أخي وطني حر
ابدا ليس هناك داع للغضب منك أو من غيرك عموما بطبعي بعيد جدا عن الغضب إلا في حالات نادرة ليس ما قلته من ذلك النادر حتما ، وعلى أية حال غضبي منك أومن غيرك لن يؤثر في أحد كما لا أظنه بالأمر المهم عندك ولا عند ذلك الغير
اما ردي عليك الرد السابق بتلك اللهجة كان متناسبا مع ما قدمته من ( لا طرح ) في نقلك لمقالتي مع شكري وتقديري لنقلك الأمين لها، فحين تقوم بعملية لصق لمقالة كاملة ثم تضع فوقها سطرين لا يحتويان على أي نقد موضوعي ومطعمان بكلمتي ( ميكافيلية سياسية ) و ( انتهازية ) لا تتوقع ردا غير الرد المتناسب مع ما تطرحة ،الارتقاء بالحوارات والنقاشات مطلب مهم لكن هذي مسؤولية مشتركة بين المتحاورين والمتناقشين لا تحملنيها وانت تتبرأ منها ، وردي عبارة عن دعوة لتطرح نقاطا يمكن مناقشتها وأظن الدعوة وصلتك بشكل جيد .
ثم أني لم أقل ولا أظنك تعتقد بأنني أرى ما تفضلت به كلاما قاطعا لا يحتمل غير الصواب !! بطبيعة الحال كلامك ككلامي وكلام غيرنا يحتمل الصواب والخطأ ولكل الحق في رؤية الأمور من منظوره ويحترم في ذلك مادام رأيه معللا ومبررا ، وأظنه واضح أن ردي عليك يرسخ هذا المبدأ حيث أني رأيت كلامك خطأ لا احتمال للصواب فيه من وجهة نظري ومن هذا المنطلق رددت عليك
أما وصفك لدفعي بالضعيف فقد بنيته انت على التالي من قولك : ( أقول و من الذي يضمن بأن مخرجاتكم من الفرعيات هي ملائكة سياسية؟ ............- ثم تكرر نفس التساؤل بصيغة أخرى-حين تقول : و أزيد بتساؤلي و هل ستعتقد بأن مخرجات الأنتخابات الفرعية من مؤيدي الحركة سيسعون لأنهاء هذه الظاهرة و هم مستفيدون منها؟ )
بشكل واضح تريد رد دفعي ( الضعيف ) حسب وصفك بتساؤل !!! وهذا أمر لا أظنك تجهل عدم منطقيته ، فكيف يرد التفسير بتساؤل ؟ الذي أعرفه وأظنه بدهي في النقاش أن السؤال يراد من الاستيضاح أو أغراض أخرى ليس منها بحال تفنيد الأراء ، لعلك تريد الحكم على المستقبل من خلال شواهد من ممارسات سيئة حاضرة للفرعيات ونتائجها مع تسليمنا جدلا بأننتائج الفرعيات التي نتحدث عنها خرج منها نواب من حدس سيئين ، فهل قياس المستقبل على شواهد الحاضر يصلح للقطع بفساد المستقبل ( الذي تنشده حدس ) بالضرورة ؟! على الاقل ضع احتمال خطأك في قياسك هذا تبريرا لصحة رأيي بدل من أن تقول أن رأيي وتبريري ( دفعا ضعيفا ) .
لا أعلم مدى قوة التشابك عندك بين مصطلحات ومنطلقات عدة مثل البراغماتية ( الواقعيةالسياسية) سياسة الممكن ، دفع الضررين بأهونهما شرا وبين ( الميكافيلية ) الغاية تبرر الوسيلة أو كما تقول : ( الي تكسب به العب به ) ، بصراحة لم أسمع يوما أنالسياسة عبارة عن قواطع حتمية وثوابت راسخة لا يمكن تطويعها أو تغييرها حتى !! إن ما تراه ( ميكافيلية ) أراه ( براغماتية ) مشروعة في مثل الظروف الحالية والتي فصلت بها وبررت أسلوب التعامل معها في مقالي مستندا على قواعد شرعية ومنطقية ، لكنها لم تعجبك وأرى أن وصفك لها ( بالميكافيلية ) هو وصفف محبب لك إطلاقك عليها مهما فسرت وشرحت .
بشكل واضح مرة أخرى تريد حصر الفهم للمصطلاح حسب فهمك الخاص لها فـ( المثاليات ) التي ذكرتها خلال المقال فسرتها حسب منظورك بشكل حصري بـ( المبادئ والأسس ) الشرعية التي تنطلق منها الحركة !!! لا أعلم كيف اعتبرت كلامي عن المثاليات في ذلك السياق الواضح هوكلام عن المبادئ والأسس الشرعية ؟! تعتقد الاعتقاد حسب فهمك ثم تريدني أن التزم به ؟! سياق حديثي كان واضحا فيه أنني أفرق بين المثاليات وبين ما المبادئ والأسس الشرعية .
أن المثالية يا عزيزي لا تعني بالضرورة حسب ما فهمت حضرتك أنها الأسس والمبادئ الشرعية ، من الأسس والمبادئ الشرعية تحريم القتل والمثالية خلو العالم من القتل ، فهل التقت الأسس الشرعية والمثالية على أرض الواقع ؟ وهل عدم التقاؤهما يبطل الأسس الشرعية أو يجرح تلك الحلم المثالي ؟! واضح عدم التلازم الذي الزمت نفسك فيه من خلال فهمك للمثالية ، ارجو منك مراجعة ذلك .
فقرتك التالي : ( عرجا على الدلائل التاريخية على عدم مصداقية الحركة و انتهازيتها السياسية ففي هذا الموضوع بحث كبير و ما التحالف الحكومي مع الحركة بعد حل مجلس الأمة عام 1976 الا أكبر دليل و لكن لا أرى أية منفعة حقيقية من فتح باب النقاش بهذه الجزئية فهي ليست مرتبطة أرتباطا مباشر بالموضوع المطروح ) لقد قلت بنفسك نهاية الفقرة السابقة التالي : ( لا أرى أية منفعة حقيقية من فتح باب النقاش بهذه الجزئية فهي ليست مرتبطة أرتباطا مباشر بالموضوع المطروح ) ونا مثلك أرى ما رأيت وهذا ما يجعلني اتسائل عن طرحك لفقرة كما تقول أنت : ( ليست مرتبطة أرتباطا مباشر بالموضوع المطروح ) ربما هذه من الأمور التي أعلمها جيدا أيضا
أخيرا يا زميلنا الفاضل
كما قلت سابقا ، أحكامي ليس حدا قاطعا ، كما أنها ليست مسبقة على الاشخاص أو على ما يطرحون ، المسألة بسيطة أمامي واقعة أكتملت عندي شروط الحكم عليها قأصدر حكمي عليها ( الغير قاطع ) أختلفت الشروط والمعطيات سيختلف الحكم ، مثل ما حدث تماما ، سطرين بكلمتين غير موضوعيتين كان الحكم كما رأيت واتبعت الاسلوب المبني على ذلك الحكم في الرد جاء ردك بصورته الأخيره بهذا الشكل كان الحكم مختلفا فكان الأسلوب بالرد مختلفا ، وهكذا ، أسمحلي أن أحدد الأسلوب الذي يناسبني في الرد أظن أنذلكمن أبسط حقوقي طالما أن الاحترام هو سيد النقاش .
أما سؤالك الأخير عن معرفتي بمنطلقات كلامك ، فما رأيك أن تعتبره ( شعورا ) كما أن ما طرحته في موضوعك الأول لا يعدوا كونه شعورا أكثر منه موضوعية ، أيضا يمكنك تفنيد هذا الشعور إن استطعت
والله يقويك أخوي وطني حر ، تشرفنا
أخوك الطارق