حماس والغزو.. متى ننتهي من هذه الإشكالية؟
لو كان لي رأي في الاعلان مدفوع الثمن بخصوص موقف «حماس» من الغزو، لأشرت على أصحابه بعدم نشر الاعلان، ليس لانتفاء أهميته بل لانتفاء الحاجة اليه، خاصة في هذا الوقت. وأنا هنا أقدر نوايا وجهود اللجنة المشتركة لنصرة فلسطين ولدورها الكبير أثناء مذبحة غزة الأخيرة وأتفهم دوافعهم في نشر الاعلان المذكور، والذي كان له تأثير ايجابي يقابله أيضاً تأثير سلبي، وهذا ما حداني لكتابة هذا المقال.
موقف «حماس» من الغزو العراقي أخذ - بزعمي- مساحة أكبر مما تستحق في الساحة الاعلامية الكويتية وفي المدونات والمنتديات، وعندما أقول «أكبر مما تستحق» فاني أعني أنه مضى على الغزو العراقي للكويت أكثر من 18 عاماً، وبالتالي فاعادة فتح الموضوع في كل مرة نتحدث عن ضرورة مساندة اخواننا الفلسطينيين يصبح في ظني نوعاً من العبث أو المزاجية أو الانتقائية حين يتم استدعاء مواقف معينة من الذاكرة ونسيان مواقف أخرى قد تكون أشد وأنكى مما نتهم به «حماس».
«حماس» أعلنت منذ مدة طويلة أنها كانت مؤيدة ومساندة للكويت من خلال بيانات ومواقف رسمية موثقة لمن أراد الحقيقة. ولقد زارت قيادات «حماس» بدءاً من الشهيد الشيخ أحمد ياسين وخالد مشعل وغيرهم الكويت والتقت بالقيادة السياسية الكويتية. ولقد اطلعت شخصياً على بيانات وصور تؤكد هذا الموقف المبدئي لـ «حماس»، وانتهى الموضوع بالنسبة لي منذ سنوات عديدة، فالصورة واضحة. خاصة اذا أضفنا أن حركة فتح هي من كانت مسيطرة على القرار السياسي الفلسطيني، وموقف عرفات من الغزو واضح وموثق بالصوت والصورة، وكلنا يذكر لقاءاته وتصريحاته ابان الغزو في العراق ومقابلاته المبررة للغزو، وأن بعض قيادات «فتح» الحالية والتي لها علاقة بالسلطة الفلسطينية الحالية كانت مشاركة في قرار تأييد الغزو العراقي للكويت ومبررة له، بينما «حماس» لا تزال حركة ناشئة وليس لها صلاحيات سياسية أو تشريعية لكي تمثل السلطة الفلسطينية.
بعض الكويتيين، مع كامل التقدير لهم والتفهم لموقفهم، يعتقد أن كل الفلسطينيين أو أغلبهم كان مع الغزو العراقي، وأن «حماس» و«فتح» عينان في رأس واحدة. وهنا انتهى الموضوع أيضاً بالنسبة لي، فمن لديه قناعة لن تغيرها اعلانات مدفوعة الثمن أو مقال مؤيد لـ «حماس»، خاصة اذا كانت القناعة مبنية على عاطفة أو فقدان شهيد أو أسير أو تجربة سيئة مع الغزو.
الانتقائية تأتي من نسيان مواقف جميع الدول المؤيدة للغزو (الأردن، اليمن، السودان، السلطة الفلسطينية) ونسيان مواقف العراق الدولة الغازية والتي لم تقدم اعتذاراً رسمياً عن الغزو، وربط الغزو بصدام فقط، ولا زالت تفاوض في اسقاط ديون الكويت وتفاوض في اسقاط تعويضات الخطوط الكويتية! العراق الذي أرجع لنا أبناءَنا الأسرى في توابيت فيها بقاياهم، الانتقائية أن ننسى كل هذا ونسلط الضوء على «حماس» وكأنها هي من غزا الكويت ودمرها وانتهك حرماتها، ما لكم كيف تحكمون؟
الكويت تستقبل في كل يوم وفدا من العراق وتقدم المساعدات لجنوب البصرة وتقدم الدعم والمال والكهرباء للدولة التي غزتها ودمرتها وأحرقت نفطها، ونحن نهاجم «حماس» ليل نهار على أنهم ساندوا الغزو.. أي منطق هذا؟
الأردن ملكاً وحكومة وربما شعباً ساند العراق أثناء الغزو وهذا أيضاً موثق، ولكن من يجرؤ منا الآن على انتقاد مواقف الأردن أو الهجوم على الملك الراحل حسين ملك الأردن. الكويت الآن تقدم مساعدات مادية وبترولية للأردن.. هذه هي السياسة، هناك دائما المصالح والنظرة الشاملة والبعد عن العاطفة.
ليس عندي مشكلة في انتقاد «حماس» فهي حركة سياسية لها وعليها، وليس عندي مشكلة في كره «حماس»، فنحن في النهاية بشر تتحكم بنا العواطف أكثر من العقل في تصرفاتنا ومواقفنا.. ليس عندي مشكلة في الامتناع عن مساعدة «حماس».. ليس عندي مشكلة في كل هذا وأكثر. ولكن عندي مشكلة ومشكلة كبيرة في الانتقائية.
بعض الذين يكرهون حدس كرهوا «حماس»، وبعض الذين يكرهون الاخوان المسلمين كرهوا «حماس»، وبعض الذين يكرهون الاسلاميين كرهوا «حماس»، وبعض الذين يكرهون الفلسطينيين كرهوا «حماس»، وبعض الذين يكرهون «حماس» كرهوا «حماس».
لقد أوضحت «حماس» موقفها بالوثائق الدامغة وأوضح العراق مواقفه بالوثائق الدامغة وأوضح الأردن واليمن والسلطة الفلسطينية مواقفهم بالوثائق الدامغة، ولكل منا قناعاته وعواطفه ومشاعره وأحكامه المسبقة وتجاربه، فلننته من هذه المشكلة ولنتجاوزها، وكل محاسب على ما يقول ويفعل {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا}.
د.خالد القحص
___________________
اتمنى من الجميع ان يبتعد عن حرقه الانتخابية وينظر للموضوع كموقف كويتي خالص بعيداً عن الاغراض الانتخابية
فإدارة الشبكة والليبراليين يحاولون اثبات عدم وطنية حماس ومن ثم الاخوان باتجاه الكويت ومن ثم عدم الوصول لمقاعد البرلمان في الانتخابات القادمة
وفي المقابل نفس الدائرة من الاخوان
فإدارة الشبكة والليبراليين يحاولون اثبات عدم وطنية حماس ومن ثم الاخوان باتجاه الكويت ومن ثم عدم الوصول لمقاعد البرلمان في الانتخابات القادمة
وفي المقابل نفس الدائرة من الاخوان
نريد ان نتعقل وبتعد عن الميهله
:إستحسان:
:إستحسان:
المقالة اعجبتني