و في السماءِ نجومٌ لا عِـدادَ لـها *** و ليس يُكسفُ إلا الشمسُ و القمرُ
و كم على الأرضِ من خضراءَ مورقةٍ *** و ليس يُرجم إلا من به ثمرُ
و كم على الأرضِ من خضراءَ مورقةٍ *** و ليس يُرجم إلا من به ثمرُ
كلما اقترب موعد الانتخابات يشعر بعض خصوم حدس بأن فرصةَ حدس في الفوز تزداد ، فيلجئون إلى اختلاق الأكاذيب و الأباطيل ظناً منهم أن مثل تلك الترهات يمكن أن تَنْطلي على العقلاء من الشعب الكويتي ، و كلما جاءت الردود التي تُسْكِت هؤلاء الأفّاكين نراهم يهربون من الباب الخلفي و قد غطوا وجوهَهُم من الخيبة .. ثم يذهبون ليبحثوا عن شبهاتٍ أخرى يمكن أن تُحقق لهم مقاصدَهم .. و لا أظنكم قد نسيتم اتهامَهم للشايجي أنه متنفع بشركته في حملة ترشيد بالتعاون مع محمد العليم .. فما إن طرحوا هذه الكذبة حتى تبيّن لهم كَذبَ ما ادّعوه فقاموا بالاعتذار و إغلاق الموقع ، و بعد ذلك بحثوا عن كذبة أخرى ظناً منهم أن هذه المرّة ستكون القاضية على حدس .. و لكن خابت ظنونهم و جاء الرد الذي يكشف كذبهم سريعاً .. و إليكم الرد في مدونة الطارق
http://www.altariq2009.com/?p=291
و لم تتوقف محاولاتُهم البائسةُ عن البحث ( في القمامة ) حتى يجدوا شيئاً يمكن أن يدنّسوا فيه سمعةَ حدس ، فجاء الحديثُ الأخير عن تكاليف الحملةِ الإعلاميةِ و أنها قد بلغت الملايين ، و أخذوا يثيرون التساؤلات عن مصدرِ هذه الأموال ، و صاروا يتباكونَ على أموالِ العملِ الخيري و هم بالأمس كانوا يطعنون فيه .. ، فهم بذلك يحاولون أن يقنعوا الناس بأن حدس تستعمل أموال العمل الخيري لدعم مرشحيها ..
إن أبسط ردٍ ممكن أن يُخرس أفواهَ هؤلاء هو أن يُقال لهم : " البينةُ على المدعي.. " ، و أنتم ادعيتم إدعاءً فأنتم المطالَبون بإحضار أدلة الإدانة ، و ليست حدس هي المطالَبة بأن التي تأتي بأدلة البراءة .. فهذه أبسط قواعد العدالة ..
لكنّي لن أكتف بهذا الرد و إن كان كافيا ، وإنما سأضعُ بعض النقاط التي من المُفترض أن تكون في حسبان كل من يحاول أن يثير مثل هذا الكلام ، أو كل من يمارس دور (الببغاء ) في تكرار هذا الكلام و هو لا يعرف عن حقيقتِهِ شيئاً ..
1- الكثير من هؤلاء المغرضين لا يستطيع أن يتصورَ أنّه بالإمكان أن يكون الشخصُ ملتزماً بدينه خائفاً لربه مجتنباً للنواهي مؤدياً للفرائض و في نفس الوقت يكون غنياً و تاجراً و لديه الشركات و الملايين ، لأن ذهنية البعض قد تركبت على اعتبارِ الرجلِ الملتزم ( درويش ) و مسكين و مُعرِض عن الدنيا و فقيرٌ لا مال له ، و لا شك أن هذه الصورةَ بعيدةٌ كلّ البعد عن الدين و عن الحقيقة ، لأن النبي صلى الله عليه و سلم يقول : " نِعْمَ المال الصالح للرجل الصالح " رواه أحمد و ابن حبان في صحيحه، و رُوي عنه أيضا : " تسعة أعشار الرزق في التجارة " ، و قد هاجر الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف إلى المدينة و هو لا يملك من المال شيئاً ، فلما مات كانت ثروتُهُ - من الذهب - تُقسّم بالفؤوس ، بل إن أكثر الصحابة المبشرين بالجنة هم من الأغنياء و التجار و ما يعرف بهذه الأيام بـ ( المليونيرية ) ، فما العيب في أن يكون الإنسان المسلمُ الملتزمُ غنياً و مليونيريا ؟!!2
2- الحركة الدستورية كانت أول من نادى بإشهار و تنظيم الأحزاب ، و كانت هي أحد الأطراف التي قامت بتقديمِ قانون تنظيم الأحزاب في مجلس الأمة ، و هي من أشد المتحمسين لهذا القانون ، و من المعروف أن أهم ما يميّز قانون إشهار الأحزاب هو أن تكون المصادرُ الماليةُ للحزب معلنةً و مشهرة و مراقبة من قِبَل الدولة ، فإذا كانت حدس مستفيدةً من أموال اللجان الخيرية فإن من مصلحتها أن تبق مصادُرها المالية سرية و بعيدة عن رقابة الدولة حتى تستفيد من اللجان الخيرية قدر المستطاع .. فإذا كانت حدس مستفيدةً من هذا الوضع لماذا تُطالب بأن تكون أموالَ الأحزاب تحت الرقابةِ الحكومية ؟؟!!
حدّثوا العاقلَ بما لا يعقل فإن صدّقكم فلا عقل له!!
3- حدس ليست مُلزمة بالكشف عن مصادرها المالية لأنه لا يوجد قانون يُلزمها بذلك ، و لا يمكن أن نطالبها هي وحدها – من بين جميع الحركات – أن تكشف عن مصادرها ، وإنما على من يُشكك في المصادر المالية أن يطالب بتقنينِ و تنظيمِ الأحزاب حتى يكون هناك ما يلزم جميع الحركات و الأحزاب بتقديم كشوفاتهم المالية ، فهذا هو الحل العملي لتلك الإشكالية و ليس العويل و النحيب على الأموال الخيرية ، و هذه هي المطالبة المعقولة و المحترمة و ليس قذف الاتهامات دون أدنى مسئولية !
4-اللجان الخيرية تقعُ تحت رقابة وزارة الشؤون الاجتماعية ، و كل ( فلس ) يخرج أو يدخل إلى تلك اللجان الخيرية يكون تحت عين وزارة الشؤون و بتدقيقٍ ماليٍ محكم ، فإذا كان هناك أي اتهام فمن المفترض أن يُوجه إلى وزارة الشؤون ، و لذلك أتمنى على كل من يُثير مثل تلك الترهات أن يطالب المرشحين ( النزيهين ) أن يتعهدوا في حالِ فوزِهم بالانتخابات أن يُسائلوا وزيرَ الشؤون و أن يستجوبوه لأنه سمح لحركة سياسية أن تستعمل أموال العمل الخيري التي تقعُ تحت مسئوليته المباشرة ، و إذا لم يسائلوه فهم شركاءُ في هذه الجريمة .. إن كانت هناك جريمة..
أتمنى أن تكون لهم الشجاعة لمثل هذه المطالبات .
5- حدس من أكثر الحركات السياسية عمقاً و امتداداً في المجال السياسي و الاجتماعي ، و لا شك أن التوسع في هذين المجالين يكفيان لأن يكون للحركة وضعٌ ماليٌ متميز ، فالحركة تضم في صفوفها العديد من التجار المقتنعين بفكرِ الحركةِ و أدائِها ، فهم مستعدون لدعم الحركة بما تريد ، و هم بذلك يحتسبون هذا العمل لوجه الله ، أعرف أن البعض لن يستوعب مثل هذه النقطة لأنهم لم يتعودوا أن يروا أُناساً يعملون لوجه الله .. لأنهم دائما يقعون على الطيور التي من شاكلتهم .
أتمنى ممن يثير مثل هذه الأقاويل أن يجلس بينه و بين نفسه و يتساءل :
- ألا يمكن للحركة أن تستفيدَ من أعضائها و مناصريها الكُثُر لدعم الحملة الانتخابية ماليا باستقطاع شهري أو بمبلغ مقطوع لأيام الانتخابات؟
- ألا يمكن للحركة أن تلزم نوابها و أعضائها باستقطاع شهري بمبلغ مجزي من رواتبهم ؟
- ألا يمكن للحركة أن تكون لديها بعض الاستثمارات في السوق و الأعمال التجارية بأسماء بعض أعضائها و مناصريها ؟؟
لو جلس الشخص المُنصِف مع نفسه و سألها مثل هذه الأسئلة فإنها ستفتح له آفاقاً ربما تُزيل الغشاوة التي على عينية ، و بالطبع فإن هذه الأسئلة ستكون لها إجاباتٌ واضحةٌ و جليةٌ لو كان هناك قانون ينظم العمل الحزبي .
أحب أن أُأَكّد - أخيرا - أنّ الحركة الدستورية الإسلامية ليست حركة فقيرة ، وإنما هي حركة غنية و أنها تضم في صفوفها العديد من التجار و الأعضاء و الأنصار المخلصين الذين لا يبخلون على حركتهم بشيء من مال أو جهد
و للمزيد من التفصيل شاهدوا اليوم قناة الوطن الساعة 6:30
مع تحيات بوسند