طرائف فى البلاغة اللغوية

Greis

عضو بلاتيني
طرائف في البلاغة اللغوية |
159

تنبأ رجل ، فطالبوه بحضرة المأمون بمعجزة، فقال :
ـ أطرح لكم حصاة في الماء فتذوب
ـ قالوا : رضينا !
فأخرج حصاة معه ، وطرحها في الماء فذابت .
ـ قالوا : هذه حيلة ! ولكن نعطيك حصاة من عندنا ، ودعها تذوب !
قال: لستم أجل من فرعون ولا أنا أعظم حكمة من موسى ،
ولم يقل فرعون لموسى : لم أرض بما تفعله بعصاك حتى أعطيك عصا من عندي تجعلها ثعبان ا!
 

ياسين الحساوي

عميد الشبكة "مشرف "
طاقم الإشراف
( 160 )
حاتم الطائى وأخوه


لما مات حاتم الطائى المشهور بالكرم أراد أخوه أن يتشبه به
فقالت له أمه: لا تتعبنً فلن تناله
قال: وما يمنعنى وهو أخى وشقيقى ؟
فقالت:إنه كان كلما أرضعته لايرضى أن يرضع حتى آتيه بمن يشاركه فيرضع معه الثدى الآخر
وكنت إذا أرضعتك ودخل رضيع آخر بكيت حتى يخرج
***

من
موسوعة الأدب الضاحك
 

Greis

عضو بلاتيني
( 160 )
حاتم الطائى وأخوه


لما مات حاتم الطائى المشهور بالكرم أراد أخوه أن يتشبه به
فقالت له أمه: لا تتعبنً فلن تناله
قال: وما يمنعنى وهو أخى وشقيقى ؟
فقالت:إنه كان كلما أرضعته لايرضى أن يرضع حتى آتيه بمن يشاركه فيرضع معه الثدى الآخر
وكنت إذا أرضعتك ودخل رضيع آخر بكيت حتى يخرج
***

من
موسوعة الأدب الضاحك

رُبمـا يريد شقيق الطائي أن يغلب كرم أخيه أنانيتاً منه , لأن تاريخه الماضي يُظهر كم كان أنانياً حين إرضاعه
شكراً ,,
 

Greis

عضو بلاتيني
طرائف في البلاغة اللغوية |
161

قال الخليل بن أحمد |
" أيامي أربعة "
يوم أخرج فيه فألقى فيه من هو أعلم مني فأتعلم منه، فدلك يوم غنيمتي .
ويوم أخرج فألقى من أنا أعلم منه فذلك يوم أجري .
ويوم أخرج فألقى من هو مثلي ، فأذاكره ، فدلك يوم درسي .
ويوم أخرج فألقى من هو دوني ، وهو يرى أنه فوقي فلا أكلمه ، وأجعله يوم راحتي .
 

عادل حمد

عضو فعال
موضوع مميز. اللغة العربية بحر واسع من الجمال و البلاغة. تقبلوا مروري و لي عودة للمشاركة.
 

ياسين الحساوي

عميد الشبكة "مشرف "
طاقم الإشراف
موضوع مميز. اللغة العربية بحر واسع من الجمال و البلاغة. تقبلوا مروري و لي عودة للمشاركة.
بكل تأكيد نتقبل مرورك الكريم بسعادة بالغة
وسنسعد أكثر بمشاركتك لنا فى متصفح الجميع طرائف فى البلاغة اللغوية
دمت بخير وسعادة أخى عادل
 

عادل حمد

عضو فعال

يقال ان رجلا تظلم الى المأمون من عامل له وقد كان بليغ الوصف حيث اعجب المامون بفصاحته و قضى حاجته. قال الرجل:

يا امير المؤمنين, ما ترك لي فضة الا فضّها, و لا ذهبا الا ذهب به, و لا غلة الا غلّها, و لا ضيعة الا اضاعها, و لا عرضا الا عرض له, و لا ماشية الّا امتشها, و لا جليلا الا اجلاه, و لا دقيقا الا دقه, فعجب من فصاحته و قضى حاجته
 

كويتي قديم جداّ

عضو بلاتيني
كم لي عن مواضيع أستاذنا الحبيب/ الحساوي
ما أكثر تقصيرنا وخجلنا:وردة:

سخينة ... علوقة قبيلة قريش !!؟
يقال فيما مضى أن رجلاً سأل غلاماً من قريش:؟:
ما تسمون الحساء عندكم ؟؟
- الغلام من قريش: اسمه السخين .
- الرجل (يتذاكى): فماذا يكون اسمه إذا برد ؟
- الغلام (بدهاء): لا ندعه ، حتى يبرد
!
والله اعلم
فصارت العرب تعاير قريشاً بشربهم الحساء حارًا ويسمونهم: سخينة.

ولما كان المسلمون في صدر الإسلام ينابذون كفار قريش بالسيف والشعر، اتخذ شعراء الإسلام هذه العلوقة والمقولة غرضاً لسهام آبياتهم الشعرية.
ومنهم الشاعر والصحابي الجليل كعب بن مالك رضي الله عنه، حيث ورد له شعر يهجو فيه قريش دفاعاً عن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم؛

جاء في معجم الصحابة للإمام ابن قانع:
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ أَخُو الْمَحَامِلِيِّ ، نا أَبُو يُونُسَ الْمَدَنِيُّ ، ناإِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُوَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْجَدِّهِ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَعْبَدٍ ، قَالَ :
قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ :

زَعَمَتْ سَخِينَةُ أَنْ سَتَغْلِبَ رَبَّهَا
وَلَيَغْلِبَنَّ مَغَالِبُ الْغَلابِ .
[بحر الكامل]
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم : "شَكَرَ اللَّهُ قَوْلَكَ " .

 

Greis

عضو بلاتيني
طرائف في البلاغة اللغوية |
164


خصمان متساويان
تحاكم الرشيد وزبيدة الى أبي يوسف القاضي في الفالودج واللوزينج، أيهما أطيب ؟
فقال أبو يوسف:
- أنا لا أحكم على غائب !
فأمر الرشيد باحضارهما ، وقدمى بين يدي أبي يوسف ، فجعل يأكل من هذا مرة ومن هذا مرة حتى نصف الجامين
ثم قال:
- يا أمير المؤمنين ما رأيت أعدل منهما !
كلما أردت أن أحكم لأحدهما أتى الآخر بحجته!​
 

ياسين الحساوي

عميد الشبكة "مشرف "
طاقم الإشراف
كم لي عن مواضيع أستاذنا الحبيب/ الحساوي
ما أكثر تقصيرنا وخجلنا:وردة:

سخينة ... علوقة قبيلة قريش !!؟
يقال فيما مضى أن رجلاً سأل غلاماً من قريش:؟:
ما تسمون الحساء عندكم ؟؟
- الغلام من قريش: اسمه السخين .
- الرجل (يتذاكى): فماذا يكون اسمه إذا برد ؟
- الغلام (بدهاء): لا ندعه ، حتى يبرد
!
والله اعلم
فصارت العرب تعاير قريشاً بشربهم الحساء حارًا ويسمونهم: سخينة.

ولما كان المسلمون في صدر الإسلام ينابذون كفار قريش بالسيف والشعر، اتخذ شعراء الإسلام هذه العلوقة والمقولة غرضاً لسهام آبياتهم الشعرية.
ومنهم الشاعر والصحابي الجليل كعب بن مالك رضي الله عنه، حيث ورد له شعر يهجو فيه قريش دفاعاً عن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم؛

جاء في معجم الصحابة للإمام ابن قانع:
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ أَخُو الْمَحَامِلِيِّ ، نا أَبُو يُونُسَ الْمَدَنِيُّ ، ناإِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُوَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْجَدِّهِ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَعْبَدٍ ، قَالَ :
قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ :

زَعَمَتْ سَخِينَةُ أَنْ سَتَغْلِبَ رَبَّهَا
وَلَيَغْلِبَنَّ مَغَالِبُ الْغَلابِ .
[بحر الكامل]
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم : "شَكَرَ اللَّهُ قَوْلَكَ " .

شرًفتنا أخى الفاضل كويتى قديم وأسعدتنا بمشاركتك الرائعة
إنها إضافة جميلة لهذا المتصفح

فشكرا لك ونرجو التواصل
 

ياسين الحساوي

عميد الشبكة "مشرف "
طاقم الإشراف
( 165 )
من كتاب العقد الفريد
من رفعه المدح ووضعه الهجاء


قال بلال بن جرير..سألت أبى جرير فقلت له:إنك لم تهج قوما قط إلا وضعتهم غير بنى لجاء؟

قال: يا بنى إنى لم أجد شرفا أُضعه..ولا بناءً فأهدمه..
وقد يكون الشىء مدحا فيجعله الشعر ذما..ويكون ذما فيجعله الشعر مدحا

وقال حبيب الطائى فى هذا المعنى:


ولولا خلال سنًها الشعر ما درى=بغاة الندى من أين تؤتي المكارم
ترى حكمة ما فيه, وهو فكاهة=ويقضى بما يقضى به وهو ظالم


ألا ترى إلى بنى عبد المنان الحارثيين كانوا يفخرون بطول أجسامهم وقديم شرفهم فقال فيهم حسان بن ثابت


لا بأس بالقوم من طولٍ ومن غلظ=جسم البغال وأحلام العصافير

فقالو له:يا أبا الوليد لقد تركتنا ونحن نستحى من ذكر أجسامنا بعد أن كنا نفخر بها
فقال لهم سأصلح منكم ما أفسدت..فقال فيهم:


وقد كنا نقول إذا رأينا=لذى جسم يعد وذى بيانِ
كأنك أيها المعطى لسانا=وجسما,من بنى عبد المدانِ

***
جواب تربوى من جرير لإبنه
 

سايروس

عضو بلاتيني
( 166 )
وقع بين الأعمش وبين امرأته وحشة فسأل بعض أصحابه من الفقهاء أن يرضيها ويصلح بينها فدخل إليها وقال إن أبا محمد شيخ كبير فلا يزهدنك فيه عمش عينيه ودقة ساقيه وضعف ركبتيه ونتن إبطيه وبخر فيه وجمود كفيه فقال له الأعمش قم قبحك الله فقد أريتها من عيوبي ما لم تكن تعرفه .
 

ياسين الحساوي

عميد الشبكة "مشرف "
طاقم الإشراف
( 167 )
فصاحة الضعيف


يروى أن نصر بن منيع كان مشاغبا أزعج المأمون الذى أمر بضرب عنقه
لم ينفعه الهرب والإختباء فوقع صدفة بيد الحرس وصار بين يدى المأمون
فقال:يا امير المؤمنين اسمع منى ما أقول ثم احكم...قال:قل.فأنشأ يقول:


زعموا بأن الصقر صادف مرة = عصفور برٍ ساقه التقدير
فتكلم العصفور تحت جناحه = والصقر منقض عليه يطير
إنى لِمثلك لا أتمم لقمة = ولئن شُويت فأننى لحقير
فتهاون الصقر المدل بصيده = كرما وأفلت ذلك العصفور


فعفا عنه المأمون
***
كتاب .. مجانى الأدب
 

كويتي قديم جداّ

عضو بلاتيني
من حميَّة بني أمية
على الإمام علي بن أبي طالب
رضي الله عنه وأرضاه


قال الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام (2/210) في ترجمة المبتدع الخارجي (عمران بن حطّان السدوسي ) :
( ومن شعره في قاتل علي رضي الله عنه:
يا ضربةً من تقي ما أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره حيناً فأحسبه ... أوفى البرية عند الله ميزانا
أكرم بقومٍ بطون الطير أقبرهم ... لم يخلطوا دينهم بغياً وعدوانا

فبلغ شعره عبد الملك، فأدركته الحمية، فنذر دمه، ووضع عليه العيون، فلم تحمله أرضٌ حتى أتى روح بن زنباع، فأقام في ضيافته، فقال: ممن أنت - قال: من الأزد، فبقي عنده سنة، فأعجبه إعجاباً شديداً.
فسمر روح ليلةً عند عبد الملك، فتذاكرا شعر عمران بن حطان هذا، فلما انصرف روح تحدث مع عمران، وأخبره بالشعر الذي ذكره عبد الملك، فأنشده عمران بقيته
، فلما أتى عبد الملك قال: إن في ضيافتي رجلاً ما سمعت منك حديثاً قط إلا حدثني به وبأحسن منه، ولقد أنشدته البارحة البيتين اللذين قالهما عمران في ابن ملجم، فأنشدني القصيدة كلها،
فقال: صفه لي، فوصفه له، فقال: إنك لتصف صفة عمران بن حطان،اعرض عليه أن يلقاني، قال: نعم. فانصرف روح إلى منزله وقص على عمران الأمر،
فهرب وأتى الجزيرة، ثم لحق بعُمان؛ فأكرموه، فأقام بها حياته.) اهــ

منقوووول
 

ياسين الحساوي

عميد الشبكة "مشرف "
طاقم الإشراف
مشاركة الأخ كويتى قديم جدا حملت الرقم (168)
ومشاركة الأخ عادل حمد تحمل الرقم (169)
لذا ستكون المشاركة القادمة تحت رقم (170)
هذا للتنويه والعلم للمشاركين والزائرين الأعزاء
تحياتى للجميع
 

كويتي قديم جداّ

عضو بلاتيني
(١٧٠)
ذكاء إياس بن معاوية المزني

ذكر صاحب "حلية الأولياء" أنه قيل لإياس يومًا: فيك خصال: دمامة وكثرة كلام وتعجيلك بالقضاء،

فقال: أما الدمامة فالأمر فيها إلى غيري، وأما كثرة الكلام فبصواب أتكلم أم بخطأ، قالوا بصواب، قال: فالإكثار من الصواب أمثل وأفضل.
وأما قولكم إنك تعجل بالقضاء فكم هذه (وأشار بيده خمسة)،
فقالوا: خمسة،
فقال: عجلتم، ألا قلتم واحد واثنان وثلاثة وأربعة وخمسة؟

قالوا: ما نعد شيئًا قد عرفناه، قال: فما أحبس شيئًا قد تبين لي فيه الحكم.
 

كويتي قديم جداّ

عضو بلاتيني
(١٧١)
من صيد الخاطر
للإمام ابن الجوزي

32- مما أفادتني تجاربُ الزمان أنه لا ينبغي لأحد أن يظاهر بالعداوة أحداً ما ستطاع فإنه ربما يحتاج إليه مهما كانت منزلته.
ولقد احتجتُ في عمري إلى ملاطفة أقوام ما خطر لي قط وقوعُ الحاجة إلى التلطف بهم. ص369

33- اعلم أن المظاهرة بالعداوة قد تجلب أذىً من حيث لا يعلم؛ لأن المظاهرة بالعداوة كشاهر السيف ينتظر مضرباً، وقد يلوح منه مضربٌ خفيٌّ وإن اجتهد المتدرِّع في ستر نفسه، فيغتنمه ذلك العدو.
فينبغي لمن عاش قي الدنيا أن يجتهد في أن لا يظاهر بالعداوة أحداً؛ لما بيَّنْتُ من وقوع احتياج الخلق بعضهم إلى بعض وإقدار بعضهم على ضرر بعض.
وهذا فصل مفيد، تبين فائدته للإنسان مع تقلب الزمان. ص369 - 370
 

( القلب الكبير )

المعرف السابق:النوخذة بوعبدالله
( 172 )
جيء بأعرابيّ إلى أحد الولاة لمحاكمته على جريمة أُتهم بارتكابها
فلما دخل على الوالي في مجلسه
أخرج كتاباً ضمّنه قصته وقدمه له
وهو يقول : هاؤم إقرأوا كتابيه ..
فقال الوالي : إنما يقال هذا يوم القيامة .
فقال : هذا والله شرٌّ من يوم القيامة ففي يوم القيامة يُؤتى بحسناتي وسيئاتي
أما أنتم فقد جئتم بسيئاتي وتركتم حسناتي .
 

كويتي قديم جداّ

عضو بلاتيني
(173)
من حكايات أبي دلامة
أريد كلباً:


fa20q55.JPG

دخل مرّة على أبي العباس السفّاح في أول حكمه، وكان غارقاً في متابعة أمور دولته الفتيّة، فأراد الخليفة أن يصرفه، لانشغاله بأمورٍ أكبر من اللهو، وأهمَّ من العبث، فقال له:

- سلْني حاجتك.

فتململ (أبو دلامة) قليلاً، وكأن الأمر ليس سهلاً، فصاح به الخليفة ـ والقوّاد ينظرون إلى أبي دلامة بقسوة:

-قل حاجتك.

فتنحنح أبو دلامة وقال:

-أريد كلباً لأصطاد به.

صاح الخليفة:

-ألهذا جئتني في هذه الساعة؟.

وصاح الخليفة في الغلام الذي يقف وراءه وكأنه يريد أن ينهي المقابلة بسرعة:

- أعطوه كلباً.

ولكنّ (أبا دلامة) لم يغادر المكان، بل تقدَّم خطوةً أخرى من الخليفة وقال:

- وهل أخرج في البيداء الواسعة، فأطارد صيدي على قدميَّ هاتين؟!.

فصرخ الخليفة:

ـ أعطوه فرساً يركبها.

قال أبو دلامة:

- ومن يعتني بهذه الفرس، ويمسك لي الصيد، ويحمله معي؟.

قال الخليفة:

- أعطوه غلاماً يساعده في صيده.

قال أبو دلامة:

- وحين أعود إلى البيت محمّلاً بصيدي، فمن ينظّفه ويطبخه لي؟.

قال الخليفة:

- أعطوه جارية تُعينه في البيت.

سأل أبو دلامة:

- وهل سأترك هذين البائسين يبيتان في العراء؟!.

قال الخليفة:

- أعطوه داراً تجمعهم.

سأل أبو دلامة:

- وكيف سيعيشون بعد ذلك إن لازمني النكد وسوء الطالع، ولم أوفَّق بالصيد شهراً أو شهرين؟.

قال الخليفة:

- أعطوه مئة جريب عامرة ومئة جريب غامرة.

سأل أبو دلامة:

- وما هي الغامرة يا أمير المؤمنين؟.

أجاب الخليفة:

- الأرض المالحة التي لا نبت فيها.

في هذه اللحظة هزَّ (أبو دلامة) يده ساخراً وقال:

- إذن أنا أعطيك مئة ألف جريب غامرة، في صحراء العرب.

فصاح الخليفة بمن في المجلس، وهو يضحك، وقد خرج عن جدِّه وصرامته:

- اجعلوها كلَّها عامرة، قبل أن يطلب هذا الكرسيَّ الذي أجلس عليه.
 
أعلى