محمد الوشيحي / آمال / الباشاوات ... وبن طفلة
صفقت بيديّ الاثنتين بحرارة البركان، ولو أن عينيّ تستطيعان التصفيق لما ترددت بعدما أصدر معالي وزير الأوقاف حسين الحريتي قرارا بعزل الدكتور عصام البشير من رئاسة مركز الوسطية.
وليت السيد الوزير أكمل جميله وأنهى التعاقد معه بالمرة ليتيح «للشيخ» البشير فرصة التفرغ لإدارة ثروته الخاصة التي استطاع تكوينها أثناء ترؤسه شركة الوسطية... والدكتور البشير هو باشا أو زول من الكريستال الفاخر غالي الثمن، استطاع بواسطة كم آية وكم حديث وكم «جزاك الله خيرا» المسح على قفانا والضحك على لحانا وشواربنا وتكوين ثروة هائلة لا يمكن حسابها باليد المجردة! مئات من ملايين الدنانير «راحت مَراح مقيط» في كندا والسويد والنمسا وكل دولة لم يزرها الزول من قبل لنشر الوسطية.
وكلما جاءت سيرة البشير ضحكت بهستيريا، وشعرت بغباء مريح بارد يسرسح على الصدر، وأدركت بأننا شعب ينام على بطنه على الطريق العام، وبأن الباشاوات في كل ليلة يدلّكون ظهر أحدهم ويمدونه بذخيرة الجرجير قبل أن يوصلوه إلى الطريق العام. ومن يريد أن يضحك فليمر بجانب الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ليسمع قهقهة باشاواتها بعدما تجاوزت رواتب ومكافآت بعضهم السبعة آلاف دينار كويتي أهبلا في الشهر للفحل الواحد أو للباشا الواحد، في حين لم تتوقف شكاوى الموظفين الكويتيين في الهيئة تلك لضعف رواتبهم. وقد تسلمت منهم كشفا يبيّن رواتب الكويتيين فيه من المسخرة ما فيه، فراتب أحد المديرين لا يصل إلى الألف دينار، دع عنك راتب الموظفة على الدرجة الرابعة. ويا أمة لا تتعب من الانبطاح على بطنها.
وفي إحدى مؤسسات الدولة هناك ست هانم، كانت تجدل ضفائرها وتنط الحبل قبل أكثر من أربع وسبعين سنة مما تعدون، وهي لا تزال جميلة وتهتم بمظهرها ولها سكسوكة مرتبة، وتقبض بأناملها شهريا راتبا يفوق رواتب الكويتيات في مؤسسة الفلَس تلك.
ويبدو أن نفض الغبار عن ملفاتي القديمة والعودة للكتابة عن طغيان باشاوات والهوانم أمر لا بد منه، على أن أتولى أنا موضوع الباشاوات وتتولى الزميلة عزيزة المفرج بمشرطها الحاد موضوع الهوانم. ولا يفك الحريم إلا الحريم.
***
الرتابة والأمور العادية لا تستفز العقل كما يستفزه «الجديد والغريب» حتى ولو كان بسيطا، بل من الأفضل أن يأتي بشكل بسيط. وجريدة الآن الإلكترونية جديدة وغريبة ونشطة ورائعة وتحاول أن تكون حيادية ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، وإن كانت هناك بعض الملاحظات عليها مثل «التصحيح اللغوي» وبعض الأمور البسيطة الأخرى التي يمكن علاجها في المستوصف القريب من المنزل.
وكنت في ديوانية، فجاء أحد الشباب بكمبيوتره وأرانا موضوعا نشر في الآن بعنوان «تمنيات شريط الكتّاب»، فضحكنا وصفقنا لجمال الموضوع وبساطة صياغته، ففيه انتقاد لاذع بطريقة مهذبة لبعض الكتاب، ومنهم رئيس تحرير الجريدة نفسها، الزميل زايد الزيد، ومنهم أنا ولم يظلمني للأمانة، لكن الموضوع لم يتطرق لمقالات ناشر الجريدة الدكتور سعد بن طفلة، وهو من يزاحمنا أحيانا في الشريط نفسه، لذا سأقوم أنا بذلك، وربع تعاونوا ما ذلوا...
ولا شيء أحبه أكثر من شوربة الكريما وسماع حديث سعد بن طفلة، فهو يتحدث وكأنه يعزف، وقد تطفئ الإضاءة وتشعل الشموع وتنهض وتشد يد الجالسة بجوارك لترقص معها على أنغام حديث سعد، لكنك بعد قراءة مقالته ستكسر طبق الشوربة وستضرب الجالسة بجوارك بقبضتك المباركة على أم عينها، فهو لفرط عدله لا يفرق بين كتابة المقالة وكتابة الخبر، كلاهما عنده سواسية كأسنان المشط، ولذلك سأحاول أن أضيف إلى الموضوع هذه الجملة: «ونتمنى أن يتخلص الدكتور سعد بن طفلة من قلم المحرر أثناء كتابة المقال».
محمد الوشيحي
alwashi7i@yahoo.com