عبدالله الفلسطيني
عضو مخضرم
كنت قد حاورت عدد من الزملاء في هذه الشبكة عن نظرية التطور ، و بالذات أخي أبو شرارة و الزميل حاسم في الشبكة الحرة ... وكان محور النقاش يدور حول ( صحة نظرية التطور ) ... ولست جبانا كي أترك الموضوع و قد استجد في قناعتي ما استجد ، فأنا أحترم نفسي و أحترم من يحاورني خصوصا من أثرى معارفي و ازددت معلومات من خلال ما بذله مشكورا من جهد وعناء .
الرابط : http://www.nationalkuwait.com/forum/index.php?threads/142412/
ولشد ما أزعجني هو موضوع الرتروفيروس ERVs ، وهذا لوحده قصمت ظهر البعير ، لأن الفحوص هذه تحيل الكائنات إلى جد مشترك.حيث وضع الأخ بو شرارة هذه الصورة التوضيحية :
فهمت معنى المسألة بالمجمل وسألت معارضي هذه النظرية فلم أجد الجواب المحكم الذي يستقر في العقل رغما عن الأنف ، وفهمت صعوبة أن تتكرر الصدفة في اصابة نفس المكان عند القردة العليا والبشر بل ويستحيل كاستحالة أن يوجد الكون صدفة بلا خالق ، ناهيك عن مسألة انعدام قدرة القردة العليا و الانسان على تكوين فيتامين سي ، كذا الشبه الظاهر بين الكائنات ككل و بين البشر و القردة العليا ، وكمية المستحاثات المتدرجة التي وجدت للآن ، هذا و الذي زاد الطين بلة هو التشابه الجيني و في خريطة الـ ( الدي أن ايه ) بين البشر والشمبانزي و التي تصل 97% أو أكثر ، وخرجت بقناعة أني كوني لا أؤمن بالمصادفات السعيدة المتكررة والمؤدية لغاية واضحة فمن ذات الباب أرفض التعامي عن صدفة تكرار نفس أماكن الإصابة بين الانسان وباقي الـ Apes ....
أقول الآن :
بعد بحث لا بأس به أقر لأخي أبو شرارة و أقول أني مقتنع بنظرية التطور من حيث الشكل العام ، وقد أختلف في بعض الأمور ( كمسميات فلسفية ) لا أكثر كمن يحيل المطر للصدفة ونحن كمؤمنين نحيل الغيث لمشيئة الله ، لكن الأسباب و المسببات واحدة ، فالنظرية منطقية وعلمية وخاضعة للتجربة و البرهان و القياس و الإثباتات الاستقرائية خصوصا ما يسمى بالتطور المايكروي ، والذي يقبل بالمايكروي سيقبل الماكرو عند توفر الدلائل .
أقول هذا الكلام مع اعتذاري منه على ما بدر من استفزاز له ولأخي الحاسم .
و أقول أيضا : كلي أمل أن يرتقي الخطاب الديني فلا يصادم الدين بالعلم ، بل يمرر هذه المسائل تمريرا ، فلا يوجد لدينا ما يناقض هذه النظرية و غيرها من النظريات العلمية سوى فهمنا ( أو قصور فهمنا ) للحقيقة والكون .
نعم كلما تعلمت أكثر كلما ازداد ايماني أكثر وازداد استشعاري بعظمة الكون الذي هو بالضرورة مخلوق من لدن خالق بديع أحسن كل شيء خلقه ، وبدأ خلق الإنسان من طين .
ألا فلا يقل لي أحد ما أن المقياس عندي كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)" بل فليقل : فهمي لما ورد في التنزيل فما هو مسلمات عندك قد يكون نسبيات عن غيرك .... وما فهمي و ما فهمك وما فهم كل البشر وما علمنا إلا قليل ....وفقكم الله لما يحب ويرضاه .
جاء في فتاوى الأزهر ( ج7 ص399): "ورد أن اللّه خلق الإنسان نوعًا مستقلا لا بطريق النشوء والاشتقاق من نوع آخر؛ وإن كان كلا الأمرين من الجائز العقلي الذي يدخل تحت قدرة اللّه تعالى، قال بعض العلماء: إنه لا يوجد فى النصوص أن الله خلق الإنسان الأول من تراب دفعةً واحدةً أو بتكوين متمهل على انفراد, فسبيل ذلك التوقُّف وعدم الجزم بأحد الأمرين حتى يقوم الدليل القاطع عليه فنعتقده؛ ما دام أن الذي فعل ذلك كله هو الله تعالى, ثم إن النواميس المذكورة فى مذهب داروين ظواهر واضحة في الكون, ولا حرج في اعتقادها؛ ما دام أن الله هو الذي خلقها ووجهها, فهي لا تحقق وجودها من نفسها: ﴿ذَلِكُمُ اللّهُ رَبّكُمْ لآ إِلََهَ إِلاّ هُوَ خَالِقُ كُلّ شَيْءٍ﴾ الأنعام 102، فهو خالق المادة والنواميس", ولكن (ج7 ص412): "قولهم أن المخلوقات خُلقت عشوائيًّا بغير تدبير سابق وعلم محكم يرده قول اللّه سبحانه: ﴿إِنّا كُلّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ القمر 49".