هذا الكتاب يسأل فيه الصنم الاستعماري البريطاني عن طريقة التصرف مع القبائل هل هم تابعين لمبارك او لعبدالعزيز
لترحيلهم و نهب اراضيهم و نفطهم
كتاب تاريخ الكويت الحديث
1750 - 1965
تأليف: أحمد مصطفى أبو حاكمة
http://www.mediafire.com/?ibkby9dbzqb5lbw
http://www.mediafire.com/?0hed1oq4uk5i145
http://www.mediafire.com/?ntzt8v8gf07dvyz
فقرة من كتاب تاريخ الكويت المعاصر للدكتور احمد مصطفى بوحاكمة عن مؤتمر العقير توضح لكم ما جرى في هذا الاجتماع ...
عقد المؤتمر في نوفمبر 1922م، و كان الهدف منه إيجاد حل لمشاكل الحدود بين نجد و العراق من جهة، و الكويت و العراق و نجد من جهة أخرى، و ترأس الوفد النجدي ابن سعود، و حضرها عن بريطانيا المندوب السامي البريطاني في بغداد السير "برسي كوكس"، و ضم أيضا ً وزير المواصلات و الأشغال صبيح بك، أما الكويت فقد مثلها الوكيل السياسي البريطاني الميجور "مور"، كما حضرها الشيخ فهد الهذال شيخ العمارات من قبيلة عنزه، ووصل ابن سعود إلى العقير برفقة صهره سعود الكبير و الميجور هولمز، و أمين الريحاني، و عبدالله الدملوجي و حرس من ثلاثمائة رجل، و ما إن علم بوصول السير برسي كوكس للساحل حتى استقبله مع بعض الجند، و كانت معهم الخيول حيث انطلقوا بها و اتجهوا إلى المخيم المعد لاستضافتهم.
أما الكويت فقد مثلها الميجور "مور" طبقا ً لاتفاقية الحماية البريطانية الكويتية الموقعة عام 1899م، و التي تمنح بريطانيا إدارة شئون الكويت الخارجية، إلا أن هذا كان إجحافا ً بحق الكويت خاصة و أنها تضمنت مسألة في غاية الخطورة.
و أتضح من جلسات المؤتمر رغبة برسي كوكس في رسم الحدود مع الأخذ بعين الإعتبار، أهمية العراق كدولة ذات حدود واضحة، خاصة مع احتمالات توقيع إتفاقيات نفطية مع بريطانيا، أما فيما يتعلق بنجد فإيقاف الاعتداءات على حدود جيرانها في الشمال و الشمال الشرقي "العراق، شرقي الأردن، و الكويت"، و اتضح أن الهدف الأساسي هو جعل الكويت دولة فاصلة بين نجد و العراق.
و في المؤتمر قال صبيح بك: "منذ أن خلق الله العالم و منذ أن جرى تدوين التاريخ فإن حدود العراق تمتد جنوبا ً حتى اثنى عشر ميلا ً من الرياض عاصمة ابن سعود، و يحدها البحر الأحمر من الغرب بحيث تشمل حائل و المدينة و ينبع، و تمتد شرقا ً لتشمل الهفوف و القطيف على الخليج العربي، و الله يشهد أن هذه هي وحدها الحدود الحقيقية بلا منازع".
و لم يتمالك ابن سعود نفسه، و ما إن جاء دوره حتى هب واقفا و قال :
"أنا لا أعرف أي شيئ عن الخلق، و لكني أعلم علم اليقين أنه منذ أيام جدي الاكبر إبراهيم الخليل
كانت أراضي نجد و عالم البداوة تمتد حتى حلب شمالا ً و نهر العاصي في شمال سوريا و كانت تشمل جميع البلاد الواقعة على يمين الفرات و من هناك إلى البصرة على الخليج العربي".
و في الجلسة الثالثة تركز الحديث حول الحدود و القبائل فقدم ابن سعود تقريرا ً جاء فيه:
"إذا سألوك من قبيلة العمارات قل أنها من عنزه، و عنزه من أبناء عم ابن سعود و رعاياه"، بينما أشار صبيح نشأت قائلاً: "إن العمارات و الظفير تفضلان أن تكون من رعايا العراق، أما عنزه سوريا فقد تفضل أن تكون من رعاياكم ولكم ما تشاؤون إذا استطعتم أن تستولوا عليها من يد الفرنسيين"، و في الجلسة أصر ابن سعود على القول "أن الظفير هي قبيلة من بدو العراق تابعة له و لذلك فمن الضروري أن تمتد حدود نجد إلى الفرات لا لأنه يرغب في السيطرة على النهر المذكور بل لأن الظفير و القبائل البدوية الكثيرة الأخرى تنتقل سنويا ً إلى نهر الفرات و لا يمكن أن تحرم من هذا الحق لأنه مسألة حياة أو موت بالنسبة لأهل البادية و استمرت المحادثات و أعلن عبدالعزيز أنه
على أستعداد للتخلي عن قبيلتي الظفير و العمارات بشرط وضع خط لحدود القبائل يضمن حقوق القبائل التابعة له، و
اقترح أن تكون الآبار و المراعي الواقعة في الجنوب التي تعود لقبيلتي عنزه و الظفير و قبائل الكويت
ماعدا قبائل مطير و العجمان و العوازم و التي يعتبرها من رعاياه، و أما الآبار التي كانت ملكا ً مشتركا ً بين عنزه و الظفير و مطير فتصبح منطقة محايدة".
فسأل كوكس "كيف نثبت ملكية هذه الآبار" فرد عبدالعزيز "جميع أهالي الصحراء يعرفون ذلك كضوء النهار، فضلا عن وجود بصمات قديمة على جدران الآبار الداخلية"، في حين أكد صبيح نشأت أن العراق لن يقبل بأي تخطيط للحدود يعطيه أقل من مائتي ميلا إلى الجنوب من نهر الفرات مما أدى إلى تضارب في الأراء فانتهت الجلسة دون التوصل إلى نتيجة.
و في اليوم السادس قام برسي كوكس برسم خريطة تضع خطاً فاصلا ً يمتد من الخليج العربي حتى جبل عنزيان قرب حدود شرقي الاردن، مما مكن العراق من الحصول على أراضي واسعه كانت ترى نجد أحقيتها بها، كما قام كوكس بمنح ابن سعود ثلثي أراضي الكويت، و كانت وجهة نظره تتمثل في قوة ابن سعود و أن سلطة شيخ الكويت في الصحراء لم تكن كما كانت في عهد جده الشيخ مبارك، ووضع أيضاً منطقتين محايدتين في جنوب و غرب الكويت، نتيجة لهذا التخطيط تقلصت أراضي الكويت من حوالي مائة و خمسون إلى حوالي ستة ألاف ميل مربعاً.
و يصف الوكيل السياسي البريطاني في البحرين حينذاك ديكسون ان توقيع الإتفاقية بانها جاءت على حساب دولة صغيرة ضعيفة، و الهدف من توقيعها الرغبة في تهدئة ابن سعود الذي يملك القوة و القدرة على إثارة المتاعب، و أكد الميجور مور لم يتفوه بأي كلمة، و المفترض أن يدافع عن مصالح الكويت.
و تم توقيع هذا الإتفاق في 2 ديسمبر 1922، حيث وقعه ممثل الكويت الميجور مور، و الدكتور عبدالله دملوجي عن ابن سعود، و أصبحت الحدود كالتالي:
"غرباً عن التقاء وادي العوجة بوادي الباطن، و من هذه النقطة بعد أن تركت رقي تحت سيطرة نجد و تمتد الحدود بخط مستقيم إلى نقطة إلتقاء خط العرض التاسع و العشرين بنصف الدائرة الحمراء التي اشير إليها في الاتفاقية الانكليزية التركية 1913م، و من هنا يتبع الخط نصف الدائرة الحمراء حتى يصل إلى نقطة على الساحل تقع جنوب رأس العقيلة".
و من وجهة النظر الكويتية كان إتفاق العقير "غير شرعي" ذلك لأن الكويت لم تشارك به فعليا ً، و رأت أن بريطانيا قد أخلت بالتزامها تجاه المحافظة على مصالح الكويت، و لهذا اعتبر الشيخ أحمد هذا الإخلال بمثابة "ضربة قاضية لإيمانه ببريطانيا العظمى".