هي دعوة لمُحبي القراءة في هذهِ الأجواء شبه الباردة !
أو ربما دعوة , للنظر في الجانب المُعتم من الحياة ..
و التجرّد المُطلق من النظرة الرغيده فحسب ..
فلتقرأوا .. الرواية الواقعيه .. [ تلكَ العتمة الباهرة ] لـ الطاهر بن جلون
والتي تتحدث عن سجين أو مجموعة سُجناء [ تزمامارت , في المغرب ] ..
بشكلٍ عميق ودقيق ..
شيء يُشعرني بالبرد والوحدة .. والرغبه في القيء أجلكم الله . .
: (
الكتابة عن الأسود قد تعطيك نوراً وهاجاً يا استاذتنا الاديبه..
رواية العتمة الباهره ،، أو الوجع الأسود المنحوت على أجساد سجناء العالم الآخر " تزمامارت "
لم تكن خيالية،، بل حقيقة حقيقيه،،
لم تحمل تاريخاً،، لأن تواريخها كانت تحمل نفس الألم والأحداث المأساويه..
حياة المنفى يا استاذتنا،، ذقناها ونحن نقرأ لهذه الروايه..
شعور الألم والإعتصار،، شعور الهزيمة والإنتصار..
شعور القسوة والقوه،، شعور الذل والإكبار..
ويبقى السؤال بعد الإنتهاء من القراءه....
هل نستطيع أن نهزم المستحيل..!!؟
الإجابة آيه: " يُخرجُ الحيّ من الميّت "
يالله.. مكانٌ لا تسكنه الإنسانية أبداً.. سوى أطيافاً من ترابْ
سوى الأرواح التي تخرج من الأجساد والموت الذي يطارد السجناء..
ليس إلا الجنون الذي يهاجمهم مرةً تلوى الأخرى..
ليس سوى إنتظار الهلاك على حطب الجحيم..
"مرارةٌ وغصّه عندما تتخيلين مجموعة سجناء..
خرجوا ليدفنوا أحدهم،، فوجدوا عدة قبور بعددهم.!
ايّ ظلامٍ هذا،، وأيّ قسوة تكون.!"
..
الطاهر بن جلون أبدع في كتابة الروايه على لسان ودموع بنبين..
استطاع أن يعيش في نفس الزنزانة التي عاشها..
وهذا هو الفن الأدبي الرفيع..
..
لقد شوقتيني لقرءتها من جديد..
إلا أنني أفكر جاداً في قراءة آخرى تشبهها..
"تذكرة ذهاب واياب الى الجحيم"
والتي نسجها الرايس احد المنفيين لهذا المعتقل اللاإنساني
علّني انتهز الفرصه في إجازة الكرسمس لقراءتها..
انصحك بقراءته.. وسوف تجدين شيئاً أعمق يصب في إتجاهاتٍ عده
تشبه هذا العصر وهذه الأحداث الحالية التي يشهدها الجدار العربي المتصدع..
تشبه لهذه الدول التي اصبحت معتقلات لشعبها واشباحُ موْت تطاردهم..
شكراً بدايه..