إنه من سليمان وإنه
بـــســــــــــــــــــــــــــــــــم الله الرحمن الرحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيم
الحمدلله الذي أرسل بالنبوة عبده وعلمنا على لسانه حمده ورغبنا فيما عنده ونسأله أن يصلي علي نبيه محمد وعلى آله وصحبه وأن يهدينا بأوضح دليل إلى أنجح سبيل وبأقوى حجة إلى أوضح محجة وأما بعد : - فقد توقفت عن الكتابة لبعض الوقت بسبب ضعف الحال واشتغال البال وأنا مع قلة البضاعة وكثرة الإضاعة لم أزل اُتابع بعض ما يرسله لي الأخوة الزملاء من مسائل غامضة خفية على الأذهان , صعبة على العقول والأحلام أرادوا من الفقير جوابها وكشف نقابها فما أمكنني إلا إسعاف مطلوبهم وإنجاح مأمولهم مع اختصار في المقال لضيق المجال وعلى الله التوكل في المبدأ والمآل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
قال جل جلاله في محكم كتابه : ما تعبدون من دونه إلا أسماءً سميتموها أنتم وءاباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان . الآية
وقال عز من قائل : أمر ألا تعبدوا إلا إيـــــــاهُ ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناسِ لا يعلمون . الآية
فجعلها عز وجل أسماء بلا مسمى وأشار إلى أن أكثر الناس لا يعلمون !! فهم ينطقون ولكن عن الهوى !
ويتعلمون ولكن ما يضرهم ولا ينفعهم !
ويعلمون ولكن ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون !
ويجادلون ولكن بالباطل ليدحضوا به الحق !
ويؤمنون ولكن بالجبت والطاغوت !
ويعبدون ولكن من دون الله !
ويبيتون ولكن ما لا يرضى من القول !
ويذكرون ولكن إذا ذُكروا لا يذكرون !
ويدعون ولكن مع الله إلها آخر !
ويصلون ولكن من الذين هم عن صلاتهم ساهون !
وينفقون ولكن لا ينفقون إلا وهم كارهون !
ويحكمون ولكن حكم الجاهلية يبغون !
ويخلقون ولكن إفكا , صم بكم عمي فهم لا يعقلون . الآية , فهؤلاء إن كانوا بالصورة المحسوسة ناساً فهم بالصورة المعقولة لا ناس ولا نسناس وكما قال علي بن ابي طالب كرم الله وجهه : أشباه رجال ولا رجال حلوم الأطفال وعقول ربات الحجال ! بل هم من الإنس المذكور في قوله تعالى : شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا . الأية
يتبع >>