الحاصل في فلسطين الآن دفع صائل لا شك فيه , بمعنى جهاد دفع , لا يُخصص الدعاء لحماس ولا تُخصص النصرة لحماس , بل لمسلمي فلسطين عموماً , فالتحزب لا يكون حتى في الدعاء , وهذا ما ينقمه القوم على السلفيين , فالدعوة والنصرة تشمل كل المسلمين في فلسطين .
والحاصل لا شك أنه الآن جهاد دفع , والشيخ محمد الحمود النجدي السلفي يقول ندعو لكل المجاهدين في فلسطين أن ينصرهم الله ويثبتهم ويكون للمسلمين في فلسطين .
والخلاف ليس في الحاصل الآن في فلسطين , بل في إجراءات حماس وتعاطيها مع الكيان الصهيوني , تعلم حماس أن بني صهيون رابع أقوى دولة , وكذلك تعلم أن أمريكا من ورائها , وتعلم أن الدولة العربية ليس بمقدورها نصرتها , وتعلم أنها ( حماس ) لا تملك من الأسلحة سوى ما يعينها على حرب الشوارع , وتعلم أن إسرائيل بمقدورها الهجوم والقتل ولا تكترث بمجلس الأمم المتحدة , ومع ذلك كانت تستفزهم لتكون النتيجة كما هو حاصل .
والآن أنا أسأل , لو كانت حماس أقل حدة في التعاطي مع اليهود , ألم يكن في ذلك حقناً للدماء !
فخلاف السلفيين معهم هو خلاف في الخطوة الأولى وليس في الحاصل الآن , وكما يقول الشيخ ابن باز والشيخ الألباني كذلك , بأنه الحاصل الآن أن الفلسطينيين مستضعفين في بلدهم , بل أحياناً لا يستطيعون التعبد كما ينبغي بسبب اليهود , فعليهم أن يختاروا أخف المفسدتين , فإذا كان تسليم السلطة لعباس وممارسة السياسة من خلال الهدن والمعاهدات ضرر ومفسدة , فلا شك أنها أقل بكثير من الحاصل الآن في قطاع غزة من تقتيل يومي وحمام دم لا زال مفتوحاً إلى اليوم , ولا نعرف متى يقف !
أتمنى أن تكون الصورة واضحة , فالجهاد بحد ذاته مطلوب , ولكن الجهاد ليس غاية , بل وسيلة , والنبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الأحزاب لم يخرج للأحزاب وهم كُثر , بل حفر الخندق ودافع حتى اختلف الأحزاب وتفرقوا بخدعة من الصحابي الجليل نعيم بن مسعو الغطفاني .
والنبي صلى الله عليه وسلم هادن اليهود واعترف بكيانهم في المدينة واعترف بوجودهم كي يتقي شرهم ويحمي الدعوة في بدايتها , على الرغم من عدم وجود أسلحة متطورة وأظنك ترى الشاشات وترى القنوات وتنظر كيف هي أسلحتهم قاتلهم الله .
أما المخالفين لهم , ففيهم من عقيدته سلفية , والاخوان خليط , تجد السلفي وتجد الأشعري وتجد الماتوريدي وتجدهم خليط وصوفي وغير ذلك , بل تجد بعضهم شيعة , وحماس في عناصر إن لم يخب ظني شيعة .
فالاخوان المسلمين خليط , تجدهم مثلاً في حماة كيف تمت المجزرة بسبب الاخوان , وكذلك في الجزائر وإن اختلف المسمى وسموا أنفسهم بجبهة الأنقاذ أو السلفية الجهادية .
الاخوان قاموا وتأسسوا على إعادة الخلافة سنة 1927 , ولهم طرق كثيرة ولكن الهدف والغاية واحدة , فهم كما يقول حسن البنا { نعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه } فلا يكترثون كثيراً بالعقيدة والخلاف العقدي , تجد ذلك مثلاً في تصريحات الكثير منهم وكيف يتعاطون مع الصوفية ومع من يسب الصحابة .
تجد مثلاً سلمان عودة حفظه الله , يرى أن الجفري لديه أخطاء بسيطة , مع العلم أن الجفري يقول أن الولي يخلق الجنين في بطن أمه ! والولي يحيي ويميت , فكيف يقول أخطاء بسيطة .
فالاخوان حريصون على تلك , ولكن في الجانب الحاكمي , بمعنى الحكم تجد بعضهم متشدد والبعض الآخر مميع .
مثلاً نأتي إلى مصر , كيف كانوا في عصر السادات وعصر جمال عبدالناصر , ثم انظر إلى عصرهم الآن كيف لديهم حزب في المجلس وكيف لديهم عضوة في مجلس الشعب .
فهم يريدون الحكم بأي طريقة والوصول السياسي , سواءً بالتفكير أو التفجير , التفجير من خلال ما حصل في الجزائر ومصر وسوريا واليمن كذلك , وبالتفكير من خلال التوغل السياسي في الحكومات من خلال الأحزاب السياسية والتمييع , كما حصل عندنا في الكويت وحقوق المرأة , ألم يفكروا حدس في ترشيح عضوة وأنتَ تعرفها وهي كاتبة معروفة وهي خولة !
ثم أن كلمة الخوارج لها معاني ومغازي , فهناك خارجي عقيدة , وهناك خارجي في منهجه , بمعنى لا يكفر المسلمين ولكن يدعو للخروج على الحكام ويكفر الحكام فقط .
لذلك كلمة السلفية كلمة كبيرة جداً تشمل كل المسلمين , بل تجد السلفي حليق , ولكن عقيدته ومنهجه سلفي , وتجد في الاخوان أيضاً سلفيوا عقيدة , ولكن طريقتهم إخوانية .
لذلك الخلاف من هم على منهج الإخوان ولكنهم سلفيوا عقيدة , أتصور أيضاً أنني وضحت الصورة , شربنشوخ عزيزي المستخدم .