد الشيعه ( سني سلفي ) ؟؟
http://www.hajr-network.net/hajrvb/s...hp?t=402816372
. ساجد العبدلي المطيري
طبيب بشري من دولة الكويت
نائب رئيس المكتب السياسي في الحركة السلفية 2003
رئيس المكتب السياسي في الحركة السلفية 2003 -2005
عضو مؤسس لحزب الأمة - الكويت 2005 إلى الوقت الحالي
،،،،،،،،
ملاحظة : الحبيب الجفري داعيه صوفي
وولد عطا يقول >>>>بينت فليجا يارفيق
ملاحظه (منقول)