نـــــــــــــــــور
من
الـكـتـاب الـمـسـتـبـيـن
ثبت من مدارك أصحاب القلوب أنه سبحانه لم يجعل لأحد من الخلق سبيلا إلى معرفته إلا العجز عن معرفته , فيجب الإعتراف بالعجز عن معرفته وهذا غاية معرفته ولكن الحقائق الإلهية ظهرت برمتها بعد أن كُشفت رموز الأحدية بجملتها في ( المرآة ) أصل الأنوار ومحرم سر الأسرار المستغرق في غيب الهوية والمنمحي عنه التعينات السوائية الأتم الأمجد سيدنا ابو القاسم محمد صلى الله عليه وسلم .
أما الهوية الغيبية الأحدية والحقيقة الكامنة تحت السرادقات النورية والحجب الظلمانية في عماء وبطون وغيب وكُمون فلا إسم لها في عوالم الذكر الحكيم ولا رسم ولا أثر لحقيقتها المقدسة في الملك والملكوت وهي غير معروفة لأحد من الأنبياء والمرسلين ولا معبودة لأحد من العابدين . ولذا قال أشرف الخلق والمرسلين عليه أفضل الصلوات والتسليم : ما عرفناك حق معرفتك وما عبدناك حق عبادتك .
هذه الحقيقة الغيبية لا تنظر إلى الأسماء والصفات ولا تتجلى في صورة أو مرآة فهي الغيب المصون من الظهور , مستور غير مكشوف عن وجهها حجاب النور !
فيجب أن نعلم بعد هذا أن التوحيد الصحيح هو ما نزل به القرآن وجاء به الرسول من صفات الله فنفى عنه البطلان والتشبيه , إذن فلا نفي ولا تشبيه فنكون بذلك أخرجناه من الحدود : حد التعطيل وحد التشبيه .. وهو الله الثابت الموجود جل جلاله .
فكان أصل الظهور في الخلافة الإلهية والحقيقة القدسية التي لا بد لها وأن يكون لها وجه غيبي إلى الهوية الغيبية ( لا يحيط به أحد ولا يظهر ذلك الوجه أبدا ) ووجه إلى عالم الأسماء والصفات الذي من خلاله يتجلى في الحضرة الواحدية الجمعية .
فكان اسم الله هو الفيض الأقدس وأول مظهر من مظاهره الرحمن والرحيم ولهذا سبقت رحمته غضبه وظهر العالم ببسم الله الرحمن الرحيم .
أما الآن - ولكي - تتضح الرؤيا فيجب مراجعة معاني الرحمة في مواضعها الكثيرة في القرآن ويكفيكم قصة العبد الصالح مع موسى عليه السلام وارتباط الرحمة بالخُـــبــر الذي كان يملكه العبد الصالح بعد أن تحقق باسم الخبير . ( آتيناه رحمة من عندنا ) - ارجو الإنتباه لتكرار اسم الرحمن وإسم الخبير في القرآن الذي يساوي 45 !
وأود في هذا المقام أن اذكر بعجالة بعضا مما وفقني الله تعالى إليه في إحصاء أسمائه الحسنى و الربط المعجز بين الآية 82 من سورة الإسراء : وننزل من القرءان ما هو شفاءٌ ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا .
والآية 110 من نفس السورة : قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى .
وصورة العمل هكذا :
الشفاء والرحمة :
تكررت مشتقات " شفى" 8 مرات في القرآن الكريم وتكررت تكرارات الكلمات المشتقة من " رحم " 339 مرة والمجموع = 347
نلاحظ الآيات من 82 إلى 110 = 27 آية وعدد الكلمات في تلك الآيات = 379 , وأسماء الله الحسنى التي تكررت في تلك الآيات هي : الله / الشهيد / الخبير / البصير / القادر = 5 أسماء .
فيكون ناتج طرح الآيات 27 والأسماء 5 من عدد الكلمات الــ 379 = 347