آمال_ محمد الوشيحي ...

آمال:
هذرلوجيا
محمد الوشيحي
alwashi7i@aljarida.com
محمد%20الوشيحي_thumb.jpg

اقتحمتُ غرفته دون أن أطرق الباب، بدفاشتي المعتادة. أدرتُ مفاتيح الأضواء كلها، وصرخت فيه كما يصرخ ضباط طابور الميدان بنبرة جافة: 'انهض'، فاستيقظَ المسكين بتأفف وكسل، ثم تمتم وهو يحمي عينيه بكفّه من نور الإضاءة: 'يالله صباح خير، عسى ما شر؟'، فواصلت صراخي: 'طالت فترة نومك، وحان وقت الكتابة'، فواصل تمتمته المتذمّرة: 'يا أخي مَن منعك من الكتابة؟'، فنزعت بطانيته وألقيتها هناك، وقلتُ وأنا أرفع رأسه من على مخدته: 'أحتاج إليك. لا أريد أن تكون مقالاتي مثل الدخان الملون الذي تنفثه الطائرات الاستعراضية، وسرعان ما يتلاشى'، فسخرَ: 'إذاً تريد أن تنفث مقالاتك بدلاً من الدخان الملون صواريخ مدمّرة'، قلت وأنا أفتح شبابيك غرفته: 'وقنابل نووية إن أمكن'... فنهض خيالي المرهق، وراح يعيد ترتيب شعره المنفوش ويردد جملة الفاكهاني المصري: 'يا فتّاح يا عليم يا رزاق يا كريم'.
لحظات قليلة قضاها خيالي يغتسل ويعدّل هندامه قبل أن ينضم إلينا، أنا والورقة والقلم وفنجان القهوة العربية الشقراء وعلبة الدخان، وما كاد يستوي في جلسته حتى كرّر سؤاله الممجوج: عن الفشل والتشاؤم والإحباط والدموع ستكتب كعادتك؟، فأجبته: أنت تذكّرني بحكاية الفنان بيكاسو، عندما رسم لوحة لمدينته المدمّرة، لم يذيّلها بتوقيعه، فأبهرت الناس وأذهلتهم، وتداولوها بينهم، فقبض عليه الفاشيّون، وسأله ضابط التحقيق وهو يشير إلى اللوحة: 'أنت من فعل هذا؟'، فأجابه: 'لا. بل أنتم'... وأنا لم أزرع التشاؤم ولا الإحباط ولا الدموع في قلوب وعيون الناس، الحكومة ونوّابها وكتّابها هم الذين فعلوا هذا. أنا مجرد حكواتي، أو 'كتباتي' إن أردت الدقة، أو رسّام، أو مصوّر يلتقط الصور من زاويته الخاصة وبكاميرته الخاصة، ومن الظلم محاكمة الصورة بتهمة بشاعة المحتوى وكآبة المنظر.
زحزح الخيال كرسيه واقترب مني هامساً: 'الضباع تكمن لك خلف الجدار، تنتظر منك زلة، كي تهاجمك وتلتهم رأسك'، قلت مصححاً معلومته: 'الضباع لا تهاجم الأحياء عادة، هي تأتيك غدراً بعد مماتك أو أثناء نزفك مصاباً، وأنا لست ميتاً ولا مصاباً، ثم إنها لا تلتهم الرأس، بل تفضّل البطن والأمعاء ومجمع الدماء، أجلك الله. الأسد هو من يأكل الرأس ويلتهم الأذرع والأرجل، ويقرف من البطن والأمعاء، لأنفته وشموخه'. قال: 'الناس تلحلحت والرزق يحب الخفّية، فهذه منحت زوجها منصب وكيل وزارة، وذاك حصل على عقد مليوني، ووو، وأنت وأشباهك مصرّون على ترديد النشيد الوطني وارتداء القبعة لتوهموا الناس أنكم أحفاد الثائر تشي غيفارا. ثم يا سيدي هل هذا هو جزاء الحكومة التي درّستك وعلّمتك، فلما اشتدّ ساعدك رميتها؟'.
قلت: 'دونك فصيلة دمي لتتأكد أنني لست من أحفاد الأرجنتيني تشي غيفارا، بل من أحفاد البدوي حمد بن وشيح، أما عن حكاية تدريسي وتعليمي فسأردد معك كلمات الشاعر الصعيدي الرائع هشام الجخ (طب كنتو ليه بتعلّمونا نحفظ البِرّ وجمايلُه، طب كنتوا ليه بتعلمونا نكره الظلم وعمايلُه، لما انتو ناووين تسجنونا ف أرضنا، كان ايه لزوم العلم ورموزه ومسايلُه؟ مش كنتو سبتونا بهايم كنا نمنا مرتاحين؟).
طال الجدل بيننا فأشعلت سيجارتي ورسمت بدخانها خطاً ينهي الحوار: 'حلّق وأنت ساكت'، فرفع أصبعه محتجاً: 'قل (لو سمحت)'، قلت: 'تستاهل... لو سمحت'، فتبسّم وفرد جناحيه يتفقدهما استعداداً للقادم من الأيام والمشاكل والنكبات...
❊❊❊
لم أجد عنواناً للمقالة هذه أفضل من 'هذرلوجيا'، وهي الزمرّدة التي كان يزيّن بها الصعلوك النبيل سليمان الفليّح عنق زاويته في جريدة 'السياسة'، في سالف العصر والأوان. وآه ما أجمل ذلك الصعلوك.
الآن، عمنا الصعلوك يكتب في جريدة 'الجزيرة' السعودية... لكن، ومن دون زعل، أظن أنه ترك خاتمه وجنونه وقلبه وشقاوته هنا، وأحرق ابتساماته، قبل أن يغادر الكويت مجروحاً، فابحثوا عن خاتم سليمان وجنونه وبقية أدوات شبابه علّكم تجدونها فتبشّرونه فيعود إلينا ضاحكاً فوضوياً كما كان.
افتقدناك... سليمان.
❊❊❊
النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، الشيخ جابر المبارك، أمر برش 'معطّر جو' في فضاءات الكويت بعد أن أزكمت أنوفنا روائح بعض الإعلاميين... شكراً أيها الكبير.

..
 

حلوة الكويت

عضو مخضرم
large_77412_96787.jpg

جيت قبل العطر يبرد...
قبل لا..يضيع بصمت الكلام..
..
اه...
واحتريتك...
اولا قبل ان يدخل رمضان علينا...ونبتديه باول تهنئة لنور عنينا...
وقبل لا نطول اللحية...ونلتزم في رمضان...
جيت اقول لك...وحشتنا عدد نجوم السما...
وحشتنا عدد كلام الهوى واكتر واكتر..
وحشتنا...
بالنسبة لمقالة هذرجيه...اهرج يا زين هرجاتك...
اهرج ونور لنا ..من بوح كلامتك...
وان كنت كتبت لسليمان فقدناك...
نقولك ...مليون مرة فقدناك...:باكي: وحشتنا...
وعن جد مقالة هذروجيا...كانت مفعمه بصحوتك...
مفعمة بروعتك...
وكانك قمت من سبات الفكر الكسول..الى روعة الابداع الفتون...
محمد...
كل عام وانت بخير...ورمضان كريم وكمان نقول قريقعان وقريقعان...
مع ا ن المشايخ افتوى بانه لا يجوز وحرام وتشبه بالمسيح..:D...
اما بالنسبة لرمضان كريم.....الله اكرام...
والبشر بيني وبينك...خلوها سمردحه...
ملاحظة...لقيت فيمتو:وردة:..
ملاحظة توه...
تري ما جابني الا انت.و..كمل:)
 
آمال :
فعلاً... كريم
محمد الوشيحي
alwashi7i@aljarida.com
محمد%20الوشيحي_thumb.jpg

مبارك عليكم الشهر...
كل شيء عندنا مزوّر، كل شيء مغشوش، وإذا كانت هناك استثناءات فهي لا تُرى بالعين المجردة.
وحتى العين المجردة ذاتها مزوّرة ومغشوشة في عالمنا العربي. فهل وقفت الأمور عند رمضان ولم تشوّهه أو تزوّره؟ الإجابة لا.
بل أظن أن أكبر عملية تزوير وغش وخداع هي التي تعرّض لها رمضان الكريم نفسه.
المسيحيون العرب يصومون خمسين يوماً في السنة، ولم نسمع عن مسلسلات تُغرِق أيام صيامهم، ولا حتى مسلسل واحد، ولم نسمع أن تجارهم يستغلون أيام الصوم فيرفعون أسعار السلع بشكل مبالغ فيه، ولم يخرج راهب أو قسيس أو خوري
(أقصد المفتي المسيحي، ولا أعرف ما هي درجته اللاهوتية)
كل يوم يجيب عن أسئلة مكررة كما يحدث عندنا: 'فضيلة الشيخ أحسن الله إليك، ما حكم من احتضن زوجته وقبّلها قبل أذان المغرب؟'، فيجيب فضيلة الشيخ عن السؤال الذي انسحك لونه لتكراره كل عام: 'لا ضير في ذلك، ديننا دين يسر'... 'فضيلة الشيخ جزاك الله خيراً، أنا إنسان مقتدر، وسّع الله عليّ، فهل يمكن أن أدفع زكاتي نقوداً وملابسَ وما شابه بدلاً من الطعام؟'، وعليّ النعمة لو كانت الأسئلة تشتكي لاشتكى هذا السؤال تحديداً، ومع ذا يجيب الشيخ، الذي هو شابّ في ضحى الثلاثينيات من عمره، ويضع على رأسه غترة خشبية حادة: 'الشافعية يجيزون كذا ويكرهون كذا، أما الحنفية فيرون كذا وكذا'، وتتكرر الأسئلة...
وكان بإمكان السائلين أن يستعينوا بالإنترنت، أو بأحد يجيد استخدام الإنترنت، حيث فتاوى كبار المشايخ متوافرة لكل سؤال يخطر على البال.
ولهذا أظن أن غالبية برامج الإفتاء التي يقدمها الشبان على الفضائيات تمّ تحضير أسئلتها مسبقاً، بمعنى أن المفتي لا يظهر على الشاشة إلا بعد أن يطلب من أصحابه ومعارفه الاتصال به في البرنامج.
وليتنا نعرف كم يتقاضى رجال الدين في البرامج الرمضانية...
الداعية المصري عمرو خالد مثلاً، أو المصري الآخر خالد الجندي الذي أصبح الآن يقدم مع صديقه محمود سعد برامج مسابقات، أو شيخ الدين الكويتي نبيل العوضي الذي سمع ورأى أشياء لم ولن يسمعها أو يراها أحد غيره، أو الشيخ سلمان العودة، جنبلاط المتدينين، الذي لا يثبت على فكر، أو الدكتور طارق السويدان، أو غيرهم، حتى نعرف هل نحن أمام 'مشايخ دين' فنصدقهم ونتعلم منهم إيماننا، أم أمام 'تجار بورصة' فنتفقد جيوبنا وبطاقات ائتماننا؟
وفي الزمن هذا، لن تجد أثرى ولا أغنى من أنصار الحكومة الكويتية من النواب، إلا مشايخ الفضائيات الذين يرون رمضان موسماً تجارياً فيرفعون أسعارهم كما في الشقق المفروشة في المصايف.
وإذا كانت أسعار الممثلين ترتفع في مسلسلات رمضان، فلأنهم 'أهل دنيا'، يبحثون عن ملذاتها وزخرفها، لكن ماذا عن رجال الدين، الذين لا تساوي الدنيا في عينهم جناح بعوضة؟
السؤال برسم المواطنين المسلمين المغشوشين... ورمضان فعلاً كريم.

..
 
آمال:
رجال المطنزة والعازة
محمد الوشيحي
alwashi7i@aljarida.com
محمد%20الوشيحي_thumb.jpg

... ويستمر 'أبو جعل' في سخريته من أعراق الناس في الكويت، ومن أصولهم وجذورهم، فيدعمه الفأر والضبعة، ويحميه الخنزير، وينشر أخباره الطفل المترف... وتتسرب الدولة من قبضة الحكومة، فتشتعل 'فلاشرات الخطر' في أوساط المناطق الخارجية، ويعلو صوت 'الجهّال'، ويطرق العقلاء ويصمتون، وتبدأ الاتصالات تحت بند 'إلى متى؟'، وتتجه أصابع الاتهام في المناطق تلك إلى بعض أعضائها، أمثال دليهي الهاجري، سعدون حماد، عسكر العنزي، غانم اللميع، سعد خنفور، خالد العدوة، محمد الحويلة، حسين مزيد، شعيب المويزري، وغيرهم.
وترتفع الدول المجاورة، فتدفع الغيوم بيد والنجوم بيد كي تحصل على موقع لها في السماء، والكويت تصارع الدود، رحماك يا ربنا المعبود. والدول تتوحد، والشعوب تنزل الملعب على طريقة منتخب البرازيل، اليد باليد، وتعتمد الخطة الهجومية بحثاً عن الكأس...
ويدخل الشعب الكويتي الملعب، فيتبادل لاعبوه اللكمات والركلات والصفعات فيما بينهم، يا رافضي يا مجوسي، يا ناصبي يا وهابي، يا بيسري يا قليل الأصل، يا بدوي يا مزدوج، يا حضري يا حرامي، وترتفع فقاعات الصابون، فتكتب السفارات الأجنبية في الكويت تقاريرها إلى قياداتها، والحكومة تتفرج على زراعة الفتن، وقيل هي من يوفر السماد والماء والشمس... ويردد العقلاء: 'راحت رجال تنطح الدروازة، وبقت رجال المطنزة والعازة'.
وكلما ازداد الأغبياء غنى، قلّت حاجة بعضهم إلى بعض، وتفرقوا، فاستغنى الأخ عن أخوته وابتعد عنهم، واستغنت المرأة عن زوجها وطالبته بالطلاق، وتمرد الشاب على أبويه واستقل عنهما، وتلفّت الناس بحثاً عما يشغل أوقات فراغهم، فلا يجدون إلا التصارع، دينياً وعرقياً...
وكان التنابز و'المعايَر' وظيفة النساء العاطلات عن العمل كل ضحى، 'يا أم شوشة'، 'يا الحولة'، 'يا الداثرة'...، فأصبح الرجال الكويتيون عاطلين عن العمل، فزاحموا النساء على صنعتهن، وهزموهن، وأخجلوهن، وعلموهن كيف يكون التنابز على أصوله، ليس في أوقات الضحى فقط، بل على مدار الساعة، كما الصيدليات المناوبة.
وكل من يطالب اليوم بزيادة الرواتب يساهم في صبّ البنزين على الحرائق، ويدفع البلد إلى مزيد من التمزق والتشقق، عن جهل أو قصد...
البطر و'الفسقة' هما السبب. ولأن لا أمل في تغيير نهج الحكومة، فليس لنا إلا البحث عن حلول لتغيير نهج الشعب، ولا حل أفضل من تخفيض الرواتب إلى النصف، كي يلتهي الناس في البحث عن مصادر دخل إضافية، والقاعدة تقول 'الطبيعة تكره الفراغ'.
❊❊❊
رحمك الله أيها الإعلامي الجميل سلمان العتيبي، وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان، و'إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ'.

..
 

Modest

عضو بلاتيني / الفائز الأول في دوري الشبكة الوطنية
فائز بمسابقة الشبكة الرياضية
هو أحمد الفهد، أو الشيخ أحمد الفهد (بالإذن من النائب عادل الصرعاوي الذي يذكرنا بلاعب نادي الفحيحيل في الثمانينيات، المدافع الأسمر العملاق ربيع سعد، ذي القلب الجميل النقي، الذي يطلب منه المدرب مراقبة المهاجم طوال المباراة فيراقبه طوال الحياة). وكم من شيخ لا يُرى بالعين المجردة، في حين يسد أحمد الفهد الشمس بكتفيه، وإذا 'تمغّط' اصطدمت كفّاه بالنظام الشمسي. وكم من شيخ يمشي على الرصيف، في حين 'يتمشى' الفهد في منتصف 'الهاي وي' إما لتنظيم السير أو للخبطته، بحسب ما يُطلب منه. وهو صياد يرمي شباكه في عرض المحيط، إذ لا تشبعه أسماك السلمون الصغيرة.
وهو في الشأن المحلي نجم شباك من الطراز الهوليوودي، ذو حضور سينمائي لافت ولا شكري سرحان أيام عزه. وهو لفرط ثقته بنفسه ينام وأبواب بيته مفتوحة على مصاريعها، ولفرط هيبته تسرح إبله في الفلاة بلا رعاة، كما كان يفعل فرسان البادية الأشداء. وهو كائن من خيال، يرأس اجتماعات خطة التنمية في البنك المركزي، ثم يجد متسعاً من الوقت لحضور حفلة طهور في الجهراء. وهو بسبعة أذرع، لذا يشاهده الناس يحمل سبع بطيخات، وللدلالة على تمكّنه يداعب الكرة برجله ورأسه كما يفعل 'رونالدينهو' دون أن تقع بطيخة واحدة.
وجوده في الحكومة أعطى صورة مغشوشة لكتلة العمل الوطني، وأظهر بعض أعضائها بمظهر المعارضين، وهم ليسوا كذلك. ولولا وجود الفهد لما استطعنا تمييز بعض نواب 'العمل الوطني' عن النواب عسكر والخنفور ودليهي.
وللفهد هواية جميلة، هواية تربية صغار النواب (سأطلق عليهم اسم 'بتوعه')، إذ يدربهم على القفز من خلال فتحة الإطار المحترق، ودحرجة الكرة لإضحاك الجماهير، وبضربة سوط واحدة يصطف بتوعه بعضهم وراء بعض ويدورون في الحلبة، وبضربة سوط ثانية يغادر بتوعه الحلبة فيبقى هو وحيداً في المنتصف، فينحني للجمهور ويفتح يديه بطريقة مسرحية على وقع التصفيق، ويغادر فتُزال الخيمة.
وهو يتعامل مع بتوعه كما كان يتعامل الديكتاتور السوفياتي ستالين مع أنصاره المخلصين من صغار الموظفين (مع الفارق)، إذ يختم ستالين على ظهر كل مخلص من أنصاره، فيستمتع المخلص بكل شيء في الدولة بالمجان، ويدخل الحانة ويحتسي ما شاء، وإذا جاءته الفاتورة خلع قميصه وأشار إلى 'ختم الزعيم' فتحال الفاتورة إلى 'الرئاسة'، ويدخل السوق ويشتري ما شاء ويخلع قميصه، ووو... كذلك حال 'بتوع' الفهد.
وكان إلى وقت قريب، كلما عثرت بغلة في الكويت استنجدت الحكومة به، فيفرك بلورته السحرية فيتعبّد الطريق، وتسير القوافل بأمان. وإذا اشتعلت حرائق في الغابات، استنجدت به الحكومة، فيفرك بلورته السحرية فتنطفئ الحرائق... واستمرت الأوضاع على هذا سنوات... لكن دوام الحال من المحال يا صاحبي.
إذ قرر الرئيسان، رئيس الحكومة سمو الشيخ ناصر المحمد ورئيس البرلمان معالي جاسم الخرافي، الاستحواذ على 'بتوعه' الذين ربّاهم وصرف عليهم دمَ قلبه. ونجحا في ذلك، وها هما اليوم يحكّان 'ختم الزعيم' ليمسحاه من على ظهور 'البتوع' كي يضعا ختميهما مكانه.
وقريباً جداً، ما لم ينتبه الفهد، سيشاهد الناس في جميع دور العرض الشيخ أحمد الفهد بلا ختم ولا بطيخة ولا سوط. وستتحرر كفّاه، وسيكون بإمكانه حينئذ الانضمام إلى أقرب فرقة شعبية للتصفيق و'الشربكة'، وحدة وحدة وحدة جك جك جك جكجك.
هوَ ذا أحمد الفهد، وهيَ ذي الكويت... هو نائب رئيس الوزراء اليوم، وغداً قد تقرأ اسمه في كشوفات الباحثين عن عمل. وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء.
 
مبارك عليكم الشهر...

تحقيق جميل نشرته جريدة الشرق الأوسط عن السيارات الفارهة للسوّاح الخليجيين في لندن. والإنجليز لا يعرفون الفرق بين الخليجي واليمني ولا بين العراقي والمصري ولا بين الشامي والمغربي، فكلهم في الهوي عرب، وكلهم في الهوي أثرياء متخلفون إرهابيون. وليس الإنجليزي وحده من يعتبرنا كأسنان المشط، الأوروبي والأمريكي والياباني وبقية خلق الله كذلك. وليش نروح بعيد، المصريون أنفسهم لا يفرقون بين بحريني وقطري، ولا بين كويتي وسعودي، ولا بين إماراتي وعماني، لا من ناحية الملبس، ولا من ناحية اللهجة، ولا من ناحية الثراء، مع أن الفرق بينهم يراه الأعمي ويسمعه من في أذنه صمم، فالقطري من ذوي الدخل العالي علي مستوي العالم، بينما البحريني من ذوي الكحّيت العالي، والكويتي من فئة القطري بينما السعودي من فئة البحريني، لكنهم كلهم بدون استثناء في عين سائق التاكسي المصري «آبار بترول» تمشي علي أرجل، وفي عين الجرسون هم «مغارة علي بابا» جاعت فدخلت المطعم، وفي ذهن السوري هم «عملات صعبة» ترتدي «الغترة والعقال»، وفي مخيلة المغربي هم كائنات جنسية مترفة تبحث عن صبايا مراهقات «لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان»، وما أن يشاهد أحدهم صبية حتي يقع مغميً عليه، فالرجل الخليجي لم يسبق له أن رأي امرأة من قبل...

ولا أظنني مضطراً للقول بأن الأفكار هذه خاطئة و"خرطي" كما في لهجتنا، أو هي "كلام خارم بارم" كما يقول السودانيون، لكن الأكيد أنني لا ألوم المصري ولا السوري ولا اللبناني ولا المغربي علي مثل هذا التفكير، إذ كنت شاهد عيان علي بعضٍ من جنون "جماعتنا" وفشخرتهم البالونية. فعلي سبيل المثال، هناك مقهي زجاجي شهير في بيروت مليء بالسائحات الخليجيات، اللواتي يعانين نقصاً نفسياً، فيبالغن بالتزيّن بحثاً عن نظرات الشبان ليشعرن بجمالهن... هذا المقهي يملكه نصّاب سوري مقيم في لبنان، يعرف كيف يمتص دماء مغفلي الخليج ومغفلاته، وصل به الدهاء (ولا أقول الجشع، لأنه يتعامل مع أغبياء) إلي أن اكتشفَ تنافس أغبياء الخليج علي إيقاف سياراتهم الفارهة علي مدخل المقهي للتباهي أمام البنات، رولز رويس علي ميزاراتي علي لومبورغيني علي أوستن مارتن علي بوغاتي (وهي السيارة الأغلي في العالم، والتي شاهدنا صورة سمو رئيس الوزراء الكويتي يقودها في سويسرا... وهنا أتذكر ما سمعته عن "أبي الدستور" أمير الكويت الراحل عبد الله السالم، الذي يمكن مشاهدته في خلفية صورتي أعلاه، والذي يذكر أصدقاؤه أن بيوتهم كانت أجمل من بيته، وأثاثها أفخم من أثاث بيته، وطعامهم أفضل من طعامه الخشن، ويقول أحد معاصريه عنه: نقل الكويت من مصاف الدول الأفريقية إلي مصاف الدول الأوروبية خلال خمس عشرة سنة هي فترة حكمه، وهو الذي في عهده وُضع الدستور (عام 1962) الذي ينص علي أن "الأمة مصدر السلطات جميعاً"... رحمك الله أيها المتواضع الزاهد الصادق العفيف)... المهم، فرض الداهية السوري مئة دولار علي كل من يركن سيارته أمام المقهي، ومع ذلك ازداد التزاحم، فضاعف المبلغ، وضاعفه، وضاعفه، إلي أن بلغت قيمة إيقاف السيارة أمام المقهي لمدة ساعتين سبعمئة دولار يا معلّم، أي والله، وهو ما دعاني إلي أن أعرض حلقة تليفزيونية بجانب ذاك المقهي، استضفت فيها وزير السياحة اللبناني، ونقلت للمشاهد صوراً حية علي الهواء مباشرة لطريقة الخليجيين في السياحة، وتحدثت عن غبائنا، وعن إصرارنا علي برنامج يومي ثابت طوال فترة السياحة، بعكس سياحة بقية خلق الله، الذين يتنقلون في طول البلاد وعرضها. ويا أمة بصقت في وجهها الأمم.

والكويتيون رغم ارتفاع مداخيلهم إلا أن جزءاً كبيراً منهم، بسبب الغلاء الفاحش، يرفع رأسه يومياً إلي السماء ويفحّ: «عشاء الغلابة عليك يا رب»، ومنهم من يتعامل مع راتبه كما يقول قارئو نشرات الأخبار «استقبل وودع في زيارة خاطفة»، ومنهم من يقبع في السجن لعجزه عن سداد ثلاثة آلاف دولار، ومنهم من ترثي لحاله قطط الشوارع وكلاب المزارع، ومنهم ومنهم ومنهم. وفي إحدي الدول (لم أقل الكويت) يخسر أحد الدراكولات نحو خمسمئة دولار في مضاربة، فتعوّضه الحكومة من أموال الناس قبل أن يرتد إليه طرفه. ليش؟ لأنه لصيق برئيس الحكومة، ووسائل إعلامه تسبّح بحمد الرئيس، وتصلّي عليه وتسلّم تسليماً كثيراً.

ويحصل المصري علي عقد عمل في الكويت، فتزغرد أمه، ويبكي أبوه فرحاً، وتودّعه القرية بأكملها في المطار، ويبني أحلاماً ولا أبراج نيويورك، وما أن تطأ قدمه أرض مطار الكويت حتي يصطدم بجدار الواقع فتتهشم جبهته.

والحديث يطول ويحتاج إلي مقالات بعضها فوق بعض، عن طبيعة حياة المصريين في الكويت، قد أتناولها لاحقا. علي أن «قد» غير ملزمة، وتفتح لمن أراد التراجع عن قراره أبواباً وشبابيك.
 
إعلان تبرع
محمد الوشيحي​

مقنع جداً ما ذكرته الروائية الجزائرية الرائعة أحلام مستغانمي على لسان بطل روايتها: 'الإنجاز الوحيد بالنسبة إلى كاتب، هو ما يتركه في مساحته من بياض'.
ولطالما راودتني هذه الفكرة عن نفسي. لطالما أغرتني وأغوتني وأثارتني بجمالها، حتى قبل أن أقرأ ما كتبته أحلام، فأنا رجل يضعف أمام الجمال... و'ياما' فكرت في أن أكتب مقالة بعنوان 'فراغ'، وأترك المساحة فاضية، ثم أذيّلها بتوقيعي، لكنني أتراجع خوفاً من ألا يفهمها البعض، أو أن يساء فهمها، بل خوفاً من أن أسيء أنا نفسي فهم مقصدي من 'كل هذا' الفراغ.
من خلال هذا العمود، أعلن وأنا بكامل قواي العقلية تبرعي بكل أجزاء جسمي بعد مماتي، بدءاً من شعر رأسي وانتهاء بأصابع قدمي، وفي ما يلي تفاصيل قطع غياري...
شعر رأسي غير قابل للتساقط والصلع – صادقاً أتحدث – فقد ورثت من والدي رحمه الله قوة الشعر، إذ أجلس متربعاً ويأتي من يشد شعري وهو واقف بيديه الاثنتين فلا أشعر بألم، وكأنه يشدني من ذراعي، لكنني منذ فترة بدأت أشعر بآلام في جلدة رأسي، وينتابني شعور أنها تزحزحت عن مكانها، وتحتاج إلى إعادة 'تعيير'.
أما من أراد الاستفادة من أصابع قدميّ، فلا أملك إلا أن أحذره، وذنبه على جنبه بعد ذلك، فالأصبع الوسطى في القدم اليمنى مطأطئة الرأس بشكل دائم كحال 'عقلاء السلطة'، تحيط بها أصابع كرؤوس الشياطين، والسبب جنون اقترفته أثناء طفولتي المترفة، عندما تحدّيت الجميع بأن أضع قدمي تحت عجلات أول سيارة تمر بنا، فكانت النتيجة أن تهشم رأس أصبعي الوسطى، وانكسرت ركبتي، لكنني قاومت الألم ولم أبكِ، إلا بعد عودتي إلى البيت... بكيت بنحيب، وأكملت مسيرة بكائي في المستشفى.
وما دمنا في الأصابع، فسأذكّر بأن أصبعي الوسطى في اليد اليمنى كانت قد تعرضت لكسر شديد، أدى إلى انحنائها من أعلاها على شكل حرف (L)، وبقيت على وضعها هذا فترة، وكنت كلما رفعت يدي لتحية أحد كأنني أشتمه شتيمة قبيحة، ولولا تدخل الطبيب الشعبي 'عبدالعال العتيبي' الذي كسرها مرتين وأعاد تجبيرها، لاستمرت أصبعي في الشتم القبيح.
أما بالنسبة لصدري ورئتيّ وكل ما يمكن أن يتأثر بالتدخين فالحذر الحذر لا أبا لكمُ، أي والله، فأنا أدخن أكثر من ثلاث علب دخان يومياً، وأكبسها بـ 'دلّتين' من القهوة النيبارية المرّة. وقد أعذر من أنذر.
وعلى من أراد الاستفادة من لساني وأصابع يدي اليمنى أن يقصّ منها قليلاً، وإلا فسيهلك.
قسماً، أتحدث بصدق، 'قيموا المزح هلّق' على رأي السوريين... إذا متّ فأعضاء جسدي كله حلال لكل محتاج من أي مذهب ودين وملة.​
 
16.jpg

محمد الوشيحي​



أنا محور الكون. تضبط الشمس ساعتها علي ساعتي، ويسهر القمر فقط إذا سهرت أنا، وينتظر النهار علي الباب إلي أن أنام فيدخل. كل شيء بحسبان. الدنيا مش فلتانة..​

ارتديت بزتي العسكرية، وتفقدت نجمتي اليتيمة علي كتفي، وشددت مسدسي إلي وسطي وخرجت إلي الشارع بثلاث وعشرين سنة، وذهبت لأنجز معاملة لي في إحدي الإدارات الحكومية، وبالتأكيد سيفسح الجميع المجال لي، وسأدخل المبني بسيارتي، وسأركنها في مواقف كبار الضيوف، وسيهرول الناس أمامي ليفتحوا الباب، لكنني سأسمح لكبار السن بالدخول قبلي، وسيستقبلني المدير في مكتبه ويطلب من سكرتيرته إنجاز معاملتي أثناء تناولي القهوة! طبعاً فأنا ضابط جيش بنجمة ومسدس، مش عطسة تيس.. لكن الرياح مشت بما لا تشتهي السفن، وكان نهاراً أسود ولا حول ولا قوة إلا بالله، بدأ سواده من عند البوابة التي أوقفني حارسها ليمنعني من الدخول بسيارتي، فصرخت في وجهه: «أنت مصاب بالإيدز؟»، فاستفسر: «ليه كفي الله الشر؟»، فارتفع صراخي:«مش شايف اللبس العسكري يا بني آدم؟ آسف إنت مش بني آدم، إنت بني قط، بني جربوع، بني نملة، بني كل شيء وأي شيء إلا آدم»، قلت ذلك وركنت سيارتي هناك، ودخلت سيراً علي الأقدام.​

مباشرة توجهت إلي المديشر وخاطبته بلهجة جافة: «الحارس لا يميّز الأشياء»، فسألني بصوت خفيض خبيث: «ليش؟»، فأوضحت له: «منعني من الدخول بسيارتي وأنا ضابط»، فمسح المدير لحيته الطويلة وتهكّم: «الحارس محدود القدرات، لا يعلم أن موازين القوي العسكرية في الشرق الأوسط ستتغير بسببك»، ثم أطلق لضحكاته العنان.. وفي قاعة المراجعين لم يهرول أمامي أحد ويفتح لي الباب، إنا لله، بل لم يلتفت إليّ أحد، ولم يعطس تيس مع الأسف الأسيف.. إما أن هناك خطأ، أو أنني أقل حتي من أن يعطس التيس عطسة تليق بمقامي.​

كبَّرت، وانطلقت السنون تجري وأنا أجري خلفها، ومازلتُ محور الكون، فكل ما يقنعني يجب أن يقنع الناس، وكل ما لا يقنعني يجب ألا يقنع الناس. قاعدة بسيطة وسهلة.​

أصرخ في وجوه الأصدقاء أثناء اندماجهم في متابعة برنامج القاهرة اليوم: «هل هناك عاقل يحتمل مشاهدة عمرو أديب الذي تسبّب رؤيته ألماً في المعدة وما تحتها؟ غيّروا المحطة»، فيجيبني أحدهم: «يا سيدي أنا مجنون وبلا معدة».​

وينجح عمرو أديب، ويزاحم نجوم السماء، ويختلف الرواة حوله، فمنهم من يصفق له ومنهم من يلطم، لكنه يحقق نسبة مشاهدة لم يُخلق مثلها في البلاد، ويواصل مطّ «براطمه»، أو شفاهه، بطريقته الرائعة المقززة، وأواصل شعوري بألم في معدتي كلما شاهدته.​

وأتساءل: «لمَ لم تقبض الشرطة علي الداعية عمرو خالد بتهمة التأليف واختلاق تاريخ لا علاقة له بكل ما قرأناه؟»، وأشحن قلمي بما لذ وطاب من الطلقات وأكتب منتقداً هذا الداعية المدّعي، فيرد محبوه هجومي عليه بهجوم عليّ أشد ضراوة وقسوة، ويمنحوني رتبة ليبرالي ثم أترقّي إلي علماني ثم ملحد ثم عدو الله في دقيقتين، علي اعتبار أن «لحوم العلماء مسمومة»، وأكبر العلماء هو عمرو خالد، بينما لحوم بقية البشر مسلوقة، يجوز أكلها.​

وأحذّر الناس من حكاية تكاثر الشعراء من أبناء الأسر الحاكمة الخليجية وأبناء الأثرياء، فكلّ زعطوط لم «يخطّ شنبه بعد» يكتب قصيدة تُخجل أبا الطيب المتنبي وتكسر عين امرئ القيس، وتتسابق المجلات الشعرية علي إبراز قصائدهم وإهمال قصائد صعاليك الجزيرة العربية، ذات النكهة والمذاق، وأتساءل بدهشة غاضبة: «هل يعي هؤلاء الأطفال المترفون معاني المفردات العميقة التي وردت في قصائدهم؟ هذا سطو مسلح علي شاعرية الفقراء»، فتطلق الصبايا المعجبات بهم قذائفهن: «يا حقود، يا غيور»، ويشتمني «عقلاء السلطة»: «احترم ولاة الأمر يا قليل الأدب»، ويتصدر المسرح شاعر مترف يقرأ قصائده من ورقة أمامه، ويخطئ في القراءة، ويتوقف، وتنتشر غيوم الإحراج في سقف القاعة، فيسعفه الجمهور الغفير بتصفيق حاد، فيتبسم بخجل، ويبرر توقفه بأن قصيدته هذه طازجة، للتو نظمها، دون أن يدري أن عذره أقبح من ذنبه. ويواصل أمسياته الشعرية المكتظة بالجماهير.​

وعليّ النعمة لن تقوم لهذه الأمة قائمة ما لم يمشِ الكون علي خطاي، وتضبط الشمس ساعة يدها علي ساعتي، أو فلتسلمنِ قيادها ليومين اثنين، ثمان وأربعون ساعة فقط، ولكم عليّ أن أنظفها من شوائبها، وأولي الشوائب.​




 

hweatiQ8

عضو ذهبي
الله الله الله الله الله الله الله الله الله


مبدع مبدع يا ابو سلمـان مقال أخذني للبعيد البعيـد

أقسم لك ولمن نقل مقالك أن هذا المقال من أروع المقالات

تسلم ايـدك


واصل ابداعك وسدد سهامك دون خووف



تحياتي
 

الدائن

عضو فعال
ردا على مقالة الوشيحي

مقالة اقرب للهرطقة يا اخ محمد ويذكرني باسلوب (ظلام التعيس) وكتباتها التي تعد دراما المتروسة بالغل الحريمي

فانت حبيت تغث مريدي عمرو خالد او المتدينين اللي باطين كبدك سياسيا وعلى ما اظن اجتماعيا بشيء اقرب ما يكون للهرطقة او الغرور الفرعوني

انا من عشاق كتابتك بس ليت الله فاكك من اول سطر بالمقالة

................ ودمتم بود
 
التعديل الأخير:

ظفير

عضو فعال
أنا محور الكون. تضبط الشمس ساعتها علي ساعتي، ويسهر القمر فقط إذا سهرت أنا، وينتظر النهار علي الباب إلي أن أنام فيدخل. كل شيء بحسبان. الدنيا مش فلتانة..​

أعتقد هذه الجملة كتبها الوشيحي حتى يثير القراء مع أني لا أحب أستخدام هذه الجمل المثيرة للتساؤلات والريبة والشك خصوصاً للوهلة الأولى من قرائتها وعندما يتضايق البعض ويلومون الوشيحي فيجيبهم وهو يبتسم من تحقق هدفه !! ويقول أنا محور الكون أنا الإنسان والشمس تضبط ساعتها على ساعتي لأن الشمس لاتأتي بفوضى بل هي تأتي بتوقيتها المنضبط مع عقارب الساعة !!! وأنني لن أشعر بأن القمر يسهر إلا إذا سهرت وإذا نمت فالقمر غير موجود في حواسي !!! وبالنسبة للنهار يبدو أن الوشيحي كسول ولايصحى إلا عندما يدخل النهار !! لذلك النهار يدخل عليه وهو نائم !! وبالنهاية أكيد كل شيء بحسبان والدنيا مش فلتانه بل الله منظم لكل شيء

والمعنى في بطن الكاتب !!!
 
16.jpg


آمال:
دبور... يا ديبورا
محمد الوشيحي

إذا سألتني عن أسعد شخص في الكويت، فسأصحح لك سؤالك كي يصبح
'من هما أسعد شخصين في الكويت اليوم؟'، والجواب:
وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد ووزير المالية مصطفى الشمالي.
ليش؟
لأن النائب النشط خالد الطاحوس، من دون أن يقصد، أهدى للوزيرين 'علبة مسامير' ثبّت بها كلّ منهما كرسيه المهزوز، عندما طلب إقالتهما، فالسياسة في الكويت تقوم على العناد وتنام على 'الحَرَّة'، والنائب الطاحوس يحتاج إلى كيس مملوء بالمكر والخبث والدهاء يحمله على كتفه في رحلته السياسية.
والطاحوس أحد الذين طرحوا الثقة بالوزراء في كل الاستجوابات، بل هو من الذين يملكون 'استجواباً أحمر'، أي استجواب سمو رئيس الوزراء، وإن لم يكتمل.
إذاً هو في عين الحكومة، أو ذوي القرار، عدو ظاهر، أو فلنقل 'خصم معلَن'.
ولو كنت أنا مكان الطاحوس، لاستعنت بالنائب مرزوق الغانم، الذي تربطني به صلة رياضة، وهمست في أذنه برغبتي، وتركت الغانم يرتّب حروفه مع زميله النائب صالح الملا، ويضعان مطلبهما أمام كتلتهما 'الوطنية'، وخلال يومين ثلاثة سأقرأ خبر 'إقالة الوزيرين'.
الطاحوس وهو يطلب إقالتهما لم يكن يعلم أنه حتى لو كانت هناك نية لإقالتهما فعلاً فقد أُلغيت.
خلاص.
على أن الوزير الشمالي كان الأسبق في تثبيت كرسيّه، عندما دخل معه النائب الفذ مسلم البراك في سجال نشرته الصحافة بالطبلة والمزمار.
مع أن البراك أدهى وأذكى سبعاً وثلاثين مرة من الشمالي، لكن حكم مباراة الملاكمة رفع يد الشمالي إلى الأعلى، فالبراك كان يبحث عن الضربة القاضية، ولم يجدها، بينما الشمالي كان يجمع النقاط فملأ شليله بها، إذ إن المطلوب الآن هو إشغال المعارضة عن قضية تمويل الخطة التنموية.


والحكومة، أمام قضية التمويل، مثل الزوجة التي وقفت على السلّم، وهددها زوجها بالطلاق إن هي صعدت أو نزلت، ولو كنت أنا مكانها لتزحلقت على 'الدرابزين'، وهربت إلى بيت أمي. :)
ولو كنت أنا مكان الحكومة لفعلت ما يمليه عليّ ضمير التجار، فالتجار أقوى من البرلمان، واترك عنك الوهم والحديث عن الدستور والمادة السادسة 'الأمة مصدر السلطات...'، فالتجار هم مصدر السلطات، هم المنبع والمصب.
وكما يقول السوداني: 'الفلوس عليك الله تشدّ الهواء من قرونه'.
***
يبدو أن السفيرة الأميركية ديبورا جونز 'من الربِع'، أي من جماعتنا.
فمن يقرأ لقاءها في منتدى الشبكة الوطنية الكويتية الذي جاء قبل يومين، بعد تأخير استمر نحو ستة أشهر، يشك أنها عضو في حكومة الكويت.
ولو أن أحداً أخفى اسمها من على شاشة الكمبيوتر وسألني من هو صاحب هذه الإجابات، لأجبته مباشرة: 'واحد من ثلاثة، إما الوزير روضان الروضان، أو الوزير الدكتور محمد البصيري، أو هو الإطفائي الحكيم رئيس البرلمان جاسم الخرافي'.
لم يكن ينقص السفيرة إلا أن تطالب بعدم تسييس السياسة، ثم تعيّن زوجها وكيلاً في حكومة الكويت.

ماذا دهاك يا حاجة ديبورا؟
ما هذه الإجابات المدهونة بالـ'نيفيا'؟... دِبور*.;)
***
لمن تابع المسلسل المحلي التاريخي 'اخوان مريم'، الذي يروي سيرة الأسرة الحاكمة، والذي أساء إلى الفن، وأكّد نظريتي 'السلق' و'البحث عن الأرخص'، فأظهرنا صغاراً 'فنياً' أمام سورية وعملها الدرامي العملاق 'باب الحارة'، وغيره من المسلسلات الفخمة...
أقول، لمن تابع هذا المسلسل فبكى، اقرأ ما كتبه الزميل الرائع 'عامر الفالح' في جريدة الراي يوم أمس الأربعاء، فقد 'غسل كبودنا'... شكراً عامر.
* دبور: كلمة بدوية شبه منقرضة، وتعني الخزي، أو الفشل.










i.gif
 

hweatiQ8

عضو ذهبي
مقــال رائع

أشاهد أمامي عيـني


فــارس جعل من قلمــه سيـف

يقص الحـق حتى وان كـان على نفســه

واشاهــد أمــامي عيــني قلم لم يترجـل

للسفهــاء والاغبياء

أجعل قلمك يامحمد الوشيحي شامـخ

لايترجـل إلا لقص الحق



تحيـاتــي :)وردة:
 
أعلى