الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد , اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واتبع سنته إلى يوم الدين ثم أما بعد...
التزاما بما سبق مني ببيان منزلة الواقدي عند أهل السنة وحكم روايته , ولكني لن أطيل بل أقتصر على المعنى المطلو وأعضدد ذلك حتى برأي من المذهب الشيعي ما مع سبق فتكون الحجة لازمة والمسألة واضحة.
ترك أهل السنة والجماعة أغلبهم رواية الحديث عن الواقدي وأخذوا منه علم السير والأنساب على تفصيل.
فكما ذهب بعض علماء الحديث إلى ضعفه في الرواية ذهب غيرهم إلى توثيقه , ولكن الصحيح أنه ضعيف في الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم , ومن هنا فقد خلت كتب المتون الستة من أحاديثه إلا حديث واحد عند ابن ماجة, ولكن يأخذ العلماء بما يرويه في السير والتراجم إذا وافق غيره في الرواية لا أن يتفرد.
وأهل السنة والجماعة يفرقون بين الرجال في علمهم وما يبرعون فيه , فقد يكون الرجل شيعيا ولكنهم يعلمون صدقه وورعه في الرواية عن طريق المتابعات مثلا فيأخذون روايته ولا يطرحون كل ما يخرج من الناس بسبب ضعفهم أو بدعهم ولكن يقسمون البدعة بين أن تكون في العقدية وبين أن تكون في الأخلاق والأقوال والأعمال ( ولقد فصلنا هذا الكلام ببعض التفصيل في سلسلة شرح الحديث )
وتلاحظ مثل هذا في ابن السائب الشيعي مثلا , يقول الذهبي رحمه الله عنه (( العلامة الأخباري أبو النضر محمد بن السائب بن المفسر وكان أيضا رأسا في الأنساب إلا أنه شيعي متروك الحديث يروي عنه ولده هشام وطائفة )) , فعلى الرغم من أنه مخالف في العقيدة إلا أن هذا لم يمنع الذهبي أن يقول إنه رأسا في الأنساب.
ولأضرب على هذا بمثال توضيحي , فعلى سبيل المثال الزميل بو محمد المشارك معنا في النقاش هو مخالف لنا في العقدية وفي الأصول وفي أغلب الأمور و فإذا وقع حادث ما وشهد لذلك شخصين أو ثلاثة أو أربعة وكان منعم بو محمد , فإن روايته هذه تعضدد رواية الآخرين ونوردها في كلامنا ولكن لا يعني هذا أننا نحتج برواية بو محمد إذا روى رواية وبالأحرى لو انفرد.
فهكذا الحال مع الواقدي فإن رتبته قد نزلت من التوثيق إلى الضعف بعد ثبات سوء حفظه مثلا في الروايات أو خطأه , ولكن لا يُهمل علمه الآخر وهو الأمر الذي برع فيه من علم السير والتراجم.
وقد فصل الذهبي رحمه الله القول بين الفريقين فقال :وقد تقرر أن الواقدي ضعيف ، يحتاج إليه في الغزوات ، والتاريخ ، ونورد آثاره من غير احتجاج ، أما في الفرائض فلاينبغي أن يذكر، فهذة الكتب الستة، ومسند أحمد، وعامة من جمع في الأحكام، نراهم يترخصون في إخراج أحاديث أناس ضعفاء ، بل ومتروكين ، ومع هذا لا يخرجون لمحمد بن عمر شيئا ، مع أن وزنه عندي أنه مع ضعفه يكتب حديثه، ويروى ،لأني لا أتهمه بالوضع،وقول من أهدره فيه مجازفة من بعض الوجوه ، كما أنه لا عبرة بتوثيق من وثقه، كيزيد ، وأبي عبيد، والصاغاني ، والحربي، ومعن ، وتمام عشرة محدثين ، إذ قد انعقد الإجماع اليوم على أنه ليس بحجة وأن حديثه في عداد الواهي ، رحمه الله.انتهى
يقول شيخ الإسلام رحمه الله (( وكثير من الناس لا يحتج بروايته المفردة إما لسوء حفظه وإما لتهمة في تحسين الحديث وإن كان له علم ومعرفة بأنواع من العلوم ولكن يصلحون للاعتضاد والمتابعة كمقاتل بن سليمان ومحمد بن عمر الواقدي وأمثالهما فإن كثرة الشهادات والأخبار قد توجب العلم وإن لم يكن كل من المخبرين ثقة حافظا حتى يحصل العلم بمخبر الأخبار المتواترة وإن كان المخبرون من أهل الفسوق إذا لم يحصل بينهم تشاعر وتواطؤ والقول الحق الذي يقوم عليه الدليل يقبل من كل من قاله وإن لم يقبل بمجرد إخبار المخبر به))
ولأضرب على هذا بمثال توضيحي , فعلى سبيل المثال الزميل بو محمد المشارك معنا في النقاش هو مخالف لنا في العقدية وفي الأصول وفي أغلب الأمور و فإذا وقع حادث ما وشهد لذلك شخصين أو ثلاثة أو أربعة وكان منعم بو محمد , فإن روايته هذه تعضدد رواية الآخرين ونوردها في كلامنا ولكن لا يعني هذا أننا نحتج برواية بو محمد إذا روى رواية وبالأحرى لو انفرد.
فهكذا الحال مع الواقدي فإن رتبته قد نزلت من التوثيق إلى الضعف بعد ثبات سوء حفظه مثلا في الروايات أو خطأه , ولكن لا يُهمل علمه الآخر وهو الأمر الذي برع فيه من علم السير والتراجم.
وقد فصل الذهبي رحمه الله القول بين الفريقين فقال :وقد تقرر أن الواقدي ضعيف ، يحتاج إليه في الغزوات ، والتاريخ ، ونورد آثاره من غير احتجاج ، أما في الفرائض فلاينبغي أن يذكر، فهذة الكتب الستة، ومسند أحمد، وعامة من جمع في الأحكام، نراهم يترخصون في إخراج أحاديث أناس ضعفاء ، بل ومتروكين ، ومع هذا لا يخرجون لمحمد بن عمر شيئا ، مع أن وزنه عندي أنه مع ضعفه يكتب حديثه، ويروى ،لأني لا أتهمه بالوضع،وقول من أهدره فيه مجازفة من بعض الوجوه ، كما أنه لا عبرة بتوثيق من وثقه، كيزيد ، وأبي عبيد، والصاغاني ، والحربي، ومعن ، وتمام عشرة محدثين ، إذ قد انعقد الإجماع اليوم على أنه ليس بحجة وأن حديثه في عداد الواهي ، رحمه الله.انتهى
يقول شيخ الإسلام رحمه الله (( وكثير من الناس لا يحتج بروايته المفردة إما لسوء حفظه وإما لتهمة في تحسين الحديث وإن كان له علم ومعرفة بأنواع من العلوم ولكن يصلحون للاعتضاد والمتابعة كمقاتل بن سليمان ومحمد بن عمر الواقدي وأمثالهما فإن كثرة الشهادات والأخبار قد توجب العلم وإن لم يكن كل من المخبرين ثقة حافظا حتى يحصل العلم بمخبر الأخبار المتواترة وإن كان المخبرون من أهل الفسوق إذا لم يحصل بينهم تشاعر وتواطؤ والقول الحق الذي يقوم عليه الدليل يقبل من كل من قاله وإن لم يقبل بمجرد إخبار المخبر به))
من ما سبق يتضح معنى تضعيف أهل السنة والجماعة له في الرواية مع قبولهم فيما يرويه في مجال السير والتارجم مع المتابعة , وهذا الكلام يكفي في إثبات معنى كلامهم ولكن بما أن الجدال صفة لازمة عند زميلنا بو محمد فيلزمه إذا الإنصياع لقول علماءه وأئمته مما أوردناه.
وقد نبهت عليه وأوردت أقوال أئمته من كتبهم لعله يرجع ويقرأ وتركت له هذه المهلة لعله يتابع ولكنه حتى لم يقرأ بدليل أنه عاد يسأل نفس الأسئلة بنفس الأسلوب.
وهذا المعنى الذي سبق يؤيده أيضا عالم من علماء الشيعة فيقول محمد هادي اليوسفي الغروي موسوعة التاريخ الإسلامي (( وقال ابن النديم : كان عالما بالمغازي والسير والفتوح واختلاف الناس في الحديث والفقه والاحكام والاخبار)) انتهى
ومما ينبغي التنبيه عليه أن ابن النديم شيعيا وله رأي في الواقدي ونقله عنه غيره أيضا , فقد قال ابن النديم في فهرسته عن الواقدي : كان يتشيع , حسن المذهب ,يلزم التقية , وهو الذي روى ان عليا كان من معجزات النبي (ع ) كالعصا لموسى واحياء الموتى لعيسى بن مريم (ع ) , وغير ذلك من الاخبار .
ونقل هذا القول عنه السيد الامين العاملي صاحب ((اعيان الشيعة ))وترجم له , وكذلك ذكره آقا بزرك الطهراني في ((الذريعة الى تصانيف الشيعة )) عند الحديث عن تاريخ الواقدي. انتهى انظر المصدر السابق.
ومن هنا فإن نقل بو محمد يبطل كل روايات الواقدي في هذه المعجزات بشهادته هو , فالواقدي إن كان شيعيا عاش بالتقية , فقد نقل بعض من فضائل ابو بكر رضي الله عنه شيعي حسن المذهب على رأي علماء الشيعة ...
فإذا كان أهل السنة والجماعة يقبلون خبره لاسيما وقد أكد خبر ابن اسحاق المشهور عنه في جل الكتب والذي جاء من طريق آخر , فإن الشيعة يعتبرونه اي الواقدي - سواء كان سنيا أو شيعا - إماما في هذا الفن ويروون عنه و يعلوون هامته بين علماء الأخبار فثبت شهادته في هذا الباب من كل الوجوه .
والحمد لله رب العالمين