1- في أحد لقاءاتك التلفزيونية السابقة طالبت "بأنسنة الإسلام" أي جعله أكثر إنسانية. هل تعتقد أن الإسلام كدين غير إنساني أم أن التطبيق الحالي للإسلام هو المطلوب "أنسنته"؟ و الأن بعد تجربة الولايات المتحدة الأمريكية الدامية جدا ً ل "دمقرطة" العراق ... هل لا تزال تعتقد أن تدخل الولايات المتحدة "خير و بركة"؟
أحمد الصراف: لا شك انت متابع قديم وجيد وصاحب ذاكرة ممتازة.
ما ذكرته عن لساني لما ورد في برنامج الاتجاه المعاكس في الجزيرة صحيح ولا أزال مؤمنا بما قلت.
لكي لا نتعرض لقناعات البعض بسوء فإنني أجيب على سؤالك بسؤال مضاد قد يتضمن إجابة غير مباشرة عليه:
هل تعتقد أن نصوصنا الدينية متسامحة مع الغير؟ هل نعترف بالزواج من الآخر أو نوافق على أن نزوجه بناتنا؟ أو نأكل طعامه ونعيش معه تحت سقف واحد، بكل ما يعنيه ذلك من احتكاك بشري للجلد واللباس؟ ما هي نظرتنا للبوذي والهندوسي والمؤمنين من أتباع الشينتو والكونفوشيوسية؟ ألا يعتبرهم غالبيتنا الساحقة والماحقة والعظمى انهم أدنى منا ولا يدخلوا جنتنا ولا يحق لنا مصاهرتهم؟ علما بأن عددهم يتجاوز ثلاثة مليارات ((بني آدم)!! أنسنة الدين تعني إلغاء، ليس كل، بل على الأقل غالبية ما يفرقنا عن الآخرين وتخفيف جرعة الكراهية والاحتقار لهم.
عدم نجاح أمريكا في العراق، لا يلغي الفكرة الأساسية النبيلة والمتمثلة بتحويل العراق لدولة ديمقراطية لكي تحتذي بها الدول الأخرى.
لنقول، وهذا صحيح، أن أمريكا تبحث عن مصالحها في تحقيق الديمقراطية في العراق. ولكن لماذا لا يكون ذلك في صالحنا في نهاية ألأمر وصالح شعب العراق والمنطقة برمتها لو تحقق هذا الحلم الجميل.
2- في أحد الجلسات الحوارية السابقة و تقريباً في سنة 2004 ذكرت ما يلي: "الصورة التي يعرضها تلفزيون الكويت عن المرأة الكويتية هي الصورة الحقيقية وعلينا أن نعرف أن المرأة الكويتية ليست فقط ابنة الضاحية أو التي تعمل في الوزارة والبورصة بل هي ابنة هذا المجتمع ككل وهو مع كل أسف مجتمع متخلف في نظرته الى المرأة•" و الكثيرين يختلفون مع ماذهبت إليه من أن الدراما التلفزيونية الكويتية كانت صادقة في نقل الصورة الحقيقية للمرآة خصوصا ًبعد ظهور مسلسلات السيدة "فجر السعيد" الأخيرة و التي أثارت إستياء ً واسعا ً في البلاد. هل ما زلت عند رأيك هذا تعتقد أن تلفزيون الكويت "صادق" في نقله لصورة المجتمع الكويتي ككل و للمرأة الكويتية بشكل خاص؟
أحمد الصراف: مرة اخرى تثبت بأنك صاحب أرشيف ( فكري أو غير ذلك) دقيق.
ما قصدته في ذلك اللقاء أن المرأة في الكويت وكافة الدول الإسلامية تحتاج إلى أن ننظر لها نظرة أكثر إنسانية، وأقل دينية. وهذا ما قصدته بضرورة أنسنة الفكر الإسلام.
المرأة كائن محبط بشكل عام ولا حقوق لها وتضرب وتهان في غالبية البيوت ولا تزعج نفسك بالنصوص فالمحاكم أمامنا تشهد بذلك، فالعبرة ليست بالنص، بل بالممارسة وخاصة إذا كانت مستمرة منذ قرون دون تغيير.
وهكذا ترى أن ما قصدته في تلك المقابلة لا علاقة له بما يعرضه تلفزيون الكويت بل ما كنت أود أن أبينه أن من يريد إظهار المرأة الكويتية في المسلسلات وكأنها إنسانة طيبة وجيدة حاصلة على كافة حقوقها وتعامل بطريقة عادلة وإنسانية شيء غير صحيح. فالضرب والشتم والإهانة هي الأكثر شمولا وصحة.
3- وزارة الصحة الكويتية تاريخ طويل من الفشل الإداري و العملي و كان لها نصيب كبير من مقالاتك. في كلمات مختصرة ماهي أبرز مشاكل هذا القطاع المهم بحكم إطلاعك العملي عليه؟ و ما هو الحل لهذا القطاع المترهل؟
أحمد الصراف: أبرز مشاكل وزارة الصحة لا تختلف عن أبرز مشاكل المالية أو النفط. نحن شعب متخلف وبدائي في أحيان كثيرة وما يسري على الأوقاف يسري على الصحة. فالإدارة مترهلة في كل جانب وفقدان الإحساس بالمسئولية عام وطاغ.....إلخ
4- كنت من الموقعين على بيان الكتاب الصحافيين بشأن قضية الدوائر الخمس والتي كان لجمعية الصحافيين دور سلبي فيها. ماهو تقييمك لدور هذه الجمعية و هل ترى أنها فعلياً تمثل الكتاب الصحافيين؟؟
أحمد الصراف: جمعية الصحفيين جمعية فاشلة وانتقدت مجلس إدارتها في أكثر من مقام ومقال. وهم مجموعة من المنتفعين الذين ركزوا أنفسهم في مقاعد الجمعية إلى الأبد كبقية الزعماء العرب، لا فرق!!!