الأشعرية أو الأشاعرة ( اهل السنة والجماعة )

الصقري

عضو مميز
أهل السنة والجماعة


أهل السنة والجماعة مصطلح ظهر للدلالة على من كان على منهج السلف الصالح من التمسك بالقرآن والسنن والآثار المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه رضوان الله تعالى عليهم ، ليتميز عن مذاهب المبتدعة و أهل الأهواء .

وإذا أطلق هذا المصطلح في كتب العلماء فالمقصود به الأشاعرة والماتريدية وأصحاب الحديث ، لأنهم هم الذين على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لم يبدلوا ولم يغيروا كما فعل غيرهم من أهل الزيغ والابتداع .

ولقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم الفرقة النـاجية بأنهم السواد الأعظم من الأمة ، وهذا الوصف منطبق على الأشاعرة والماتريدية وأصحاب الحديث ، إذ هم غالب أمة الإسلام ، والمنفي عنهم الاجتماع على الضلالة بقوله عليه الصلاة والسلام ( لا تجتمع أمتي على الضلالة ) .

قال الإمام تاج الدين السبكي – رحمه الله تعالى – ( إتحاف السادة المتقين 2/6 ) :
( اعلم أن أهل السنة والجماعة كلهم قد اتفقوا على معتقد واحد فيما يجب ويجوز ويستحيل ، وإن اختلفوا في الطرق والمبادئ الموصلة لذلك ، أو في لِميّة * ما هنالك ، وبالجملة فهم بالاستقراء ثلاث طوائف :

الأولى : أهل الحديث ومعتمد مباديهم الأدلة السمعية , أعني الكتاب والسنة والإجماع .

الثانية : أهل النظر العقلي والصناعة الفكرية ، وهم الأشعرية والحنفية ، وشيخ الأشعرية أبو الحسن الأشعري ، وشيخ الحنفية أبو منصور الماتريدي ...

الثالثة : أهل الوجدان والكشف ، وهم الصوفية ، ومباديهم مبادئ أهل النظر والحديث في البداية ، والكشف والإلهام في النهاية ) ا هـ .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أصل هذه الكلمة من قولهم ( لِمَ ) ، والمعنى : أي وإن اختلفوا في سبب ذلك وعلته .

وقال الإمام عضد الدين الإيجي – رحمه الله تعالى – في بيان الفرقة الناجية ، بعد أن عدد فرق الهالكين ( المواقف ص /430 ) :
( وأما الفرقة الناجية المستثناة الذين قال النبي – صلى الله عليه وسلم– فيهم " هم الذين على ما أنا عليه وأصحابي " فهم الأشاعرة والسلف من المحدثين وأهل السنة والجماعة ، ومذهبهم خالٍ من بدع هؤلاء ) ا هـ .

وقال الإمام الجلال الدواني – رحمه الله تعالى – ( شرح العقائد العضدية 1 / 34 ) :
( الفرقة الناجية ، وهم الأشاعرة أي التابعون في الأصـول للشيخ أبي الحسـن ... فـإن قلت : كيف حكم بأن الفرقة الناجية هم الأشاعرة ؟ وكل فرقة تزعم أنها ناجية ؟ قلت سياق الحـديث مشعر بأنهم – يعني الفرقة الناجية – المعتقدون بما روي عن النبـي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وذلك إنما ينطبق على الأشاعرة ، فإنهم متمسكون في عقائدهم بالأحاديث الصحيحة المنقولة عنه صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه ، ولا يتجاوزون عن ظواهرها إلا لضرورة ، ولا يسترسلون مع عقولهم كالمعتزلة ) اهـ .

والاقتصار على الأشاعرة في نصوص الأئمة إنما ذلك لكونهم أغلب أهل السنة ، فلا يفهم منه إخراج غيرهم من طوائف أهل السنة من الفرقة الناجية ، فمن لم يكن منهم متبعاً للإمام الأشعري فهو موافق له .

وقال العارف بالله الإمام ابن عجيبة رحمه الله تعالى ( تفسير الفاتحة الكبير , المسمى بـ " البحر المديد " ص/607 ) : ( أما أهل السنة فهم الأشاعرة ومن تبعهم في اعتقادهم الصحيح , كما هو مقرر في كتب أهل السنة ) اهـ .
وابن عجيبة هو أبو العباس أحمد بن محمد بن عجيبة الحسني الفاسي , العلامة المحقق الفهامة البارع المدقق الصوفي الجامع بين الشريعة والحقيقة , وفاته رحمه الله تعالى سنة 1224هـ . ( شجرة النور الزكية ص/400 , وانظر ترجمته في فهرس الفهارس 2/854 ) .

قال الإمام تاج الدين السبكي – رحمه الله تعالى – ( طبقات الشافعية 3 / 365 ) :
( قال الشيخ الإمام – يعني والده التقي السبكي – فيما يحكيه لنا : ولقد وقفت لبعض المعتزلة على كتاب سماه طبقات المعتزلة ، وافتتح بذكر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، ظناً منه أنه – برأه الله منهم – على عقيدتهم ، قال : وهذا نهاية في التعصب ، فإنما ينسب إلى المرء

من مشى على منواله . قلت أنا للشيخ الإمام : ولو تم هذا لهم لكان للأشاعرة أن يعدوا أبا بكر وعمر رضي الله عنهما في جملتهم ، لأنهم عن عقيدتهما وعقيدة غيرهما من الصحابة فيما يدعون يناضلون ، وإياها ينصرون ، وعلى حماها يحومون . فتبسم ، وقال : أتباع المرء من دان بمذهبه وقال بقوله على سبيل المتابعة والاقتفاء الذي هو أخص من الموافقة ، فبين المتابعة والموافقة بون عظيم ) ا هـ .

وقال الإمام عبدالقاهر البغدادي – رحمه الله – ( الفرق بين الفرق ص / 19 ) :
( . . فأما الفرقة الثالثة والسبعون فهي أهل السنة والجماعة من فريقي الرأي والحديث دون من يشتري لهو الحديث ، وفقهاء هذين الفريقين وقراؤهم ومحدثوهم ومتكلموا أهل الحديث منهم ، كلهم متفقون على مقالة واحدة ... وليس بينهم فيما اختلفوا فيه منها تضليل ولا تفسيق وهم الفرقة الناجية ... فمن قال بهذه الجهة التي ذكرناها ولم يخلط إيمانه بشيء من بدع ...... سائر أهل الأهواء فهو من جملة الفرقة الناجية – إن ختم الله له بها – ودخل في هذه الجملة جمهور الأمة وسوادها الأعظم من أصحاب مالك والشافعي وأبي حنيفة والأوزاعي والثوري وأهل الظاهر .... ) ا هـ .

وقال أيضاً ( أصول الدين ص / 309 ) بعد أن عددّ أئمة أهل السنة والجماعة في علم الكلام من الصحابة والتابعين وتابعيهم إلى أن قال :
( . . ثم بعدهم شيخ النظر وإمام الآفاق في الجدل والتحقيق أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري الذي صار شجاً في حلوق القدرية ..... وقد ملأت الدنيا كتبه ، وما رزق أحد من المتكلمين من التبع ما قد رزق ، لأن جميع أهل الحديث وكل من لم يتمعزل من أهل الرأي على مذهبه ) ا هـ .
وقال الإمام الزاهد القدوة أبو عمرو الداني – رحمه الله تعالى – ( الرسالة الوافية في معتقد أهل السنة والجماعة ص / 117 ) :
( اعلموا أيدكم الله بتوفيقه و أمدكم بعونه وتسديده ، أن قول أهل السنة والجماعة من المسلمين المتقدمين والمتأخرين من أصحاب الحديث والفقهاء والمتكلمين . . )

ثم شرع ببيان اعتقاد أهل السنة ، وقوله ( الفقهـاء والمتكلمين ) يعني بهم الأشاعرة والماتريدية ، ورسالته زاخرة بأدلة التقديس رحمه الله ، كيف لا و شيخه وأستاذه هو شيخ أهل السنة القاضي أبو بكر الباقلاني – رحمه الله تعالى – ورضي عنه .


والإمام أبو عمرو الداني أعرف من أن يعرّف ، هو الذي يقـول فيه الإمـام الذهبي – رحمه الله – ( الإمام الحافظ المجوّد المقرئ الحاذق عالم الأندلس ) وقال ( إلى أبي عمرو المنتهى في تحرير علم القراءات وعلم المصاحف ، مع البراعة في علم الحديث والتفسير والنحو وغير ذلك ) ( سير أعلام النبلاء 18 / 77 وما بعدها ) .

وقال حجة المتكلمين الإمام أبو المظفر الإسفراييني – رحمه الله تعالى – ( التبصـير في الدين ص / 111 ) بعد أن شرح عقيدة أهل السنة :
( وأن تعلم أنّ كل من تدين بهذا الدين الذي وصفناه من اعتقاد الفرقة الناجية فهو على الحق وعلى الصراط المستقيم ، فمن بدّعه فهو مبتدع ومن ضلله فهو ضال ومن كفره فهو كافر ) اهـ .

فانظر يا رعاك الله كيف هي خطورة الأمر ، لتعلم استهتار الذين يقعون في أعراض الأشاعرة ويثلبونهم ويضللون عقائدهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

وقال الإمام أبو إسحاق الشيرازي – رحمه الله تعالى – ( طبقات الشافعية 3 / 376 ) :
( وأبو الحسن الأشعري إمام أهل السنة ، وعامة أصحاب الشافعي على مذهبه ، ومذهبه مذهب أهل الحق ) اهـ .

وناهيك بأبي إسحاق الشيرازي علماً وفقهاً وديانة وورعاً وتقدماً في الدين .
وسئل الإمام ابن حجر الهيتمي – رحمه الله تعالى – عن الإمام أبي الحسن الأشعري والباقلاني وابن فورك وإمام الحرمين والباجي وغيرهم ممن أخذ بمذهب الأشعري ، فأجاب :
( هم أئمة الدين وفحول علماء المسلمين ، فيجب الاقتداء بهم لقيامهم بنصرة الشريعة وإيضاح المشكلات وردّ شبه أهل الزيغ وبيان ما يجب من الاعتقادات والديانات ، لعلمهم بالله وما يجب له وما يستحيل عليه وما يجوز في حقه ........ والواجب الاعتراف بفضل أولئك الأئمة المذكورين في السؤال وسابقتهم وأنهم من جملة المرادين بقوله صلى الله عليه وسلم " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين " فلا يعتقد ضلالتهم إلا أحمق جاهل أو مبتدع زائغ عن الحق ، ولا يسبهم إلا فاسق ، فينبغي تبصير الجاهل وتأديب الفاسق واستتابة المبتدع ) ا هـ . ( الفتاوى الحديثية ص / 205 ) .

وقال العلامة السفاريني الحنبلي – رحمه الله تعالى – ( لوامع الأنوار البهية 1 / 73 ) :
( أهل السنة والجماعة ثلاث فرق :
الأثرية ، وإمامهم أحمد بن حنبل رضي الله عنه .
والأشعرية ، وإمامهم أبو الحسن الأشعري رحمه الله .
والماتريدية ، وإمامهم أبو منصور الماتريدي رحمه الله تعالى ) ا هـ .

وقال الإمام المرتضى الزبيدي – رحمه الله تعالى – ( إتحاف السادة المتقين 2 / 6 ) :
( إذا أطلق أهل السنة والجماعة فالمراد بهم الأشاعرة والماتريدية ) ا هـ .

وقال أيضاً في موضع آخر ( 2 / 86 ) :
( والمـراد بأهـل السنـة هم الفرق الأربـعة ، المحـدثون والصوفية* والأشاعرة والماتريدية ) ا هـ .

ومما يستشهد به في هذا الباب رسالة أبي جعفر الطحاوي – رحمه الله – في العقيدة ، المسماة بالعقيدة الطحاوية ، التي أجمل فيها اعتقاد السلف رضوان الله عليهم ، وهي مما أطبقت الأمة عليه وتلقته بالقبول ، وما تضمنته هذه العقيدة هو ما يعتقده الأشاعرة ، سوى مسائل يسيرة لا تستلزم تضليلا ولا تفسيقاً .

قال الإمام التاج السبكي – رحمه الله تعالى – ( طبقات الشافعية 3 / 377 ) :
( سمعت الشيخ الوالد يقول : ما تضمنته عقيدة الطحاوي هو ما يعتقده الأشعري ... وأنا أعلم أن المالكية كلهم أشاعرة لا أستثني منهم أحداً ، والشافعية غالبهم أشاعرة لا أستثني إلا من لحق منهم بتجسيم أو اعتزال ممن لا يعبأ الله به ، والحنفية أكثرهم أشاعرة ... لا يخرج منهم إلا من لحق منهم بالمعتزلة ، والحنابلة أكثر فضلاء متقدميهم أشاعرة لا يخرج منهم إلا من لحق بأهل التجسيم ) ا هـ .

وهؤلاء الذين ذكرهم الإمام التقي السبكي من أتباع إمام أهل السنة أبي الحسن الأشعري هم جل الأمة وسوادها الأعظم الذين نفى عنهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم - الاجتماع على الضلالة ، والذين لا يفتأ أهل العلم ينصون على أنهم هم الفرقة الناجية المنصورة ، كما مر معنا من قول الإمـام عبد القاهر البغدادي - رحمه الله – وكمـا سيأتي من أقـوال أعـلام الأمة .

وقال الإمام العلامة أحمد الدردير – رحمه الله تعالى – في شرحه على منظومته في العقائد المسماة بـ " خريدة التوحيد " (ص / 194) :
( واتبع سبيل الناسكين العلماء ) ثم شرح عبارته فقال ( جمع عالم وهو العارف بالأحكام الشرعية التي عليها مدار صحة الدين اعتقادية كانت أو عملية والمراد بهم السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان وسبيلهم منحصر في اعتقاد وعلم وعمل على طبق** العلم ، وافترق من جاء بعدهم من أئمة الأمة الذين يجب اتباعهم على ثلاث فرق ، فرقة نصبت نفسها لبيان


* أي على مطابقة العلم .
** المراد بالصوفية صوفية أهل السنة والجماعة مثل الجنيد ومعروف الكرخي وبشر الحافي ومن جاء بعدهم وسلك مسلكهم باتباع الكتاب والسنة .


الأحكام الشرعية العملية وهم الأئمة الأربعة وغيرهم من المجتهدين ، ولكن لم يستقر من المذاهب المرضية سوى مذاهب الأئمة الأربعة ، وفرقة نصبت نفسها للاشتغال ببيان العقائد التي كان عليها السلف وهم الأشعري و الماتريدي ومن تبعهما ، وفرقة نصبت نفسها للاشتغال بالعمل والمجـاهدات على طبق ما ذهب إليه الفرقتان المتقدمتان وهم الإمام أبو القاسم الجنيد ومن تبعه ، فهؤلاء الفرق الثلاثة هم خواص الأمة المحمدية ومن عداهم من جميع الفرق على ضلال وإن كان البعض منهم يحكم له بالإسلام فالناجي من كان في عقيدته على طبق ما بينه أهل السنة ) ا هـ .

وقال الإمام العلامة عبد الله بن علوي الحداد - رحمه الله تعالى – ( نيل المرام شرح عقيدة الإسلام للإمام الحداد الصفحة / 8 ) :
( اعلم أن مذهب الأشاعرة في الاعتقاد هو ما كان عليه جماهير أمة الإسلام علماؤها ودهماؤها ، إذ المنتسبون إليهم والسالكون طريقهم كانوا أئمة أهل العلوم قاطبة على مرّ الأيام والسنين ، وهم أئمة علم التوحيد والكلام والتفسير والقراءة والفقه وأصوله والحديث وفنونه والتصوف واللغة والتاريخ ) ا هـ .

وقال العـلامة ابن الشطي الحنبلي – رحمه الله تعالى – في شرحـه على العقيـدة السفارينية ( تبصير القانع في الجمع بين شرحي ابن شطي وابن مانع على العقيدة السفارينية ، الصفحة / 73 ) :
( قال بعض العلماء هم – يعني الفرقة الناجية – أهل الحديث يعني الأثرية والأشعرية والماتريدية ) ثم قال بعد ذلك بأسطر :
( فائدة : أهل السنة والجماعة ثلاث فرق ، الأثرية وإمامهم الإمام أحمد رضي الله عنه .
والأشعرية وإمامهم أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى .
والماتريدية وإمامهم أبو منصور الماتريدي رحمه الله تعالى ) ا هـ .

وقال الشيخ العلامة عبد الله بن خلف الدحيان – رحمه الله تعالى – تعليقا على تقسيم السفاريني أهل السنة إلى ثلاث فرق :
( فإذا قلت : لفظ الحديـث يقتضـي عدم التعْدِيَة* حيث قـال فيه " ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة كلهم في النار إلا فرقة واحدة وهي ما كان على ما أنا عليه وأصحابي " فالجواب : أن الثلاث فرق هي فرقة واحدة لأنهم كلهم أهل الحديث ، فإن
ـــــــــــــــــــــ
* أي أن لفظ الحديث يقتضي قصر النجاة على فرقة واحدة .

الأشاعرة والماتريدية لم يردوا الأحاديث ولا أهملوها ، فإما فوضوها وإما أولوها ، وكل منهم أهل حديث ، وحينئذ فالثلاثة فرقة واحد ، لاقتفائهم الأخبار وانتحالهم الآثار ، بخلاف باقي الفرق فإنهم حكّموا العقول وخالفوا المنقول فهم أهل بدعة وضلالة ومخالفة وجهالة والله تعالى أعلم ) ا هـ . ( تبصير القائع ص / 73 ) .

وقال الشيخ العلامة محمد بن علي بن سلوم – رحمه الله تعالى – في شرحه على العقيدة السفارينية مثل ذلك . ( شرح الدرة المضية ، الصفحة / 58 ) .
وقال العلامة المواهبي الحنبلي رحمه الله تعالى ( العين والأثر ص/53 ) :
(طوائف أهل السنة ثلاثة : أشاعرة , وحنابلة , وماتريدية , بدليل عطف العلماء الحنابلة على الأشاعرة في كثير من الكتب الكلامية وجميع كتب الحنابلة ) اهـ .

وقال المحدث محمد بن درويش الحوت البيروتي – رحمه الله تعالى – ( رسائل في بيان عقائد أهل السنة والجماعة ، الصفحة / 77 ) :
( فائدة : المالكية والشافعية أشعرية وإمامهم أبو الحسن الأشعري من ذرية أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، والحنفية ماتريدية وإمامهم أبو منصور الماتريدي ، وهما إماما أهل السنة والجماعة ، والحنابلة أثرية ) ا هـ .

وقال الإمام العلامة كمال الدين البياضي – رحمه الله تعالى – ( إشارات المرام من عبارات الإمام ، الصفحة 52 ) :
( إن الفرقة الناجية هم الجماعة الكثيرة المتمسكون بمحكمات الكتاب والسنة في العقائد ، فإنه المنطبق لما عليه الرسول – صلى الله عليه وسلم - ولما عليه الصحابة لا يتجاوزون عن ظاهرها إلا لضرورة مخالفة قطعي من الدليل النقلي والعقلي ، فإن حجج الله تتعاضد ولا تتضاد ) ا هـ .

ومن نظر بعين المعقول وتجرد للوصول إلى الحق علم يقيناً أنه ليس أحد من الطوائف ينطبق عليه هذا الوصف إلا الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث ، فهم الذي ملئوا الزمان والمكان ، وطبقوا الأرض شهرة وانتشاراً .

قال الإمام عبد القاهر البغدادي – رحمه الله تعالى – ( الفرق بين الفرق ، 247 ) :
( إن النبي – صلى الله عليه وسلم - لمّا ذكر افتراق أمته بعده ثلاثاً وسبعين فرقة وأخبر أن فرقة واحدة منها ناجية ، سئل عن الفرقة الناجية وعن صفتها ، فأشار إلى الذين هم على ما عليه هو وأصحابه ، ولسنا نجد اليوم من فرق الأمة من هم على موافقة الصحابة رضي الله عنهم غيرَ أهل السنة والجماعة من فقهاء الأمة ومتكلمي الصفاتية )


ثم أخذ رحمه الله يبين وجـوه عدم نجـاة بـاقي الفِرَق وضروب انحرافاتهم عن منهج الرسول – صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، ثم قال :
( وبان من هذا أن المقتدين بالصحابة من يعمل بما قد صحّ بالرواية الصحيحة في أحكامهم وسيرهم ، وذلك سنّة أهل السنة دون ذوي البدعة ، وصح بصحة ما ذكرناه تحقيق نجاتهم لحكم النبي – صلى الله عليه وسلم - بنجاة المقتدين بأصحابه ، والحمد لله على ذلك ) اهـ .

وقال الإمام ابن حجر الهيتمي – رحمه الله تعالى – ( الزواجر عن اقتراف الكبائر 82 ) :
( المـراد بالسنة ما عليه إماما أهل السنة والجمـاعة الشيخ أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي والبدعة ما عليه فرق المبتدعة المخالفة لاعتقاد هذين الإمامين وجميع أتباعهما ) ا هـ .

وقال العلامة طاش كبري زاده – رحمه الله تعالى – ( مفتاح السعادة 2 / 33 ) :
( ثم اعلم أن رئيس أهل السنة والجماعة في علم الكلام – يعني العقائد – رجلان ، أحدهما حنفي والآخر شافعي .

أما الحنفي فهو أبو منصور محمد بن محمود الماتريدي ، إمام الهدى ... وأما الآخر الشافعي فهو شيخ السنة ورئيس الجماعة إمام المتكلمين وناصر سنة سيد المرسلين والذاب عن الدين والساعي في حفظ عقائد المسلمين ، أبو الحسن الأشعري البصري .. حامي جناب الشرع الشريـف من الحديـث المفترى ، الذي قـام في نصرة ملـة الإسـلام فنصرها نصرا مؤزراً ) ا هـ .

وعلى الجملة ، فإن أقوال علماء الإسلام متفقة على أن الأشاعرة ومن وافقهم في الاعتقاد من طوائف أهل الحق هم الفرقة الناجية ، وهم المعنيون بقوله – صلى الله عليه وسلم - " ما أنا عليه وأصحابي " وهم الوسط بين الفرق المبتدعة ، فقد جانبوا أهل الزيغ وابتعدوا عنهم غاية البعد بحيث من رام بعداً عن الضلالة أكثر من بعدهم وقع فيها أو مال إليها .
 

الصقري

عضو مميز
اكتفي بهذا القدر من إظهار محتوى الكتاب والأمور المهمة فيه فمن أراد الاستزادة في أمر هذا الكتاب وتحميلة أحيله للرابط التالي

من موقع المستنير - http://www.almostaneer.com

لقراءة الكتاب وما فيه على الرابط التالي:

http://www.almostaneer.com/book_index.aspx?id=61

لحمل الكتاب على الورد بالرابط التالي:
http://www.almostaneer.com/books.aspx?cat=download

ولحمل الكتاب على نظام أكروبات على الرابط التالي:

http://www.almostaneer.com/books.aspx?cat=download



وأسأل الله أن يعم فائدتها على جميع المسلمين
 

الصقري

عضو مميز
أنت لم تحسن فهم الآيات ولم تحسن فهم الحديث

فمن أكثر من في الأرض؟؟ وأكثر الناس على أي ملة؟!!

تجد الجواب هم المشركون، هم أكثر من في الأرض، وهم أكثر الناس ، فلآية لا تعني المسلمين.

وبالنسبة للحديث الشريف خذ هذا وهو في صحيح البخاري وفيه:

حدثني ابن عباس قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

«عُرِضَتْ عليَّ الأمَم، فأخذَ النبيُّ يَمرُّ معه الأمَّة، والنبي يمر معه النفر، والنبيُّ يمرُّ معه العشرةُ، والنبيُّ يمرُّ معهُ الخمسةُ، والنبيُّ يمرُّ وحدَه، فنظرتُ فإذا سوادٌ كثير، قلتُ: يا جبريلُ هؤلاء أمَّتي؟ قال: لا، ولكنِ انظرْ إلى الأفُق، فنظرتُ فإذا سوادٌ كثير، قال: هؤلاء أمَّتك، وهؤلاء سبعون ألفاً قدّامَهم لا حسابَ عليهم ولا عذاب. قلت: ولمَ؟ قال: كانوا لا يَكتَوون، ولا يَسترْقون، ولا يتطيرون، وعلى ربِّهم يتوكلون. فقام إليه عُكاشة بن مِحْصن فقال: ادعُ اللّهَ أن يَجعلني منهم. قال: اللهمَّ اجعلْهُ منهم. ثم قام إليه رجلٌ آخرُ فقال: ادع اللّه أن يَجعلني منهم. قال: سبَقَكَ بها عكاشةُ».
 

ابوحسن

عضو مميز
ماشي ومقبوله منك أنا لا أحسن الفهم
أريد منك أن تثبت لى على ان علماء التفسير اجمعو على انها بالمشركين
الحديث الذي ذكرته على السواد الأعظم لا يمنع من أن الرجل من أمة محمد
سيدخل النار ثم مأله ألى الجنه بأذن الله تعالى
 

الصقري

عضو مميز
أنظر إلى كتب التفاسير وابحث عن هذا الإجماع - كما تقول

ثم لا أفهم معنى وسبب إيرادك وإتيانك للحديث وما تريد منه
 

بو حمد

عضو بلاتيني
النقاش بدا بنقاش عن كتاب الشيخ حمد السنان

ثم تحول الي تفسير ايات واحاديث .. والجدال حول الاشاعره واهل السنه والجماعة..

مما قرأت لم اجد اختلاف كثير بين المدرسه السلفيه و الاشاعره الا في ما يخص بتأويل الصفات.. (بحد علمي)

سؤالي للطرفين. على ماذا تم اخراج الاشاعره من دائرة اهل السنة والجماعه؟؟ (غير موضوع تاويل الصفات)

هل هناك اختلاف عقائدي اخر؟
 

الصقري

عضو مميز
لقب أهل السنة والجماعة لقب يشمل أهل الحديث والأثر والأشعرية والماتريدية كما دل على ذلك الشيخ السفاريني الحنبلي والعلامة خلف الدحيان - رحمهما الله تعالى.


وبالنسبة لصفات الله تعالى فالكل يؤمن بصفات الله عز وجل ولا يوجد من ينكر صفة من صفاته.


أما إذا أريد المتشابهات من الإضافيات فالأمر فيه بين طريقين وكلاهما مأثور عن السلف الصالح


طريق التفويض


طريق التأويل


المعارض لهذه الطريقين سنراه مفوض من حيث لا يدري ويؤول الأمور التي تتمشى مع هواه.


وقبل أن أنسى إنني أميل إلى أن لقب أهل السنة والجماعة يشمل حتى الطوائف الإسلامية الأخرى التي من كان منهم أكثر إلتزاما بالكتاب والسنة من الأوامر والنواهي فهو من أهل السنة والجماعة.


وبالنسبة لكتاب الشيخ حمد السنان - حفظه الله - كتاب جيد في محتواه مع تحفظي لبعض من الجمل والعبارات التي فيه .
 

أبو مالك

عضو بلاتيني
لقب أهل السنة والجماعة لقب يشمل أهل الحديث والأثر والأشعرية والماتريدية كما دل على ذلك الشيخ السفاريني الحنبلي والعلامة خلف الدحيان - رحمهما الله تعالى.

.

أين قـالا هذا القول ؟
وبأي شيء استدلا !!!
اذكر المرجع ؟


 

الصقري

عضو مميز
المصدر كتاب الشيخ حمد السنان والشيخ فوزي العنجري أنظر ما نسختُهُ لك في الصفحات السابقات
 

أبو مالك

عضو بلاتيني
أهل السنه يقولون مالهم وما عليهم بعكس أهل الأهواء

وقال العلامة السفاريني الحنبلي – رحمه الله تعالى – ( لوامع الأنوار البهية 1 / 73 ) :
( أهل السنة والجماعة ثلاث فرق :
الأثرية ، وإمامهم أحمد بن حنبل رضي الله عنه .
والأشعرية ، وإمامهم أبو الحسن الأشعري رحمه الله .
والماتريدية ، وإمامهم أبو منصور الماتريدي رحمه الله تعالى ) ا هـ .

لِمَ لم ينقل شيخكم ويتم كلام السفاريني في الصفحة (1/76)
{ .. وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم قال : "ستفترق أمتي ثلاثا وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة " فقيل له : من هم يارسول الله ؟ يعني الفرقة الناجية ، فقال : " هو من كان على مثل ما أننا عليه اليوم وأصحابي " ، وفي رواية : " ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة كلهم في النار إلا فرقة واحده وهي ما كان على ما أنا عيه واصحابي " قال بعض العلماء : هم يعني الفرقة الناجية أهل الحديث يعني الاثرية والأشعرية والماتريدية ، قلت ولفظ الحديث يعني قوله إلا فرقة واحده ينافي التعدد لذا قلت :
" وليس هذا النص جزمـا في فرقة إلا على أهل الأثر "
" وليس هذا النص " المذكور عن منبع النور ومصباح الديجور " جزما " يحتمل المصدرية أي أجزم به جزما أو أنه مفعول لأجله أي من جهة الجزم واليقين " يعتبر " أي يستدل به ويوافق " في فرقة " أي لا ينطق ويصدق على فرقة من الثلاث وسبعين فرقة " إلا على " فرقـة " أهـــل الاثـــر" وما عداهم سائر الفرق قد حكموا العقول ، وخالفوا المنقول ، عن الرسول صلى الله عليه وسلم والواجب أن يتلقى بالقبول فأنى يصدق عليهم الخبر أو يطبق عليهم الأثر "}

ليراجع كتاب
لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية
شرح الدرة المضية في عقيدة الفرقة المرضية
تأليف العلامة الشيخ محمد السفاريني الحنبلي
المكتب الإسلامي الطبعة الثالثة 1411هـ ـ 1991

* * * *
والشكر موصول
لأخينا المتبحر
وفقه الله في الدارين
وجعله قرير عين
لايخفاني ياعزيزي الأمر
ولكن من علم قلت زادهم
وكثرت مجادلاتهم
أعرض عنها
إلا لحاجة
ولك هـذه
:وردة:

* * *
كتاب ابن دحيان ليس بين يدي
ولعل اقتبس ما يراه في صالحة
ولا نستطيع ان نجزم بذلك
حتى أطلع عليه

* * *
وعلى كلِ العلماء الأعلام
من عهد الصحابة العظام
والتابعين الكرام
وتابعيهم والأئمة الكبار
كفونا ما نحن فيه من
بيان الحق الأبلج
ودحر الباطل اللجلج
 
* * * *
والشكر موصول
لأخينا المتبحر
وفقه الله في الدارين
وجعله قرير عين
لايخفاني ياعزيزي الأمر
ولكن من علم قلت زادهم
وكثرت مجادلاتهم
أعرض عنها
إلا لحاجة
ولك هـذه
:وردة:


ولك بمثلها : :وردة:!!:)

وأنا في الخدمة يا عزيزي !!:)
 
هـؤلاء هم الأشاعرة أتباع الإمام أبي الحسن الأشعري ، فمن هو هذا الإمام الفذ الذي انتسبوا إليه ؟


الاشاعره هم اتباع ابو الحسن الاشعري.. ممتاز..

ماذا عن شيوخ ابو الحسن الاشعري وشيوخ شيوخه؟؟ هل هم اشاعره ايضا؟
 
أعلى