بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ، ورضي الله عن أصحابه المتقين.
أما بعد:-
الأشعرية ، أسم يتردد على ألسنة المناوئين لهم، حيث ينسبونهم إلى الضلالة والبدعة ، فمن أجل الوحدة الإسلامية والدعوة لها ، نريد أن نعرف حقيقة هؤلاء القوم ، من هم؟ ما هي أهدافهم؟ وما هي أفكارهم؟ لعل فيها ما ينوافقهم ويوافقوننا به حيث نجعل هذه الأمر تقوي وتوثق الروابط بين بعضنا البعض كمسلمين ، شيعة وأشعرية وصوفية وإباضية وظاهرية ومعتزلة وغيرهم من الطوائف الإسلامية.
أقدم بين يديكم كتابا مفيدا في هذا الباب وهو للشيخين الفاضلين
الشيخ الجليل حمد بن أحمد السنان وشيخ آخر جليل فوزي العنجري - حفظهما الله تعالى ووقاهما من كل سوء، وقد قرظوا الكتاب مجموعة من شيوخ أفاضل منهم
الشيخ الدكتور الأصولي محمد حسن هيتو - حفظه الله
والشيخ الدكتور الفقهية عجيل جاسم النشمي - حفظه الله تعالى
وعدد أخرين لا تحضرني أسماؤهم.
(((( ملاحظة من يريد الرد أو التعقيب او التشغيب ، فليفعل في صفحة مستقلة أخرى غير هذه الصفحة ، وذلك خشية التشويش لأنني أعرض كتابا للفائدة أولا ، ثم للنظر في حقيقة الأشعرية ثانيا )))
وإليكم الكتاب وما فيه لعل الله أن يجعله فاتحة خير لنا ولكم وللمسلمين.
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدًا كثيرًا كبيرًا يبلغ رضاه ، والصلاة والسلام على خيرته من خلقه ومصطفاه ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد .
فأصل هذا البحث ونواته ورقات مختصرة أجبنا فيها على بعض الأسئلة التي وردتنا من بعض طلبة الجامعة عن حقيقة الأشاعرة ، وهل هم من جملة أهل السنة والجماعة ؟
وكنا نظن أن تلك الورقات ستروي الغلة وتشفي العلة ، لكننا تبيّنا خطأ ذلك الظن حين تتابعت التساؤلات حول نفس الموضوع ، مما لفت انتباهنا إلى الجهل الشديد والمطبق بمسلمات الدين ومبادئه وعلمائه ، خصوصا في أمر هام كالعقائد ، وفي مذهب إسلامي سُنّي طبّق الأرض والتاريخ على مدى أدواره كلها .
هذا المذهب الذي ما فتئ رافعا لواء أهل السنة والجماعة ، منافحًا عن ثوابت الأمة وعقائدها ، واقفاً في وجه طوفان البدع والزيغ وأهله .
هذا المذهب الذي هو امتداد لما كان عليه الصحابة والتابعون ومن بعدهم من أهل السنة .
هذا المذهب الذي يدين به تسعة أعشار أمة الإسلام وسوادها الأعظم وعلماؤها ودهماؤها .
مما اقتضى كتابة هذا البحث مساهمة منا في إزاحة سجف الجهالة التي غشت على العقول المسلمة في أمور هي من الأهمية بمكان ، أمور كانت بالأمس تكاد تلحق بالقضايا المعلومة من الدين بالضرورة ، فباتت في عصرنا من القضايا التي لا يكاد يعرفها أحد ، ومن عرفها لا تكاد معرفته بها تخلو من خلط أو خبط .
وسـاهم في هذه الجهالة والظلم الذي وقع على هذا المذهب قوم أرادوا أن يحسنوا فأساءوا ، قوم لم يفهموا حقيقة مذهب الأشاعرة في التأويل والتفويض فأساءوا في الحكم عليه بالضلال في قضية لا تستلزم كل هذا التهويل والتضليل .
فقضية التأويل والتفويض لم تكن يوما تشكل خطرًا يهدد الأمة ويقض مضجعها ، ولم تكن مشكلة أمام علماء المسلمين تستوجب التراشق بالتهم والتنابز بالألقاب ، وكلٌّ من التأويل والتفويض قد نقل عن علماء السلف الصالح ولم يترتب على ذلك بينهم تضليل ولا تبديع ، فلماذا نجعله الآن سببا لذلك ؟ ! لماذا نجعله عقبة أمام وحدة أهل السنة والجماعة في وقت نحن فيه في أمس الحاجة إلى الوحدة ؟ !
ولقد كنا قبل نتحاشى الخوض في هذه القضايا خشية أن ندخل العامة في متاهات لا حاجة بهم إلى الدخول فيها ، سيما موضوع صفات الله تعالى والنصوص المتشابهة التي نهى السلف الصالح عن الخوض فيها ، وأمروا الناس بإمرارها بلا كيف ، وبإرجاعها إلى الآيات والنصوص المحكمة ، أما وقد خاض فيها البعض ووصفوا الله تعالى بما لا يليق وبما يستحيل في حقه تعالى ، وأدخلوا العامة في ذلك ، وضللوا أعلام الدين وعلماء الأمة فلا مناص من ولوج هذا الباب – ولو كنا كارهين – لبيان الحق في ذلك ، والدفاع عن علماء الأمة .
إن أسباب الوحدة التي تملكها أمتنا لا تملكها أمة أخرى على الأرض ، ودواعي الاجتماع التي لدينا كثيرة جدًا ، وإنه لمن أشد الظلم والتجني أن نهمل كل هذه الأسباب والموجبات الجامعة ونتجاهلها ، ثم نركز على أمور لا تذكر وأشياء لا ترى حتى من تحت المجهر ، ونجعلها من القضايا المهمة التي ينبني عليها الدين ، وتقوم عليها عقائد المسلمين .
إننـا اليوم لفي أمس الحاجة إلى الوحدة والتجمع لكي نتخطى عصر الظلمات الذي نحن فيه ، ولن يتم لنا ذلك من خلال مناهج التبديع والتفسيق – جزافاً وبغير حق – لأعلام تاريخنا الذي هم بمثابة العُمُد والأسس لثقافتنا وحضارتنا ، كما لن يتم لنا ذلك من خلال إشاعة المزيد من أسبـاب الفرقة المفتعلة ، وتصنيـف المسلميـن إلى ضُلال ومبتدعيـن وزنادقة وقبوريين .. و .. و .. إلخ . نعم ، لن يتم للأمة خلاصها إلا بالرجوع إلى المنابع ، والعودة إلى الأصالة والجذور ، وإنشاء أجيال مسلمة تعرف للدين وعلماء الأمة أقدارها ، أجيال تدرك قيمة الحوار للوصول إلى الحق ، وتتسع صدورها للاختلاف الذي هو من طبيعة البشر .
وهو ما كنا دائما نسعى إلى ترسيخه في جميع بحوثنا ، وهو ما نصْبوا إليه في هذا البحث ، معرضين عن كل ما قد يثيره بعض من لم يتجرد للحق ، ضاربين عنه صفحاً ، موقنين بأن الحوار الهادئ المعتضد بالدليل والحجة والبرهان هو أقصر طريق للحقيقة .
وبالله الحول والقوة ، وإليه المفزع في درك كل طَلِبَة ، به نعتضد وعليه نعتمد ، هو حسبنا ونعم الوكيل .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ، ورضي الله عن أصحابه المتقين.
أما بعد:-
الأشعرية ، أسم يتردد على ألسنة المناوئين لهم، حيث ينسبونهم إلى الضلالة والبدعة ، فمن أجل الوحدة الإسلامية والدعوة لها ، نريد أن نعرف حقيقة هؤلاء القوم ، من هم؟ ما هي أهدافهم؟ وما هي أفكارهم؟ لعل فيها ما ينوافقهم ويوافقوننا به حيث نجعل هذه الأمر تقوي وتوثق الروابط بين بعضنا البعض كمسلمين ، شيعة وأشعرية وصوفية وإباضية وظاهرية ومعتزلة وغيرهم من الطوائف الإسلامية.
أقدم بين يديكم كتابا مفيدا في هذا الباب وهو للشيخين الفاضلين
الشيخ الجليل حمد بن أحمد السنان وشيخ آخر جليل فوزي العنجري - حفظهما الله تعالى ووقاهما من كل سوء، وقد قرظوا الكتاب مجموعة من شيوخ أفاضل منهم
الشيخ الدكتور الأصولي محمد حسن هيتو - حفظه الله
والشيخ الدكتور الفقهية عجيل جاسم النشمي - حفظه الله تعالى
وعدد أخرين لا تحضرني أسماؤهم.
(((( ملاحظة من يريد الرد أو التعقيب او التشغيب ، فليفعل في صفحة مستقلة أخرى غير هذه الصفحة ، وذلك خشية التشويش لأنني أعرض كتابا للفائدة أولا ، ثم للنظر في حقيقة الأشعرية ثانيا )))
وإليكم الكتاب وما فيه لعل الله أن يجعله فاتحة خير لنا ولكم وللمسلمين.
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدًا كثيرًا كبيرًا يبلغ رضاه ، والصلاة والسلام على خيرته من خلقه ومصطفاه ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد .
فأصل هذا البحث ونواته ورقات مختصرة أجبنا فيها على بعض الأسئلة التي وردتنا من بعض طلبة الجامعة عن حقيقة الأشاعرة ، وهل هم من جملة أهل السنة والجماعة ؟
وكنا نظن أن تلك الورقات ستروي الغلة وتشفي العلة ، لكننا تبيّنا خطأ ذلك الظن حين تتابعت التساؤلات حول نفس الموضوع ، مما لفت انتباهنا إلى الجهل الشديد والمطبق بمسلمات الدين ومبادئه وعلمائه ، خصوصا في أمر هام كالعقائد ، وفي مذهب إسلامي سُنّي طبّق الأرض والتاريخ على مدى أدواره كلها .
هذا المذهب الذي ما فتئ رافعا لواء أهل السنة والجماعة ، منافحًا عن ثوابت الأمة وعقائدها ، واقفاً في وجه طوفان البدع والزيغ وأهله .
هذا المذهب الذي هو امتداد لما كان عليه الصحابة والتابعون ومن بعدهم من أهل السنة .
هذا المذهب الذي يدين به تسعة أعشار أمة الإسلام وسوادها الأعظم وعلماؤها ودهماؤها .
مما اقتضى كتابة هذا البحث مساهمة منا في إزاحة سجف الجهالة التي غشت على العقول المسلمة في أمور هي من الأهمية بمكان ، أمور كانت بالأمس تكاد تلحق بالقضايا المعلومة من الدين بالضرورة ، فباتت في عصرنا من القضايا التي لا يكاد يعرفها أحد ، ومن عرفها لا تكاد معرفته بها تخلو من خلط أو خبط .
وسـاهم في هذه الجهالة والظلم الذي وقع على هذا المذهب قوم أرادوا أن يحسنوا فأساءوا ، قوم لم يفهموا حقيقة مذهب الأشاعرة في التأويل والتفويض فأساءوا في الحكم عليه بالضلال في قضية لا تستلزم كل هذا التهويل والتضليل .
فقضية التأويل والتفويض لم تكن يوما تشكل خطرًا يهدد الأمة ويقض مضجعها ، ولم تكن مشكلة أمام علماء المسلمين تستوجب التراشق بالتهم والتنابز بالألقاب ، وكلٌّ من التأويل والتفويض قد نقل عن علماء السلف الصالح ولم يترتب على ذلك بينهم تضليل ولا تبديع ، فلماذا نجعله الآن سببا لذلك ؟ ! لماذا نجعله عقبة أمام وحدة أهل السنة والجماعة في وقت نحن فيه في أمس الحاجة إلى الوحدة ؟ !
ولقد كنا قبل نتحاشى الخوض في هذه القضايا خشية أن ندخل العامة في متاهات لا حاجة بهم إلى الدخول فيها ، سيما موضوع صفات الله تعالى والنصوص المتشابهة التي نهى السلف الصالح عن الخوض فيها ، وأمروا الناس بإمرارها بلا كيف ، وبإرجاعها إلى الآيات والنصوص المحكمة ، أما وقد خاض فيها البعض ووصفوا الله تعالى بما لا يليق وبما يستحيل في حقه تعالى ، وأدخلوا العامة في ذلك ، وضللوا أعلام الدين وعلماء الأمة فلا مناص من ولوج هذا الباب – ولو كنا كارهين – لبيان الحق في ذلك ، والدفاع عن علماء الأمة .
* * *
إن أسباب الوحدة التي تملكها أمتنا لا تملكها أمة أخرى على الأرض ، ودواعي الاجتماع التي لدينا كثيرة جدًا ، وإنه لمن أشد الظلم والتجني أن نهمل كل هذه الأسباب والموجبات الجامعة ونتجاهلها ، ثم نركز على أمور لا تذكر وأشياء لا ترى حتى من تحت المجهر ، ونجعلها من القضايا المهمة التي ينبني عليها الدين ، وتقوم عليها عقائد المسلمين .
إننـا اليوم لفي أمس الحاجة إلى الوحدة والتجمع لكي نتخطى عصر الظلمات الذي نحن فيه ، ولن يتم لنا ذلك من خلال مناهج التبديع والتفسيق – جزافاً وبغير حق – لأعلام تاريخنا الذي هم بمثابة العُمُد والأسس لثقافتنا وحضارتنا ، كما لن يتم لنا ذلك من خلال إشاعة المزيد من أسبـاب الفرقة المفتعلة ، وتصنيـف المسلميـن إلى ضُلال ومبتدعيـن وزنادقة وقبوريين .. و .. و .. إلخ . نعم ، لن يتم للأمة خلاصها إلا بالرجوع إلى المنابع ، والعودة إلى الأصالة والجذور ، وإنشاء أجيال مسلمة تعرف للدين وعلماء الأمة أقدارها ، أجيال تدرك قيمة الحوار للوصول إلى الحق ، وتتسع صدورها للاختلاف الذي هو من طبيعة البشر .
وهو ما كنا دائما نسعى إلى ترسيخه في جميع بحوثنا ، وهو ما نصْبوا إليه في هذا البحث ، معرضين عن كل ما قد يثيره بعض من لم يتجرد للحق ، ضاربين عنه صفحاً ، موقنين بأن الحوار الهادئ المعتضد بالدليل والحجة والبرهان هو أقصر طريق للحقيقة .
وبالله الحول والقوة ، وإليه المفزع في درك كل طَلِبَة ، به نعتضد وعليه نعتمد ، هو حسبنا ونعم الوكيل .