درسنا أيام الثانوية العامة, وتحديدا تخصص الأدبي - علم النفس, عن مثلث أو هرم الحاجات لابراهام ماسلو , وهو المبين في الصورة أعلاه, حيث تبدأ أهم حاجات الإنسان من الأسفل إلى الأعلى:
5- الحاجات الفسيولوجية (المأكل - المشرب - التنفس - الجنس...)
4- ومن ثم الحاجة إلى الأمان (الأمن الصحي والوظيفي والأسري...)
3- والحاجة الاجتماعية أو القبول الاجتماعي (العلاقة الأسرية - الصداقة ...)
2- وبعدها الحاجة للتقدير (تقدير الذات, الثقة, الانجاز, احترام الآخرين, والاحترام من الآخرين)
1- أما أعلى الهرم فيأتي تحقيق الذات عبر (تحقيق الصورة التي يتخيلها الإنسان لنفسه, ويتمكن من مواجهة التحديات دون خوف من الفشل في تحقيق النجاح ويبدأ بالشعور بأنه في ظروف يستطيع من خلالها الابداع والتطوير)
*
* * *
وحتى يمكننا القول أن مشكلة البدون قد انتهت فنحن بحاجة إلى أن يكون البدون في أعلى الهرم, لا محاولة الاكتفاء بدرجة أو اثنتين من الهرم ثم يخرج بعض المسؤولين ليقولوا نحن قدمنا للبدون وأعطيناهم بنبرة "المنّة" , فلا منة إلا لله عز وجل فهو المنان وحده سبحانه, فما يُعطى للبدون هو حقوق وإن كانت ترقيعية حتى الآن!
لذا, يزعجني من يقول "يا جماعة حرام الناس ما يبون جنسية, يبون حقوق إنسانية"!! وهذا الحديث وإن كان متعاطفا, إلا أنه لا يخدم .. مع شديد الاحترام لمن يؤمن به ويردده.
البدون لو أخذ حقا, فإنه لن يسكت وسيُطالب بحق آخر, إلى أن يصل إلى أعلى الهرم, وقد يكون بنظر البعض "طمّاع" ولكنه ليس كذلك, ولكنها الفطرة التي تقوده إلى ذلك كـ"إنسان".
تفاجئت قبل شهور عند مشاهدتي لتقرير لإحدى المحطات الفضائية المحلية عن بائعي الخضار على الأرصفة من البدون, يقول أحدهم للمراسل - وقد غيرت الشمس الحارقة لون بشرته - أن مشكلتنا ليست كما يتصورها البعض, نحن نرى أنفسنا أبناء لهذا البلد, فبالتالي نريد مساواتنا مع ابن البلد الذي يحمل جنسيته!!!
نرى أن هذا الشاب اختصر كل شيء بهذا التصريح, مشكلة الشاب البدون ليس صرف "تموين" وإلغاء رسم "الدينارين" وصرف رخصة قيادة "ممغنطة" وأمور ترقيعية "ويالله مشّي حالك واحمد ربك" .. مشكلة الشاب البدون هو أنه يريد الوصول إلى أعلى الهرم عبر الحصول على حق المواطنة الكاملة!
إذا اكتفى الجيل الحالي "بالترقيع" ووجوده أسفل الهرم كمحاولة لترميم ما أفسدته سياسة السنوات الماضية, فإن الجيل القادم سيكون صعبا بكل تأكيد ولن يقبل أن يكون "بالأسفل" , هذا إذا افترضنا أن الجيل الحالي وهو بهذا الوعي الذي نشهده سيقبل بوضعه الحالي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* تفاصيل هرم ماسلو مقتبسة من الانترنت.