تسلم ولاشكر على واجب وانا بانتظار ردك المقبل وتكلمه النقاش
شكرا جزيلا على انتظارك :
اخي الكريم
مما سبق لجنابكم توضيحه بالادله من انه يمكن للعبد الحبشي ان تغلب على امر المسلمين واقام فيهم حكم الله ان تكن له الطاعه ( الامر الواقع ). وجب لك ان تلاحظ ان هناك مدرستان :
احداهما يقول انه من الممكن اقامة نظام شريعه يقوم به من غير ابناء قريش ( بحكم الامر الواقع ).
والثانيه تنادي وهي المفضله لاجماع العلماء ان تكون الدوله الاسلاميه من ابناء قريش.
ولا ننسى الاخوة الشيعه الذين شددوا على ان تكون في ابناء علي بن ابي طالب وليس غيره.
اعتراضي يا اخي هو التالي:
نظام الحكم في الشريعه الاسلاميه هو يشرعن لمن ليس من ابناء قريش ان ينقلب بالقوة فان نجح فهو يستحق ان يكون امام المسلمين متى اقام شرع الله فيهم, وان فشل فهو محدث فتنه وجب قتله.
هذا المبدأ يا اخي الكريم خطير وتسبب في دماء لم تتوقف حتى اليوم .
وحتى بين ابناء قريش رأينا الحروب والقتل والدمار.
واصلا يا اخي لم تكن الشريعه ضمانة لتحقيق استقرار نظام الحكم في الاسلام.
ومنذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وعند تولي اي خليفة كانت الفترة الانتقاليه تبدوا غير مستقره ( شرح يطول وانت سيد العارفين).
وابتداء من شرح الصديق في سقيفة بني ساعده بعد ان نازعهم الامر مسلمون يرون ان لهم الحق في الترشح للولايه مثلهم مثل اي مسلم.
فوضع الصديق مبدأ الاماره القرشيه والوزاره لمن هم من خارج قريش.
وعند وفاة الصديق لم تنساب الفتره الانتقاليه بهدوء وكان هناك تنافس من داخل البيت القرشي.
الخ.......................... كل الحكاية تعرف تفاصيلها اكثر مني بالتاكيد.
وعند تحول الخلافة الي ملك في الدوله الامويه من اجل حل الاستقرار و اشكالية تعقد الامور كلما توفي الخليفه, تم حصر الامر في الوريث .
للمساعده على استقرار الحكم, لكن حتى الحكم الملكي لم يحافظ على الاستقرار كثيرا وظهرت مشاكل هائله اخرى.
ما اريد ان اقوله انكم يا سيدي عندما تنظرون الي الشريعه الاسلاميه فانتم تنظرون الي الاحكام والتشريعات التي تنظم بين احوال الناس.
وعندما انظر انا الي الشريعه الاسلاميه :
1. عدم قدرتها على بناء نظام حكم مستقر سياسيا.
2. لايوجد بها صوت للمواطن يصل بقوة واحترام.
3. تحول الحاكم الي خليفة لله على الارض وبتالي تعطيه سلطة مطلقه ( السلطه المطلقه مفسده مطلقه ) على شرط ان يقوم بالصلاة امام الناس وان لا يفعل افعال تدل على الكفر ما عدا ذلك ( دربه خضر).
4. نظام الشريعه الاسلاميه لا يعطي ضمانات بعدم بطش الخليفه بالشعب, هناك اوامر الهيه له بالعدل متفق معك لكن لا توجد ضمانات دنيويه لمنعه من الظلم, الضمانات الدنيويه تتدخل فقط في حالة الكفر الواضح.
5. نظام الشريعه الاسلاميه لا يصلح في اقامة نظام عادل يحكم بين المسلم وغير المسلم, لانه في الدوله الاسلاميه لايجوز على سبيل المثال ان يكون الحاكم يهوديا حتى لو كان من ابناء الوطن المبدأ انه لا ولاية لغير المسلم على المسلم.
يا اخي تأمل في اي مجتمع اسلامي ستجد التالي :
1.الشخصية الانتهازية ( يلعب بالبيضه والحجر ).
2. الشخصيه الجبانه ( الماشي جنب الحيط ).
3. الشخصيه البليده ( الكسل الفكري ).
اما الشخصيه الحره الراغبه في الاصلاح, ان لم تكن من صفوة الصفوة ( فهي رويبضه) وان قالت الحق.
ويجب اقامة الشرع عليها كون الانتقاد بحد ذاته احداث للفتنه وفق للمنطق الشرائعي الديني.
واصلا يا اخي نظام الشريعه الاسلاميه هو نظام اممي وليس محصور في اقاليم صغيره.
نظام قائم على مبدأ الجهاد والولاء والبراء متصادم مع باقي امم هذا الارض.
وهذه اشكالية يعيشها كل متعمق في بحث اقامة نظام شريعه حقيقي.
نتابع ان احببت او نتوقف عند نقاط تريد بحثها الامر يعود لك تقبل تحياتي.