..
....
........
(1)
للتو عدت من رحلة برية في عمق الصحراء الكويتية... أكثر ما إستمتعت به هو صحبة
أخ لي لايتحدث كثيراً وإذا تحدث جاب العيد.. لديه تساؤلات عديدة عن الحياة السابقة
للبدو وكيف قاوموا الصحراء وطبيعتها. ومن المعلومات التي اتحفنا بها المعلومات التي قالها
بأن تقريباً 70-80% من الأفاعي في صحراء الكويت أغلبها غير سامة أو أن سمها ليس بقاتل،
وشرحه المستفيض بأن السم ثلاث أنواع: سم للعضلات، سم للدم، وسم للأعصاب.
وسم العضلات يقوم بتخدير العضلات حتى تصل لعضلة القلب فتتوقف. وسم الدم يقوم بتخثر
الدم فتحدث الجلطات المتسارعة. وسم الإعصاب يقوم بتلف الخلايا العصبية و الجهاز العصبي.
طبعاً هذا الشرح ليس بدقيق ولكن كمعلومة أراها مفيدة جيدة. وقلت له مازحاً: سموم البشر
ربما أكثر فتكاً منها. رد قائلاً: أتعرف بأن أغلى ماتملكه الإفعى هو السم وليس من السهولة أن
تفقده فهي تحتاجه في ساعة الضرورة. وإذا فقدت السم إما بإفراغه في فريسة أو غيرها فهي
تحتاج لوقت طويل حتى تعوضه.
ومن الأمور التي إستمتعت بها أيضاً هذه المعلومة الخاصة بأن طبيعة الصحراء صعبة وعليه فإن
الله سبحانه وتعالى كفل للإنسان الذي يعيش في مثل هذه البيئة الكثير من البدائل التي
تعينه على مواجهة هذه البيئة. الكمأ أو الفقع غني بالبروتينات و غني بالأملاح التي يحتاجها
إنسان الصحراء... و الضب يعتبر من أغني الكائنات في الكوليسترول ولأن طبيعة الصحراء تحتاج
إلى نشاط مستمر و حركة دائمة فمثل هذه المصادر تعتبر غنية ومفيدة لهم.
أيضاً هناك النباتات و بقية المخلوقات الحية التي تساعد في تحسين و تغذية الإنسان في مثل
هذه البيئة. والأهم كله طبيعة الجمل و الماشية التي تقاوم تقلبات الصحراء و ترافق الإنسان.
كانت الأحاديث كثيرة ولدي عدة رحلات بالانتظار لن أتردد في معرفة مايدهشني من معلومات.
في المرة القادمة لدي سؤال عميق يختص بمعرفة النجوم والإستدلال بها.
(2)
ضحكت كثيراً من معرفة بعض أفكار البعض...
أحيانا أفكارك تفضحك... توديك بداهية... تثبت عليك ماتنكر... فالأفضل أن تراقبها جيداً.
نعم... أعتقد بأن هذا اَخر عهدي بمثل هذه الأمور... ليس تكبراً ولكن تنزهاً.
أعرف (صديق) وعلاقتي به أغلبها من بعيد لبعيد... إن شئت لك الحق أن تسميه صديق و إن
شئت لك الحق في غير هذه التسمية. المهم. صديقي هذا حسب معرفتي به والمعلومات
التي لدي عنه فهو ليس له إلا تجربة واحدة في التجارة وهي مرة واحدة ولدي تفاصيلها حسب قوله لي.
هو يقول: لم أكثرت للتجارة أو الأمور التجارية إلا لما صادفت فلان من الناس. وعملت كل شيء
لأن أصل إليه و أقنعه بمشروعي التجاري. عرضت عليه بكل الطرق و في كل مره لايرد علي
إلا المختصر الذي لايغني ولايسمن.. وبعد محاولات حثيثة وصلت لمرادي و كانأول مشروع
تجاري بالنسبة لي أنا، أما بالنسبة له فأنا أعلم أن لديه شراكات عديدة و هو ملتزم بها بحكم
العلاقات التجارية والشراكة.
بعد فترة زمنية ليست بالقصيرة، سمعت صديقي هذا، يقول محتجاً...: شفت شلون عقب ما
أغراني إني ادخل معاه في شراكه و نبدأ عملنا التجاري أصبح يهملني و يحتج بأن لديه شراكات أخرى!!!
يضيف محتجاً: طالماً أن له شراكات أخرى لماذا لم يخبرني من الأول؟! ولماذا وافق على
شراكتي؟! مشكلة التجار أن لديهم شراكات عديدة يحتجون بها متى ما أرادوا...!!
(3)
طبعاً... بعد أن ( مت ) من المضحك المبكي... قلت له... وفّر أحتجاجات لأمور أخرى..
فاحتجاجك يحتمل أمرين لاثالث لهما...
الأول.... حسب معلوماتي منك وليس من غيرك.. وبما أنك أنت الذي رغبت وسعيت وتعبت
وشقيت حتى تكون لك شراكة معه و أنت تعلم مسبقاً بوضعه و طبيعة عمله التجاري
وتعرف حتى شركائه.. فحجتك باطلة مهما حاولت التحجج بها...
الثاني... إذا انت تحتج بقولك بأنه هو ( وليس أنت ) الذي سعى لهذه العلاقة التجارية وبعد
أن تمت العلاقة بينكم تحت أي سبب تجاري، شخصي، أو حتى رومانسي إن شئت... فالأكيد
إن صَدَقَ كلامك فأنت تقصد علاقة تجارية مع ( جهة أخرى غير صاحبنا الأول ) حتماً...
فالمعلومات التي وصلتني منك بأن صاحبنا الأول لم يسعى لك بل أنت الذي سعيت له و إذا كان
هو الذي سعى لك فأنت حتماً تقصد اَخر غيره... ولايجب أن تتنرفز من من حقيقة قولي ذلك!!
(4)
قلت له... شرايك؟!!! تروح معاي البر و تتعلم من الصحراء كيف أن تميّز بين السراب و الماء...
وتتعلم كيف تحترص من أفكارك و من الأفاعي و أيضاً تستمثر ما توفرك له الطبيعة لمقاومتها..
وفوق ذلك كله تعرف مواقع النجوم و الجهات حتى تستهدي ولاتضيع في الضحى من النهار؟؟!!
لذلك ضحكت كثيراً مما عرفت من أمر صاحبنا هذا...
... أنا الاَن في ربوع الصحراء التي لاتعرف ( الهرج الزائد ) ولاترحم الاَيس كريم ولاتعرف الرومانسية الكاذبة.
... بذلك أنُهي فصلاً ( قد كان ) ..!!
:وردة:
وليس هناك أروع من قصيدة المرحوم الحكيم خلف أبو زويد الشمري و هو يخاطب ولده دخيل:
دخيل خذ مـن والـدك لـك مسالـه
مسالـةٍ مايفهـمـه كــل رجــال
احشم خويـك عـن دروب الرزالـه
تر الخوي عند الأجاويـد لـه حـال
المرجلـة بالـك وترخـي حبـالـه
حذرا تعيل ولا تراخـى لمـن عـال
البـل يفتـل مـن وبرهـا عقـالـه
والخيل تزلـج بالشبيلـي والأقفـال
كان انت ماتدعـى علـى كـل قالـه
تراك من حسبـة هـدومٍ لـه ازوال
وان كـان دلـوك ماتموحـه شمالـه
تر النشاما يطوحونـه علـى الجـال
ورفيقك الدانـي ليـا شفـت حالـه
احمل عليك مـن المعاليـق ماشـال
ياعـل رجـلٍ شوفتـه قـد حـالـه
عسى تـدور زوجتـه فيـه الابـدال
الحمـرة تـدرك معيـشـة عيـالـه
ولو كان مايبغى منه بـاق الاحـوال
وان صار لك من عوص الأنضا زماله
حمرا تورد بـك ليـا صنقـر الـلال
تمرس كما تمـرس خطـاة المحالـه
مع سهلةٍ عمال مـن جـاء معـه ذال
خلـه مـع الديـان تمشـي لحالـه
يا صار منت للمسـة الخشـم حمـال
تـرى رُبـْع يـومٍ مقعـدك بالشكالـه
يسوى حيـاةٍ عايشيـنٍ بـها انـذال
:وردة:
-