آمال_ محمد الوشيحي ...

q8_500

عضو مميز
في مصر استحوذ أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطني الديمقراطي وزعيم الأغلبية، على البرلمان، فساعد هذا وزوّر لذاك، ولعب بالبيضة والحجر، وسلب إرادة الناس، وجاء بنواب يقومون بدور المكنسة الألمانية، أما في الكويت فليس لدينا «أحمد عز» بل «أحمد الفهد»، الذي استورد مكانس صينية. الاسم يختلف، والمصانع تختلف، والوضع يختلف
[/B][/QUOTE]


اقوى جمله بصراحه ، جمله قويه حيل :)
 
آمال:
صيحوا تصحّوا
محمد الوشيحي
alwashi7i@aljarida.com
الكاتب المصري اللذيذ عمر طاهر، وهو من سكان قصر العيني، يروي لنا بعض التفاصيل المضحكة في ثورة الأحرار في مصر، ويحدثنا عن منصور «فتوّة» قصر العيني، الذي كان يصرخ في المظاهرة «الشعب يريد إخصاء النظام». يبدو أنه لم يفهم كلمة «إقصاء» فاستبدلها بكلمة يعرفها جيداً.
ولم أتمنّ شيئاً كما تمنيت أن يكون عمي الوحيد، واسمه – يا للصدف - منصور أيضاً، يعيش بيننا الآن، رحمه الله، ويشارك في مظاهرات مصر، أو في التجمع الذي ينوي الشباب إقامته في بداية مارس للإطاحة بالحكومة... والمرحوم لا يمكن أن ينطق جملة واحدة بصياغة سليمة. خذ عندك من الكرم ما يتحدث به الركبان، وخذ من الإقدام ما يرعب عنترة والزير، ولا تطلب غير ذلك من «أبو حسين»، فهو الذي قال «في سباق التحسس والتلسس»، واكتشفنا بعد لأيٍ شديد أنه يقصد «مع سبق الإصرار والترصد»، ولو كان موجوداً بين المصريين الذين يرددون «الشعب.. يريد.. إسقاط النظام» لارتفع صوته مع ارتفاع قبضته «العيش.. حديد.. عليكم السلام»، المهم أن تكون الصيحة متماشية مع القافية والوزن.
وما أجمل المظاهرة التي تضم منصور الوشيحي ومنصور فتوة قصر العيني، الله على الفصاحة، الله على الصيحات التي لن يعرف أحد هل هي ضد الحكومة أم معها، الله على منظرهما وهما يتكاتفان في بداية المظاهرة ويتلاكمان في نهايتها، والله على الشعب الذي لا يكتفي بالتحلطم والجلوس مع «العجايز» لغزل السدو، بل يتحرك لتهتز الأرض تحت أقدامه.
ولو علمت الشعوب مدى قوتها لما عرفت البشرية معنى الطغيان ولا الاستحواذ. وقبل يومين كتبت في موقع «تويتر» أننا في حاجة إلى التسجيل في جمعية حقوق الإنسان لاستعادتها من قبضة الحكومة، وهي التي كانت في عصمة الشامخ «سامي المنيس»، رحمه الله، فآلت إلى «علي البغلي» في هذا الزمن الغريب... فتجاوب الناس مع الدعوة بحماسة، ولو تُرجمت حماستهم إلى فعل لأصبحت جمعية حقوق الإنسان «أغنى» جمعية على وجه الكوكب، إذ سيدفع كل مشترك 15 ديناراً رسوم التسجيل، في مقابل تكفّل البعض، من أنصار الحكومة، برسوم تسجيل أنصارهم، ولا أقول أزلامهم! المعركة بدأت، والنصر دائماً للشعوب ضد الحكومات وأتباعها.
على أنني لن أترشح للرئاسة كما يروّج الأخ المشفوح، بل سأدعم أي شخصية تكون موضع ثقة، فالمهم أن يتغير نهج الجمعية الحالي، وإذا طُلِب مني طرح أسماء كمرشحين فسأميل إلى واحد من هؤلاء (د. عبيد الوسمي لما لاسمه من رمزية تشكلت في الأذهان، صلاح المضف أو راكان النصف، اللذان استقالا احتجاجاً على سلوك رئيس الجمعية الحالي، د. ثقل العجمي، د. عودة الرويعي، خالد الفضالة، صالح الشايجي، وآخرون كثر لم نعهدهم تجار حرب ولا سماسرة دماء).
***
همسة في أذن الشيخ أحمد الحمود بعد توليه منصبه الجديد في قيادة وزارة الداخلية: احذر من الجلوس بين أكياس الفحم كي لا تتسخ ثيابك، وتذكّر ما قاله الشاعر الخالد الشريف بركات: «الحر مثلك يستحي يصحب الديك ... وإن صاحبه كاكا مكاكاة الأدياك».
احذر يا شيخ فالشعب أمسك بالورقة والقلم وشرع يسجل المخالفات لمعاقبة مرتكبيها... احذر... فالشعب تغيّر... وكان الله في عون أيتام وزير الداخلية السابق، وفي عونه هو بعد فتح الملفات، وتشكيل لجان التحقيق.
 



آمال:
شعبٌ... مفعولٌ به
محمد الوشيحي
alwashi7i@aljarida.com

الشعوب الأوروبية ذات الهيبة يتنافس مسؤولوها على إرضائها، والشعوب العربية ذات الخيبة تتنافس على إرضاء مسؤوليها... والشعب الأميركي الشامخ تهابه حكومته وتتمسح بحذائه، والشعب العربي الماصخ يهاب حكومته ويتمسح بحذائها... والشعب الياباني الصادق يتسابق وزراؤه على وسائل الإعلام لتبيان مواقفهم ورؤاهم، وتُخصص كل وزارة متحدثاً باسمها يملأ وسائل الإعلام حركة، ويجيب عن كل الأسئلة، وينزع كل علامات الاستفهام من أذهان اليابانيين، ويخنق الشائعة وهي في مهدها، والشعب العربي المنافق تضع حكومته متحدثاً باسمها كـ»عازل الضوء» كي تتمكن من النوم، وتدفع للمرتزقة من الإعلاميين ليتولوا مهمة «عازل الصوت»، الذين ينثرون الكذب على الناس وعلى الحكومة ذاتها.
الشعوب الكريمة إذا استمرأ قياديوها ارتكاب الخطايا سحبت الواحد منهم من قفاه الكريم، وزجّت به في السجن العتيم، والشعوب العربية إذا استمرأ قياديوها ارتكاب الآثام العظام وأهانوا الكرام وأعزوا اللئام، بررت لهم وبحثت عن أعذار تنجيهم من عذاب النار، واعتلى خطباؤها المنابر «اللهم أصلح البطانة».
الشعوب الشامخة تختار لبرلمانها خيرة القوم، «وإذا الحكومة في أمها خير» فلتحاول أن تتدخل لمصلحة هذا أو لعرقلة ذاك، كي ينقلب الشعب الهادئ إلى شعب مؤزم، أما الشعوب الراكعة ذلاً فيلعب في حسبة انتخاباتها وزير أو تاجر كبير، فيساعد هذا المرشح المتدين كي يفتي لاحقاً لمصلحة ولاة الأمر، ويساعد ذاك المرشح الليبرالي، أو المرشحة الليبرالية «يا تؤبرني» كي تصوّت معه في الوقت الذي تسلّ فيه منشارها وتنتشر في مؤسسات البلد الاقتصادية، هي وأقاربها، وهات يا هبش وهات يا مشاريع ألذ من أطباق «التبولة».
الشعوب الأوروبية الأبيّة تسيطر على جمعيات النفع العام وتحوّلها إلى عصا غليظة فوق رؤوس الأنظمة، والشعوب العربية الغبية تسيطر حكوماتها على جمعيات النفع العام، و»تعيّن» أعضاء مجالس الإدارات أو تشتريهم وتحوّلهم إلى عصيّ غليظة فوق رؤوس الشعوب البليدة العبدة.
الشعوب الفاعلة تنتفض غضباً على أجهزة الأمن إذا تمادت في غيها، والشعوب المفعول بها تنتفض هلعاً من أجهزة الأمن كلما زاد غيّها... الشعوب العظيمة تنشئ وسائل إعلامها الخاصة، والشعوب «البهيمة» تُجبر على تناول علف «وزارات الإعلام»، ولا يسمح لها بإنشاء وسائل إعلامها إلا إذا كان نباحها يطرب الأذن الحكومية.
شعوب تختلف عن شعوب، والحمد لله أن الشعب الكويتي من الشعوب الكريمة العظيمة الشامخة الأبية... كح كح كح، عفواً.
***
الرئيس أحمد السعدون يحلّق ويبدع على صفحات تويتر... يتحدث عن المقترح الفلاني الذي تقدم به، وما حدث بخصوصه، ويبلغ المتابعين نتائجَ هذا المقترح وذاك المشروع، بكل ثقة وصدق... أما حكومتنا فلا تريد أن تتسخ يداها عند الكتابة للشعب «واي ويع».
***
الزملاء المصريون هاتفوني يسألون عن مشاريع «لصوص الكويت» المقامة على أرض مصر، ويطلبون أي معلومة قد تفيدهم في «عملية التطهير والاسترداد»... لذا أتمنى على كل من يملك معلومة مؤكدة، أو شبه مؤكدة، أن يراسلني على الإيميل المنشور هنا في هذه الصفحة، أو على موقعي في تويتر «@alwashi7i»... مع الشكر والنفاذ.
ونصيحة قبل أن أنسى... «توتروا» يا أيها المؤمنون، ففي «تويتر» لا يردك إلا لسانك، وها أنا ذا أتحدث مع أكثر من 11000 «متابع» وجهاً لوجه... توتروا لا أم لكم.
 
مال:
بنت العنب... هي السبب
محمد الوشيحي
alwashi7i@aljarida.com
%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B4%D9%8A%D8%AD%D9%8A_thumb.jpg
ما الذي يحدث؟ هل تناولت الحكومة كؤوساً من عصير العنب، أو «بنت العنب» كما أسماها الخليفة الأموي المزاجنجي «الوليد بن يزيد»؟ ما الذي دهاها لتفسفس فلوسنا؟ هل يحق لنا الحجر عليها؟
تكفون، من كان منكم على علاقة قرابة مع الحكومة فليخبرها أن ما تفعله مستفز، على أنني أحد المؤمنين بضرورة تدليل الشعب وترفيهه إذا كانت الدولة مقتدرة، لكن بالعقل وعبر زيادات مقبولة ومدروسة لا تؤثر على مستقبل البلد ومستقبل عيالنا، والأهم أن توقف السرقات وتحاسب اللصوص، وتقيم المشاريع الضخمة الفخمة، وتعيد طلاء البيت المتهالك، وتوفر المستشفيات المتطورة، والمدارس الحديثة المناهج والمباني، ووو، لا أن تنثر الأموال على الناس بعبط كي يغضوا الطرف عن فشلها ويتغاضوا عن فسادها.
دعوا عنكم حكاية التنمية فهي «قصور في الهواء»، وكذبة كبرى، سوّقتها الحكومة فصدقناها، إذ إن أول شروط التنمية هو وجود وزراء على كفاءة عالية، يتبعهم قياديون متميزون، وثانيها محاسبة الفاسدين، وأكبر فساد هو إغراق البلد بالأطعمة الفاسدة، وأن يقصفنا العدو بقنابل «النابالم» أهون علينا من أن نعيش على أطعمة فاسدة، فالنابالم سيحرقنا ونموت في لحظتنا، أما الأطعمة الفاسدة فتميتنا تحت التعذيب والألم المتواصل. وتخيلوا ماذا كان سيصيب أبناءنا لو أن أطنان الحليب الفاسد فلتت من الرقابة.
والله لو كانت حكومتنا تحترمنا لعقدت اجتماعاً علنياً مفتوحاً، تطلعنا فيه على تطورات أبشع صفقة فساد في الكويت، وتكشف لنا سر إدخال كل هذه الكميات في وقت وجيز، وكيف كانت الرقابة وآليتها قبل تعيين هذه المديرة النشيطة في البلدية، ثم تكشف لنا عن أسماء تجار الدم، وتحيلهم إلى محكمة الجنايات بسرعة، بتهمة «الشروع في القتل الجماعي»، وترفق بملف التهمة أسماء النواب الذين يستميتون لـ»طمطمة» الموضوع. وهنا نسأل النائبة د. رولا دشتي، رئيسة اللجنة البرلمانية المختصة: «لماذا لم تصرحي بأسماء هؤلاء السفاحين للشعب ليكويتي (كما تنطقينها)؟».
* * *
منتدى الشبكة الوطنية يتبنى حملة إنسانية رائعة تحت عنوان «إلى متى» يطالب فيها المسؤولين بتبديل مبنى المعاقين الحالي، الذي يؤذي المعاقين وأهليهم ويفتقد الشروط الدنيا المطلوبة لمباني المعاقين، بمبنى يراعي ظروف المعاق ويحترمه...
تابعوا الموضوع على هذا الرابط وتمعنوا الصور وحسبلوا وحوقلوا...
http://www.nationalkuwait.com/vb/showthread.php?t=171177
* * *
تلقيت اتصالاً من «عمر العجمي» الذي تحدث عنه الرئيس السعدون والنائب د. فيصل المسلم ونواب آخرون، وذكروا أنه تعرض لتهديد عبر «مسج» هاتفي... ويقول عمر إنه تلقى التهديد بعد أن كتب موضوعاً في منتدى الشبكة الوطنية بعنوان «إسطبل الشهيد الراعي الرسمي لجريدة الآن»، وهذا هو الرابط لمن أراد الاطلاع على الموضوع...
http://www.nationalkuwait.com/vb/showthread.php?t=169875
ويضيف عمر في اتصاله: «وصلتني رسالة تهديد أخرى، مضمونها (أنت لين الحين ما لغيت الموضوع؟ هذا آخر تهديد لك»! عمر أبلغني خشيته من أن يوضع له حشيش أو مخدرات في سيارته أو بيته لتسهل إدانته وتشويه سمعته وسمعة أهله.
لا أظن أن الأمور تسير بهذا الشكل في الكويت يا عمر، وإن كنت لا أرى الأجهزة الأمنية بفساتين بيضاء وورود ملونة... على أية حال، الناس الآن تتابع الموضوع بوعي وتركيز، فنم قرير عين يا عمر، وإن تعرضوا لك، فهذا يعني أن مؤسسات الدولة سقطت، وعلى كلّ منا الاعتماد على زنده الكريم.





back.gif
 


آمال:
الليبيون معتادون على الفلفل
محمد الوشيحي
alwashi7i@aljarida.com

نحن في فترة أعياد، ووالدنا صاحب السمو الأمير يستقبل اليوم ضيوفه وضيوفنا، ومعه نقول لهم: 'أهلاً وسهلاً'، وسنضع الشرشف على مشاكلنا الداخلية وننقلها إلى السرداب بعيداً عن أعين الضيوف، وسنرتّب ديوانيتنا ونبخّرها، و'لاحقين على خير' و'كل مطرود ملحوق'.

ومن يقول إن ما يفعله مجنون ليبيا بشعبه شيء يفوق الخيال، أقول له أنت كذاب ابن دجال أو أهبل ابن أهطل، أيهما قبل... وهل كان أحد يتوقع أن يوزّع هذا المجنون الآيسكريم على شعبه الرافض له؟ هذا هو وجه سفاك الدماء الحقيقي، لم يغيّره.

لكن ما برّد أكبادنا وسكّن آلامنا هو قرار جامعة الدول العربية تجاه هذا المجنون، الذي لم يكن ينقصه إلا جملة 'يا قذقوذي يا بايخ، ما أحبك ما أحبك ما أحبك'، كما تفعل الزوجة التي تتدلع وتتدلل على زوجها في سنة زواجها الأولى قبل أن تغلق باب غرفة نومها في وجهه ليسترضيها فترضى! قال يعني سيغضب القذافي إذا أعلنت الجامعة مقاطعة الوفود الليبية، ألا يعرف هؤلاء المرهفون أن القذافي قائد أممي، كما يرى نفسه، وأنه إذا كان على استعداد لإبادة شعبه وأهله وإحلال مجاميع إفريقية مكانهم، فما الذي يمنعه من أن يطلّق الأمة العربية ويتزوج أمة أخرى أو أخريات في اليوم نفسه؟

ولن تجد وجهاً أبرد ولا أتفه من وجه الذي تصرخ أمامه مستغيثاً: 'إني أحترق... اجلب ماء لتطفئني بسرعة' فيشرح لك عناصر الماء، وكيف اتحدت ذرتان من الهيدروجين بذرة من الأكسجين وتعاهدن على البقاء معاً، وكيف أن علاقتهن مثل علاقات شبّان هذا الزمن، ما إن تتعرض للحرارة حتى تتفكك.

والليبيون إذا كانوا بحاجة إلى أحد فهم فقط بحاجة إلى من يبعد الطائرات والدبابات عن يد سلطة المجنون، كي تكون المعركة متكافئة ويتدبروا أمرهم بأنفسهم، فالليبيون أشجع الشعوب العربية وأكثرها تضحية بالنفس، أقول ذلك بعد تجربة لصيقة بهم استمرت نحو ستة أشهر أثناء الدراسة في أوكرانيا، بدأت بخناقة دامية تبادلنا فيها دخول المستشفى، وانتهت إلى مشاركة في شقة لم تكن تحفها الملائكة.

والليبيون قساة، لا يلينون لأحد ولا يخضعون لغير الله، ولا أظنهم أذعنوا للقذافي إلا بعد أن أذاقهم الفلفل الحار، رغم علاقتهم الحميمة مع الفلفل وسيطرته على وجباتهم، ولو أن يابانياً صائعاً تناول وجبة ليبية لنطق الشهادتين في الحال وخرج في سبيل الله مجاهداً. وقد دُعيت إلى وليمة ليبية، فمددت يدي إلى لقمتي الأولى، ولم يستغرق الأمر مني إلا مسافة السكة من اليد إلى الفم، حتى توقفتُ فوراً وخنقتني العبرة واختفى صوتي، ورحت أضرب كفاً بكف وأفحّ كما تفح الثعابين وأتمتم بجمل متصلة منفصلة: 'يا حسافة راح فيها المريء، هلا والله بالشباب' وقضيت على كؤوس الماء كلها وجندلتها الواحدة تلو الأخرى، وما هي إلا لحظات حتى ارتفع صوت الطالب اليمني الجالس إلى جواري، وراح يهذي بكلمات لم أتبينها، أظنه كان يشتم المضيف أو يشتم نفسه التي سوّلت له قبول الدعوة أو يشتمني بعد أن قضيت على مصادر المياه.

أعان الله أهل ليبيا على جامعة الدول العربية أولاً، ثم على مجنونهم مصاص الدماء ثانياً.

***

اتصالات هاتفية عديدة من الإخوة القراء المصريين تلقتها 'الجريدة'، وإيميلات على بريدي الإلكتروني، يعلنون فيها عتبهم على ما ورد في مقالتي يوم الثلاثاء الماضي، عندما ذكرت أن 'الشعب المصري خلاص استيقظ من غبائه وألقى حقيبة وزارة الإعلام في سلة القمامة'، مع أن المقالة توضح أن المقصود بـ'الغباء' هو 'وزارة الإعلام'، وللتوضيح سأشرح: 'كل شعب على وجه الأرض يقبل وجود وزارة إعلام في حكومته هو شعب غبي، والشعب المصري، بعد تحرره، تخلص من هذا الغباء، أي تخلص من حقيبة وزارة الإعلام، أما بقية شعوب العربان فماتزال تستمتع بغبائها'.
 
آمال:
وزيري... بيدي
محمد الوشيحي
alwashi7i@aljarida.com
محمد%20الوشيحي_thumb.jpg


أراقب الثورة المصرية مراقبة لصيقة، مان تو مان. وعندما طالب الثوار بإقالة رئيس الوزراء «شفيق» وتعيين «عصام شرف» بدلاً منه، لم يستجب لهم «المجلس العسكري» فغضبوا وتنادوا في «تويتر»: «تعالوا ننزل الميدان ونشيل شفيق ونعيّن واحد من اللي اخترناهم (اختاروا ثلاثة كان أولهم عصام شرف)»، وبالفعل تم لهم ذلك، فواصلوا إصرارهم على تلبية بقية المطالب وأهمها «إلغاء جهاز أمن الدولة» ذي السمعة العربية الأصيلة، فلم يعرهم أحد اهتمامه، فغضبوا وكتبوا: «يووووه هوّه أنتم مش بتصدقوا ليه إن احنا بنتكلم جد وإن دي مطالب الثورة»، ثم أضافوا جملة مضحكة مرعبة: «ماشي، احنا حنصفّي الجهاز بنفسنا وبعدين ندّيكوا رنّة»، كتبوا ذلك ثم تجمهروا أمام مبنى جهاز أمن الدولة في الإسكندرية ليمنعوا تهريب الوثائق وحرقها، وتطورت الأحداث إلى أن دان لهم المبنى وسيطروا عليه وعلى ما تبقى من وثائقه وحرروا المعتقلين السياسيين، وأمس قرروا «تصفية» بقية مباني أمن الدولة وتحرير المعتقلين وتسليم الوثائق الموجودة في المباني إلى النائب العام... اللافت أن الثوار عثروا، كما يزعمون، على عدد من الجثث في سرداب أحد مباني الجهاز، وصوّروا الزنازين المعتمة المرعبة وأدوات التعذيب و«الكلاليب» إلخ إلخ إلخ، وستذعن الحكومة لمطالبهم كلها لاحقاً، وستفكك تلفزيون الدولة بعد أن قرر الثوار أن يجعلوه محطتهم القادمة.
ولا أدري ما سبب كتابتي بهذه الطريقة التي لا ينقصها إلا أن أختمها بالوقوف أمام الكاميرا و«محمد الوشيحي... من أمام مقر جهاز أمن الدولة في الإسكندرية... تلفزيون الكويت... موسكوووو»، لكنني أردت من كل هذه المقدمة أن أبين، أو أذكّر، بأن الشعب الحر هو «مصدر السلطات» والشعب القطيع هو «متلقي الصفعات»، وكل شعب يملأ «الأبلكيشن» بما يليق به.
وقبل يومين، طرح الشاب المبدع بدر ششتري في «تويتر» فكرة لطيفة، بمساعدة صديقه المذيع الهادئ عبدالله بوفتين، تقوم على أن يرشح كل «مغرّد» اسماً لتولي منصب وزاري، فانصبت غالبية الترشيحات التي بلغت نحو ألف – إلى لحظة كتابة المقالة – على ثلاثة أسماء «وليد الجري، ود. أنس الرشيد، ود. حسن جوهر»، ثم، بطريقة مضحكة، انهمرت ترشيحات «أمنية» لمصلحة رئيس جمعية المهندسين «طلال القحطاني»، وأقول «أمنية» لأنها كانت «تتدفق» في فترة محدودة ثم تنقطع، ثم تتدفق، ثم تنقطع، وهكذا، ومع ذا لا أظن أن القحطاني، مهما أتقن خطة «هوبّا هوبّا» سينافس على المراكز الأولى، لكنني أجزم أنه سيقبل أقرب حقيبة وزارية تصل إليها.
على أن اللافت هو أن الشيخ أحمد الفهد لم يحصل إلا على صوت واحد مبحوح، لكنه بالتأكيد «سيتدفق» ما إن يصل إليه خبر «التصويت».
عموماً، هذه هي اختيارات «المتوّتين» رغم عدم تصديقي للاستفتاءات التي تدور في ميدان الإنترنت لسهولة التلاعب بها، ورغم عدم تفاؤلي مهما تكاثرت الأسماء «الشعبية»... فما لم يتغير «الملعب واللاعبون القدامى» لن تستقر الكويت إلا بهزهزتها يميناً ويساراً مثل «دركسيون» السيارات القديمة.
 
آمال:
يا عيونها
محمد الوشيحي
alwashi7i@aljarida.com
محمد%20الوشيحي_thumb.jpg



ما زلت أردد «الجَمال والإبداع والعذوبة والموهبة تنتشر أكثر في الدول ذات المناخ الساحر والطبيعة الخلابة». والكويت لا سحر فيها ولا «خلابة» ولا جبال ولا أنهار ولا شلالات، لذلك ينتشر فيها نبيل الفضل.
ستقول «إذاً كيف تفسر عذوبة أصوات الفنانين نوال وسناء الخراز والرويشد وعبدالكريم عبدالقادر ووو؟» فأجيبك بسؤال وإجابة: كم نسبة ذوي الأصوات العذبة في الكويت؟ الجواب، لا تكاد تذكر بالعين المجردة. احمل حالك، كما يقول المصريون، واذهب إلى لبنان سقاه الغيث، حيث الطبيعة المثيرة والطقس المحرّض على الفسق والفجور، وحيث نهر الكلب ونهر البردوني ونبع الصفا ونبع العسل، وستجد أن ما يقرب من ثلث الشعب يمتلك حنجرة عميقة وحبالاً صوتية عذبة.
ولولا القمع السياسي الديني الذي يفرضه المحافظون على إيران لما سيطرتَ على رأسك المتمايل طرباً من الغناء الإيراني، ولما أغمضت عينيك لفرط جمال الفاتنات الإيرانيات، ولما ارتد إليك فكك الأسفل لهول إبداع الإيرانيين في النحت والتصوير والرسم على المباني والمرافق العامة بدلاً من هذه الرسومات الغبية المنتشرة حالياً في طهران، التي تشبه «سفرة الطعام البلاستيكية».
ستقول: رغم طقسنا وتضاريس بلدنا، إلا أن لدينا في الكويت من الجمال المنتشر بين الصبايا والشبان ما يسد الحاجة، وسأرد عليك: مستوى الجمال عندنا لا يقي من البرد، بالكاد يستر العورة. صحيح أن بدرية جميلة، وتهاني فاتنة، ونادية قاتلة (بالمناسبة، ما السر في أن الصبايا الكويتيات الجميلات أسماؤهن قديمة أو بشعة وأصواتهن مبحوحة مرعبة، والعكس صحيح، وأتذكر زميلاً عسكرياً ملامحه «زائيرية» لكن اسمه «جميل»، سامح الله أباه ما أكبر كذبته)... اذهب إلى تركيا، ذات المناخ والطبيعة والتنوع الجغرافي وتمعّن هناك الإبداع الرباني في خلق البشر، وستجد بين كل عشر صبايا إحدى عشرة فاتنة، فنسبة الجمال في تركيا مئة وعشرة في المئة. واخطف رجلك إلى سورية وسترى من مشيقات القوام، طويلات الأعناق، عذبات اللمى، ما يبكيك بكاء الناقة الخلوج. وقاتل الله تلك الصبية السورية الموظفة في أحد فنادق دبي، والتي لم يُخلَق مثلها في العباد، رأيتها فصعدت غصة في حلقي فأنزلتها بسرعة، ووضعتُ كفي على بلعومي كي أخبئ تفاحة آدم التي فلتت حبالها فراحت تتراقص بلا وعي... يوووه أشهد أن جمالها ذو قبضة حديدية، وأن شموخها يوقف بث قناة الجزيرة ويسحب هويات مراسليها، وأن نعومتها تنشر الفساد وتقمع العاشقين وتتهمهم بالولاء للخارج، والله على ما أقول شهيد، ولو كان الصرعاوي معنا ورآها لقبّل رأس أحمد الفهد وبكى على كتفه... توقفنا أمامها ومازحتها: «إذا كانت حوريات الجنة أجمل منك فسأسجد لله إلى أن أموت»، فرفعت سقف المزاح: «أنا واحدة منهن جئت لأطمئن على أهل الأرض»، فبادلتها المزاح: «إذاً أنتِ أجندة خارجية؟»، فقهقهَت: «هاهاها... هيك عم يقولوا»، فقهقهْتُ: «هاهاها... الله لا يوفقج». وغادرنا موقع الانفجار، صديقي وأنا، ننقل إصاباتنا ونتبادل الآهات والتمتمة: «يا عيونها... يا عيونها».
 
آمال:
شعب... بصلعة ونظارة
محمد الوشيحي
alwashi7i@aljarida.com
%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B4%D9%8A%D8%AD%D9%8A_thumb.jpg


كان الزعيم العربي الإفريقي الراحل معتاداً أداء صلاة العيد في الجامع القريب من قصره، وفي طريق العودة إلى قصره يسير موكبه ببطء، محاطاً بضباط الحماية الشخصية، كي يتسنى للزعيم تحية الجموع المحتشدة على جانبي الطريق.
وفي أحد الأعياد، وأثناء عودة الموكب من الجامع إلى القصر، فوجئ ضباط الحماية الشخصية برجل أصلع مهيب المنظر، يرتدي بذلة سوداء أنيقة، جسمه رياضي مشيق، نظارة سوداء معتمة تغطي عينيه، وفي أذنيه يضع سماعات صغيرة، ويجري بجانب سيارة الزعيم ويصدر أوامره بصوت عالٍ لضباط الحماية: «انتبه، على يمينك، الشاب ذو القميص الأزرق»، «أنت، ركّز نظرك على هذه السيدة ذات العباءة، في المرة المقبلة لا أريد أن أرى نساءً بعباءات على جانبي الطريق، فالعباءة هي الرداء الأنسب لإخفاء الأسلحة...».
وهكذا ظل الأصلع يصرخ ويوجه أوامره بصوت يسمعه الجميع، والضباط يتبادلون نظرات الدهشة وينفذون الأوامر، دون أن يعرفوا من هو هذا الرئيس الجديد لفريق الحماية، ويتساءلون في أذهانهم وهم يركضون ويتلفتون في محيط الموكب: «لا بد أن الزعيم اختاره دون أن يبلغهم، كان يجب إبلاغهم فهذا أمر لا مجال فيه للخطأ، لكن قد يكون الزعيم أبلغ الجنرال قائد الفريق الأمرَ ونسي الجنرال إبلاغهم، ثم إن هذا الوافد الجديد لم يتدرب بالتأكيد على حماية الشخصيات، إذ من الخطأ إصدار الأوامر بصوت عالٍ، بل بالهمس من خلال المايكروفونات الصغيرة المثبتة على ياقات القمصان».
واصل الموكب مسيره، وصاحبنا الأصلع ذو البذلة السوداء يصرخ هنا وهناك، إلى أن دخل الموكب باحة القصر، وترجل الزعيم من سيارته، واختفى في إحدى الفلل المتناثرة... هنا التفت صاحبنا إلى فريق الحماية وراح يربّت على زنودهم: «أحسنتم صنعاً لكن تذكروا جيداً ما قلته لكم، لا أريد أن أرى نساء بعباءات، ولا أريد كذا، ولا كذا»! تبادل أعضاء الفريق نظرات الدهشة، قبل أن يسأله القائد بأدب جم: «عفواً سيدي لم نعرفك... من أنت؟»، صمت صاحبنا برهة، وصمت معه الكون، ثم أطلق ساقيه للريح في اتجاه البوابة! هنا ارتفع صراخ الحراس وأعضاء فريق الحماية والخدم والمرافقين وهم يعدون خلفه: «قف قف قف» وألقوا القبض عليه، ليتبين أنه لا يحمل مسدساً بل غلاف مسدس خالياً، واكتشفوا لاحقاً أنه «مهووس» بهذا النوع من المغامرات، وبعد تفتيش منزله وجدوا أنه يحتفظ بأشرطة فيديو لهذا النوع من الأفلام والصور التي يظهر فيها كلها بصورة قائد فريق الحماية، وغير ذلك من العَته والهبل المدمس.
تطورت الأمور فتم فصل رئيس فريق الحماية وإنزال عقوبة قصوى عليه، وأُلقي بالمهووس في السجن، وتغير نظام الحماية بالكامل.
كتب بعد ذلك طبيب نفسي: «أرجوكم لا تقسوا عليه، يبدو أنه مصاب بالمرض الفلاني، وراح يشرح أعراض المرض، وكيف أن المصاب به سلمي لا يحب العنف وإن تظاهر به، وكيف أنه يتقمص الشخصية بصدق إلى أن تتلبسه بالكامل، تتلبس تفكيره وجسمه ونبرة صوته، ويكمن علاجه بتكرار شرح الأمر له، وتنبيهه بطرق مختلفة بأنه ليس قائد فريق حماية...
أنا مقتنع أن هذا المرض موجود، وأنه قد يتلبس جماعات وشعوباً، نحن في الكويت شعب كامل مصاب بهذا المرض، صدّقنا أننا في بلد ديمقراطي فرحنا نجري حول موكب الديمقراطية بنظاراتنا السوداء وصلعاتنا اللامعة، وصدقنا أن لدينا أدوات رقابة فجرينا حول موكبها بالسماعات الصغيرة والمايكروفونات المثبتة على ياقات قمصاننا، وصدقنا أن لدينا صحافة حرة فرحنا نصدر الأوامر ونمنع العباءات، وصدقنا وصدقنا وصدقنا، حتى تلبستنا الأوهام وسيطرت على تفكيرنا وجوارحنا ونبرة صوتنا.
بالله عليكم، هل لو كنا في بلد ديمقراطي حقيقي كان يمكن أن تختفي مليارات النفط رغم كل هذه الأجهزة المحاسبية؟ كيف يتم الاستحواذ على أراضي الدولة وتحويلها إلى مشاريع بالترسية المباشرة، وبسعر لا يكاد يُذكر بالعين المجردة، تحت أعين الأجهزة المحاسبية وفوق أنوفها؟... زوروا منطقة «الحزام الأخضر»، رئة الكويت، التي تضم «النافورة الراقصة» وتفرجوا على المشروع التجاري المقام هناك، ثم اسألوا أنفسكم: «مشروع تجاري بهذا الحجم، على أرضٍ في هذا الموقع، بكم كان يجب أن تُباع لو عُرضت على الجميع؟»، وإذا لم تجدوا الإجابة فأعطوني نظارة وسماعة... الله لا يهينكم.
 
آمال:
شعب... بصلعة ونظارة
محمد الوشيحي
alwashi7i@aljarida.com
%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B4%D9%8A%D8%AD%D9%8A_thumb.jpg


كان الزعيم العربي الإفريقي الراحل معتاداً أداء صلاة العيد في الجامع القريب من قصره، وفي طريق العودة إلى قصره يسير موكبه ببطء، محاطاً بضباط الحماية الشخصية، كي يتسنى للزعيم تحية الجموع المحتشدة على جانبي الطريق.
وفي أحد الأعياد، وأثناء عودة الموكب من الجامع إلى القصر، فوجئ ضباط الحماية الشخصية برجل أصلع مهيب المنظر، يرتدي بذلة سوداء أنيقة، جسمه رياضي مشيق، نظارة سوداء معتمة تغطي عينيه، وفي أذنيه يضع سماعات صغيرة، ويجري بجانب سيارة الزعيم ويصدر أوامره بصوت عالٍ لضباط الحماية: «انتبه، على يمينك، الشاب ذو القميص الأزرق»، «أنت، ركّز نظرك على هذه السيدة ذات العباءة، في المرة المقبلة لا أريد أن أرى نساءً بعباءات على جانبي الطريق، فالعباءة هي الرداء الأنسب لإخفاء الأسلحة...».
وهكذا ظل الأصلع يصرخ ويوجه أوامره بصوت يسمعه الجميع، والضباط يتبادلون نظرات الدهشة وينفذون الأوامر، دون أن يعرفوا من هو هذا الرئيس الجديد لفريق الحماية، ويتساءلون في أذهانهم وهم يركضون ويتلفتون في محيط الموكب: «لا بد أن الزعيم اختاره دون أن يبلغهم، كان يجب إبلاغهم فهذا أمر لا مجال فيه للخطأ، لكن قد يكون الزعيم أبلغ الجنرال قائد الفريق الأمرَ ونسي الجنرال إبلاغهم، ثم إن هذا الوافد الجديد لم يتدرب بالتأكيد على حماية الشخصيات، إذ من الخطأ إصدار الأوامر بصوت عالٍ، بل بالهمس من خلال المايكروفونات الصغيرة المثبتة على ياقات القمصان».
واصل الموكب مسيره، وصاحبنا الأصلع ذو البذلة السوداء يصرخ هنا وهناك، إلى أن دخل الموكب باحة القصر، وترجل الزعيم من سيارته، واختفى في إحدى الفلل المتناثرة... هنا التفت صاحبنا إلى فريق الحماية وراح يربّت على زنودهم: «أحسنتم صنعاً لكن تذكروا جيداً ما قلته لكم، لا أريد أن أرى نساء بعباءات، ولا أريد كذا، ولا كذا»! تبادل أعضاء الفريق نظرات الدهشة، قبل أن يسأله القائد بأدب جم: «عفواً سيدي لم نعرفك... من أنت؟»، صمت صاحبنا برهة، وصمت معه الكون، ثم أطلق ساقيه للريح في اتجاه البوابة! هنا ارتفع صراخ الحراس وأعضاء فريق الحماية والخدم والمرافقين وهم يعدون خلفه: «قف قف قف» وألقوا القبض عليه، ليتبين أنه لا يحمل مسدساً بل غلاف مسدس خالياً، واكتشفوا لاحقاً أنه «مهووس» بهذا النوع من المغامرات، وبعد تفتيش منزله وجدوا أنه يحتفظ بأشرطة فيديو لهذا النوع من الأفلام والصور التي يظهر فيها كلها بصورة قائد فريق الحماية، وغير ذلك من العَته والهبل المدمس.
تطورت الأمور فتم فصل رئيس فريق الحماية وإنزال عقوبة قصوى عليه، وأُلقي بالمهووس في السجن، وتغير نظام الحماية بالكامل.
كتب بعد ذلك طبيب نفسي: «أرجوكم لا تقسوا عليه، يبدو أنه مصاب بالمرض الفلاني، وراح يشرح أعراض المرض، وكيف أن المصاب به سلمي لا يحب العنف وإن تظاهر به، وكيف أنه يتقمص الشخصية بصدق إلى أن تتلبسه بالكامل، تتلبس تفكيره وجسمه ونبرة صوته، ويكمن علاجه بتكرار شرح الأمر له، وتنبيهه بطرق مختلفة بأنه ليس قائد فريق حماية...
أنا مقتنع أن هذا المرض موجود، وأنه قد يتلبس جماعات وشعوباً، نحن في الكويت شعب كامل مصاب بهذا المرض، صدّقنا أننا في بلد ديمقراطي فرحنا نجري حول موكب الديمقراطية بنظاراتنا السوداء وصلعاتنا اللامعة، وصدقنا أن لدينا أدوات رقابة فجرينا حول موكبها بالسماعات الصغيرة والمايكروفونات المثبتة على ياقات قمصاننا، وصدقنا أن لدينا صحافة حرة فرحنا نصدر الأوامر ونمنع العباءات، وصدقنا وصدقنا وصدقنا، حتى تلبستنا الأوهام وسيطرت على تفكيرنا وجوارحنا ونبرة صوتنا.
بالله عليكم، هل لو كنا في بلد ديمقراطي حقيقي كان يمكن أن تختفي مليارات النفط رغم كل هذه الأجهزة المحاسبية؟ كيف يتم الاستحواذ على أراضي الدولة وتحويلها إلى مشاريع بالترسية المباشرة، وبسعر لا يكاد يُذكر بالعين المجردة، تحت أعين الأجهزة المحاسبية وفوق أنوفها؟... زوروا منطقة «الحزام الأخضر»، رئة الكويت، التي تضم «النافورة الراقصة» وتفرجوا على المشروع التجاري المقام هناك، ثم اسألوا أنفسكم: «مشروع تجاري بهذا الحجم، على أرضٍ في هذا الموقع، بكم كان يجب أن تُباع لو عُرضت على الجميع؟»، وإذا لم تجدوا الإجابة فأعطوني نظارة وسماعة... الله لا يهينكم.

فضلاً هل هذه القصة حقيقية أم خيالية؟
 
أعلى